ركزت الصحف العربية الصادرة اليوم الثلاثاء، اهتماماتها على التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والمفاوضات المصرية الإثيوبية حول سد النهضة ، وإمكانية التمديد للبرلمان اللبناني الحالي، وكذا على الزيارة المرتقبة للرئيس السوداني إلى دولة قطر. فبخصوص التصعيد الخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، حيث العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ترى صحيفة (الشرق) القطرية أن الوضع في غزة "بات واضح المعالم، فالتصعيد أصبح سيد الموقف، والعدوان الإسرائيلي مستمر في انتظار ساعة الصفر لتنفيذ المخطط الجهنمي الغاشم". واعتبرت أنه في ضوء المعطيات الحالية، وسيناريو العدوان المحكم بوضوح، "فإن المسؤولية اليوم مشتركة تتقاسمها المجموعة العربية والإسلامية ممثلة في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي من جهة، والمجتمع الدولي ممثلا في مجلس الأمن من جهة أخرى، وذلك للتحرك بشكل مباشر وفوري لوقف هذا العدوان قبل فوات الأوان، وعدم الارتهان لبيانات الشجب والتنديد التي لا تقدم ولا تؤخر من وجهة نظر الاحتلال الإسرائيلي الغاشم والمتعنت". وتوقعت الصحيفة أن تقدم إسرائيل "على جريمة كبرى، وأن مستوى العدوان لن يكون هينا"، مشيرة إلى أن الكيان الصهيوني الآن يضرب على أكثر من جبهة، "فهو يضرب المصالحة الفلسطينية، ويضرب حكومة المصالحة، ويضرب لتدمير جهود العملية السلمية والتهدئة في غزة لتكريس الاحتلال وضرب السلطة الفلسطينية"، لتتساءل في ختام افتتاحيتها "هل يعي العالم هذا الدرس ويتحرك قبل فوات الأوان، مرة أخرى¿". من جهتها، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها أن "إسرائيل في كل مرة تختار التصعيد وقت ما تشاء دون مقدمات أو حتى مسوغات لعدوانها ، فهي دولة الاحتلال ومن لها اليد الطولى في الأراضي الفلسطينية "، مبرزة أن سلطات الاحتلال كانت تتربص بالمصالحة الفلسطينية من أجل إفشالها لأنها في حال نجاحها ستواجه شعبا فلسطينيا موحدا يرفض التنازل عن الثوابت والحقوق التاريخية للفلسطينيين". وسجلت الصحيفة أن الشرعية الدولية "تعاني من العوار، فهي ترى بعين واحدة وهي العين الإسرائيلية، وهي تبارك في كل مرة الإجراءات العدوانية الإسرائيلية، وترى أنها دفاع عن النفس، متجاهلة في كل مرة عذابات الشعب الفلسطيني، ولم ترأف لحاله منذ وعد بلفور وتقسيم فلسطين عبر القرار المشؤوم ولم ينتصر مجلس الأمن يوما للفلسطينيين لأن الشرعية الدولية مزيفة ولم تنتصر يوما للشعوب المظلومة". بدورها، قالت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها إن "إسرائيل، لن تتغير( ..) ستظل كيانا متوحشا، (..) غير معنية بالسلام، تجنح باستمرار للعنف، ولا تتعلم إطلاقا أن العنف، لا يمكن أن يحقق أمنا، ولا استقرارا، كما تقول بذلك كل شواهد تاريخها مع الفظائع"، مؤكدة أن ما يحدث من إسرائيل، حاليا، على غزة، "ما هو إلا استمرار لسياسة العنف والوحشية". وتساءلت الصحيفة "هل هذا العالم، خاصة العالم الحر، لم تبق فيه ذرة واحدة تتحرك في ضميره، ليدين فظائع إسرائيل و وحشيتها¿"، لتجيب أن صمت العالم تاريخيا، "هو الذي يحرض إسرائيل باستمرار على ارتكاب المزيد من الفظائع، والمزيد من إرهاب الدولة (..) ، وإلى جانب الصمت العالمي هنالك خذلان ذوي القربى". وعلى صعيد متصل، تساءلت الصحف الأردنية عما إذا كانت الأوضاع الأمنية المتوترة في الأراضي الفلسطينية، مقدمة لانتفاضة ثالثة، أم أنها مجرد هبة جماهيرية. فتحت عنوان "إسرائيل مرتبكة"، كتبت صحيفة (السبيل)، أن إسرائيل تخشى من انفجار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، سواء في غزة أو الضفة، وعلى ما يبدو أن الولاياتالمتحدة ومصر تشاطرانها القلق والارتباك. فرسائل نتنياهو إلى أهل الشهيد محمد أبو خضير وكذلك طريقة الوساطة المصرية في غزةº تشيان بأن هناك موقفا خائفا بدأ يعتري أطراف المعادلة الفلسطينية. وقالت إن انتفاضة في الضفة