اهتمت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم الخميس٬ بالتطورات السياسية التي تشهدها الأزمة السورية٬ وبالإفراج عن الجنود المصريين المختطفين في سيناء٬ وبخطط وسياسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة لتهويد مدينة القدس٬ وكذا بالوضع الأمني في كل من طرابلس (شمال لبنان) وصيدا (جنوب)٬ وكذا بالوضع الأمني في مدينة بنغازي الليبية وبتنمية المثلث الحدودي المشترك بين ليبيا ومصر والسودان. ففي مصر٬ عكست الصحف تباين مواقف القوى السياسية من عملية تحرير الجنود المختطفين بسبب الغموض الذي اكتنف العملية وعدم تقديم أي توضيحات بشأنها من قبل الدولة. فقد أبرزت صحيفة (الشروق)٬ تحت عنوان "نهاية سعيدة وغامضة"٬ تباين الروايات والتصريحات بشأن إطلاق سراح الجنود المختطفين ورجحت أن يكون الخاطفون تركوا الجنود بعد تضييق الخناق عليهم في منطقة جبلية قبل أن تعثر عليهم أجهزة المخابرات الحربية. من جانبها٬ ذكرت جريدة (الوطن) أن العملية تمت بعد صفقة مع الخاطفين تعهدت بموجبها الدولة بعدم ملاحقتهم والإفراج عن معتقلي "السنة والجماعة"٬ فيما اعتبرت جريدة (الوفد) أن عملية الاختطاف تعكس السياق العام الذي تعيشه الدولة منذ شهور محذرة من عودة شبح الحرب بسبب الدين. وأكدت صحيفة (الأهرام)٬ نقلا عن مصدر عسكري٬ أن المخابرات الحربية تمكنت من تحديد هوية العناصر الإرهابية التي وقفت وراء العملية واستبعدت عقد صفقة معهم أو الاستجابة لمطالبهم وأنه سيتم التعامل معهم في إطار استراتيجية الدولة للتعامل مع الخارجين عن القانون. ونقلت صحيفة (المصري اليوم) عن قيادي في جماعة الإخوان المسلمين قوله إن الجامعة طالبت مرسي بتعديل اتفاقية كامب ديفيد التي تفرض قيودا كبيرة على مصر في اتخاذ الإجراءات اللازمة لفرض الأمن في سيناء وكذا على جهود تنمية وإعمار سيناء. وسلطت الصحف العربية الصادرة من لندن الضوء على تطورات الجهود الدبلوماسية لتسوية الأزمة السورية٬ إلى جانب الإفراج عن الجنود المصريين المختطفين في سيناء. ففي الشأن السوري٬ كتبت صحيفة (الحياة) أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حث الرئيس السوري بشار الأسد على حضور مؤتمر جنيف للسلام وحذره من اعتبار "الانتصارات الأخيرة نهائية"٬ كما حذر من أن عدم استغلال فرصة (جنيف 2) ستعني استمرار الحرب ووقوع مجازر وحتى تقسيم سوريا. ونقلت الصحيفة عن كيري تأكيده٬ قبيل انعقاد اجتماع مجموعة "أصدقاء سوريا" في الأردن٬ على وجود الآلاف من عناصر حزب الله اللبناني في سوريا وبدعم إيراني٬ مشددا على أن الخاسر الوحيد من الصراع الحالي هو الشعب السوري. وأضاف أن حسابات الرئيس الأسد خاطئة إن كان يعتمد على مكاسب الأيام الماضية محذرا من "أن حزب الله يجر لبنان إلى الحرب". ونقلت صحيفة (القدس العربي)٬ من جانبها٬ عن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ تأكيده قناعة لندن بعدم وجود إمكانية لحل النزاع الدائر في سوريا مع بقاء بشار الأسد على رأس السلطة٬ مشيرة٬ في السياق ذاته٬ إلى تصريح لوزير خارجية فرنسا لوران فابيوس شدد فيه على ضرورة تسليم الأسد للسلطة إلى حكومة انتقالية حتى تكون هناك فرصة لنجاح مؤتمر السلام الذي تدعمه الولاياتالمتحدة وروسيا. من جهة أخرى٬ أبرزت الصحيفة أن الوضع العسكري الميداني في سوريا هذه الأيام دفع السفير السوري بهجت سليمان في عمان إلى قفزة خارج