هتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الخميس، بعدة مواضيع سياسية دولية، أبرزها تطورات الأزمة السورية وتداعياتها على لبنان، وتصاعد وتيرة العنف الدموي في العراق، والانفلات الأمني العنيف الذي تشهده عدد من المناطق اللبنانية. وتنوعت اهتمامات الصحف المصرية ما بين رصد استمرار الاحتجاجات على حركة المحافظين الاخيرة ومظاهرات 30 يونيو المرتقبة وتداعيات أزمة سد النهضة مع اثيوبيا وبوادر أزمة بين القاهرة وأبو ظبي. وكتبت صحيفة (الأهرام) أن المظاهرات تستمر لليوم الثالث على التوالي احتجاجا على حركة المحافظين الاخيرة، مبرزة أن محافظ الاقصر القيادي السابق بالجماعة الاسلامية رفض تولي المنصب في ظل غياب توافق بشأنه وعاد الى مسقط رأسه في انتظار انتهاء الأزمة التي تسبب فيها تعيينه محافظا على المدينة. وأبرزت (الأهرام) أن (حزب النور) السلفي طالب الرئاسة بإعادة النظر في التعيينات الاخيرة التي قوبلت برفض شعبي عارم، موضحة أن الحزب رفض النزول في المظاهرات المرتقبة يوم غد الجمعة لتأييد الرئيس محمد مرسي بسبب ما اعتبره تعالي خطابات التهييج والإثارة والشحن من مختلف القوى السياسية. وأشارت صحيفة (الأخبار) إلى أن كاترن آشتون الممثل الاعلى للشؤون السياسية والأمنية بالاتحاد الاوربي عبرت خلال مباحثات أجرتها بالقاهرة مع عدد من المسؤولين عن قلقها من احتمال وقوع أحداث عنف خلال مظاهرات 30 يونيو وجددت دعم الاتحاد لمسار الانتقال الديمقراطي في مصر. وبخصوص أزمة سد النهضة بين مصر وإثيوبيا، أكدت (الحرية والعدالة) أن هذه الازمة شهدت انفراجا مهما بعد اتفاق الجانبين على البدء في مشاورات حول كيفية المضي قدما في تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية بشأن السد. وفي موضوع إحالة 30 مصريا على المحكمة العليا في دولة الإمارات العربية المتحدة بتهمة إقامة خلية سرية، أبرزت (الحرية والعدالة) أن التهم الموجهة للمعتقلين المصريين تمثل انتكاسة جديدة في احترام الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية ودعت للإفراج الفوري عنهم وعودتهم لوطنهم. وأشارت (الأخبار) إلى بروز ظاهرة جديدة في مصر هي انتشار فتاوى الدين لخدمة السياسة بعد دعوة علماء دين للجهاد في سورية وتكفير معارضي النظام، محذرة من أن مثل هذه الفتاوى ستزيد من إراقة الدماء ولن تحل المشاكل. وفي نفس السياق، أبرزت (الشروق) تحذير شيخ الأزهر من العنف والفتنة وتكفير الخصوم واتهامهم في دينهم، مؤكدا أن معارضة الرئيس لا علاقة لها بالإيمان والكفر. واستعرضت (المصري اليوم) رفض عدد من القوى السياسية لتصريحات سفيرة الولاياتالمتحدة الامريكية في القاهرة التي ربطت فيها بين تنامي أعمال العنف والدعوة للتظاهر يوم 30 يونيو وتشكيكها في مدى جدية هذه الدعوات، معتبرة ذلك تدخلا في الشأن الداخلي. وعن الأزمة السورية، كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) الصادرة من لندن، أن اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول ال 11 لأصدقاء الشعب السوري، يوم السبت القادم بالدوحة، لبحث سبل تقديم مساعدة عسكرية إلى مقاتلي المعارضة