أولت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء اهتمامها بعدد من المواضيع المحلية والإقليمية، منها المفاوضات المرتقبة بين صندوق النقد الدولي والحكومة الأردنية، وملفي الانتخابات الرئاسية بلبنان والعسكريين المحتجزين لدى التنظيمات الإرهابية. كما اهتمت بمستجدات الأزمة التي تمر منها اليمن بفعل التصعيد الحوثي، وبتطورات الأحداث في ليبيا والعدوان على غزة والوضع في العراق وسورية. ففي الأردن، كتبت صحيفة (العرب اليوم) في مقال بعنوان "ملفات ساخنة أمام النقد الدولي"، أن "ملفات ساخنة متعددة" بانتظار جولة المفاوضات المزمعة بين الحكومة الأردنية وصندوق النقد الدولي خلال عودة بعثة الصندوق في شتنبر المقبل لمراجعة إنجاز الحكومة لبنود برنامج الإصلاح، واعتبرت أن الحكومة "تمتلك هامشا للمناورة" في مواجهة الملفات الشائكة عبر مئات الملايين من الإيرادات الاستثنائية التي حققتها نتيجة بيع الرخص لشركات الكهرباء والاتصالات، وهو "ما قد يسمح لها بالمحافظة على عجز كلي قريب من المعيار الهدفي الذي يطالب به الصندوق". أما (الرأي) فقالت إن الإصلاحات الدستورية المستمرة، في إشارة إلى التعديلين اللذين صادق عليهما مجلس النواب الأردني أول أمس بشأن توسيع صلاحيات هيئة الانتخابات وتعيين قائد الجيش والمخابرات من قبل الملك، تزيد "من استقرار حاضر الوطن وأمن القادم من أيامه"، موضحة أن الإصلاحات تستجيب لمتطلبات الواقع واستشراف المستقبل، وتأتي بشكل ديمقراطي يعتمد نهج الإجماع أو الأغلبية، "فلا تسلط ولا قهر وإنما طرح وتحاور وتوافق، يجمع ولا يفرق". وتطرقت (الدستور) لموضوع مواجهة تنظيم "داعش الإرهابي" إقليميا ودوليا، فكتبت أن هذه المواجهة تجعل الأسئلة "مفتوحة حول شكل المنطقة الجديد، والتحالفات التي يعاد رسمها، ومن سيربح ومن سيخسر، وأين موقع العرب السنة في كل هذا المشهد، ونتائجه، وأين العرب الشيعة أيضا". كما تساءلت بشأن الدول والجماعات والأحزاب والتحالفات الخاسرة والرابحة "وسط هذه التعقيدات"، وخلصت إلى القول "نحن أمام إعادة فك وتركيب للتحالفات الإقليمية، وقد نصحو على رابحين قد خسروا كل شيء، وعلى خاسرين قد استردوا أرباحهم، أو راكموا المزيد منها". وبدورها، تناولت صحيفة (الغد) موضوع تنامي جرائم القتل في البلاد، فاعتبرت أنه "لا يجوز القفز" عن وقوع 95 جريمة قتل خلال العام الحالي، لأن فيه "انعكاسا لتغير كبير، إن لم يكن انقلابا، في منظومة قيمية، وضعفا تشريعيا، جعلا من القتل مسألة ممكنة كل يوم". وأóضافت أن عدد جرائم القتل "جرس إنذار بشأن القدرة على تقبل الفكرة، ويقيس رغبة المجتمع في سفك الدم والمواجهة مع الآخر لدرجة إنهاء حياته إن هو اختلف معه في الرأي. إذ تشير الأرقام إلى أن ثلثي جرائم القتل ارتكبت لأسباب تتعلق بخلافات شخصية وعائلية، وليست جرمية". وبلبنان، أبرزت (الجمهورية)، أنه وفي ظل استمرار محاولات إخراج الاستحقاق الرئاسي من عنق الزجاجة، و"بعد الآمال المعقودة على حل منشود وقريب"، تذهب مصادر الى القول بأن "كل الأجواء التي تحدثت عن تسوية ما لا أساس لها، وأن الأمور لا تزال تراوح مكانها، فلا تسويات ولا حراك، ولا أحد يتكلم مع أحد بتسويات أو طبخات أو مخارج". واعتبرت الصحيفة، بناء على مصادرها، أنه "لا يمكن القول إن ملفاتنا الداخلية عالقة على رزنامة خارجية أو تطورات المنطقة، وبالتالي لا أحد يملك إجابة أو حلا لمأزق الاستحقاقات الداهمة". وفي ذات الإطار، تحدثت (الشرق) عن مبادرة من قبل رأس الكنيسة المارونية البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، على اعتبار أن تأخر انتخاب رئيس جديد للبنان هو الخلاف بين المسيحيين الذين ينتخب الرئيس من صفوفهم. وقالت الصحيفة إنه "مع تزايد الأقاويل عن إمكانية حدوث فرج محتمل، وأن يكون للبنان رئيس في نهاية شتنبر المقبل، فإن الأنظار تتجه الى المبادرة التي يعتزم البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي اطلاقها بعد عودته من الفاتيكان التي يتوجه اليها بعد غد الخميس". وحسب مصادر (الشرق) فإن مبادرة الراعي "تتجه حصرا الى النواب المسيحيين في ضفتي 8 آذار/مارس"، الذي يترأسه "حزب الله" و 14 آذار/مارس"، الذي يتزعمه "تيار المستقبل" وما بينهما". وبعد أن ذكرت بدخول أزمة الفراغ الرئاسي شهرها الرابع"، كتبت (النهار) أن هناك كلاما "غير مسند" يذهب الى ان هناك "معطيات جدية ثابتة عن محاولات متكررة لجعل الثاني من شتنبر المقبل (موعد الجلسة ال11 الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب الرئيس بعد فشل عشر جلسات سابقة) حمال وعود بإمكان حصول تطور ما يخرج هذه الازمة من مسارها الجامد". إلا أنها أكدت أن "الأولوية التي لا تزال تحتل الاهتمامات الرسمية السياسية والعسكرية في هذه المرحلة هي قضية الأسرى العسكريين لدى التنظيمات المتطرفة والتي أدخلت في الساعات الأخيرة في إطار إعادة تصويب للتعامل معها من خلال التواصل مع أهالي العسكريين الأسرى وسد منافذ الاستغلال والتوظيف الدعائي التي لجأت إليها الجهات الخاطفة للضغط على المراجع اللبنانية المعنية بهذا الملف". أما (السفير) فأبرزت أن "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع والتسعين على التوالي (...) وأكثر من ثلاثين عسكريا لبنانيا ينتظرون صحوة وطنية لبنانية تعيدهم إلى رفاقهم وأهلهم وبلدهم، لكن الحسابات الضيقة لدى بعض الداخل والخارج، تزيد من مرارتهم ومرارة عائلاتهم الباحثة عمن يعطيها الخبر اليقين، فلا يأتيها إلا الكلام المتلعثم". وباليمن، كشفت صحيفة (الأولى) مضمون رسالة وجهها عبد الملك الحوثي زعيم جماعة (أنصار الله) الى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عقب إعلان اللجنة الرئاسية فشل المفاوضات التي أجرتها مع القيادة الحوثية في صعدة الأسبوع المنصرم حول إيجاد حل لهذه الأزمة. وأوضحت الصحيفة أن هذه الرسالة ضمت ستة مطالب من الحوثي مقابل رفع المخيمات المسلحة التي تحاصر صنعاء، منها إعادة النظر في قرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية، وإقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، مع ضمان شراكة جميع الأطراف السياسية في القرار السياسي، وإعادة النظر في قرار تشكيل عدد من الهيئات المرتبطة بتنفيذ مخرجات الحوار، وأيضا إلزام المؤسسات الإعلامية الرسمية بسياسة التوافق ونبذ الإقصاء والكف عن التحريض المذهبي والعرقي. وأضافت الرسالة، حسب الصحيفة، أنه "بعد الاتفاق على البنود أعلاه، وإعلان القرار المتعلق بالجرعة السعرية، وإقالة الحكومة الحالية، والاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة، سيتم رفع المخيمات الموجودة بمداخل العاصمة صنعاء كخطوة أولى". وعلقت صحيفة (أخبار اليوم) على مضمون الرسالة بالقول "إن الحوثي تراجع عن إسقاط الجرعة وكشف مطالبه الحقيقية"، مؤكدة، استنادا إلى مصادر مطلعة، أن الرئيس عبد ربه منصور هادي رفض التعاطي ومناقشة الرسالة التي بعثها زعيم جماعة الحوثي المسلحة، "قبل أن يقوم بسحب مسلحيه من محافظتي عمران والجوف، وإعادة كافة الأسلحة المنهوبة من عمران، ورفع كافة مخيمات الاعتصام من العاصمة ومحيطها وعودة المسلحين الى قراهم". أما في صحيفة (الثورة) فتساءل الكاتب أحمد غراب في مقال تحت عنوان "كيف ننقد اليمن" قائلا "أليس غريبا أن اليمنيين يتعايشون مع كل شيء، الألم والفقر والجهل والخوف والمرض والحروب والأزمات بشتى أنواعها (...) ولا يتعايشون مع بعضهم¿". وبقطر، تحدثت الصحف عن تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والجهود المبذولة لوضع حد لهذا العدوان وإرساء هدنة دائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مبرزة الجهود التي تبذلها قطر لمساعدة الفلسطينيين والتخفيف عن أهالي قطاع غزة وتعزيز صفوف الفلسطينيين لمواجهة الوضع الصعب الراهن. وفي هذا الصدد، أشاد المتحدث باسم حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) سامي ابو زهري في حديث مع صحيفة (الشرق) القطرية نشرته اليوم بجهود قطر لرعاية اللقاءات الأخيرة التي جمعت حركتي (فتح) و(حماس) وحضرها بالخصوص الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي ل(حماس) خالد مشعل. وبخصوص ليبيا، أشارت الصحف إلى تصاعد المواجهات في البلاد بين الفصائل المتناحرة، مبرزة خطورة التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي الليبي. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الشرق) في مقال افتتاحي بعنوان " ليبيا .. مخاوف الحرب الأهلية" أن الليبيين قادرون على استعادة وحدتهم واستقرار بلادهم. وقالت إن ما تشهده ليبيا من صراع، بين التيارات المختلفة، يمكن احتواؤه بالعقل والحكمة والحوار وليس بلغة الرصاص، ولكن يبدو أن التدخل الخارجي يلقي بظلال كثيفة، ويغذي العنف بما ينذر بمخاوف الانزلاق إلى حرب أهلية. واعتبرت أن حالة الانقسام بين القوى الليبية، سياسية أو عسكرية، ينبغي أن تنتهي وأن المطلوب في هذه المرحلة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لصالح أي طرف من الأطراف مهما كانت الذرائع، ولا ينبغي للأطراف الليبية تبني الدعوة لتدخل خارجي، لأن تداعياته ليست حميدة، والوصاية ليست مطلوبة، وهي دليل عجز عن معالجة الأزمة بوسائل سلمية. ودعت دول الجوار الليبي إلى التعاون ومساعدة الليبيين سياسيا لتجاوز خلافاتهم، من خلال حوار وطني مسؤول يشارك فيه الجميع دون استثناء، واحترام خيارات الشعب الليبي وبمصر، كتبت (الجمهورية) في افتتاحية بعنوان "مبادرة مصرية لإنقاذ ليبيا" أن المبادرة التي قدمتها مصر أمس أمام اجتماع مجموعة دول الجوار لليبيا "تدعو إلي دعم سلطة الدولة الليبية ونزع سلاح كل الميليشيات بشكل متزامن والدعوة لحوار وطني شامل تعكس عودة مصر إلي ممارسة دورها والوفاء بمسؤولياتها تجاه الأمن القومي العربي الذي يتعرض الآن لمؤامرات ومخططات تستهدف تمزيق الدول العربية، وزرع المنظمات الإرهابية لإضعاف سلطة الدولة وفتح باب التدخل الأجنبي المستفيد الأول من أي انقسام". وفي الشأن المحلي، خصصت (الأهرام) افتتاحيتها لموضوع مكافحة ظاهرة الباعة المتجولين واحتلال الملك العمومي في شوارع قلب القاهرة، مؤكدة أنه " لم تكن منطقة وسط البلد بذلك على موعد فقط لاستعادة رونقها وبريقها بعد فترة طويلة من الفوضى وسيطرة الباعة المتجولين عليها، بل كان العنوان الرئيسي لإنهاء هذه الحالة المزرية هو استعادة هيبة الدولة". وفي الافتتاحية، التي عنونتها ب"هيبة الدولة"، كتبت أنه يجب "على هؤلاء أن يعلموا أن الدولة فوق الجميع، ومن حقها أن تفرض سيطرتها على الكل"، داعية المواطنين إلى "الالتزام بالقوانين" لا الاستمرار " في الإساءة للدولة وسرقة الكهرباء وغيرها"، معتبرة مثل "هذه التصرفات" بأنها "غير مقبولة". وفي مقال آخر تحت عنوان "سيولة مرورية بوسط العاصمة بعد إزالة الباعة الجائلين" قالت إن شوارع وسط القاهرة شهدت أمس سيولة مرورية غير مسبوقة، في الوقت الذي واصلت فيه أجهزة محافظة القاهرة إزالة أكشاك الباعة المتجولين ونقلهم إلى منطقة الترجمان التي خصصتها المحافظة لهم". من جهتها، خصصت صحيفة (الأخبار) مقالا للجدل الدائر حول نزع ملكية الأراضي المخصصة لإنجاز مشروع قناة السويسالجديدة الموازية للقناة القديمة والذي أطلقه مؤخرا الرئيس المصري، مؤكدة نقلا عن رئيس أركان الهيئة الهندسية أن الأراضي التي يقام عليها هذا المشروع هي أراض في ملك الدولة، وبالتالي فإنه "لا تعويض لواضعي اليد وأن الجيش بدأ بنفسه ونزع الملكية لحوالي 15 ألف فدانا". وفي إطار تتبعها للمواضيع المحلية أشارت (الوطن) الى ضبط أجهزة الأمن لأكبر شبكة للاتجار في أعضاء أطفال الشوارع والمتسولين، وذلك بعد العثور على أحد الأطفال مصابا بحالة إعياء شديدة في أحد الطرق وبحوزته ألف و200 جنيه، حيث تم تقديم المشتبه في تورطهم في هذه القضية إلى العدالة". وتمحورت باقي المواضيع التي تطرقت إليها الصحف المصرية حول "الإصلاح المالي للتعليم وترشيد المجانية" و"قانون الدوائر يهدد بتأجيل انتخابات البرلمان" وإجراءات عاجلة لعلاج انقطاع الكهرباء" و"تطوير وتحديث السكة الحديدية باستثمار يناهز 9ر5 مليار جنيه"، "ومواصلة محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي".