واصلت الصحف العربية اليوم الثلاثاء اهتمامها بتصاعد العدوان الإسرائيلي العسكري على قطاع غزة، وبالحلول المقترحة لوقف الهجوم الإسرائيلي من خلال "المبادرة المصرة" والتحركات الدبلوماسية التي شهدتها العاصمة القطريةالدوحة. هكذا واصلت الصحف الأردنية اهتمامها بالحرب التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مركزة بالخصوص على شروط المقاومة الفلسطينية للتهدئة، وانحياز العالم الغربي والتزامه الصمت حيال ما ترتكبه إسرائيل من مجازر في حق المدنيين العزل. وكتبت صحيفة (الدستور)، استنادا لمصادر فلسطينية رفيعة، أنه "لا وجود لمبادرات أخرى لحل أزمة الحرب الإسرائيلية الثالثة على قطاع غزة، سوى المبادرة المصرية ... الأتراك والقطريون، أحجموا عن إطلاق مبادرات خاصة، واكتفوا بنقل مطالب حماس لكل من اتصل من مسؤولين عرب ودوليين ... وعندما سأل خالد مشعل الشيخ صباح الأحمد عن نيته إطلاق مبادرة كويتية خاصة، نفى ذلك رسميا وجدد تمسكه بالمبادرة المصرية". وأضافت في مقال بعنوان "غزة المنتصرة تكتب شروطها"، إن المبادرة المصرية التي ما زالت وحدها على مائدة البحث والتفاوض، يجب أن تراعي شلال الدم والتضحيات الفلسطينية، وأن تتضمن المطالب العادلة والمحقة للمقاومة الفلسطينية، والتي تقرها كافة المواثيق والشرائع الدولية، وفي مقدمها إطلاق سراح الأسرى ورفع الحصار عن القطاع وفتح المعابر والبوابات والعودة لتشغيل الميناء والمطار، وإلزام إسرائيل بالتوقف عن ممارسة القتل الجماعي والعقوبات البربرية التي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب". من جهتها، كتبت صحيفة (السبيل)، أن العالم الغربي يمارس مؤامرة الصمت والاستهتار واللامبالاة ضد الشعب الفلسطيني، فعلى مدى قرن من الزمان نزف الفلسطينيون من الدماء ما لم ينÜزفه شعب من الشعوب. وخلال هذه الرحلة الطويلة بين الفلسطيني والدم، ورغم شلال الدماء الذي سال على أرض فلسطين، فإن العدو الأزلي والأبدي ما زال مصرا على إبادة كل ما هو فلسطيني أمام عالم منافق لا يحترم إلا القوي وإن كان مجرمÜا وقاتلا، ولا يعترف بالأخلاق والحقوق. من جانبها، قالت صحيفة (الغد)، إن "إسرائيل وأنصارها في العالم الغربي، وفي أي مكان، يعرفون أن الحقائق تدينهم، ولذلك، فإنهم يعملون كل ما بوسعهم، وباستخدام طرق لاأخلاقية وهمجية لمواجهة من يحاول إظهار الحقيقة". وأضافت أن الإعلام الاسرائيلي والغربي، والسياسيون في اسرائيل والغرب، يحملون الضحية والشهداء مسؤولية ما يحدث من قتل ودمار، ويعتبرون أن ما تقوم به اسرائيل "دفاع عن النفس"، ولا تهزهم أبدا مشاهد الأطفال الذين أصبحوا أشلاء والنساء والرجال الذي قتلوا وهم في بيوتهم، وفي الشارع، وفي المراكز الصحية وغيرها. هؤلاء لا يهزهم أي شيء، ويعتبرون ما يقومون به معركة، تدعم معركة القتل الإسرائيلية. وبدورها واصلت الصحف القطرية تسليط الضوء على نتائج التحركات الدبلوماسية الدولية التي شهدتها مؤخرا الدوحة بهدف إيقاف العدوان الإسرائيلي الشنيع على قطاع غزة ، حيث اعتبرت صحيفة (الشرق) أن هذه التحركات ساهمت "في بلورة موقف عالمي موحد تجاه ما يحدث في غزة، باعتباره عدوانا صارخا على كل القيم والأعراف الدولية، وتجاوزا على جميع القوانين التي تحكم مسار الحروب، ومسؤوليات المحتل تجاه الشعوب القابعة تحت سلطاته"، مبرزة أن المساعي التي تقوم بها قطر "لتحقيق السلام ،تبدو نتائجها واضحة، من خلال تفهم