السورية، يتزامن مع تأكيد الرئيس الامريكي باراك أوباما في برلين أمس، أن بلاده مع تسوية سياسية في سوريا. وأشارت صحيفة (الحياة)، من جهتها، إلى أن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والتغيير في سوريا أكد أنه "تعقيبا على المواقف التي عبر عنها المجتمعون (في قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية) يؤكد التزامه بقبول أي حل سياسي يحقن الدماء، ويحقق تطلعات الشعب السوري في إسقاط نظام (الرئيس بشار) الأسد ومحاكمة كل من ارتكب الجرائم في حق السوريين، محتفظا بحق استخدام كل الوسائل للوصول إلى ذلك، وعلى رأسها العمل العسكري". ونقلت الصحيفة عن الائتلاف قوله، أيضا، في بيان صدر غداة إعلان قمة مجموعة الثماني التزامها الحل السياسي ودعوتها إلى عقد مؤتمر (جنيف-2) في أسرع وقت ممكن، إن نظام الأسد "الذي دأب على قتل المدنيين باستخدام الأسلحة البالستية والكيماوية والطيران الحربي، هو مصدر الإرهاب الوحيد في سوريا، ويجب أن تصب جهود الدول كافة لمحاربته وحده من أجل تحقيق سلام دائم في سوريا". أما صحيفة (القدس العربي)، فكتبت عن تأكيد الرئيس الأمريكي على أن التقارير التي تتحدث عن استعداد بلاده للدخول في حرب في سوريا مبالغ فيها، مشددا على أن حكومة الرئيس الأسد استخدمت أسلحة كيماوية ولا يمكن أن تستعيد شرعيتها. وأشارت إلى أن المستشارة الألمانية أكدت بنفس المناسبة أن بلادها لن تبادر إلى تسليح المعارضة السورية، وذلك بالرغم من انتهاء الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على السلاح في سوريا. ومن جهتها، سلطت صحيفة (الزمان) الضوء على التطورات العسكرية والميدانية للأزمة السورية، مشيرة إلى أن قوات من (حزب الله) اللبناني والمليشيات العراقية المنضوية تحت لواء ابو الفضل العباس تستعد لاقتحام بلدتي الذيابية وبيبلا (ذات الأغلبية السنية)، والمجاورتين لمرقد السيدة زينب قرب دمشق. وأشارت إلى أن هذه الاستعدادات تأتي بعد أن مهدت قوات الرئيس الاسد بقصف صاروخي ومدفعي على البلدتين طال المستشفيات والمدارس وأجبر السكان على النزوح هربا من القصف، وسط تحذيرات المعارضة من "قيام قوات (حزب الله) بارتكاب مجزرة جديدة تشبه مجزرة القصير التي ارتكبتها في وقت سابق". وأضافت الصحيفة، من جهة أخرى، أن (الجيش السوري الحر) يحاول قطع الطريق بين دمشق واللاذقية لمنع الامدادات الى قوات الاسد في حلب حيث هاجم العديد من النقاط والمعسكرات للقوات النظامية. وانصب اهتمام الصحف اللبنانية على الانفلات الأمني العنيف الذي تشهده عدد من المناطق اللبنانية، كان آخرها الاشتباكات المسلحة التي عرفتها مدينة صيدا (جنوب) بين أنصار إمام جامع بلال بن رباح الشيخ أحمد الأسير و(سرايا المقاومة) التابعة ل(حزب الله)، ورسالة الرئيس ميشال سليمان إلى الأممالمتحدة ضد الخروقات السورية للسيادة اللبنانية، وانتهاء ولاية المجلس النيابي اليوم. وقالت (النهار) إن "التأزم الأمني ظل يتقدم الاحتقان السياسي في ظل المخاوف المتصاعدة من فتح البؤر الأمنية مدينة تلو الأخرى ومنطقة إثر منطقة"، مذكرة بأن "صيدا عاشت أمس، غداة الاشتباكات التي حصلت فيها الثلاثاء، هاجس ابتلائها بانتقال عدوى الاضطرابات الأمنية المسلحة على خلفية إشعال الفتنة على غرار ما سبقتها إليها طرابلس ومنطقة البقاع الشمالي. وتحكم هذا الهاجس بدورة المساعي والجهود السياسية والأمنية لتجنيب المدينة كأس الاهتراء والانفلات الميليشياوي". وفي السياق ذاته، قالت (المستقبل) إن "عاصمة الجنوب صيدا شكلت أمس محور الاهتمام الأمني والسياسي لمعالجة آثار الاشتباك المسلح (...)