واصلت الصحف العربية الصادرة، اليوم الثلاثاء، تسليط الضوء على تطورات الأزمة السورية وتداعياتها على الساحة الإقليمية والدولية والجهود المبذولة لتسويتها، وعلى العراقيل التي تضعها إسرائيل أمام عملية السلام بالشرق الأوسط، والمصالحة العراقية المنشودة والأمن المفقود في بلاد الرافدين، بالإضافة إلى التوتر الجديد في العلاقات بين السودان وجنوبه. واستأثر الشأن المحلي باهتمامات الصحف المصرية، وخاصة ما يتعلق بتطورات المشهد السياسي واستعداد القوى السياسية لمظاهرات 30 يونيو وأزمة المثقفين مع الوزارة الوصية وتفاقم أزمة الوقود وقضية مياه النيل. صحيفة (الشروق) كتبت تحت عنوان "جماعة الإخوان تبحث عن تنازلات رئاسية لاحتواء غضب 30 يونيو"، أن قيادات من الجماعة وذراعها السياسي (حزب الحرية والعدالة) تبحث عددا من الخطوات والإجراءات التي تنوي الكشف عنها لاحتواء الغضب الشعبي في 30 يونيو المقبل. وتشمل هذه الاجراءات، حسب الصحيفة، إقالة رئيس الوزراء وتشكيل مجلس سياسي لدعم آلية اتخاذ القرار في مؤسسة الرئاسة وطرح آلية للنظر في تعديل الدستور. من جهتها، كشفت (روز اليوسف) أن عددا من أفراد الشرطة قرروا المشاركة في مظاهرات 30 يونيو المقبل التي تطالب بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، مشيرة إلى أن هناك تعهدات من قيادات أمنية بعدم استعمال العنف في مواجهة المحتجين. وواصلت (اليوم السابع) نشر تفاصيل اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة الذي دخل يومه الثامن للمطالبة بإقالة الوزير الوصي على القطاع، مذكرة بأن المعتصمين ينددون بما وصفوه استمرار مسلسل الإطاحة بقيادات وزارة الثقافة غير المحسوبين على (جماعة الإخوان المسلمين). وأبرزت (المصري اليوم)، في ذات السياق، أن الأزمة التي تعيشها الساحة الثقافية المصرية نتج عنها تأجيل دورة هذه السنة من المهرجان القومي للسينما الذي كان مقررا إقامته منتصف يونيو الجاري. ورصدت (الأهرام) تفاقم أزمة الوقود في المحافظات بسبب العجز في الكميات الموردة اليها منذ أكثر من أسبوع مما تسبب في عودة ظاهرة الطوابير أمام محطات البنزين ووقوع اشتباكات ومشادات بين المواطنين بسبب تعطل حركة السير. وعن أزمة مياه النيل مع أثيوبيا، أكدت (الجمهورية) أن القاهرة تبقي على كل الخيارات مفتوحة لمواجهة هذه الأزمة التي تهدد الأمن المائي للبلاد والحيلولة دون التأثير على حصة مصر من مياه نهر النيل. وبالنسبة للصحف العربية الصادرة في لندن، كتبت صحيفة (الزمان) أن الرئيس السوري، بشار الأسد، عقد اجتماعا سريا مع قيادات عسكرية ايرانية، بعد يوم من تمكن (حزب الله) اللبناني بمساعدة ايرانية وتغطية جوية وصاروخية للجيش النظامي، من اقتحام بلدة القصير، مشيرة إلى أنه طلب من الوفد إرسال وحدات ايرانية كاملة العدد والتجهيز لتنفيذ هجوم كاسح في حلب وإدلب والأرياف المرتبطة بها فضلا عن مساعدته في استعادة حقول النفط في دير الزور والسيطرة على الرقة في مرحلة لاحقة. وأضافت الصحيفة أن الجانب الايراني تعهد بتقديم الدعم الكامل وحسم الوضع العسكري لصالح الأسد ضد المعارضة في سقف زمني لا يتجاوز الشهرين من تاريخ نزول القوة الايرانية الجديدة على الاراضي السورية، لكن طهران اشترطت الحصول على قاعدة عسكرية ثابتة في منطقة معزولة تتضمن مطارا عسكريا