اهتمت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم الثلاثاء٬ بالخصوص٬ بالجهود الأمريكية البريطانية لتسوية الأزمة السورية٬ وبتطورات الوضع في ليبيا٬ ومستجدات المشهدين الأمني والسياسي في مصر والعراق٬ وتعثر مساعي تشكيل حكومة جديدة في لبنان. فقد نشرت صحيفة (الأهرام) تفاصيل المبادرة الروسية الامريكية لإنهاء الازمة السورية والتي تتلخص في تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة ثلث مقاعدها للنظام الحالي والثلث للمعارضة والباقي لشخصيات غير محسوبة على أي طرف مع رحيل بشار الاسد من دون شروط بعد ثلاثة اشهر من بدء المرحلة الانتقالية. وفي نفس السياق ذكرت (الاخبار) أن واشنطن ولندن اتفقتا على ضرورة تعزيز الضغط على الرئيس السوري لإجباره على التنحي بالموازاة مع تشجيع الجناح المعتدل داخل المعارضة ودعمه استعدادا للمرحلة الانتقالية٬ مشيرة إلى أن واشنطن ما تزال تحقق في احتمال استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية في حربه ضد المعارضة. أما (المصري اليوم) فكشفت عن وجود عناصر جهادية من جنسيات مختلفة ومدججة بمختلف أنواع الاسلحة تتمركز وتتدرب في صحراء سيناء في أفق الانتقال للقتال في سورية ضد النظام الحالي. وفي الشأن الفلسطيني٬ أبرزت (الجمهورية) طلب مجلس الشورى بطرد السفير الإسرائيلي في مصر على خلفية الاعتداءات المتكررة لسلطات الاحتلال على مدينة القدس ودعوته الحكومة وقف التطبيع الاقتصادي مع الكيان الصهيوني. وتابعت الصحيفة أن النواب طالبوا أيضا بإجراءات حاسمة تجاه الاعتداءات التي تطال القدس ومحاولات تهويده خاصة في ظل الانشغال العربي بإعادة ترتيب البيت الداخلي واستغلال اسرائيل لذلك لتنفيذ مخططاتها الاستيطانية. وذكرت (روز اليوسف) بأن القاهرة جمدت قرار إعادة السفير المصري إلى تل ابيب والذي تم سحبه في أعقاب العدوان الاسرائيلي على غزة وذلك عقب العدوان الاخير على القدسالمحتلة وإساءة معاملة دبلوماسيين مصريين في تل أبيب. صحيفتا (الوطن) و(اليوم السابع) أبرزتا إطلاق عدد من الحركات الثورية لحملة "تمرد" والتي تستهدف جمع 15 مليون توقيع لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة فيما نشرت (الشروق) رد الرئاسة على هذه الحملة بالتأكيد على أن حرية التعبير والتظاهر مضمونة للجميع بموجب الدستور. وبالنسبة للصحف العربية الصادرة من لندن٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن تعهد الرئيس الأمريكي٬ باراك أوباما٬ ورئيس الوزراء البريطاني٬ ديفيد كاميرون٬ في مؤتمر صحفي في أعقاب لقائهما أمس بالبيت الأبيض٬ بزيادة المساعدات الإنسانية للشعب السوري٬ واتفاقهما على زيادة الضغوط من أجل دفع المعارضة السورية لتشكيل حكومة قادرة على تولي الأمور في سوريا. وأشارت صحيفة (الحياة) إلى أن أوباما وكاميرون بحثا المسعى الروسي لعقد مؤتمر سلام حول سوريا٬ وأعلنا ترحيبهما بجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضافت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي شدد على تعقد الوضع في سوريا٬ حيث تتشابك الخيوط بمشاركة فاعلين أجانب من بينهم إيران و(حزب الله) و(جبهة النصرة) المرتبطة بتنظيم (القاعدة)٬ "والذي تتخطى أجندتهم مصير الأسد"٬ مؤكدا في هذا السياق أن الرئيس السوري لن يكون جزءا من الحكومة الانتقالية. ولاحظت (الحياة) أن الولاياتالمتحدة وبريطانيا تحاولان تركيز جهودهما على مسارين متوازيين٬ يهم الأول السعي إلى حل تفاوضي واحتضان الدور الروسي في التحضير لمؤتمر سلام٬ ويتمثل الثاني في التركيز على دعم المعارضة المعتدلة ومراجعة ملف التسليح وزيادة الضغوط على النظام في دمشق. ومن جهة أخرى٬ قالت صحيفة (الزمان) إن الائتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية يسعى لإجراء مشاورات مع أطراف دولية بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا الذي اقترحته واشنطن وموسكو. ونقلت عن جورج صبرا رئيس الائتلاف بالنيابة قوله إن الوقت مازال مبكرا بخصوص اتخاذ القرار بشأن الحضور أو عدمه لعدم وضوح حيثيات هذا المؤتمر٬ وعدم الكشف عن جدول أعماله أو برنامجه الزمني ولا عن قائمة المشاركين فيه. وبخصوص الوضع في ليبيا٬ كتبت صحيفة (العرب) عن الانفجارين القويين الذين استهدفا أمس الاثنين مدينة بنغازي٬ مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وأكدت الصحيفة أن الحادث يأتي في ظل عجز الحكومة المؤقتة عن الإمساك بالملف الأمني والتصدي للميليشيات المسلحة التي ينتمي أغلبها إلى مجموعات متشددة قريبة من فكر (القاعدة)٬ مشيرة إلى أن هذه المجموعات تركز تفجيراتها على مدينة بنغازي في تحد قوي للحكومة المركزية التي تسعى إلى السيطرة على الأوضاع الأمنية في العاصمة طرابلس. وأضافت (العرب) أن الهجمات المستمرة على مواقع في بنغازي لا تعتبر تحديا للحكومة المركزية وحدها بل هو تحد للحكومات الغربية التي ساعدت في الإطاحة بالعقيد معمر القذافي٬ لكنها الآن تفكر بالهروب من مواجهة (القاعدة) سواء في بنغازي أو العاصمة طرابلس التي شهدت بدورها أنشطة مسلحة ضد الحكومة وتفجيرات كان أبرزها التفجير الذي استهدف السفارة الفرنسية. ومن جانبها٬ اعتبرت صحيفة (القدس العربي) أن اعتداء بنغازي يشكل فصلا داميا جديدا في ليبيا التي تشهد انفلاتا أمنيا متزايدا على خلفية أزمة سياسية. وأبرزت الصحيفة تزايد حدة الانفلات الأمني في بلد تواجه فيه السلطات صعوبة في إنشاء أجهزة أمنية فعالة٬ واختبار قوة مع الميليشيات المسلحة٬ مشيرة إلى أن الهجوم وقع بعد رفع الحصار عن وزارتي الخارجية والعدل في طرابلس٬ الذي فرضته منذ أكثر من عشرة أيام ميليشيات كانت تطالب في البداية بقانون للعزل السياسي يطال قدامى المسؤولين والمتعاونين مع نظام القذافي. وبالنسبة للصحافة الإماراتية٬ كتبت صحيفة (البيان) أن مصر "باتت تعيش حالة من الفوضى الأمنية وعدم الاستقرار السياسي أثرا على الوضع الاقتصادي الذي يعاني أصلا مشكلات عدة حتى قبل ثورة 25 يناير والتي تفاقمت بعد تسلم الإخوان المسلمين الحكم في البلاد". وأوضحت أن التظاهرات والوقفات الاحتجاجية والإضرابات "أصبحت ظاهرة شبه يومية في شوارع مصر ناهيك عن الصراعات السياسية بين القوى والأحزاب والتي أدت إلى انقسام الشارع المصري بين مؤيد ومعارض لهذه الجهة أو تلك.. إضافة إلى الاعتداءات الفردية على الأشخاص أو الجماعية على مؤسسات بين حين وآخر.. كلها توضح انعدام الأمن والاستقرار السياسي في بلد يزيد سكانه على تسعين مليون نسمة". ورأت (البيان) أن مشكلات الاقتصاد المصري "لا مخرج لها إلا إذا تحققت عودة الأمن للمجتمع والوصول إلى