السياق الدبلوماسي٬ حيث أدان اجتماع مجموعة (أصدقاء سوريا) الذي عقد في عمان واصفا إياهم بíœ"أعداء سوريا" ومحذرا من إقحام الأردن في الأزمة السورية. ونقلت (القدس العربي) عن السفير قوله إن ما تواجهه سوريا "هي حرب كونية عدوانية إرهابية يقودها من سموا أنفسهم بأصدقاء سوريا ضد الدولة السورية بشعبها وجيشها وقيادتها وهذا ما دفع بالدولة السورية للدفاع عن نفسها٬ وخوض حرب دفاعية مقدسة في ظل حملات إعلامية ظالمة لم يشهد لها التاريخ مثيلا". وفي التطورات الميدانية٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن اشتداد حدة الاشتباكات٬ لليوم الثالث على التوالي٬ في معركة القصير التي أطلق عليها الجيش السوري الحر تسمية "عمليات جدران الموت" في مواجهة قوات النظام السوري وعناصر حزب الله اللبناني. وأشارت الصحيفة إلى أن عدد قتلى حزب الله في معركة القصير بلغ خمسين شخصا٬ في وقت يشير ناشطون إلى أن عددهم فاق ال65 قتيلا٬ مضيفة أن الحزب أرسل تعزيزات جديدة من عناصر النخبة إلى ميدان المعركة. وأضافت (الشرق الأوسط) أن رئيس الائتلاف السوري المعارض بالنيابة جورج صبرا دعا٬ أمس٬ كل كتائب الجيش الحر إلى "نجدة القصير" التي تعتبر معقلا أساسيا للمقاتلين المعارضين في محافظة حمص في وسط سوريا٬ كما طالب صبرا بفتح "ممر إنساني". وبخصوص الوضع في مصر٬ كتبت صحيفة (الحياة) عن إطلاق سراح سبعة جنود مصريين٬ أمس٬ بعد ستة أيام من خطفهم في سيناء على أيدي مسلحين كانوا يطالبون بالإفراج عن جهاديين معتقلين في السجون المصرية. وأضافت أن الحكم سعى إلى توظيف إطلاق الجنود سالمين سياسيا٬ في وقت أثار فرار الخاطفين انتقادات واسعة. وقالت (الحياة) إن السلطات المصرية أشادت بوساطة شيوخ قبائل في سيناء في تحرير الجنود٬ فيما تعهد الرئيس محمد مرسي ب"ملاحقة المجرمين وبسط الأمن على سيناء". أما صحيفة (العرب) فأشارت٬ من جهتها٬ إلى أنه وخلافا لما ذكره الرئيس المصري محمد مرسي٬ فإن إطلاق سراح الجنود السبعة كان عبر مفاوضات غير مباشرة مع الخاطفين٬ وأن حركة (حماس) هي التي تولت ترتيب تفاصيل الوساطة بالتنسيق مع شيوخ قبائل في سيناء. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من الرئيس مرسي قولها إن مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين طلب من مرسي تقديم التنازلات الضرورية مهما كانت مكلفة للخروج من الأزمة بأخف الأضرار٬ لقطع الطريق على ما يعد أنه محاولات لتوريط مرسي في حرب صعبة في سيناء. واهتمت الصحف الإماراتية بالعديد من المواضيع أبرزها٬ تطورات الأزمة السورية٬ وخطط وسياسات الاحتلال الإسرائيلي الممنهجة لتهويد مدينة القدس. وكتبت صحيفة (البيان) أن الساحة الدولية باتت "تشهد تجاذبات حول السبيل الأمثل لوقف نزف الدم السوري وآليات ذلك في ظل تزايد تعقيدات الأزمة على المستوى السياسي واتضاح الأمور أكثر على الأرض مع اشتداد المعارك بين قوات النظام ومليشيات المعارضة والتي يبدوا أنها ترسم مع قتالها حدود التقسيم المقبلة". وأشارت إلى أن أصدقاء سورية اجتمعوا بالأمس في عمان وبحثوا في آليات التفاوض بين النظام والمعارضة وترتيبات انعقاد (مؤتمر جنيف 2) في ظل حراك دولي مكثف تزامن مع تقديم الرئيس المستقيل للائتلاف الوطني أحمد معاذ الخطيب خارطة طريق لحل الأزمة تركز على عدم مشاركة الرئيس السوري في أي عملية انتقالية وتسريبات عن خطة عمل تركية