واصلت الصحف العربية اليوم الأربعاء متابعة مجريات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومحاولة استقراء المساعي الجارية لوقف هذه الحرب، ومدى تأثيرها على مسار القضية الفلسطينية، كما اهتمت بأزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان مع استكمال هذه الأزمة شهرها الثاني. هكذا تابعت الصحف الأردنية اهتمامها بالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، متوقفة عند انعكاساتها على المشهد العام في غزة، وكذا على القضية الفلسطينية. وفي هذا الإطار، كتبت صحيفة (الغد)، أن القضية الفلسطينية تحركت سياسيا وميدانيا في اتجاه إيجابي، ولكن ربما لم تستثمر إيجابيا بما يكفي، ولم يكن العرب والفلسطينيون في مزاج يتقبل تسوية سياسية، متسائلة عما إذا كانت الحالة السياسية القائمة اليوم تشجع على نتائج سياسية أفضل للحرب. وأضافت أنه "يمكن أن نجد ما يؤيد الإجابة بنعم، وأن نجد أيضا ما يؤيد النفي. ولكن مهما يقال عن المشهد العربي والفلسطيني الرسمي والمجتمعي، فإنه قادر ضمن الفرص والإمكانات المتاحة أن يطور إيجابيا في المشهد والنتائج المترتبة على الحرب"، معتبرة أن إسرائيل لن تعود إلى غزة، وسيكون الغزيون في موقع أفضل للمطالبة بترتيبات مستقبلية، لن تكون كما يريدون، ولكنها أفضل مما كانت عليه الحال قبل الحرب. من جهتها، كتبت صحيفة (الدستور)، أن ثمة من يعتقد بأن اتفاق المصالحة وحكومة الوفاق الوطني سيكونان في صدارة "لائحة الضحايا" للحرب الإسرائيلية الثالثة على غزة ... ويدلل هؤلاء على صحة نبوءتهم المتشائمة، باختلاف موقفي رام اللهوغزة حيال مصر، مبادرة ووسيطا... وثمة في الفضاء الإعلامي الفلسطيني من المناوشات والاتهامات المتبادلة بين الجانبين، ما يكفي لدعم وجهة النظر هذه على أية حال. وأضافت أنه "لا شك أن خلاف وجهات النظر قائم، بل وعميق ... لا شك أن هناك تنازعا على الأدوار والأحجام يدور بصمت على الساحة الفلسطينية... ولا شك أن هذا التنازع يخفي خلفه، صراع محاور عربية وإقليمية كذلك ... لكن الأهم من هذا وذاك، أن ثمة صراعا مضمرا على مرحلة ما بعد الهدنة والتهدئة ... فهناك من يريد لحماس أن تخرج من الحرب الثالثة مجردة من أي انتصار أو مكاسب ملموسة على الأرض، وهناك من يريد "تعويم" حماس وتمكينها من تفكيك أطواق العزلة والحصار التي ضربت حولها، ومن ينكر هذه الحقيقة، يتنكر لتجربة أكثر من عام من الصراع المحتدم بين المحاور إياها. وطالبت الصحف القطرية في افتتاحياتها المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف مجازرها ولجم آلتها العسكرية والتوجه نحو حلول جذرية ووقف سفك دماء الأبرياء، مشددة على أن ما يحدث لم يعد مقبولا السكوت عنه بل يقتضي الأمر حلا سريعا لوقف تلك الحرب الهمجية. وهكذا، ترى صحيفة (الشرق) "أن من أوجب واجبات المرحلة هي أن ينهض العالم بأسره لوقف هذه الحرب والجرائم التي ترتكب بحق شعب من حقه أن يعيش في أمان ويقرر مصيره وإقامة دولته المستقلة" مؤكدة على ضرورة "تلبية مطالب الفلسطينيين في أي اتفاق محتمل بحمايتهم ورفع الحصار الجائر وفتح المعابر وإنشاء ميناء في غزة تحت إشراف دولي خاصة أن تفاهم 2012 يستوعب جزءا من هذه المطالب المشروعة، ولابد من ديمومة الحل، حتى لا تكون هدنة مؤقته تنفجر بعدها حرب جديدة". وبدورها، أكدت صحيفة (الراية) أن غزة "أبدت صمودا بطوليا من خلال ما قدمته بعد أن تركت وحدها في مرمى آلة الإجرام الإسرائيلي على مدى أكثر من خمسة عشر يوما نجحت فيها المقاومة في توجيه ضربات نوعيه لإسرائيل أفقدتها صوابها واتزانها وجعلتها تحسب ألف حساب للمقاومة" مبرزة ان المقاومة الفلسطينية في غزة " الأسطوري وتوجيهها ضربات قاتلة للجيش الإسرائيلي إنما تبعث برسالة واضحة مفادها أن شروط المقاومة هي الحد الأدنى لأي تهدئة قادمة، ولا يمكن للمقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني الذين قدموا كل هذه التضحيات خلال حملات العدوان الإسرائيلي السابقة والحالية على القطاع القبول بأقل من ذلك". ومن جهتها قالت صحيفة (الوطن) إن إسرائيل "تسفر في كل لحظة عن القبح الإجرامي البغيض في تصرفاتها" مشيرة الى " أن القبح والبشاعة الإجرامية اللذين تتميز بهما آلة الحرب الإسرائيلية طالا هذه المرة مكتب قناة (الجزيرة) في غزة الذي تعرض لقذائف إسرائيلية أصابته بأضرار".. واستحوذت المباحثات التي أجراها أمس الثلاثاء الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، مع وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، ودعم