الاستقرار السياسي.. خاصة وأن شباب ثورة 25 يناير تمكنوا من تحقيق هدف إزاحة النظام السابق لكن أهدافهم المتمثلة في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية لم تتحقق بعد". من جهتها٬ كتبت صحيفة (الخليج) أن منطلق السياسة الأمريكية في العالم يتمثل في "اعتمادها على تمثلات القوة المطلقة لتحقيق مصالحها٬ وفرض نفسها كقوة كونية وحيدة ومتفردة استنادا إلى ما تملكه من قوة عسكرية واقتصادية وسطوة ونفوذ لشن الحروب والتهديدات والمؤامرات والانقلابات من دون أن تأخذ في الاعتبار القانون الدولي وما يفرضه من ديمقراطية وشراكة بين الدول وما يضعه من حدود وأنظمة تحترم سيادة الدول واستقلالها واحترام حقوق الشعوب في حريتها وكرامتها وسيادتها". وأضافت "في هذا المجال يمكن التذكير بسياساتها تجاه دول أمريكا اللاتينية وكيف شنت الحروب ومارست الانقلابات وأذكت الصراعات ودعمت الديكتاتوريات لإبقائها تحت سيطرتها وحديقة خلفية لها"٬ كما "يمكن التذكير بالماضي القريب في فيتنام والعراق وأفغانستان وكيف عمدت أمريكا إلى تزوير وتلفيق الوقائع لتبرير حروبها في هذه الدول٬ مما أدى إلى كوارث وعمليات إبادة جماعية تندرج في إطار جرائم الحرب". وأكدت الصحيفة أن الموقف المؤيد للولايات المتحدة على طول الخط لإسرائيل واعتداءاتها وجرائمها بحق الفلسطينيين والعرب مع ما يستتبع ذلك من إنكار لحقوق الشعب الفلسطيني هو "مثال آخر أكثر بروزا على تجاهل الولاياتالمتحدة قيم الحق والعدالة واحترام حقوق الانسان". وبخصوص الأزمة السورية٬ كتبت صحيفة (العرب اليوم) الأردنية أنه "بعد أن أصبحنا أمام توازن عسكري على الأرض يعجز من خلاله كل من الطرفين٬ السلطة والمعارضة المسلحة٬ عن إنهاء الآخر٬ أطلق ضرورات الحل السياسي وتفعيل التدخل الدولي لفرض حل يجنب سورية النموذج العراقي"٬ معتبرة أن النظام السوري يقف اليوم أمام فرصة أخيرة للحل السياسي العقلاني بعيدا عن عقدة "الانتصار"٬ وهي فرصة يجب أن لا تضيع مثل سابقاتها. وحول تطورات المشهد السياسي في العراق٬ كتبت صحيفة (الدستور)٬ تحت عنوان "كي يتجنب العراق الحرب الأهلية والتقسيم"٬ أن هذا البلد "يقف اليوم في منعطف بالغ الخطورة"٬ ليس فقط لأن العرب السنة ثائرون على رئيس الوزراء العراقي نوي المالكي٬ بل أيضا لأن الرجل وحاشيته لم يأتيا "بخير لعموم العراقيين٬ ولولا الحشد المذهبي لكان وضعه أسوأ بكثير". وأضافت أن "ما يجري في العراق ينذر بشر كبير٬ ذلك أن اندلاع حرب طائفية فيه سيجعل البلد حمام دم أسوأ بكثير من سورية٬ فالمالكي يبدو اليوم في مزاج تقديم تنازلات للعرب السنة٬ لكنها تنازلات محدودة٬ مع صفقات جانبية مع رموزهم٬ وبالطبع لكي يواصل حكم العراق٬ وليس لشيء آخر٬ فضلا عن إدراكه لحقيقة الحرب الطائفية وتبعاتها٬ لكن تلك التنازلات لا تبدو كافية٬ ثم إن سيرة التعامل معه لا تبشر بأي خير٬ والوزراء العرب السنة لم يكونوا سوى واجهة يختفي من خلالهم بمسمى حكومة التوافق٬ بينما هو يمسك بالبلد طولا وعرضا". أما في ما يتعلق بمستقبل حكومة عبد الله النسور٬ فقد اعتبرت صحيفة (الغد) أن "النسور في موقف لا يحسد عليه اليوم٬ وحكومته مهددة بالسقوط في البرلمان٬ ليس بسبب مذكرة حجب الثقة فقط٬ بل لأنه تلقى أول من أمس إشارة ملكية بعدم توزير النواب في هذه المرحلة"٬ مضيفة أنه "في ورطة٬ فهو من جهة لا يستطيع أن يتحدى الإشارة الملكية٬ ومن جهة أخرى سيجد نفسه في موقف محرج مع نواب قطع أمامهم وعدا بالتوزير٬ وفي الوقت ذاته٬ عليه أن يكسب رضاهم ليمرر قرار رفع أسعار الكهرباء٬ ويتجنب التصويت على طرح الثقة في حكومته بعد أن وقعت أغلبية نيابية على عريضة لحجب الثقة". بدورها٬ كتبت صحيفة (الرأي) أن العلاقة بين الحكومة والنواب دخلت منعطفا خطيرا في الآونة الأخيرة٬ "فتوزير النواب في هذه الفترة سيشكل ضربة للكتل البرلمانية التي مازالت في طور التشكيل٬ وعدم التوزير سيؤلب النواب الذين حجبوا او منحوا الثقة للحكومة٬ وهو ما يهدد استمرار عملها". واهتمت الصحف اللبنانية بالعراقيل التي تعترض مساعي رئيس الوزراء المكلف٬ تمام سلام٬ لتشكيل حكومة جديدة في ظل تباين الآراء بين مختلف الفرقاء السياسيين في البلاد٬ خاصة بين قوى 14 مارس التي كانت تشكل المعارضة السابقة٬ وقوى 8 مارس التي كانت تشكل الأغلبية في عهد حكومة رئيس الحكومة المستقيل نجيب ميقاتي. وقالت (السفير) إن "أزمة تأليف الحكومة والاتفاق على قانون انتخاب مظهر لانفراط العقد الوطني أو الميثاق الوطني الذي أقر في الطائف بعد الحرب الأهلية. الانقسام اللبناني اليوم أعمق بكثير من لحظة انفجار الحرب الأهلية في العام 1975"٬ مضيفة أن "عمق الأزمة التاريخية في لبنان والمنطقة يجعلنا نحجم عن تسويق أوهام لحلول قريبة أو جزئية أو حتى اقتراح تسويات أو الرهان عليها حتى لو رعاها الكبار في العالم". ورأت (النهار) أن "14 مارس أبدت اليوم رأيها في تشكيل حكومة جديدة برئاسة تمام سلام فاقترحت أن تكون حيادية ولا مرشحين فيها للانتخابات حرصا على نزاهتها٬ إلا أن قوى 8 مارس أصرت كالعادة على أن تكون الحكومة حكومة (وحدة وطنية) وإن كاذبة كي تشارك فيها ب(الثلث المعطل) لتظل ممسكة من خلال هذا الثلث بصاعق تفجير الحكومة ساعة تشاء٬ ربما إبان الانتخابات إذا شعرت بأن نتائجها ليست في مصلحة مرشحيها". أما (المستقبل) فاعتبرت أن "القضية الرئيسية التي اشتكى منها اللبنانيون طويلا كانت ولا تزال٬ هي التهديد والاستقواء بالسلاح غير الشرعي الذي يتحصن خلف سطوته (حزب الله) والذي عاد إلى الحديث عنه لفرض معادلات غير دستورية وغير ميثاقية وغير مسبوقة في التاريخ السياسي اللبناني الحديث٬ في تأليف الحكومات وإقرار القوانين والتحكم بالسياسة الخارجية للدولة اللبنانية". وحظي الوضع الاجتماعي في البلاد٬ الذي من أبرز تجلياته إضراب مهنيي الصحة للأسبوع الثاني على التوالي٬ بحصة الأسد في مواد الصحف الجزائرية . وتابعت الصحف الإضراب المتواصل في قطاع الصحة حيث نقلت أن عمال الأسلاك المشتركة للقطاع هددوا أمس بتصعيد حركتهم الاحتجاجية وتحويلها إلى إضراب مفتوح في حال رفض الوزارة الوصية تطبيق "العدل" في مراجعة منحة العدوى٬ متحدين وزير الصحة بالنزول إلى المستشفيات والتحقق بنفسه من عدد الحالات التي أصيبت بأمراض خطيرة نتيجة تعرضها المستمر للإشعاعات والأمراض المعدية. ويتزامن هذا الإضراب واحتجاجات قطاعية أخرى في مختلف مناطق البلاد٬ حيث انتقدت صحف التعامل الحكومي معها٬ منها صحيفة (الخبر) التي نشرت حوارا مع رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية٬ موسى تواتي٬ اتهم فيه السلطات "بتوزيع الوعود الكاذبة كلما واجهت الاضطرابات