، إلا أن الجهود التي بذلت في هذا المجال على غير صعيد، انحصرت في عملية تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة الحياة الطبيعية للمدينة، من دون أن يؤشر هذا الحراك إلى محاولة جدية لإيجاد حلول جذرية لأساس مشكلة هذا الاشتباك وكل الأحداث والتوترات الأمنية التي تشهدها باقي المناطق اللبنانية، وهو السلاح غير الشرعي ل(حزب الله) وانفلاته". أما (الأخبار) فرأت أن "الجدل المستجد حول الرسالة التي وجهها رئيس الجمهورية ميشال سليمان، الثلاثاء، إلى الأمين العام للأمم المتحدة عن الخروق السورية التي يتعرض لها لبنان من طرفي النزاع المسلح في سوريا، أتاح أسبابا إضافية لتعزيز الانقسام مما يجري في سوريا"، مضيفة أن "سليمان بدا هذه المرة هدفا متقدما لقوى 8 و14 مارس (أغلبية ومعارضة سابقتان)، إحداهما أغضبها موقفه، والأخرى تتذرع به لاستغلاله في تعزيز حجتها". وقالت (السفير)، من جهتها، إن "ولاية مجلس النواب تنتهي اليوم، لتبدأ منتصف هذه الليلة (فترة التمديد) التي ستمتد لسنة وخمسة أشهر، وإذا كان المجلس النيابي قد مدد لنفسه وربح وقتا إضافيا، فإن المجلس الدستوري خسر نفسه بعدما خرج من معركة الطعن في قانون التمديد مثخنا بالجراح والانقسامات"، مشيرة إلى أنه "مع تحرر ملف الانتخابات النيابية من ضغط الزمن، يستعد نبيه بري (رئيس مجلس النواب) للم شمل لجنة التواصل المكلفة بدرس قانون الانتخاب، فيما يفترض أن تدور من جديد محركات تشكيل الحكومة". ومن جانبها، اهتمت الصحف الأردنية، أساسا، بزيارة العمل التي يقوم بها الملك عبد الله الثاني لبريطانيا، لبحث قضايا منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السورية. وأوردت صحيفة (الغد) أن الملك عبد الله الثاني ناقش، أمس، الأوضاع الإقليمية مع نخبة من البرلمانيين البريطانيين، حيث استعرض موقف الأردن تجاه الأزمة السورية وتداعياتها على أمن واستقرار الشرق الأوسط، مؤكدا ضرورة إيجاد حل سياسي انتقالي شامل للأزمة يضع حدا للعنف المتصاعد، ويجنب الشعب السوري المزيد من المعاناة. من جهتها، كتبت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، أن هذه الزيارة تكتسي أهمية إضافية، لكونها "تأتي في توقيت دقيق، وخصوصا بعد انتهاء قمة مجموعة الثماني التي استضافتها بريطانيا مؤخرا، ناهيك عن الأزمات والحرائق التي تشتعل في منطقتنا وخاصة تداعيات الأزمة السورية على الأردن". وأشارت إلى أن الملك عبد الله الثاني جدد التأكيد، في معرض تطرقه لعملية السلام في الشرق الأوسط، على أن الأردن سيواصل العمل مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية المعنية لمساعدة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على