ركزت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم الثلاثاء٬ اهتماماتها حول التحولات السياسية التي يشهدها العالم العربي٬ مع ما يشوبها من مد وجزر٬ ومن ضمنها تداعيات الأزمة السياسية في تونس وتطورات الأحداث في مصر وليبيا التي تتأهب لتخليد الذكرى الثانية لثورتها٬ وكذا حول الحوار الوطني في مملكة البحرين٬ وفضيحة الرشوة التي هزت قطاع الطاقة في الجزائر٬ وموضوع الإصلاح السياسي في العالم العربي. ورصدت الصحف العربية الصادرة من لندن جانبا من تطورات الأوضاع على الساحة العربية٬ وخاصة في كل من مصر وتونس وسورية. فبخصوص الشأن السوري٬ كتبت صحيفة "الحياة" عن نجاة جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري ونائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة٬ إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي في المجلس٬ أمس من محاولة اغتيال لحظة مرورهم في معبر باب الهوا الى الأراضي السورية٬ بعد انفجار سيارة مفخخة قبيل دقائق من عبور سياراتهم. وأشارت الصحيفة إلى أن محاولة الاغتيال تزامنت مع اجتماع كانت ستعقده قيادة المجلس الوطني مع رئاسة الأركان العسكرية للجيش الحر٬ مؤكدة أن تأخر وفد المجلس في الوصول إلى المعبر ساهم في نجاتهم. وأبرزت "الحياة" أن أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني يقومون بجولة داخل الأراضي السورية للقاء ممثلي الكتائب والجيش الحر والقوى الميدانية والطبية وغيرها٬ والوقوف على حجم حاجياتهم ووضع خطة لتشغيل عدد من المعابر. وفي تطورات الأحداث في مصر٬ كتبت صحيفة "الحياة" عن تجدد المواجهات بين الأمن والمتظاهرين على أبواب قصر الاتحادية الرئاسي خلال احتجاجات نظمتها "قوى ثورية وشبابية" في الذكرى الثانية لتنحي الرئيس السابق حسني مبارك. أما صحيفة "الشرق الأوسط"٬ فتطرقت إلى انتخاب هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف٬ شوقي إبراهيم عبد الكريم٬ مفتيا للديار المصرية خلفا لعلي جمعة٬ مشيرة إلى عدم ارتباط المفتي الجديد بأي تيار سياسي أو ديني وانحيازه إلى الوسطية الأزهرية في شؤون الدين. وأشارت الصحيفة في المقابل إلى فشل مرشح جماعة الإخوان المسلمين في الحصول على الأصوات الكافية للمنافسة على منصب مفتي الجمهورية. وفي تجاذبات المشهد السياسي التونسي٬ كتبت "الشرق الأوسط" عن رفض المكتب التنفيذي لحزب النهضة مبادرة أمينه العام رئيس الحكومة حمادي الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط بدلا من الحكومة الائتلافية الحالية٬ مما طرح تساؤلات في الشارع التونسي عن مصير الجبالي الذي هدد بالاستقالة في حال عدم موافقة حزبه على مبادرته. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الاجراء يفتح الباب للتساؤل حول مصير حكومة الترويكا٬ في وقت تتحدث فيه مصادر عن اتجاه لتشكيل حكومة توافق موسعة بإضافة حزبين جديدين الى التحالف الثلاثي القائم. أما الصحف القطرية فقد ركزت اهتمامها على أشغال المؤتمر الدولي الأول لمجلس العلاقات العربية والدولية٬ الذي تشهده حاليا الكويت تحت عنوان "الوطن العربي والعالم .. رؤية مستقبلية"٬ مبرزة أن القضايا التي ناقشها المؤتمر تكتسب أهميتها من كونها نظرة استشرافية للمستقبل٬ تمهد الطريق للإصلاح الشامل. وفي هذا الصدد٬ كتبت صحيفة (الشرق) أن الاصلاح "سيظل مطلوبا بشدة في العالم العربي٬ ومخاطبة هذه القضية الهامة تحتاج إلى رؤية