تركز اهتمام الصحف العربية٬ الصادرة اليوم الأربعاء٬ حول الحوار الوطني في مصر٬ وتفاعل الأزمة السياسية بتونس٬ والوضع في ليبيا التي تتأهب للاحتفال بالذكرى الثانية للثورة٬ والحوار الوطني اليمني٬ وأصداء فضيحة الرشوة التي همت قطاع النفط في الجزائر٬ إضافة لتطورات الملف السري. فقد تصدر موضوعا التصالح مع رجال الأعمال الهاربين والحوار الوطني الذي تشارك فيه رئاسة الجمهورية والقوى الوطنية اهتمامات الصحف المصرية. وبخصوص الموضوع الأول٬ كتبت جريدة "الأهرام" أن وزارة العدل شرعت في إعداد مشروع قانون لتعديل قانون الإجراءات الجنائية للإسراع بالتصالح مع رجال الأعمال والمستثمرين الهاربين وتسهيل عودتهم بما يسمح بسرعة عودة رؤوس الأموال من الخارج وضخ المزيد منها فى شرايين الاقتصاد المصري خلال المرحلة المقبلة. وأبرزت الصحيفة أن التصالح المرتقب سيترتب عنه رد الأموال والأراضي أو قيمتها مع التزام الدولة بعدم حبس المتهمين أو منعهم من السفر وتبديد أية مخاوف لديهم من اتخاذ اجراءات قانونية أو قضائية ضدهم٬ فيما أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن أوجاع الاقتصاد لا تحتمل التأجيل٬ معتبرة أن الاتفاق السياسي هو نقطة البداية لإنقاذ اقتصاد البلاد من أخطر أزمة يواجهها في تاريخه. وفي موضوع الحوار الوطني٬ سجلت صحيفة "الأهرام" أن مصر تمر بمرحلة دقيقة وأن الآلية الفاعلة لتجاوز المشهد الراهن هي التوصل إلى حوار وطني حول خريطة العمل المستقبلي٬ فيما أكدت جريدة "الحرية والعدالة" أن الحوار هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة الراهنة بعد فشل جولات العنف٬مبرزة أن الرئاسة رحبت بالحوار ووضعت كل القضايا الخلافية على طاولة المفاوضات. وأشارت صحيفة "الجمهورية" إلى أن مواقف وردود أفعال القوى السياسية من الحوار تباينت وأن القوى الإسلامية أكدت على أن جميع الخيارات مطروحة للنقاش بما فيها تغيير الحكومة أو إجراء تعديل وزاري وهو ما أكدته صحيفة "الشروق" التي نقلت عن مصادر من جماعة الإخوان المسلمين تخلي الرئيس مرسي عن تمسكه برئيس الوزراء هشام قنديل واستعداده لبحث إجراء تغيير وزاري واسع في حال وجود توافق في جلسة الحوار الوطني المقبلة. ورصدت الصحف العربية الصادرة من لندن تطورات الأوضاع في عدد من البؤر الساخنة في المنطقة العربية ولاسيما في سورية وتونس. فبخصوص تطورات الملف السوري٬ أشارت صحيفة "الزمان" إلى إعلان مفوضية حقوق الانسان في الاممالمتحدة٬ نافي بيلاي٬ أن حصيلة قتلى النزاع المستمر في سورية تناهز 70 ألف شخص٬ مبرزة تمكن مقاتلي المعارضة السورية٬ أمس٬ من السيطرة على مطار الجراح العسكري شمال سورية٬ واستيلائهم لأول مرة على طائرات "ميغ" حربية ما زالت في الخدمة٬ إضافة الى كميات كبيرة من الذخيرة. ومن جهتها٬ أشارت صحيفة "القدس العربي" إلى تقارير استخباراتية إسرائيلية تبرز عدم وجود آفاق راهنة لحسم الصراع في سورية رغم تزايد حدة العنف٬ ووسط تبدد التوقعات السابقة بشأن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد٬ مؤكدة أن طرفي النزاع "تعادلا داخل المواجهة". وأضافت أنه في الوقت الذي لا تزال فيه تقديرات الاستخبارات الغربية متمسكة بحتمية سقوط نظام الأسد٬ تشير سيناريوهات متداولة إلى "الغرق التدريجي لسورية في الفوضى". وارتباطا بالجهود السياسية والدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة٬ كتبت صحيفة "الحياة" أن اجتماع الهيئة السياسية للائتلاف الوطني للمعارضة السورية٬ غدا الخميس في القاهرة٬ سيكون حاسما في ما يتعلق باتخاذ قرار بشأن المبادرة التي أطلقها رئيس الائتلاف٬ معاذ الخطيب٬ والخاصة بدعوة مشروطة للحوار مع النظام السوري. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" عن وزير الخارجية السعودي٬ الأمير سعود الفيصل٬ تأكيده أن حل الأزمة السورية ووقف نزيف الدم لا يرتبطان بالوسطاء من الجامعة العربية والأمم المتحدة أو بالمواقف الدولية٬ بل يكمنان في النظام السوري الذي يرفض الحل السلمي وآلية انتقال السلطة٬ مطالبا المجتمع الدولي بتمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه. وفي ما يتعلق بالوضع السياسي في تونس٬ أشارت صحيفة "الحياة" إلى أنه في الوقت الذي اكتسبت خطة رئيس الوزراء التونسي٬ حمادي الجبالي٬ لتشكيل حكومة تكنوقراط للخروج من الأزمة السياسية المحتدمة زخما محليا ودوليا٬ تراجعت حركة النهضة الإسلامية الحاكمة جزئيا عن رفضها التام للخطوة٬ متوقعة على لسان رئيسها٬ راشد الغنوشي٬ تشكيل حكومة تشترك فيها الكفاءات والتيارات السياسية خلال أيام٬ وإن لم تستبعد الانسحاب من الحكم إن أصر الجبالي على خطته. وأضافت الصحيفة أن رئيس الحكومة يجري مشاورات مكثفة في الداخل والخارج لحشد التأييد والدعم السياسي لحكومته المرتقبة٬ مشيرة في هذا السياق إلى أنه أصبح يحظى بدعم من الدول الكبرى إضافة إلى دعم أحزاب المعارضة الرئيسية وشخصيات مستقلة بارزة٬ إلى جانب دعم المؤسسة العسكرية خصوصا وزير الدفاع الحالي٬ عبد الكريم الزبيدي٬ وقائد أركان الجيوش الثلاثة الجنرال رشيد عمار. أما صحيفة "الشرق الأوسط" فنقلت عن الغنوشي أمله في تشكيل حكومة موسعة قبل نهاية الأسبوع الحالي٬ مشددا في حديث خاص مع الصحيفة على أن حركة النهضة "تظل العمود الفقري للبلاد"٬ ومبرزا أن اغتيال المعارض شكري بلعيد "جزء من مسار التآمر على الثورة وضد الحكومة الائتلافية" التي تقودها حركة النهضة. وانصب اهتمام الصحف الإماراتية حول مؤتمر الحوار الوطني اليمني الذي ينطلق في 18 مارس المقبل والخطر النووي العالمي. وذكرت يومية "الخليج" أن اليمنيين "تغلبوا على خلافاتهم وتجاوزوا عقدة الحسابات الداخلية وأقروا الدخول في مؤتمر الحوار الوطني الذي حدد له تاريخ الثامن عشر من مارس المقبل موعدا لانطلاقه بعدما تعثر موعده لأكثر من مرة لأسباب مختلفة مما يؤكد أن "الحكمة اليمنية انتصرت في نهاية المطاف". وأضافت الصحيفة في افتتاحية بعنوان "انتصار الحكمة اليمنية"٬ أن مشاركة الأطراف السياسية كافة بمن فيها الحوثيون والحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار "مؤشر جيد ومهم على اقتناع هذه الأطراف بأنه لا مفر من الحوار الذي يجمع ولا يفرق٬ حوار يبحث مستقبل اليمن ودستوره الجديد الذي سيحدد شكل نظام الحكم القادم بشكل يرتضيه الجميع"٬ مشددة على أن اليمنيين سيكونون في مارس المقبل وجها لوجه أمام استحقاق جديد لرسم معالم المستقبل الجديد لوطنهم الذي يجب أن يرتكز على مبادئ قادرة على مواجهة التحديات التي تنتظرهم خلال السنوات المقبلة. أما الصحف اللبنانية فقد تحدثت عن اكتشاف جبل نفطي سائل شمال البلاد٬ وعن إعلان وزير المصالحة الوطنية السوري٬ علي حيدر٬ استعداده لإجراء محادثات مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية٬ أحمد معاذ الخطيب. وأشارت صحيفة "النهار" الى أنه بموجب آخر تقرير رفعه الاستشاري الفرنسي٬ بيسيب فرانلاب٬ إلى وزارة الطاقة والمياه٬ تبين للمرة الأولى وجود جبل نفطي سائل في المنطقة الواقعة عند الحدود اللبنانية القبرصية السورية ولكن ضمن المياه الإقليمية اللبنانية٬ ووجود أكثر من مكمن نفطي يحتوي على سوائل قدرت أحجامها ب 440 مليون برميل٬ وقد تصل إلى نحو 675 مليون برميل٬ وتعود هذه الكميات إلى ثلاثة مكامن من أصل خمسة تم مسحها وتحليل معطياتها٬ فضلا عن حوالي 15 تريليون قدم مكعب من الغاز في المنطقة عينها. وأوردت صحيفة "السفير" إعلان علي حيدر استعداده للقاء أحمد معاذ الخطيب خارج سورية مع رفضه شروط الائتلاف أن يتم الحوار على أساس تسليم السلطة٬ فيما كان الخطيب قد اقترح إجراء المفاوضات في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال البلاد لبحث رحيل نظام الرئيس بشار الأسد. وتطرقت الصحف التونسية لتفاعل الأزمة السياسية في البلاد٬ وأبرزت مبادرة رئيس الحكومة٬ حمادي الجبالي٬ الرامية إلى تشكيل حكومة تكنوقراط لا ينتمي أعضاؤها للأحزاب السياسية٬ مشيرة إلى ما لاقته هذه المبادرة حتى الآن من تأييد سواء من قبل أحزاب المعارضة أو بعض أطراف الائتلاف الحاكم. وفي هذا السياق٬ أبرزت الصحف إعلان حزب "التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"٬ أحد الشركاء في "الترويكا" الحاكمة ٬ عن "تأييده الكامل" لمبادرة الجبالي٬ حيث أكد رئيس الحزب٬ مصطفى بن جعفر في لقاء صحفي أمس٬ أن هذه المبادرة هي الوحيدة الكفيلة بإخراج البلاد من الأزمة التي تواجهها منذ شهور. وفي ارتباط بالتطورات الجارية٬ تحدثت الصحف التونسية عن تشكيل "مجلس وطني للحكماء" يضم عددا من الشخصيات الوطنية التونسية تتولى النظر في "الحلول الممكنة للخروج من الأزمة الراهنة التي تمر بها تونس"٬ والتي تعمقت منذ اغتيال المعارض السياسي شكري بلعيد الأسبوع الماضي٬ مشيرة إلى أن المجلس عقد أمس أول اجتماع له برئاسة رئيس الحكومة لتدارس الوضع الحالي في البلاد وتقديم المقترحات التي"تكفل الخروج من الأزمة القائمة". كما تناولت الصحف المشاورات المكثفة التي تشهدها كواليس الأحزاب السياسية في محاولة لتقريب شقة الخلاف بين وجهتي نظر رئيس الحكومة المتمثلة في تشكيل حكومة تكنوقراط من جهة٬ وحزب حركة النهضة ٬ الذي يقود الائتلاف الحاكم من جهة أخرى٬ والذي ما زال يصر على إيجاد صيغة "توافقية" لتشكيل "حكومة سياسية ائتلافية" على أساس برنامج محدد تتفق عليه الأحزاب المتحالفة. وفي هذا الصدد٬ كتبت صحيفة "الشروق" أن التجاذبات السياسية تتواصل حول مبادرة الجبالي حول تشكيل حكومة كفاءات غير حزبية٬ وهو ما جعل هذا الأخير يجد نفسه في "مأزق" وجعل حركة النهضة الرافضة لاقتراح أمينها العام تنجر إلى مربع الانقسام بين مؤيد ومعارض أو الانسحاب من الائتلاف الحاكم. وفي تحليلها للأزمة الحالية وأبعاد الصراع الذي أصبحت تعرفه الحركة الإسلامية التونسية وخاصة حركة النهضة٬ بين التيار الديمقراطي المنفتح والتيار المحافظ والمنغلق٬ كتبت جريدة "المغرب" في افتتاحيتها٬ "يخطئ من يتصور أن الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلاد هي مجرد أزمة سياسية عابرة تتمحور حول التعديل الوزاري المطلوب٬ فهذه الأزمة تخفي وراءها صراعا أكثر عمقا وأهمية٬ ويعني بشكل عام الوطن الذي عليه أن يحدد (...) طبيعة دولته ومشروعه المجتمعي وهويته الحضارية٬ كما يعني