العودة إلى طاولة المفاوضات التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل. وبخصوص تمرين (الأسد المتأهب)، نقلت صحيفة (العرب اليوم) عن الناطق الاعلامي باسمه، العقيد مخلد السحيم، تأكيده أن التمرين، الذي اختتم فعالياته العسكرية الميدانية يوم أمس، لا يوجه أية رسالة لأية دولة من دول الجوار، في إشارة إلى سورية، موضحا أن هدف التمرين هو تعزيز قدرات القوات المسلحة من 19 دولة التي شاركت فيه، حيث لم يركز على العمليات العسكرية فقط، وإنما على التعامل الانساني، إذ كان التعامل مع اللاجئين جزءا من مجرياته. على صعيد آخر، قالت صحيفة (الخليج) الإماراتية إنه "منذ اندلاع الأزمة السورية ولبنان يعيش تداعياتها ونتائجها ولم يستطع أن ينأى بنفسه عنها رغم الإعلان الرسمي بالتزام سياسة النأي وموافقة الأطراف اللبنانية (اللفظية) على هذه السياسة"، مشيرة إلى أن الأزمة السورية أفرزت "حالة طائفية ومذهبية على الساحة اللبنانية التي باتت وكأنها تعيش حربا أهلية صامتة وغير معلنة ويتجلى ذلك في الاشتباكات المتنقلة في عدد من المناطق التي تضم خليطا طائفيا أو قوى ومنظمات تختلف في الرؤى السياسية إزاء ما يجري على الساحة السياسية وكذلك في عمليات الخطف والخطف المضاد وعمليات القصف والقصف المضاد في المناطق الحدودية السورية اللبنانية". ورأت (الخليج) أنه إذا كانت هذه التداعيات على خطورتها تم ضبطها حتى الآن من دون وضع حد لها "فلأن كل القوى المنخرطة في الأزمة السورية تدرك مخاطر انفلات الوضع وانزلاق لبنان إلى أتون حرب أهلية سيؤدي اللبنانيون ثمنها إذا خرج الوضع عن السيطرة". واعتبرت أن لبنان مع ذلك "سيبقى مهددا طالما أن هذه القوى ترى نفسها حرة في أن تفعل ما تشاء وأنها أقوى من الدولة التي تبدو عاجزة عن ضبط الأمور إلا في إطار سياسة التراضي خوفا من انقطاع خيط رفيع لا يزال يربط المؤسسات الأمنية والعسكرية ويحفظ وحدتها وتماسكها". من جهتها، أكدت صحيفة (البيان) أن أعمال العنف التي يشهدها العراق خلال الفترة الحالية "أدخلته بشكل مباشر في طريق دموي مظلم لا تبدو له نهاية قريبة ومن شأنه جر البلاد إلى حرب طائفية ستأكل الأخضر واليابس وتعيد إلى الأذهان الحرب الطائفية والقتل على أساس الهوية الذي شهده العراق خلال عامي 2006-2007". وأشارت الصحيفة إلى أن التفجيرات "أخذت تطال بيوت الله متنقلة من جنوب العراق إلى أقصى غربه من مسجد إلى شارع ومن مقهى إلى سوق فما سال من دماء العراقيين ربما سيشق طريقه نهرا ثالثا في العراق وفيضانا لا يتوقف ناهيك عن الأطفال الذين يتيتمون بعد كل تفجير فيجعلون من الأرصفة مأوى لهم". وشددت على أن واجب الحكومة العراقية الآن أن "تعمل بكل الوسائل لمواجهة الإرهاب لأن المواطن العراقي لا يحتاج إلى توضيحات أو تحليلات بقدر ما يحتاج إلى قيام سلطاته السياسية بواجباتها في حفظ الأمن وتحمل مسؤوليتها في حماية الأرواح". وفي الشأن السوري، أكدت صحيفة (الشرق) القطرية أن اجتماع "أصدقاء سوريا" في الدوحة السبت القادم، "يكتسب أهميته من كونه تحرك جاد، يسرøع وتيرة حل الأزمة السورية بكافة الوسائل، وحماية المدنيين من