ركنها الأساسي تسليم الأسد صلاحياته كاملة لحكومة انتقالية يشكلها النظام والمعارضة مقابل السماح له بالبقاء في سورية والمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأوضحت أن "الإشكالية تضل مرتبطة بمستقبل حياة الشعب السوري إذا ما ظل الأسد وحاشيته يحكمون سورية أو حتى يشاركون في إدارة فترة انتقالية"٬ متسائلة حول مدى قبول الشعب بتواجد الأسد في فترة انتقالية وهو الذي استعان في عمليات قتل المدنيين بإيران وبحزب الله اللبناني. من جهتها٬ كتبت صحيفة (الخليج) أن عمليات هدم منازل المقدسيين وتشريد أصحابها مؤخرا تندرج في إطار "خطة ممنهجة وواضحة لتهويد المدينة المقدسة بعد تفريغها من أهلها بشكل تدريجي حتى لا يثير الاحتلال الإسرائيلي ضجة إعلامية أو سياسية و ذلك بالتكامل مع هدم المواقع التاريخية في المدينة و مصادرة الأراضي وإقامة مستوطنات عليها و تغيير الأسماء العربية لشوارع المدينة واستبدالها بأخرى عبرية". وأضافت أن هذه الخطة الممنهجة تنضاف إلى "الانتهاكات المتواصلة والاعتداءات التي تتعرض لها بيوت العبادة من مساجد وكنائس خصوصا ما يتعرض له المسجد الأقصى من تدنيس متواصل من قبل قطعان المستوطنين الذين تحميهم قوات الاحتلال". وأوضحت أن كل ذلك يحصل في الوقت الذي تتردد فيه معلومات من هنا وهناك عن "جهود أمريكية حثيثة لاستئناف المفاوضات وصولا إلى تسوية و كأن ما تمارسه إسرائيل ميدانيا و كل يوم يسهم في هذه الجهود ويمهí¸د الطريق لها". وأولت الصحف القطرية اهتماما بالتطورات السياسية التي تشهدها الأزمة السورية والآمال المعقودة على مؤتمر (جنيف 2) لوضع حد لهدر الدماء في البلاد٬ علاوة على تسليطها الضوء على تنامي أعمال العنف في العراق٬ التي تنبؤ بدخول بلاد الرافدين حربا أهلية طائفية. وهكذا٬ أكدت صحيفة (الشرق)٬ في افتتاحيتها٬ أن مؤتمر (جنيف 2) يشكل "الفرصة الأخيرة لنظام الأسد لإنقاذ سوريا من الضياع والشعب من التشرذم والانشطار الإثني والمذهبي والطائفي وهي الأسلحة التي استخدمها في محاولة لكسر إرادة الشعب المنتفض ضد الاستبداد والقهر لعقود طويلة". ولاحظت الصحيفة أن "حراكا عربيا ودوليا مكثفا ومتسارعا تشهده أكثر من عاصمة٬ وإن جاء تحت عنوان٬ السعي لوضع حد لهدر الدماء في سوريا٬ إلا أن المهمة الأكثر تعقيدا وصعوبة تتعلق بوضع آليات التفاوض بين نظام دمشق وبين المعارضة٬ وبحث صيغ عقد مؤتمر (جنيف 2) كما ورد في التفاهم الأمريكي الروسي مؤخرا لحل الأزمة". لكن الصحيفة ترى أنه على الرغم من هذا الحراك السياسي وهذه المؤشرات التي تعكس رغبة عربية ودولية لوقف سيلان الدم السوري٬ "فإن النظام السوري لم يظهر حتى الآن أي التزام تجاه الجهود المبذولة لعقد مؤتمر للسلام بداية الشهر المقبل٬ بل ما أظهره هو المزيد من القتل كما يحدث في ريف حمص وتحديدا جبهة القصير بمشاركة مقاتلي حزب الله اللبناني ومن إيران٬ ممنيا النفس بإحداث اختراق عسكري لصالحه قبل انعقاد هذا المؤتمر". في الشأن العراقي٬ كتبت صحيفة (العرب) أن "من يقترب أكثر من المشهد العراقي٬ سيفاجأ بحجم الكارثة التي حلت بأرض الرافدين منذ الاحتلال الأمريكي قبل عشرة أعوام٬ والتي ما تزال فصولها المأساوية مستمرة٬ بل إنها تزداد قتامة مع مرور الأيام٬ ولعل الأسبوع المنصرم٬ كان شاهدا ناطقا وحيا على ذلك٬ بعد أن تحولت أجساد وأرواح الشعب العراقي إلى جسر لأحلام ساسة فاشلين٬ لا هم لهم سوى