وتسهيلات خاصة في مرفأ مغلق لاستخداماتها العسكرية على البحر المتوسط. وأبرزت (الزمان) أن الوفد الإيراني طلب أن يتم تأسيس القاعدة العسكرية على مراحل من أجل عدم لفت انتباه اسرائيل وتركيا. أما صحيفة (الشرق الأوسط) فكتبت أن روسيا ستناقش مع مسؤولين اسرائيليين مقترحا طرحه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حول إرسال قوات حفظ سلام روسية إلى هضبة الجولان. وأشارت إلى أن موسكو تؤكد وجود الأساس القانوني الذي يسمح بإرسال قواتها بعد موافقة كل من نظام الأسد وإسرائيل بعيدا عن التحفظات التي يعود تاريخها إلى 40 سنة مضت، في إشارة إلى تاريخ الاحتلال الإسرائيلي للجولان. ونقلت الصحيفة عن مصدر اسرائيلي قوله إن بلاده مستعدة لمناقشة هذه المسألة في حال طرحها الجانب الروسي. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الحياة) أن انخراط (حزب الله) اللبناني في القتال الى جانب القوات النظامية في سوريا وتمكينها من تحقيق تقدم في مناطق مختلفة بوسط البلاد، دفع ادارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الى عقد سلسلة اجتماعات عاجلة للبحث في "توسيع الخيارات" والاقتراب من تسليح المعارضة المسلحة المعتدلة. وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الخارجية أعدت "نطاقا واسعا جدا من الخيارات" للرئيس أوباما حول سوريا، بتزامن مع إطلاق البيت الأبيض أمس اجتماعات متلاحقة حول الأزمة السورية، قد تؤدي الى اتخاذ قرار بتسليح المعارضة السورية "خلال هذا الأسبوع". وأضافت (الشرق الأوسط) أن تأجيل وزير الخارجية، جون كيري، زيارته الى منطقة الشرق الأوسط يعكس جدية الاجتماعات التي قد تشكل منعطفا أساسيا لسياسة الإدارة في سوريا. ومن جانبها، نقلت صحيفة (القدس العربي) عن جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، تحميلها المجتمع الدولي مسؤولية الصمت عن ما اعتبرته "غزو سوريا واستباحتها"، وحذرت من التداعيات التي ستترتب على ذلك. وكتبت صحيفة (الدستور) الأردنية أن إسرائيل حرصت في الآونة الأخيرة على توجيه رسائل قاطعة في دلالاتها : القدس بما فيها وعليها، فوق الأرض وتحتها، هي العاصمة الأبدية الموحدة ل"الدولة اليهودية"، وكثفت مشاريعها الاستيطانية كما لم يحدث منذ سبع سنوات، وفقا لآخر التقارير، وتعمدت تسهيل الانتهاكات في حق المسجد الأقصى والمقدسات. وأضافت "يجب أن تدرك إسرائيل (وبالملموس)، أن لا سلام ولا معاهدات معها، من دون القدس والمقدسات، يجب أن يعرف نتنياهو وحكومته، أن القدس وليس أوسلو ووادي عربة، هي الثابت الأعلى في السياستين الأردنية والفلسطينية، وأن أي مس بها وبمقدساتها، سيجعل السلام القادم مستحيلا، والسلام المتحقق فصلا من التاريخ، لا أكثر". من جهتها، كتبت صحيفة (السبيل) أن رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح بالأمس القريب بأنه لا يثق في الدول الأخرى "المجتمع الدولي" لتحقيق أمنه، و"كأن الأمن الإسرائيلي هو المعرض للخطر، فتحول المجرم إلى ضحية، والضحية إلى مجرم. وكان قد صرح قبل ذلك بأن السلام يحتاج إلى تنازلات مؤلمة، فهل المعتدي هو الذي يضحي ويتنازل أم صاحب الحق الذي أرغم على الاعتراف وتقديم التنازل تلو التنازل¿ حتى لم يبق شيء يتم التنازل عنه". وتابعت أن القيادات الإسرائيلية لا تتقن سوى المراوغة