حرب الإبادة التي يشنها نظام الأسد، فضلا عن الاستجابة لمطالب الائتلاف السوري بتقديم مساعدة ملموسة بما فيها التسليح". وقالت الصحيفة إن هذا التحرك الدولي الفعال، من شأنه أن يضع حدا لمعاناة الشعب السوري، ويعجل نهاية نظام الأسد، مبرزة أن "التجربة أثبتت أن بناء تحالف دولي فعøال، خارج إطار الأممالمتحدة، يمكن أن يضع نهاية لنظام الاستبداد على غرار النموذج الليبي". وبخصوص القضية الافغانية، اعتبرت صحيفة (الراية) أن افتتاح المكتب السياسي لحركة (طالبان) في الدوحة، "يõشكøل فرصة حقيقيøة أمام جميع الأطراف لطيø صفحة الحروب والصراعات ودفع عملية السلام في أفغانستان إلى الأمام وتسهيل جهود العون الإغاثي والإنساني للشعب الأفغاني الذي يطمح إلى تحقيق السلام والاستقرار والأمن وبناء مستقبل أفضل لأبنائه بعيد ا عن الحروب والصراعات". وفي قراءتها للنتائج التي أسفرت عنها الانتخابات الرئاسية الاخيرة في إيران، لاحظت صحيفة (العرب) أنه "لم تعد الانتخابات الإيرانية مثيرة للاهتمام لكثير من متابعي شؤون المنطقة، خاصة بعد أن أدرك الجميع أن هذه الانتخابات ما هي إلا عملية تغيير وجوه أكثر منها عملية تغيير سياسات أو أيديولوجيات أو برامج للحكم". وخلصت الى القول "لم تأت الانتخابات الإيرانية الأخيرة التي فاز بها حسن روحاني بجديد، ولن تأتي بجديد، اللهم سوى تغيير نجاد بروحاني، أما على صعيد سياسات إيران خاصة الخارجية منها، وملفاتها المتعددة لمعقدة، فإنها لن تكون بابا للاجتهاد أو للتغيير". وتركز اهتمام الصحف التونسية حول كيفية مواجهة ظاهرة العنف والإرهاب، إلى جانب الجدل القانوني والسياسي الدائر حاليا حول مشروع الدستور. وفي هذا السياق، تناولت صحف (الشروق) و(الصباح) و(الصريح) نتائج المؤتمر الوطني لمناهضة "العنف والإرهاب"، الذي اختتم أشغاله أمس بالعاصمة بإصدار ميثاق يتضمن مجموعة من المبادئ الهادفة إلى الحد من التداعيات الخطيرة لهذه الظاهرة وانعكاساتها على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وقالت يومية (الصباح) في افتتاحيتها إن الوضع "ينذر بأن يفضي نحو الأسوإ نظرا لحجم الأخطار المتربصة بالبلاد من تسلل للإرهاب المسلح وطرقه لأبواب مدننا، ومن اقتصاد منهك يكاد يطلق أنفاسه الأخير، ومن إحساس عام بعدم الأمن والأمان وعدم وضوح الرؤية". وبعد أن اعتبرت أن العنف "ليس حصرا على طرف دون آخر، وأن نزعة الاقصاء تكاد تكون قاسما مشتركا بين الجميع"، أشارت إلى أن "الخطاب العنيف وتمظهرات السواعد المفتولة للتيار السلفي الجهادي هي ليست في نهاية المطاف إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد الذي يخفي وراءه ما هو أعظم وأخطر". في ذات السياق، نقلت (الشروق) عن رئيس المجلس التأسيسي، مصطفى بن جعفر، وصفه لظاهرة العنف والإرهاب، ب"آفة العصر والآلة الجهنمية التي إذا وجدت المناخ الملائم لتتكاثر فيه، تساعد على تنامي الكراهية وظهور الكيانات المعادية والمناطق المهمشة"، مشددا على ضرورة "التصدي بكل قوة لكل من يحمل السلاح ويدعو إلى العنف أو يحرض على ارتكابه". على صعيد آخر، تناولت عدد من الصحف الجدل الدائر بين الأطراف السياسية