تنفيذ أجندات أحزابهم أو طوائفهم أو حتى أجندات من جاء بهم من وراء الحدود". وترى الصحيفة أن "المالكي ومن خلفه إيران يسعى وبقوة إلى جر العراقيين إلى مواجهة طائفية الملامح والتفاصيل"٬ مبرزا أن المواجهة العراقية٬ السنية الشيعية٬ "ستمنح إيران جواز الدخول بقوة إلى أرض الرافدين (..) في ظل تنامي حالة الاحتقان الطائفي التي تغذيها الحكومة٬ واتجاه بوصلة الأحداث إلى مواجهة مرتقبة٬ طائفية بامتياز". وواصلت الصحف الأردنية اهتمامها بالاجتماع الذي عقدته المجموعة الأساسية ضمن "أصدقاء سورية"٬ والذي دعا في ختام أشغاله إلى ضرورة إلى الدخول في مرحلة انتقالية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية٬ يستبعد الرئيس الأسد ورموز نظامه. وذكرت صحيفة (الغد) أن وزراء الخارجية ال11٬ ممثلي الدول التي تشكل المجموعة٬ شددوا في البيان الختامي للاجتماع٬ على أهمية الوصول إلى حل سياسي يلبي طموحات الشعب السوري٬ كما نص عليه الاتفاق المشترك الصادر عن اجتماع أبو ظبي في 13 مايو الحالي٬ والذي يشير إلى "أن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه ومساعديه المقربين٬ والذين تلطخت أياديهم بدماء السوريين٬ يجب أن لا يكون لهم أي دور في مستقبل سورية". ونقلت عن وزير الخارجية الأردني٬ ناصر جودة٬ تأكيده أن اجتماع أصدقاء سورية في عمان٬ من شأنه أن يحقن الدماء ويعيد الأمن والأمان ويحقق الآمال والطموحات المشروعة للشعب السوري في الحرية والديمقراطية. وتحت عنوان (تفاهم "الأصدقاء" وضغط على المعارضة للمشاركة في جنيف2)٬ كتبت صحيفة (العرب اليوم) أن 11 وزير خارجية غربيا وعربيا٬ بالإضافة إلى تركيا٬ أنهوا اجتماعا للمجموعة الأساسية حول سورية٬ التي تهدف إلى التوافق على صيغة للتفاوض بين المعارضة والنظام السوري والترتيبات لعقد مؤتمر (جنيف 2). ونقلت عن مشاركين في الاجتماع قولهم إنهم بحثوا سبل تعزيز الحوار بين النظام السوري والمعارضة٬ لتأمين نجاح التفاهمات الأمريكية - الروسية٬ بما يؤمن عملية انتقال سلمي للسلطة في سورية. من جهتها٬ كتبت صحيفة (الدستور)٬ في افتتاحية بعنوان "لا بديل عن الحل السياسي للأزمة السورية"٬ أن الأحداث المتسارعة على الساحة السورية أثبتت صدق رؤية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني٬ وحصافة رأيه٬ حيث دعا مبكرا منذ انفجار الأزمة إلى ضرورة اللجوء إلى الحل السياسي كبديل وحيد لإنقاذ سوريا - الوطن والشعب - من الأزمة التي تعصف بها٬ وتهدد بتقسيمها إلى دويلات طائفية متناحرة. من جانبها٬ كتبت صحيفة (الرأي) أن "الأزمة السورية٬ ومواقف الدول الفاعلة والمؤثرة مباشرة فيها٬ من التعقيد وعدم الوضوح مما يجعل الحل السياسي في سورية ليس سهل المنال٬ فالمواقف الدولية ما تزال متضاربة وغير واضحة٬ والشقة بين موقف النظام وموقف المعارضة أيضا كبيرة٬ والموقف العسكري في الميدان يجعل التقدم السريع في المفاوضات السياسية٬ ناهيك عن نجاحها٬ أمرا عسيرا وملغما بالمفاجآت". واهتمت الصحف اللبنانية بتفجر الوضع الأمني في طرابلس (شمال) حيث لقي 12 شخصا مصرعهم وأصيب العشرات بجروح٬ وفي صيدا (جنوب) حيث تصدت جماعة أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح لمحاولة دفن أحد قتلى (حزب الله) في سورية٬ ورجحان كفة التمديد للمجلس النيابي في أعقاب فشل التوافق حول قانون انتخابي جديد وتشكيلة حكومية خلفا لحكومة تصريف