والتذرع بعدم تطبيق الاتفاقيات الموقعة مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، ولم تكتف بذلك بل تقوم بمصادرة الأراضي وبناء المستوطنات، وبناء جدار الفصل العنصري، وبمداهمة المناطق الفلسطينية، كما قامت - ولا زالت- بفرض حصار جماعي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، كل ذلك يتم تحت سمع وبصر أمريكا والدول الأوروبية وحلفائها. من جانبها، أوردت صحيفة (الرأي) تأكيد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله، أمس، البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث بطريرك المدينة المقدسة، أن استمرار إسرائيل في عمليات الاستيطان يقوض فرص تحقيق السلام، "ليضع الأمور في سياقها الطبيعي، وخاصة أن هذا التقويض يطال أيضا الجهود المبذولة لإعادة إطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استنادا إلى حل الدولتين". وحملت صحيفة (الوطن) القطرية المنتظم الدولي مسؤولية ما يجري حاليا في سوريا من دم وقتل، مبرزة أن "حائط الصد الروسي - الصيني حال دون تدخل شرعية الأممالمتحدة، وفي مقابل ذلك اتخذت دول كبرى في العالم مواقف فيها الكثير من المراوغة والارتياب والتلكؤ، ومن ثم سقط خيار تدخل الشرعية الدولية منذ بداية الأزمة". وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت الولاياتالمتحدة "تجاري الروس في دعواهم للحل السياسي الذي ستكتب شهادة وفاته في تعذر انعقاد (جنيف -2)، أو انعقاده بالفعل وإخفاقه في حل الأزمة، لتبدأ القضية من مربعها الأول". من ناحيتها، نددت صحيفة (الراية) مجددا بتدخل (حزب الله) اللبناني في سوريا، معتبرة أن هذا التدخل "يقوض ما تبقى من صورة الدولة اللبنانية ووجودها وورط لبنان في احتمالات انفجار سõنøي - شيعي في المنطقة مع تصاعد الاحتقان على هذا الصعيد، وساهم في تحويل ثورة الشعب السوري ضد النظام الاستبدادي الديكتاتوري إلى حرب طائفية مذهبية تهدد مصير لبنان ومصير المنطقة بأسرها". وأكدت الصحيفة أن (حزب الله) ومن يقف وراءه "جر الأمة العربية والإسلامية إلى صراع شيعي - سني كانت الأمة في غنى عنه"، مشيرة الى أن الحزب وقع "في فخ الصراع المذهبي الطائفي البغيض، وانشغل الجميع الآن عن الكيان الصهيوني بعدما كان (حزب الله) يعلن أن كفاحه موجه ضد الكيان الصهيوني ولمصلحة العرب والمسلمين". وبخصوص العلاقات القطرية المصرية، كتبت جريدة (العرب) أن الدعم القطري لمصر "ليس مخصصا لفصيل سياسي على حساب آخر وإنما هو دعم لكل الشعب المصري"، مشيرة في هذا السياق الى أن شحنات الغاز الخمس التي قدمتها الدوحة للقاهرة، أمس، وما سبقها من ودائع مالية قطرية في مصر "لن تكون لصالح التيار الحاكم وإنما كلها توضع في حساب الشعب المصري وكلها تهدف لتقديم الدعم لمصر لتتجاوز أزمتها الحالية". في نفس السياق، ترى صحيفة (الشرق) أن المبادرة القطرية بتقديم شحنات الغاز لمصر تكتسي أهمية خاصة لكونها "تأتي في ظل تفاقم معاناة الشعب المصري جراء التقنين في الطاقة والكهرباء، خصوصا مع ارتفاع حرارة فصل الصيف مما يساعد الحكومة المصرية على تجاوز أزمة امدادات الغاز". وعلى صعيد آخر، كتبت صحيفة (البيان) الإماراتية أن العراق "لا يزال منذ سنوات عجاف يعيشها بدأت بالغزو الأمريكي لأراضيه، ينشد وفاقا سياسيا بين فرقائه وأمنا حقيقيا في