حول مضمون الوثيقة الدستورية التي يستعد المجلس التأسيسي للشروع في مناقشتها والتصويت عليها فصلا فصلا. وقالت (الشروق) في هذا الصدد إن زعماء الأحزاب السياسية الممثلة داخل المجلس ستجتمع للاتفاق على تضمين مجموعة من التوافقات حول القضايا الخلافية في المشروع، مشيرة في هذا السياق إلى اشتداد الخلاف بين فريقين داخل المجلس، الأول يرى أن المشروع تضمن كل التوافقات الممكنة ويرى تبعا لذلك أن بإمكانه إحراز الأغلبية المنصوص عليها داخل المجلس التأسيسي، بينما الفريق الثاني يصر على رفض مناقشة مشروع الدستور في الجلسات العامة بصيغته الحالية ويدعو إلى إسقاطه. وفي هذا الإطار أيضا، نقلت جريدة (الصحافة) عن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل قوله إن هناك "مؤشرات غير مشجعة" حول مدى إمكانية انتهاء المرحلة الانتقالية في الآجال المعلنة وتنظيم انتخابات قبل نهاية السنة الجارية، داعيا إلى"ضرورة تحقيق توافقات وتنازلات من جميع الاطراف تسرع المصادقة على الدستور". وفي الجزائر، نشرت صحيفة (الجزائر نيوز) حوارا مطولا مع عبد الرزاق مقري رئيس حركة مجتمع السلم، قال فيه إن هذا الحزب المعني برئاسيات 2014، بدأ سلسلة من المشاورات لتوضيح المشهد السياسي ورسم آفاق مستقبلية، خاصة "أننا كحركة لها تقاليد وخبرة في التحالفات والمشاورات". وأكد أن موضوع العهدة الرابعة "أصبح غير ممكن على الإطلاق، لأن كل الطبقة السياسية متوافقة على أن رئيس الجمهورية مريض ولا يمكن أن نحمله فوق طاقته"، مسجلا، من جهة أخرى، أن المشكلة تتمثل في "كيفية الوصول إلى فهم المشهد السياسي ووضعية الانتخابات، وهل ستتؤدي إلى التغيير أم لا¿". ونقلت صحيفة (السلام)، من جهتها، عن الطيب ينون رئيس حزب الجبهة الجزائرية للتنمية والعدالة، ترشحه لهذه الرئاسيات، موضحة أن برنامج الحزب يرتكز على الرهانات الاجتماعية والاقتصادية. وأوردت صحيفة (الخبر) أن الحكومة الجزائرية قررت تأجيل كل الإجراءات "غير الشعبية" إلى ما بعد رئاسيات 2014، وذلك حتى يسهل على السلطات العمومية تطبيق "أجندتها" وتحقيق حساباتها السياسية، بعيدا عن القلاقل وعن تلاقي غليان الطبقة السياسية مع غضب الجبهة الشعبية. وشكل الاتفاق الموقع في واغادوغو بين الحكومة المالية والطوارق الحدث الرئيسي الذي استاثر باهتمام الصحف الموريتانية. فتحت عنوان "بعد سنوات من الجفاء، التوصل لاتفاق بين باماكو والطوارق"، كتبت يومية (الفجر) أن الاتفاق يمهد السبيل لعودة القوات الحكومية إلى بلدة كيغال التي يسيطر عليها المتمردون في شمال مالي قبل الانتخابات التي ستجري في 28 يوليوز المقبل. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (لوتانتيك) أن اتفاق واغادوغو ينعش الأمل في وضع حد لنزاع استنزف كثيرا هذا البلد على أكثر من صعيد، مضيفة أنه رغم كون الاتفاق يعد "معقدا وهشا" فإن الإرادة التي أبان عنها طرفا الصلح "يمكن أن تسمو على مخاطر التفرقة المتعددة". وأبرزت الصحيفة الدور الذي يمكن أن تضطلع به بلدان الجوار كبوركينا فاسو، التي استضافت المفاوضات وحفل التوقيع على الاتفاق، وموريتانيا، لتوطيد دعائم هذه المصالحة وتمكين