الأعمال التي يقودها نجيب ميقاتي. فقالت (السفير) "لقد أفلتت عاصمة الشمال (طرابلس) من جاذبية الدولة٬ وباتت مخطوفة من المجموعات المسلحة٬ المتعددة المشارب٬ التي وجدت في ضعف الدولة وتراخي رموز المدينة فرصة للتمدد والإمساك بقرار الحرب والسلم"٬ مضيفة أنه "بالتزامن٬ كادت صيدا الأسيرة تستدرج إلى فتنة مذهبية٬ وأوشك الخلاف على جنازة ضحية سقطت في سوريا أن يجر جنازات٬ لولا مسارعة القوى المعنية إلى سحب الذرائع ومحاصرة التوتر٬ قبل أن يشعل حريقا كبيرا". واعتبرت جريدة (النهار)٬ من جهتها٬ أنه "تحت جنح الكتمان (...) وعلى وقع الهاجس الأمني المتعاظم في ظل الوضع المتفجر في طرابلس والذي تمددت بعض ذيوله أمس إلى صيدا٬ واجه خيار التمديد لمجلس النواب مرحلة بالغة التعقيد من شأنها أن تدفع بالبلاد قدما نحو فصول جديدة من الأخطار٬ وفي مقدمها خطر الفراغ إن لم تشهد الأيام القريبة ما يكفل إحداث ثغرة في جدار الانسداد". أما جريدة (الأخبار) فأشارت إلى أنه في الشهر الأخير من ولاية المجلس النيابي٬ الذي يترأسه نبيه بري٬ "لن ينجز إلا ما تعمد الفرقاء جميعا الوصول إليه عندما اختلفوا على كل ما كان يحوط بانتخابات 2013٬ وهو ما دفع المأزق الدستوري والسياسي إلى الذروة كي يصبح تمديد الولاية خيارا حتميا٬ كذلك ستمضي الأيام القليلة حتى 30 آذار" (مارس). وأخذت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها عدد من ولايات البلاد منها العاصمة٬ وما كشفته من عورات على مستوى البنيات التحتية ولامبالاة المسؤولين الحاليين٬ حيزا واسعا من اهتمامات الصحف الجزائرية. وتناقلت الصحف بالصور مخلفات هذه الأمطار بعدد من الولايات في ظرف بضع ساعات من أمس الأول الثلاثاء وبلغت نسبتها 600 ملم٬ مخلفة قتيلين وثلاثة جرحى٬ متوقفة٬ بالخصوص٬ عند الجزائر العاصمة التي أعادت للأذهان طوفان 2001 في بلدية باب الوادي٬ والذي كان أودى بحياة 900 شخص. وكتبت أن هذه الأمطار بالعاصمة "عرت هذه المرة شطحات المسؤولين في أحياء البهجة المحسوبة أنها راقية كحيدرة وبن عكنون والأبيار٬ وبفضل السيول الجارفة والأوحال تحولت فيلاتهم وطرقاتهم التي لا يسلكها إلا كبار المسؤولين إلى قطع عائمة٬ وكأن بذلك كل ما في العاصمة سواسية في تجرع طرق منجزة دون احترام المقاييس٬ وأحياء غير مهيأة لفصل الشتاء". واهتمت الصحف الليبية بالوضع الأمني في مدينة بنغازي وموقف المؤتمر الوطني العام من الاحتجاجات التي تعيق عمل المرافق النفطية بالبلاد٬ وبتنمية المثلث الحدودي المشترك بين ليبيا ومصر والسودان إلى جانب مواضيع أخرى. فبخصوص الوضع في بنغازي تداولت الصحف نبأ توقيف القوات الخاصة (الصاعقة) أفراد خلية مسلحة وبحوزتها متفجرات في ضواحي المدينة. ونقلت الصحف عن الناطق الرسمي باسم (الغرفة الأمنية المشتركة) التي تتولى تأمين مدينة بنغازي أن عملية التوقيف تمت خلال مداهمة أحد المواقع السياحية٬ مشيرا إلى أن العملية مكنت من ضبط 220 لغما مضادا للدروع ومعدات لصناعة المتفجرات. من جهة أخرى٬ أوردت الصحف نص البيان الذي أصدره المؤتمر الوطني العام بخصوص الاحتجاجات التي تعيق عمل المرافق النفطية في البلاد٬ معتبرا هذا السلوك "عملا تخريبيا مضرا بالدولة واقتصادها ومخالفا للقوانين والتشريعات الليبية ويعرض فاعله للمساءلة القانونية والعقاب". وأكد المؤتمر٬ حسب الصحف٬ أن المرافق والمنشآت النفطية "هي ملك عام لكل الليبيين