مختلف مدنه ومحافظاته"، مضيفة أن الواقع المرير الذي تعيشه بلاد الرافدين حاليا سمته الأساسية هو أن "الاختلاف في الرأي يفسد الود ويفسد القضية في آن ما يعيدها دوما خطوات متتالية للوراء كلما تقدمت خطوة واحدة نحو الأمام". وأشارت إلى أن "الاختلاف في الرؤى والتوجهات بات خلافا جوهريا ونزاعا في بعض المراحل والمواقع يعيد هذا البلد إلى دوامة من عدم الاستقرار كلما اقترب من الاتفاق على سبيل لتحقيقه بمبررات ودوافع قد لا تبدو مقبولة لشعب أنهكته سنوات الاحتلال والاقتتال الطائفي". وفي هذا الصدد، حذرت الصحيفة من أن فتح جبهات سياسية وأمنية عدة بين الحين والآخر من شأنه "زيادة الانقسام والتشرذم الداخلي الذي أججه الاحتلال الأمريكي"، مبرزة أن مشاهد القتل والدم اليومية في البلاد "تدق ناقوس خطر حقيقي يستدعي لحظة تأمل واحدة وصادقة تدفع الجميع نحو النظر إلى هم هذا البلد ومصلحته وأمنه واستقراره". من جهتها، قالت صحيفة (الخليج) إن "العلاقات بين دولتي السودان وجنوب السودان محكومة بالشك والريبة، لأن كل الاتفاقات التي يتم التوصل إليها بين الدولتين تظل رهينة أي حدث طارئ يعيد الأمور إلى نقطة الصفر". وأوضحت أن متابعة هذه العلاقات "الملتبسة" منذ انفصال الجنوب عن الوطن الأم قبل عامين "تكشف عن مقدار كبير من عدم الثقة بين الجانبين رغم المحاولات الكثيرة التي بذلت على مستوى القمة بين الرئيس الشمالي عمر حسن البشير، والرئيس الجنوبي سلفاكير، أو على مستوى أدنى لتثبيت هذه العلاقات عند مستوى طبيعي يمكن من إطلاق حالة من الثقة والتعاون بين بلدين جارين كانا حتى الأمس القريب بلدا واحدا". وأشارت إلى أن السبب يعود إلى وجود "قضايا خلافية وشائكة لم تحسم بعد منها مستقبل منطقة أبيي المتنازع عليها والصراعات القبلية في مناطق حدودية والتمرد المسلح في كردفان ودارفور وغيرها من قضايا فرعية، وكلها تشكل ألغاما متفجرة في العلاقات بين البلدين تنسف في لحظة ما كل ما يتم الاتفاق عليه". وفي لبنان، اهتمت الصحف باستمرار حالة انتظار تشكيل حكومة جديدة تخلف حكومة تصريف الأعمال التي ترأسها نجيب ميقاتي، وانتظار قرار المجلس الدستوري حول قانون التمديد للمجلس النيابي، بتزامن مع استمرار الاضطرابات العنيفة في مناطق متفرقة من البلاد، وكذا قرار مجلس التعاون الخليجي اتخاذ إجراءات عقابية ضد اللبنانيين المنتمين إلى (حزب الله) العاملين في بلدان الخليج ردا على تدخله إلى جانب الجيش النظامي في سورية. وكتبت (السفير) أن "لبنان دخل في حالة انتظارات شاملة، البلد رهن مسارات الأزمة السورية، مسار تأليف الحكومة ينتظر بث الطعون بالتمديد، المجلس النيابي ينتظر قرار المجلس الدستوري، انتخابات أم تمديد، الحكومة أولا أم الانتخابات أولا، جولة طرابلس الأمنية الأخيرة انتهت ربطا بانتهاء معركة القصير أم بحسم موضوع قبول الطعن بالتمديد لمجلس النواب". وقالت (النهار): "مع أن المعطيات المتصلة باجتماعات المجلس الدستوري الذي يعكف على إنجاز قراره في شأن الطعنين المقدمين إليه في قانون التمديد لمجلس النواب عممت استنفارا سياسيا غير معلن، ووضعت القوى الداخلية بمجملها أمام 48 ساعة من حبس الأنفاس تحسبا لقبول الطعن كاحتمال مرجح، فإن هذا الاستحقاق لم يحجب خطورة الفصول المتعاقبة للاضطرابات والافتعالات الأمنية التي تشهدها البلاد