المبادرة المصرية على اهتمامات الصحف المصرية. وهكذا ذكرت صحيفة (الأهرام) بأن القاهرة شهدت أمس نشاطا دبلوماسيا وجهودا مكثفة لوقف نزيف الدم الفلسطيني والعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، حيث أجرى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجون كيري وزير الخارجية الأمريكية، وبورغ براندا وزير خارجية النرويج محادثات مع كبار المسؤولين، حول سبل التوصل لاتفاق هدنة. ونقلت الصحيفة عن سامح شكري وزير الخارجية قوله إن زيارة كيري لمصر والمنطقة، تأتي في توقيت دقيق وغاية في الحساسية، في ظل الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في غزة، على أساس المبادرة المصرية والاتصالات المكثفة التي تجرى مع مختلف الأطراف المعنية. من جانبها أبرزت صحيفة (المصري اليوم) تأكيد جون كيري على ان واشنطن تدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد صواريخ المقاومة الفلسطينية التي تطلق من قطاع غزة، مضيفا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، عقب لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الثلاثاء، "أتواجد في القاهرة بناء على طلب الرئيس أوباما، لإيجاد سبيل لدعم المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار بغزة". وأوضح كيري "ندعو لوقف إطلاق النار والعودة لاتفاق التهدئة الذي تم توقيعه عام 2012، فخسارة الأرواح يكسر القلوب ولا يمكن أن يستمر، والأزمة في غزة تنمو وتسوء يوما بعد يوم، والتزمنا بتقديم 47 مليون دولار مساعدات إنسانية". أما جريدة (الجمهورية) فكتبت تحت عنوان "بعد مباحثات الرئيس وكيري أمريكا تدعم المبادرة المصرية" أن وزير الخارجية، سامح شكري، حث الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على الاستجابة لرفع معاناة الشعب الفلسطيني في غزة معربا عن تقدير مصر للمساعدات التي أعلنتها الولاياتالمتحدة بقيمة 47 مليون دولار لسكان غزة. وقالت إن كيري بحث مع المسؤولين المصريين أيضا سبل مكافحة الإرهاب والوضع في ليبيا والمنطقة. أما في لبنان فاهتمت الصحف بأزمة الانتخابات الرئاسية خاصة مع الجلسة التاسعة لمجلس النواب المقررة اليوم لانتخاب رئيس جديد للبلاد وذلك بعد فشل النواب في ثماني جولات سابقة. وفي هذا السياق كتبت (الجمهورية) أنه و"فيما ترزح البلاد تحت وطأة الملفات المطلبية والمعيشية، يبقى الاستحقاق الرئاسي العنوان الأول، مع استمرار غياب أي معطى يؤشر إلى أن جلسة الانتخاب التاسعة المقررة اليوم سيكون مصيرها على عكس سابقاتها". أما (الشرق) فسجلت "تراجع، الى الحدود الدنيا، لحركة الاتصالات والوساطات المتصلة بحلحلة العقد الحائلة دون انجاز التوافق (التاريخي) على رئيس الجمهورية العتيد، وبقي الملف يدور في دوامة المصالح الفئوية التي حملت البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي (أكبر منصب مسيحي في لبنان والشرق كله) على طلب المعونة الإلهية ومعجزات القديسين، في ما يعكس المشهد السوداوي وتضاؤل الآمال الى حد الانعدام في إمكان انتخاب رئيس للبلاد، وسط توجس متزايد من انعكاسات وتداعيات الغليان الاقليمي على مآل الأوضاع اللبنانية عموما". وأضافت أن "عملية انتخاب الرئيس، مع دخول الفراغ اليوم شهره الثالث، بدت وكأنها أرجت من إطار المهل والمواعيد المبدئية لإتمامها، وتركت لمشاورات الكواليس الدولية على نحو بدأ يثير القلق من إمكان تمدد الأزمة طويلا، ما دامت أزمات المنطقة المعقدة وأوضاعها الملتهبة تتصدر اهتمامات الخارج وتدفع الوضع اللبناني الى أسفل سلم الأولويات. من جهتها كتبت (السفير) "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الستين على التوالي، شهران انقضيا حتى الآن على الشغور الرئاسي، وليس في الأجواء ما يبشر بإمكان إنهائه قريبا، وبالتالي فان الجلسة التاسعة للانتخاب المقررة اليوم ماتت قبل ان تولد، شأنها شأن سابقاتها، في انتظار جلسة جديدة سيحدد الرئيس نبيه بري موعدها اليوم، كما درجت العادة عند كل تأجيل". ولخصت (النهار) المشهد قائلة "عشية موعد الجلسة التاسعة التي دعي إليها مجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية والتي تسبق بيومين طي ازمة الفراغ الرئاسي شهرها الثاني وبدء شهرها الثالث، يستعيد المجلس اليوم المشهد نفسه الذي تكرر منذ بداية المهلة الدستورية للانتخابات الرئاسية بمعنى ان الجلسة لن تنعقد لافتقادها النصاب القانوني وانعدام أي أفق لحلحلة الأزمة في وقت قريب".