المجموعة الدولية لأهمية الأخذ بالممكن من مطالب (حماس) الموضوعية، خاصة وقف العدوان ورفع الحصار والافراج عن بعض المعتقلين،" مؤكدة أن هذا الشرط الأخير "أصبح مشروعا خاصة بعد خطف الجندي الاسرائيلي شاؤول آرون". من جهتها، ترى صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن "مساعي قطر الدبلوماسية جاءت استجابة لمطالب المقاومة الفلسطينية، التي لا يجب أن تلام على رفضها أي مبادرة تهدئة لا تنحاز للشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية"، مشددة على أن المجازر المروعة بحق الشعب الفلسطيني الذي يواجه شتى أصناف الإجرام الإسرائيلي من قتل للأنفس البريئة وهدم للبيوت والبنى التحتية وسياسات التهجير التي تنفذها إسرائيل في غزة "باتت تحتم على جميع العرب والمسلمين والشرفاء في العالم الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني". وتحت عنوان "عجز أممي إزاء الفظائع"، انتقدت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها عجز المنتظم الدولي وخاصة مجلس الامن عن وضع حد للغطرسة الصهيونية، مبرزة أن ما يحدث الآن من فظائع إسرائيلية، في غزة وآخرها مجزرة حي (الشجاعية)، "فضح النظام الأممي بأكمله، وأثبت للمرة العاشرة، وربما العشرين، أنه نظام عاجز، ليس فقط لإقامة سلام عادل، وإنما قبل ذلك، عاجز تماما عن إدانة فظائع إسرائيل، ولجم وحشيتها، وليس فقط استعمالها المفرط للقوة واستهتارها الواضح بأرواح المدنيين العزل. أما الصحف المصرية فتطرقت لردود الفعل الدولية والإقليمية على المبادرة المصرية المتعلقة بتحقيق هدنة في قطاع غزة، كما تناولت في هذا السياق زيارات عدد من المسؤولين الدوليين لمصر مثل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأمريكي، جون كيري. وقالت جريدة (الأهرام) في هذا الصدد أن حنان عشراوى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية دعت كلا من الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل للحضور إلى القاهرة والتفاوض حسب تفاهمات 2012 التي وقع عليها الطرفان، بعدما رفضتها حماس جملة وتفصيلا وقبلت بها إسرائيل، مضيفة أن هذه الأخيرة استخدمت هذه المعطيات للترويج عالميا بأنها تدافع عن أمن مواطنيها وأنها تواجه "منظمة إرهابية" وجماعات تطلق الصواريخ على مدنها، بما أثر بالسلب على عدالة القضية الفلسطينية. وأضافت أنه بعد رفض حماس للمبادرة المصرية لم تعد هناك بدائل ولكن العمل على تفعيل المبادرة المصرية التي تفتح الباب لوقف العدوان ومعالجة الظروف التي أدت الى التمادي الإسرائيلي الذي لا يمكن احتسابه انتهاكات بقدر ما هي جرائم حرب تقوم بها قوة احتلال غاشمة في حق السكان الأبرياء. من جهتها أبرزت جريدة (اليوم السابع) تأكيد وزير الخارجية المصري سامح شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع بان كى مون الامين العام للأمم المتحدة مساء أمس الاثنين، عدم نية مصر تعديل المبادرة المصرية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدا أن المبادرة المصرية شاملة وتتيح وقف إطلاق النار وفتح المعابر وتتيح إطارا للتفاوض وتصب فى صالح الشعب الفلسطيني من حيث استقرار القطاع وتوفير الأمن وضمان ألا يتعرض إلى هذه الأفعال المتكررة. وأكد أنه لم يلتق أي طرح من الأطراف لأن المبادرة شاملة وعندما تمت صياغتها كان الهدف أن تكون مقبولة من كل الأطراف وتوفر تناول شامل للاهتمام