بوتيرة يومية متنقلة بين منطقة وأخرى". أما (المستقبل) فرأت أن "الموقف الخليجي عموما معطوفا على ما كان أعلنه مجلس الوزراء السعودي من استنكار للتدخل السافر لذلك الحزب في سوريا لا يدل في عمقه ونهايته إلا على حرص أكيد ومكين على لبنان وأهله، ورفض لخطفهم من قبل المحور الإيراني الأسدي وتحويلهم إلى وقود لخدمة مصالح وأهداف وغايات شيطانية لا علاقة لها بلبنان لا من قريب ولا من بعيد". واستأثر اهتمام الصحف التونسية بعدد من القضايا الخارجية والداخلية، من بينها الوضع في ليبيا بعد المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة بنغازي وخلفت عشرات القتلى والجرحى ، حيث اعتبرت صحيفة (الصباح) أن هذه الأحداث "تبرز المدى الخطير الذي بلغته الأوضاع في هذا البلد في ظل استمرار عجز الدولة عن فرض سلطتها ، قائلة إنه يعود في جانب كبير منه إلى "استمرار فوضى السلاح وتغول المليشيات المسلحة". وأضافت أن استمرار هيمنة هذه المليشيات وفرض نفسها كشرطة وجيش مواز لأجهزة النظام الوليد من شأنه "ليس فقط الابقاء على حالة الانفلات وانعدام الأمن وسيادة قانون الغاب، بل أخطر من ذلك تعريض كيان الدولة الليبية لمخاطر الفوضى والتقسيم، وهو ما بدأت تظهر بعض مؤشراته في "عودة الحديث عن استقلال إقليم برقة الغني بالنفط عن الحكومة المركزية". من جهتها، علقت يومية (الشروق) في افتتاحيتها تحت عنوان "تركيا وساعة الاختيار" على الاحتجاجات التي تشهدها تركيا، فرأت أنه "بات واضحا أن المستهدف الأول إن لم نقل الوحيد منها، هو الوزير الأول رجب طيب أردوغان رئيس الحزب الاسلامي الحاكم منذ عشر سنوات، والذي يتهمه المحتجون ب"محاولة تغيير النمط المجتمعي لتركيا والتنكر لإرثها الأتاتوركي العلماني فضلا عن إدارته السياسية المتميزة بالتسلط والغطرسة". وقالت إن أردوغان "أصبح يقف في مفترق الطرق بين خيارين : إما الهروب إلى الأمام ونهج أسلوب الشدة والعنف لقمع المتظاهرين، أو أن يسلك سبيل اللين والحوار"، معربة عن تخوفها من أن يسلك الخيار الأول وأن "يغتر بما حققته تركيا تحت قيادته من نماء ورخاء جعل بلاده مثالا يحتدى في الشرق والغرب" ، معتبرة أن لو فعل ذلك "لأضاع رصيدا هاما يتجاوز المستوى الاقتصادي والاجتماعي لحزب إسلامي حكم تركيا لأول مرة بعد سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924، ليصل إلى فلسفة الحكم ذاتها التي اتضح اليوم، أن نجاحها لا يتوقف فقط على ما تحققه من نتائج مادية، بل يتعداها إلى ما هو أهم وهو مفهوم الديمقراطية التي لا تختزل في تنظيم انتخابات والاكتفاء بما تفرزه صناديق الاقتراع، بل هي حرية وتحرر دائمين وانصهار في دينامية التطور الكوني وإصغاء دائم إلى نبض المجتمع". في الشأن الداخلي، اهتمت جريدة (الصريح) بمخاطر الإرهاب التي تهدد تونس، فذكرت نقلا عن وسائل إعلام تونسية وجزائرية أن المصالح الأمنية في الجزائر دعت نظيرتها التونسية إلى مراقبة تحركات "الجهاديين" بعد ورود معلومات حول عزم تنظيم (القاعدة في المغرب الإسلامي) تنفيذ عمليات إرهابية في تونس والجزائر في محاولة لفك الخناق عن المجموعة الإرهابية المحاصرة في المناطق الحدودية بين البلدين. ونقلت الصحيفة عن مختصين في قضايا الإرهاب والجماعات الإسلامية أن هذه المجموعات بصدد التحضير لأعمال إرهابية في تونس بعد تمركزها في مناطق عمرانية، وقالت إن عدد الإرهابيين المنخرطين في هذه المجموعات يقدر بالمئات، يضاف إليهم الآلاف من الأنصار الذين هم "في حالة استنفار واستعداد تام لرفع السلاح والانضمام إلى صفوف الارهابيين عندما يحين الموعد". ومن جهتها، تناقلت الصحف الجزائرية الأرقام التي أوردها محافظ بنك الجزائر بخصوص تراجع مداخيل البلاد من صادرات النفط. ونقلت الصحف ومنها صحيفة (الشروق) عن المحافظ قوله إن الجزائر تعرضت لصدمة خارجية خلال الربع الأول من العام الجاري بسبب تراجع مداخيل صادرات المحروقات، موضحا أن هذه الصادرات نزلت إلى 17,54 مليار دولار في هذه الفترة بسبب تراجع الكميات المصدرة وتراجع الأسعار في الأسواق العالمية. وبخصوص خلاصات الملتقى الوطني حول الاتصال المؤسساتي الذي اختتم أمس بالجزائر العاصمة، رأت صحيفة (الأحداث) أن "الحكومة عاجزة عن فهم الدور الذي يضطلع به الإعلام، وأكبر إشكالية تواجه مؤسسات الدولة هي الاتصال (...) وسياسة الانغلاق التي تمارسها السلطات والمؤسسات الرسمية أتت بنتائج عكسية، حيث ساهمت في الترويج للإشاعة وللدعاية المضادة التي تمس بمصداقية هذه المؤسسات وتزيد من في الهوة بين المجتمع والدولة". وتعليقا على ملتقى ينظم حاليا بالعاصمة حول الإصلاحات السياسية بالجزائر، قالت صحيفة (جريدتي) تحت عنوان "الجزائر تتنكر لأكبر إصلاحات في تاريخها"، إنه "بعد مرور 26 شهرا عن إعلان رئيس الجمهورية في خطابه الموجه للأمة في 15 أبريل 2011 بخوض إصلاحات سياسية وصفها الرئيس بالعميقة، قررت الدولة تذكر تلك الوعود فراحت تنظم ملتقى دوليا حول الإصلاحات السياسية في الجزائر للترويج لهذه الإصلاحات التي لم ير منها الشعب سوى الوعود والتي لم تتجسد على أرض الواقع، رغم مرور أزيد من سنتين عن الإعلان عنها". وتحت عنوان "التخدير بالإصلاحات"، كتبت الصحيفة ذاتها في افتتاحيتها أن "العودة الآن للحديث عن الإصلاحات مجددا ليس بريئا، خاصة أننا في ظرف عصيب تعيشه الجزائر على كل المستويات والأصعدة". أما الصحف الموريتانية فقد أبرزت التقرير الصادر عن السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية في موريتانيا لسنة 2012 ، والذي لاحظت من خلاله أنه رغم أن سنة 2012 لم تشهد أي توقيف أو مصادرة في مجال الصحافة المكتوبة، وعدم رفع أي شكوى من قبل الصحفيين للجهات المعنية، فإن المعاينة اليومية كشفت نوعا من التراجع على مستوى الممارسة المهنية، بحيث كان تعامل بعض الصحف مع بعض الأحداث "يفتقر إلي الحد الأدنى من المصداقية والالتزام بخصوصية المهنة الصحفية". كما توقفت هذه الصحف عند دعوة الهيئة إلى مراجعة وتفعيل القوانين المنظمة للصحافة بما يسمح بمواكبة التغيرات التي يشهدها القطاع وسن قانون ينظم الإشهار في المجال الصحفي لضمان النفاذ العادل إلى الإعلانات الإشهارية، والإسراع في خلق إطار قانوني جديد ينظم الصحافة الإلكترونية ويعترف بالإعلام الجديد وما أنتجه من وسائط اتصال متعددة. وتطرقت صحيفة (الشعب) إلى الطفرة في الطاقة الكهربائية التي تعرفها نواكشوط العاصمة، وكتبت تحت عنوان "من العجز الحاد إلى الطفرة في الانتاج" أن نواكشوط لم تعد كما كانت في خريف 2009 تشهد تلك الانقطاعات المتكررة في الكهرباء التي كانت توزع بالتساوي والتناوب الظلمة بين مختلف الأحياء، بل تجاوزت المرحلة "لتتمكن موريتانيا في ظرف وجيز من تحويل عجزها في مجال الطاقة إلى فائض طاقوي معتبر". وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (أخبار نواكشوط) إلى أن نواذيبو العاصمة الاقتصادية لموريتانيا عرفت انقاطاعات متواصلة للتيار دامت ساعات في نهاية الأسبوع الماضي بما فيها أحياء وسط المدينة العمالية، قائلة إن بداية الأسبوع الجاري شهدت انقطاعات داخل عدة أحياء وسط استغراب من الساكنة في ظل إعلان نواذيبو " منطقة حرة". واهتمت الصحف الليبية بالتدابير التي اتخذها المؤتمر الوطني العام على خلفية الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة بنغازي، وتداعيات استقالة رئيس أركان الجيش الليبي من منصبه، والعلاقات الليبية الامريكية وتوقف حركة التنقل بين ليبيا ومصر عبر منفذين بريين. فبخصوص التدابير المعلن عنها من قبل المؤتمر الوطني العام في جلسته الاخيرة، وصفت صحيفة (فبراير) هذه التدابير ب "التاريخية والحاسمة"، مشيرة الى أنها شملت قبول استقالة رئيس الاركان العامة للجيش الليبي اللواء يوسف المنقوش من منصبه وتكليف اللواء المساعد سالم القنيدي بمهامه الى حين تعيين رئيس جديد لرئاسة الاركان وتكليف رئاسة الحكومة باتخاذ الاجراءات العملية "لإنهاء الوجود الفعلي لكافة الكتائب والتشكيلات المسلحة في مناطق ليبيا ولو باستعمال القوة العسكرية". كما ألزمت قرارات المؤتمر، تضيف الصحيفة، الحكومة بتقديم خطة خلال أسبوعين تتضمن آلية دقيقة ومحددة لإدماج كل التشكيلات المسلحة التي منحت صفة الشرعية ضمن قوات الجيش والأمن الوطني "فرادى وبرقم عسكري"، ودعت كذلك النائب العام الى انتداب قاضي للتحقيق في الوقائع التي حدثت في مدينة بنغازي وتقديم المتهمين للعدالة. وفي سياق متصل، توقفت صحيفة (ليبيا الاخبارية) عند تداعيات استقالة اللواء يوسف المنقوش من رئاسة الأركان بالجيش الليبي، معتبرة أن هذه الاستقالة "ضاعفت معضلات إعادة بناء المؤسسات العسكرية لدولتنا الوليدة التي لا تزال غير قادرة على احتكار قوة السلاح الموزع بين مجموعات المسلحة في مناطق مختلفة". وكتبت الصحيفة أن "الأزمة" التي خلفها اللواء المنقوش "جراء تأخره كثيرا في تقديم استقالته رغم مطالبات الشارع وبعض أعضاء المؤتمر الوطني العام، تمثل تجسيدا لصراعات تتداخل فيها الابعاد المناطقية والقبلية والعسكرية". من جهة أخرى، اهتمت الصحف بالعلاقات الليبية الامريكية، مشيرة الى اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان بمساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية ويندي رات شيرمان، والذي أعرب فيه عن تطلع بلاده الى الاستفادة من خبرات الولاياتالمتحدة في مجال تدريب قوات الجيش والشرطة. كما طلب زيدان خلال هذا اللقاء، حسب الصحف، تيسير استكمال الشباب الليبي لمسارهم الدراسي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتداولت الصحف الليبية، أيضا، نبأ توقف حركة النقل بالمعبرين الحدوديين الرابطين بين مصر وليبيا (السلوم وامساعد) إثر اشتباكات بين أهالي مدينة السلوم المصرية وعناصر الامن على الجاب الليبي من الحدود. وأوضحت أن هذه الاشتباكات التي خلفت إصابة ضباط شرطة ومدنيين، نشبت على اثر اعتراض المصالح الامنية الليبية بالمعبر الحدودي سيارة محملة ببضائع لمواطنين مصريين وقيامها بإتلافها.