بشكل خاص الحركة الاسلامية التي تمثل تيارا رئيسيا لا يمكن لأحد تجاوزه". وبعد أن أشارت إلى أن "المخاض المزدوج الذي تعيشه تونس والحركة الإسلامية فيها سيؤثر على مستقبل البلاد على نحو مصيري"٬ اعتبرت الصحيفة أن "تجربة الحكم الصعبة" التي وجدت الحركة الإسلامية نفسها في خضمها منذ انتخابات أكتوبر 2011 ٬ "دحرت جيلا اهترأت قدراته التجديدية ليحل محله جيل جديد آخر يواصل عملية التجديد وتحقيق المزيد من الانسجام والمصالحة بين عناصر الهوية ومشروع الحداثة". وترى الصحيفة أن جيلا جديدا من الإسلاميين "قادم لا محالة٬ وهو الجيل الذي سيطرح على التونسيين أفكارا وبرامج مختلفة٬ تجسر الهوة بين الإسلام والحداثة وتفصل بين الوظائف الروحية والدعوية والسياسية في عمل الحركة الإسلامية وتعيد الطمأنينة إلى التونسيين حيال قدرتهم على الجمع بين مكتسبات الحداثة وشخصيتهم القومية والدينية". وواصلت الصحف الجزائرية حديثها عن فضيحة الرشوة التي هزت قطاع الطاقة بالبلاد وقيمتها 256 مليون دولار استفاد منها مسؤولون من ضمنهم وزير الطاقة والمناجم السابق٬ شكيب خليل. ودعت صحيفة "الشروق" الجهات المعنية الى التحقيق في "فضح كل المتورطين في الفضيحة لأجل معاقبتهم٬ واسترجاع ما نهبوه٬ بالنظر الى الضرر الكبير الذي أحدثوه بالشركة وبالبلد"٬ معتبرة أن "هؤلاء وأمثالهم هم المسؤولون عن تجويع وتفقير الشعب الجزائري". وأضافت أن "ما حدث ويحدث داخل (سوناطراك) يحدث في كل المؤسسات لدرجة أصبح معها الفساد رياضة وطنية يمارسها كل مسؤول على مستواه٬ على حد تعبير فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان٬ وهو ما يفسر حالة التخلí¸ف التي نمر بها في كل القطاعات دون استثناء٬ غير أن الفساد داخل (سوناطراك) يهدد بانهيارها وبالتالي انهيار البلد كله طالما لازال اقتصادنا كله مبني على ريع البترول وتلك كارثة أخرى لا مجال للحديث عنها الآن". ونقلت صحيفة "الخبر" عن منتخبين تأكيدهم لمحدودية دور البرلمان الجزائري في التحقيق وكشف النقاب عن فضائح قطاع النفط أو متابعة الحكومة في هذا المجال٬ وخصوصا بعد تحويل القضية إلى العدالة. وتناولت الصحف الليبية نتائج المؤتمر الوزاري الدولي لدعم ليبيا الذي احتضنته العاصمة الفرنسية٬ أمس٬ والوضع الأمني الداخلي في ظل حالة التأهب الأمني الكبير الذي يواكب احتفالات الشعب الليبي بالذكرى الثانية لثورة 17 فبراير. فبخصوص المؤتمر الوزاري لدعم ليبيا٬ نشرت صحيفة "فبراير" مقتطفات من البيان الختامي الذي توج أشغال المؤتمر والذي أكد فيه المشاركون مساندتهم لليبيا من أجل التغلب على التحديات القائمة في مجالات الأمن القومي وسيادة القانون والعدالة. كما شدد البيان٬ حسب الصحيفة٬ على ضرورة اتخاذ ليبيا وشركائها خطوات فورية وملموسة في ما يخص التحديات ذات الأولوية التي حددتها الحكومة الليبية. وفي السياق نفسه٬ أكدت صحيفتا "ليبيا الاخبارية" و"ليبيا الجديدة" أن ليبيا تعلق أهمية كبيرة على نتائج المؤتمر الذي شارك فيه وفد ليبي هام ترأسه وزير الخارجية٬ محمد أحمد عبد العزيز٬ وذلك من اجل "دعم الأمن وبسط سيادة الدولة والقانون". على الصعيد الامني٬ توقفت الصحف الليبية بشكل خاص عند بيان رئيس الحكومة المؤقتة٬ علي زيدان٬ الذي أعلن فيه وقف حركة المرور بالمنافذ البرية مع تونس ومصر تزامنا مع الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة٬ كإجراء أمني احتياطي مؤقت.