باماكو بالتالي من الخروج من الأزمة التي تتخبط فيها. وفي سياق متصل، نشرت صحيفة (أخبار نواكشوط) تصريحا لعباس أغ انتاله رئيس وفد المجلس الأعلى للأزواد وأحد موقعي اتفاق السلام بين الحكومة المالية والمتمردين الطوارق، أكد فيه أن مسألة نزع سلاح الطوارق "لن يتم بحثها إلا بعد الانتخابات وتشكيل حكومة موسعة وتوقيع اتفاقية سلام نهائية". وأضافت، استنادا إلى ذات المصدر، أن المباحثات المقررة بعد الانتخابات ستكون "شاملة وتسعى لحل أزمة شمال مالي المزمنة". ومن ناحيتها، اهتمت الصحف الليبية، أساسا، بالعلاقات المغربية الليبية، وتنامي ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي أصبحت السواحل الليبية مسرحا لها، وتعيين سفيرة جديدة للولايات المتحدة لدى ليبيا، وتفجير مركز أمني ببنغازي. فبخصوص العلاقات المغربية الليبية، توقفت صحيفة (اللواء) تحت عنوان بارز "المملكة المغربية تبدي استعدادها للمساهمة في بناء ليبيا"، عند التصريحات الذي أدلى بها سفير ليبيا بالمغرب أبو بكر شكلاوون، والتي أكد فيها أن علاقات البلدين "تشهد تطورا ملحوظا" وأن هناك "تطابقا في وجهات النظر ين الحكومتين الليبية والمغربية". ونقلت الصحيفة عن الدبلوماسي الليبي قوله إن بلاده تتطلع الى أن تتحول النوايا الحسنة المعبر عنها من قبل الجانبين الى "واقع ملموس"، معتبرا أن هذا الأمر يرتبط باستقرار الاوضاع في ليبيا "بما يتيح للحكومة بحث مختلف أوجه التعاون بشكل تفصيلي وعملي ووضع برامج محددة". وفي موضوع الهجرة غير الشرعية التي تزايدت وتيرها مؤخرا خاصة عبر السواحل الليبية، واكبت صحيفة (ليبيا الاخبارية) عمليات إنقاذ المهاجرين واعتراض القوارب التي تستخدم في تهريبهم الى إيطاليا، مشيرة الى أن هؤلاء المهاجرين ينحدرون من بلدان أفريقية وعربية وآسيوية. وأشارت في هذا السياق الى تمكن حرس السواحل الليبيين في أحدث تدخل لهم، من إنقاذ 111 مهاجرا كانوا عالقين في عرض البحر بعد تعرض المركب الذي يقلهم لعطل فني. ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم رئاسة أركان القوات البحرية العقيد عمر أيوب قاسم قوله، إن هذه المجموعة التي كتبت لها حياة جديدة ضمت 19 امرأة، مؤكدا "تزايد عمليات تهريب المهاجرين عن طريق البحر". وعلى صعيد العلاقات الدبلوماسية بين الولاياتالمتحدة الامريكية وليبيا، أوردت الصحف نبأ تعيين سفيرة أمريكية جديدة (ديبورا جونز) خلفا للسفير كرسيتوفر ستيفنز الذي قضى في اعتداء استهدف القنصلية الامريكية ببنغازي في 11 شتنبر 2012. وذكرت صحيفة (فبراير) أن الدبلوماسية الأمريكية ستقدم أوراق اعتمادها رسميا اليوم الخميس للنائب الثاني لرئيس المؤتمر الوطني العام صلاح المخزوم. في الشق الامني، توقفت صحيفة (ليبيا الجديدة) عند التفجير الذي دمر أمس الاربعاء مركزا للشرطة في بنغازي دون أن يوقع ضحايا، مرجحة أن تكون عملية التفجير ناجمة عن زرع مواد متفجرة بطريقة احترافية في المقر الأمني الذي سوي بالأرض. وأشارت الصحيفة الى أن حالة من الاحتقان الشديد سادت أوساط أهالي المنطقة المحاذية للمركز الامني المستهدف جراء تضرر مساكنهم ومحلاتهم من شدة الانفجار.