بغض النظر عن مكان تواجدها الجغرافي ولا يحق لأحد إغلاقها أو منعها من إدارة مهامها"٬ مطالبا الحكومة ب"تفعيل أجهزتها التنفيذية المختصة للقيام بدورها في حماية المرافق النفطية". وواكبت الصحف الليبية٬ أيضا٬ انطلاق اجتماعات الخبراء والمختصين في كل من ليبيا ومصر والسودان أمس الأربعاء بالعاصمة طرابلس والتي تبحث سبل تنمية المثلث الحدودي بين البلدان الثلاث. وأشارت إلى أن المشاركين في الاجتماع ناقشوا آليات استغلال المياه الجوفية ب(الحوض النوبي) المشترك للأغراض الزراعية وتنمية التجارة البينية والتعاون في مجالات الطاقة والتعدين إضافة إلى إقامة مشاريع صغرى ومتوسطة لتعزيز الوجود المدني بالمثلث الحدودي بما يسهم في تحقيق التنمية وضمان الأمن بالمنطقة. وبخصوص نتائج التحقيقات في حادث الاعتداء على القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي أودى بحياة السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من معاونيه٬ نشرت الصحف تسريبات تداولتها وسائل الإعلام الأمريكية مؤخرا تفيد بأن السلطات الأمريكية "تمكنت من تحديد هوية عدد معين من الأشخاص ممن يعتقد أنهم متورطون في هذا الاعتداء". وتطرقت الصحف الموريتانية إلى حلول الذكرى الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الإفريقية (الاتحاد الإفريقي حاليا) و"الأزمة الداخلية" التي تعيشها منسقية أحزاب المعارضة في البلاد. فعن الموضوع الأول٬ رسمت صحيفة (الشعب) صورة قاتمة لإفريقيا مطلع القرن ال21 "صورة مضطربة تميز واقع قارتنا السمراء الغنية بثرواتها الطبيعية المتنوعة ومواردها البشرية الهائلة٬ حيث الفقر والمرض والجوع والاقتتال والصراع على السلطة هنا وهناك٬ رغم إرادة التنمية والبناء التي يتسلح بها أبناؤها المخلصون". واعتبرت الصحيفة أن التطلع إلى التنمية سيظل باستمرار مطلبا ملحا للقارة٬ لكنه سيظل من شبه المستحيلات ما لم تضاعف الدول الأعضاء جهودها في سبيل فض النزاعات ووضع حد لمختلف المشاكل التي تعيق عملية التنمية والاستقرار٬ مبرزة أن أول تلك التحديات "بؤر التوتر المزمنة التي تشكل أهم معوقات التنمية وأكبر تحديات الاستقرار الذي هو أساس كل بناء". من جهتها٬ سجلت صحيفة (لوتانتيك) أنه منذ نشأة منظمة الوحدة الإفريقية شهدت القارة 70 انقلابا "ما ساهم بشكل كبير في عرقلة جهود السلم والاستقرار والديمقراطية وهي أهداف رسمها زعماء القارة وقتئذ من مؤسسي المنظمة". وقالت الصحيفة إنه بعد مرور 50 سنة على ميلاد منظمة الوحدة الإفريقية التي أصبحت تحمل في ما بعد اسم الاتحاد الإفريقي٬ لم يفلح الأفارقة في مساعيهم الرامية إلى استتباب السلم والاستقرار بالقارة ولا - بدرجة أقل - في إقرار الديمقراطية٬ خالصة إلى أن القارة "ما تزال تعيش حروبا أهلية ودينية وقبلية وعرقية ساهمت إلى أبعد الحدود في عرقلة جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في القارة". وفي الشأن المحلي نشرت أسبوعية (الأخبار إنفو) تحقيقا كشفت فيه عما وصفته ب"أزمة داخلية" تعيشها منسقية أحزاب المعارضة (11 حزبا)٬ مؤكدة أن هذه الأزمة متعددة الأوجه وتهدد تماسك أحزاب هذه المنسقية٬ وقد تؤدي لثاني أكبر انقسام في صفوفها خلال عامين٬ بعد انسحاب رئيس الجمعية الوطنية (رئيس حزب التحالف الشعبي التقدمي) مسعود ولد بلخير٬ وكذا رئيس حزب الوئام بيجل ولد حميد منها في الفصل الأخير من عام 2011.