ثاقبة لإعادة النظر في منظومة العمل المشترك"٬ مشيرة الى أن "الخطوة الأولى تبدأ بإصلاح الأوضاع الداخلية لكل دولة عربية٬ وأن يكون الاصلاح شاملا٬ ويعالج كافة الجوانب بما فيها الاقتصادية والاجتماعية٬ وأنظمة التعليم". واعتبرت الصحيفة أن إصلاح الجامعة العربية "يعد مطلبا ملحا٬ ويبدأ بإصلاح النظام الاساسي لآلية اتخاذ القرار والانتقال من مبدأ الاجماع الى الاغلبية٬ لأن كثيرا من القضايا المهمة والأزمات٬ تحتاج الى قرار في وقته٬ وأيضا لتعزيز روابطها مع منظمات اقليمية ودولية تقدمت في خدمة شعوبها٬ وباتت مؤثرة على صعيد القضايا التي تهم السلم والأمن الدوليين". ومن جهتها٬ استعرضت صحيفة (الراية) الخطوط العريضة لكلمة الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني٬ رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في هذا المؤتمر٬ حيث "أكد أن الخطوة الأولى لإصلاح حال عالمنا العربي تبدأ بإصلاح الأوضاع الداخلية لكل دولة عربية "٬ مشيرا إلى أنه "ليس بالضرورة أن تقوم ثورة أو انتفاضة في دولة ما ليتم الإصلاح بل إن الإصلاح المدروس والمتدرج والمواكب للتطلعات الشعبية قد يكون أجدى وأنفع وأرسخ من إصلاحات متعجلة تفرضها الضغوط وفورات الحماس". وتركز اهتمام الصحف الاماراتية٬ بالخصوص٬ حول انطلاق الحوار الوطني في مملكة البحرين والتحولات السياسية التي يشهدها الوطن العربي. وهكذا أعربت صحيفة (البيان) عن أملها في أن تؤدي الأجواء الإيجابية التي أحاطت بانطلاق الحوار الوطني إلى عودة الهدوء والأمن والأمان إلى مملكة البحرين٬ مبرزة أن التفاؤل المصاحب لانطلاق الحوار "لم يأت من فراغ بل هو مبني على أسس ومؤشرات ستثبت الأيام مدى صحتها٬ تتمثل أساسا في القناعة السياسية للسلطة العليا للمملكة بأهمية التجاوب مع مطالب المشروعة للإصلاح". وأضافت أن اللقاء المشترك بين أطراف حكومية وتيارات سياسية مختلفة في البحرين "سيسهم قبل كل شيء في إذابة الجفاء ودرء الفتنة وإعادة تدعيم اللحمة الوطنية ونزع بذور الفرقة والتشكيك بين مختلف الأطراف السياسية البحرينية". من جانبها٬ أعربت صحيفة (الخليج) عن خشيتها من أن تتحول المتغيرات التي كانت تبشر بتحولات في الوطن العربي نحو الأفضل إلى "انعطافات من شأنها استنزاف قدرات كل بلد عربي من البلدان المعنية٬ سياسيا وأمنيا واقتصاديا ومجتمعيا خصوصا إذا ما استشرى العنف وتحول إلى وسيلة لإقصاء الآخر في زمن صار فيه الحديث عن الحرب الأهلية في منتهى السهولة"٬ منبهة إلى أن ثمة "من يرمي بذورا من هنا ومن هناك ويغذيها بنزف دموي باتت جروحه واضحة وجلية في الجسد العربي". وحذرت صحيفة (الخليج) من أن تنامي موجات التطرف وفتاوى القتل وعمليات الاغتيال السياسي "لا تبشر بخير أبدا فالدم يستسقي الدم وتشطير المجتمعات على نسق (معي أو ضدي) لا يبني أوطانا٬ بل يؤسس لصراعات ونزاعات دائمة"٬ مضيفة أن العنف "بيئة طاردة لكل شيء حيث السلم الأهلي يصير في خطر والاقتصاد يتدهور والآمال ببناء دولة مؤسسات قادرة وعادلة تتبدد٬ أما بيئة الحوار والاعتراف بالآخر فهي البديل الصحي السليم الذي يحفظ الأوطان وينتقل بها خطوات إلى الأمام نحو الأفضل وليس إلى الخلف". أما الصحف اللبنانية فتناولت٬ بالخصوص٬ موضوع صفقة محتملة للإفراج عن المخطوفين اللبنانيين التسعة في سورية الذين نقلوا إلى منطقة أعزاز على الحدود مع تركيا٬ عقب إعلان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية٬ أحمد معاذ الخطيب٬ مبادرته لحل الأزمة في سورية. وأشارت صحيفة (السفير) الى أنه منذ أن طرح الخطيب مبادرته الداعية لإطلاق سراح المعتقلين من النساء القابعين في السجون السورية٬ مقابل الحوار مع النظام٬ "بدأت تلوح في الأفق بوادر جعل ملف المخطوفين اللبنانيين في أعزاز٬ جزءا لا يتجزأ من صفقة شاملة تشمل الإفراج عن أزيد من ألفي معارض سوري٬ معظمهم من النساء٬ على أن تفرج المعارضة السورية عن العشرات من أنصار النظام السوري وبينهم بعض الضباط ومسئولين في الإدارات المحلية٬ بالإضافة إلى لبنانيي أعزاز". تابعت الصحف التونسية تداعيات الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد في ضوء ما أصبحت تواجهه مبادرة رئيس الحكومة٬ حمادي الجبالي٬ لتشكيل حكومة تكنوقراط في محاولة للخروج من الأزمة٬ من عراقيل واعتراضات من قبل حزبه "حركة النهضة" ومن حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الحليف الثاني في الائتلاف الحاكم. وفي هذا السياق٬ كتبت صحيفة "الصباح" أن الأزمة السياسية مستمرة بعد "تحالف النهضة والمؤتمر لإجهاض مبادرة حكومة الكفاءات التي يقترحها الجبالي"٬ متسائلة عما إذا كان الحزبان العضوان في "الترويكا" الحاكمة سيقودان "انقلابا" على الجبالي٬ ومشيرة مقابل ذلك إلى "إجماع" العديد من أطراف المعارضة ومنظمات المجتمع المدني والهيئات النقابية على تأييد مبادرة الجبالي باعتبارها المخرج الوحيد من الأزمة الحالية. ومن جهتها٬ اعتبرت جريدة "الصريح" في تحليلها للانقسامات والتجاذبات السياسية إزاء سبل الخروج من الأزمة أن هذه الممارسات "تمثل الخطر الأكبر الذي يهدد المسار الديمقراطي بالتوقف والإضمحلال٬ ويعيد البلاد إلى الفوضى المنتجة للديكتاتورية"٬ داعية كل الفاعلين في الساحة السياسية الى "التحرك بجدية لنزع فتيل الأزمة والتقريب بين وجهات النظر وتجسير هذه الخلافات القائمة وإعادة الطمأنينة إلى الناس لأن الشعور بالإحباط لديهم قد وصل إلى درجة تهدد بالانفجار". أما صحيفة "التونسية"٬ فقد كتبت في مقال تحليلي بعنوان "هل ماتت حكومة الكفاءات قبل أن تولد.." أنه في الوقت الذي برزت فيه في نهاية الأسبوع مؤشرات على إمكانية تجاوز مأزق تكوين فريق حكومي جديد وفق مقترح رئيس الحكومة٬ عادت الأمور منذ أمس إلى "ما يشبه نقطة الصفر٬ إن لم نقل إنها سائرة نحو التأزم بشكل أصبح يهدد الاستقرار السياسي للبلاد"٬ معتبرة أن ما يجري الآن على الساحة السياسية التونسية "يرهق محترفي السياسة ويعبث بأعصاب التونسيين جميعا". وركزت الصحف الجزائرية اهتمامها بفضيحة الرشوة التي هزت قطاع الطاقة بالجزائر وقيمتها 256 مليون دولار استفاد منها مسئولون بهذا البلد ضمنهم وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل٬ والوضع في تونس. وتساءلت صحيفة (الفجر) إن كان النائب العام لدى مجلس قضاء الجزائر٬ الذي أصدر أول أمس بيانا يرد فيه على ما تداولته الصحف الوطنية والإيطالية حول التحقيقات التي تقوم بها نيابة مدينة ميلانو الإيطالية بشأن الرشوة المزعومة٬ معتبرا أنها تدخل في إطار نفس القضية الخاصة بملف سوناطراك 2٬ قادرا على اعتراض سبيل شكيب خليل وجلبه للتحقيق معه٬ أو مجرد فتح تحقيق في قانونية النشاطات التي ما زال يقوم بها هنا في الجزائر!". ولمحت الصحيفة إلى أن خليل لا يزال هو"وزير الطاقة الفعلي٬ وله الكلمة الأولى والأخيرة في ما يتعلق بالصفقات التي تعقدها البلاد في مجال الطاقة". وتساءلت صحيفة (الشروق)٬ من جهتها٬ "هل يعقل أن تبلغ رشوة 256 مليون دولار باسم صفقات مشبوهة أو عمولات مضروبة٬ توجه فيها اتهامات مباشرة إلى وزير الطاقة السابق٬ شكيب خليل ومجموعة من المسئولين في شركة سوناطراك!"