والاحتجاجات٬ وذلك منذ الاستقلال"٬ معيبا على الحكومات المتعاقبة "اتباع سياسة ارتجالية تتعامل مع الظروف٬ وليس مشروع دولة يستشرف مطالب المجتمع على مدة سنوات". ومن جهتها٬ كتبت صحيفة (الشروق) تحت عنوان "معالجة المشاكل.. بالمشاكل"٬ أن "ما تقوم به السلطة في الأيام الأخيرة٬ من أجل شراء السí¶لم الاجتماعي وتبييض الصورة خارجيا٬ عبر أطنان من 'صباغ الشعر والماكياج'٬ لا يمكن تشبيهه سوى بزرع مكثف وفوضوي لقنابل موقوتة٬ قد تنفجر بمجرد أن ينزل سعر البترول إلى سبعين دولارا - وهذا وارد جدا حسب خبراء اقتصاديين٬ من دون الحديث عن جفاف آبار النفط خلال عشريتين قادمتين". وأكدت أن "ذلك يعني أن الأزمة الشاملة محتمل حدوثها على المدى القريب جدا٬ وليس المتوسط كما يتوهí¸م هؤلاء الذين خرجوا يحملون 'كيس المال ومفاتيح السكن وقرارات العمل'٬ وراحوا يفرقونها على مئات الآلاف من المواطنين دون أدنى دراسة لمخاطر هذه السياسة التي تشبه الرضاعة التي تسكت الطفل بعض الوقت وليس كل الوقت". وتناولت الصحف الموريتانية موضوعين محليين يتعلق الأول بافتتاح الدورة الثانية للبرلمان٬ فيما يخص الثاني عودة المواجهات بين حاملي البضائع "الحمالة" بأسواق العاصمة نواكشوط ورجال الأمن. فعن الموضوع الأول٬ أبرزت جريدة (الشعب) النداء الذي وجهه رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية٬ مسعود ولد بلخير٬ إلى كافة الفرقاء السياسيين والذي ناشدهم فيه "قبول حلول توافقية من شأنها إخراج البلاد من وضعيتها الحالية" وتنظيم انتخابات تشريعية وبلدية "شفافة ونزيهة". وأشارت الصحيفة إلى تأكيد ولد بلخير على أن استرجاع الثقة بين الأطراف السياسية هو الضامن لتجاوز البلد لما يعيشه من "تجاذبات سلبية وعميقة"٬ ودعوة رئيس مجلس الشيوخ٬ محمد ولد الحسن الحاج٬ الطبقة السياسية بكافة أطيافها إلى "السعي الجاد لضمان أفضل الظروف لتنظيم انتخابات بلدية وتشريعية في شتنبر المقبل ترضي الجميع". ونقلت الصحيفة عن ولد بلخير قوله إن المبادرة التي طرحها مؤخرا في سبيل تحقيق تقارب في وجهات نظر الطيف السياسي بالبلد٬ والتي كانت محل ترحيب من منسقية المعارضة وائتلاف الأغلبية الحاكمة مع بعض التحفظات "تشكل أرضية صالحة لمعالجة الوضع وللانطلاق مجددا على أسس توافقية أكثر شمولية وتفتح آفاق مستقبل أفضل لشعبنا ولبلدنا". وتطرقت بعض الصحف إلى تجدد المواجهات بين الشرطة و"الحمالة" في أسواق العاصمة نواكشوط ونقلت عن ناطق باسمهم نفيه القاطع بأن تكون لمظاهراتهم أي مسؤولية عن أعمال الشغب التي اجتاحت أحد الأسواق أول أمس الأحد. وفي هذا السياق ذكرت صحيفة (أخبار نواكشوط) أن "الحمالة" خرجوا في تظاهرة سلمية "رفضا" للتمييز الذي حدث بينهم وبين نظرائهم في الميناء حيث تم رفع سعر الطن الواحد "لحمالة" الميناء٬ بينما أبقي على السعر السابق بالنسبة "لحمالة" أسواق العاصمة٬ مشيرة إلى أن قوات الشرطة لجأت إلى استخدام القنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. أما يومية (الأمل الجديد) فقالت إن "الحمالة" طالبوا السلطات بإطلاق سراح 12 من زملائهم اعتقلتهم الشرطة٬ أول أمس٬ بعد المواجهات التي دارت بين الطرفين٬ إلى جانب مطالبتهم بتطبيق بنود الاتفاق المبرم بينهم والحكومة والقاضي برفع سعر حمل الطن الواحد إلى 1500 أوقية.