المشترك، مضيفا "حتى الآن لم نطلع على أي طرح يؤدى للتحول في الوقت الراهن وبالتالي أي حديث عن أي شيء افتراضي ليس له أي مؤشرات". وفي السياق ذاته، نقلت جريدة (الجمهورية) عن مصدر مسؤول تأكيد رئيس وزراء بريطانيا في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي تأييده لوقف إطلاق النار في غزة وفق المبادرة المصرية التي وافقت عليها معظم دول العالم وإسرائيل ورفضتها حركة حماس، ودعت بريطانيا جميع الأطراف إلي تنفيذ المبادرة المصرية في أسرع وقت. وتركز اهتمام الصحف السودانية من جديد حول حادث الاعتداء الذي تعرض له رئيس تحرير صحيفة (التيار) السودانية يوم السبت الماضي. وكتبت الصحيفة في هذا الصدد " نحن نعلم أن طيور الظلام التي حطت في شجرة ( التيار) السبت تريد بفعلتها تلك أن تبعث رسالة حمراء إلى كل حملة القلم وأصحاب الرأي حتى لا نكتب إلا ما يريدون ولا نفكر إلا بعقولهم المعطوبة ولا نرى القضايا إلا بأعينهم العليلة ولا نسمع إلا بآذانهم المثقوبة فتصبح مجرد ألسن تهرطل بباطلهم وأيد متخشبة تصفق لباطلهم " ، معربة عن الاعتقاد أن الاعتداء لم يرتكب بدافع ما عبر عنه المعتدى عليه من قبل بخصوص مسألة التطبيع مع إسرائيل ، بل أن المسألة " مسألة هذه البلاد التي تعيش في وحل من الفوضى والفساد وانعدام سيادة القانون". وربطت صحيفة (الانتباهة) بين الحادث المذكور الذي نفذه مسلحون مجهولون وبين تنامي ظاهرة العنف والقتل في السودان، مبرزة " أننا نحتاج اليوم إلى تفسير وجهة نظر حول الدماء السودانية التي تسيل هذه الأيام في الخرطوم ودارفور ومناطق أخرى، حيث يسال الدم ويراق من الجناة بدم بارد دون أن تطرف عين، وقد انتشر العنف ويتم حسم الخلاف وأخذ الحق بالقوة وبالساعد المفتول والقبضة الحديدية.. دون أدنى رأفة وهوادة مع انحسار مساحة الحوار والجدل بين الخصماء والغرماء ... هذا الوضع الخطير جدا يحتاج إلى الانتباه والحسم ومعرفة الأسباب ووضع وصفة العلاج بأعجل ما تيسر". وقالت صحيفة (الرأي العام) في السياق ذاته، إن " صحافتنا، من حيث تدري أو لا تدري، أسهمت في تغذية مناخ وثقافة العنف التي تعددت أسبابها، ليس فقط بسبب إفراطها في نشر ثقافة الاعتداء بالقتل والذبح، وغيرها من مواد الجرائم التي لم يتعود عليها مجتمعنا، ولكن أيضا ب (تدليل) بعضها لحملة لواء العنف والقتل من المتمردين وبطون القبائل المتصارعة، وعدم اتخاذ مواقف مبدئية لإدانة سلوكهم أو مقاطعة أخبارهم". على صعيد آخر أشارت صحيفة (التغيير) إلى الحكومة جددت، خلال اجتماع عقدته أمس الآلية العليا لتنفيذ مقررات وتوصيات لقاء أم جرس حول دارفور، دعوتها لحملة السلاح بإقليم دارفور من أجل الانضمام إلى الأطراف الموقعة على وثيقة الدوحة للسلام بالإقليم والانخراط في تنميته وفق نهج تكاملي مشترك على اعتبار أن ما جرى في دارفور حتى الآن لا يصب في مصلحة التنمية المنشودة وبالتالي فإن الحرب ليست السبيل الأنجع لتحقيق المطالب. وتناولت صحيفة (اليوم التالي) موضوع الحرب التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، مؤكدة " ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة للاعتداء الإسرائيلي والأمة العربية تتفرج والأمم المتحدة لا تحرك ساكنا، غير أن الفلسطينيين الذين أصابهم الضرر البليغ جراء المخطط الإرهابي والدموي، لم يستسلموا حتى في ظل غياب الإمداد اللوجستيكي عبر المعابر التي تم إغلاقها في وجههم.