٬ مضيفة "هكذا تنهب أموال الجزائريين بالباطل٬ وتتحوí¸ل الرشوة والعمولة إلى جزء من وظيفة مفسدين لا يفرقون بين حقهم في الأجر والامتياز٬ وواجبهم في حماية 'ملك البايلك' وعدم إدخال أيديهم إلى بيت مال المسلمين!". وتابعت أن "الملايير التي تسرق من البنوك ومن سوناطراك ومن بقايا المؤسسات العمومية٬ وتسرق أيضا من خلال إبرام الصفقات المشبوهة وتزوير فواتير المشاريع التنموية وتضخيم الأغلفة المالية للمشاريع الكبرى٬ هي كلها في الأصل والفصل٬ ملك متوارث لكل الجزائريين٬ هي ثروة تبقى مخزونا وملكا للدولة٬ لكن المفسدين عاثوا فيها فسادا!". وبخصوص الشأن التونسي٬ سجلت الصحيفة ذاتها أن "حركة النهضة التونسية تواجه أخطر تحدي منذ تأسيسها٬ وهي التي صمدت أمام كل الهزات والمطاردات في عهد الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة ثم في عهد الرئيس الهارب زين العابدين بن علي٬ غير أن هذه الحركة التي عرفت كيف تحافظ على نفسها خلال سنوات المحنة تبدو الآن أقل صمودا أمام تحديات الحكم ومغريات المناصب٬ إذ بدأت تتصدع مع أول امتحان لها٬ وأصبح الشرخ واضحا بين ما يطلق عليه بحمائم الحركة وهم الذين كانوا في سجون بن علي٬ وبين صقورها الذين عادوا من المنفى بخطاب أكثر راديكالية". ومن جهتها٬ لاحظت صحيفة (الخبر) أن حالة من الهدوء السياسي بدأت تتسلل إلى مقار القوى السياسية الفاعلة التي تشتغل في الكواليس للحد من حالة الانفلات٬ وتزامن ذلك مع استعادة قوات الأمن لزمام المبادرة وإلقائها القبض على العشرات من المنحرفين الذين استغلوا حالة الفوضى التي سادت منذ الأربعاء الماضي لمواجهة الأملاك العامة والخاصة في عدد من المدن التونسية. واهتمت الصحف الليبية بالاستعدادات التي تشهدها مختلف المدن الليبية بمناسبة حلول الذكرى الثانية للثورة وحالة التأهب الامني التي تعرفها مختلف ربوع البلد وخاصة العاصمة طرابلس على خلفية الدعوات الى التظاهر في 15 فبراير الجاري "لتصحيح مسار الثورة". وفي هذا الاطار٬ كتبت صحيفة "ليبيا الجديدة" أن طرابلس تشهد انتشارا لرجال الامن في مختلف شوارعها على مدار اليوم استعدادا للاحتفالات بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير التي ستحل يوم الاحد المقبل٬ مؤكدة جاهزية الأجهزة الأمنية لتأمين الاحياء والشوارع وتنفيذ التعليمات الصادرة في هذا الشأن عن وزارة الداخلية و"الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه المساس بشرعية الدولة أو النيل من الثورة". وتصدرت الصفحة الاولى لصحيفة "فبراير" صورة تبرز الاستعدادات الامنية المكثفة التي تشهدها العاصمة طرابلس لتأمين هذه الاحتفالات٬ فيما كتبت الصحيفة في "بيان" موجه للشعب الليبي أن يوم 17 فبراير أضحى "هيستيريا لأولئك الذين مازالوا يعيشون في الظلام ويبثون الاشاعات لينغصوا على الليبيين فرحتهم بالعيد لأنهم من عشاق سفك الدماء". ومن جهتها٬ كتبت صحيفة "ليبيا الاخبارية" أن هذه المناسبة هي لحظة للوقوف على "ما تحقق من تحولات جذرية على درب بناء الدولة في مختلف الأصعدة وفي مقدمتها انتخابات المؤتمر الوطني العام وانتخاب الحكومة المؤقتة".