معناها أن التنسيق الأمني مع إسرائيل سينتهي، وأن طبقة اتفاقات أوسلو السياسية والاقتصادية سترحل، ليحل مكانها نخب جديدة مختلفة وهذا تخشاه إسرائيل ومصر وأمريكا، مضيفة أن ثورة جديدة في فلسطين سيكون لها الدور في إعادة الاعتبار للحقوق الوطنية الفلسطينية، كما أنها ستعيد ترتيب موازين القوى بما لا يرضي كثيرا من الاطراف، "إذا المعادلة في فلسطين معقدة، فالأطراف جميعها مرتبكة ويبقى الجمهور الفلسطيني وحده صاحب القدرة على أن يقول كلمته، وأن يقرر إلى أي الجهات سيكون المآل". من جهتها، كتبت صحيفة (الغد)، تحت عنوان "بعيدون عن انتفاضة ثالثة" أن هناك احتفاء شديدا بالمواجهات الليلية مع الاحتلال، وإلحاحا من جانب القوى الإسلامية على المضي في هذه الفعاليات، وتوسيع نطاقها لتشمل الضفة الغربية كلها، إلا أن هناك إحجاما ظاهرا من جانب القوى الوطنية، ومعها الكتلة السكانية المركزية، لاسيما في المدن والمراكز الحضرية، عن الاستجابة لدعوات النزول إلى الشوارع، ومجابهة الاحتلال بكل وسائل المقاومة المشروعة، الأمر الذي يؤكد أن ما يجري قد يكون أكثر من هبة جماهيرية، لكنه أقل من انتفاضة شعبية. واعتبرت أن الفلسطينيين اليوم أبعد عن انتفاضة شعبية، وإن كانوا أقرب من ذي قبل من اندلاع موجة مواجهات عسكرية محدودة، جوية وصاروخية، بدأت نذرها حول قطاع غزة. الأمر الذي سيقطع الطريق على انتفاضة جديدة، طالما أن السلاح وحده سيكون هو الحكم في المواجهة غير المتكافئة مع الاحتلال الفاشي. بدورها كتبت جريدة (الأهرام) المصرية تحت عنوان " الخارجية تدين الغارات على غزة" أن بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية عبر عن إدانة مصر لسلسلة الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلى على قطاع غزة، وجدد رفض بلاده الكامل وإدانتها لكافة أعمال العنف التي تؤدى إلى إزهاق أرواح المدنيين من الجانبين، كما تؤكد مطالبتها بضبط النفس والتوقف عن سياسة الانتقام والعقاب الجماعي، مشيرا إلى أن استمرار تدهور الوضع الراهن يحمل في طياته مخاطر الانزلاق إلى حلقة مفرغة لا تنتهي من العنف، وهو ما يفرض الكف تماما عن السياسات الاستفزازية وفى مقدمتها النشاط الاستيطاني وسياسة فرض الأمر الواقع. وحول تطورات أزمة سد النهضة، كتبت جريدة (الأهرام) تحت عنوان "مشاورات مصرية سودانية إثيوبية لاستئناف مفاوضات سد النهضة" أن وزارة الموارد المائية والري، أعلنت أنها تجرى مشاورات حاليا بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم، من أجل الاتفاق على مكان وزمان الاجتماع، المزمع عقده لاستئناف المفاوضات بين الأطراف الثلاثة حول تداعيات بناء سد النهضة الإثيوبي، وبحث سبل إزالة الآثار السلبية لبناء السد على دولتي المصب (مصر والسودان). ونقلت عن المتحدث الرسمي للوزارة، قوله إن مصر وجهت الدعوات للجانبين، الإثيوبي والسوداني، مضيفا أن ما نشر بشأن تحديد موعد 21 يوليوز لاستئناف المفاوضات الثلاثية غير دقيق، داعيا وسائل الإعلام إلى تحري الدقة فيما ينشر حول هذه القضية، في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها البلاد. من جانبها كتبت جريدة (الأخبار) في مقال لها بعنوان "وزير الري .. لم يتحدد موعد لاستئناف مفاوضات سد النهضة" أن حسام مغازي وزير الموارد المائية ، نفى ما تردد أمس عن استئناف المفاوضات بين القاهرة وأديس أبابا والخرطوم حول أزمة سد النهضة يوم 21 يوليو الجاري مؤكدا أنه لم يتحدد موعد أو مكان عقد الإجتماع، وأنه تم توجيه الدعوات للجانبين الإثيوبي والسوداني حيث رحبت السودان وفي انتظار تأكيد الجانب الاثيوبي والإتفاق علي الموعد، الذي اقترحته مصر منتصف الشهر الحالي. وأضاف أن إثيوبيا لم ترد رسميا على الدعوة المصرية للمشاركة حتي الآن متوقعا أن يكون الرد إيجابيا ، مبرزا أن تحديد موعد الاجتماع التحضيري مرتبط برد الجانب الأثيوبي علي الدعوة التي تم توجيهها للسودان وإثيوبيا الثلاثاء الماضي، وهو الأمر الذي لم يحدث حتي الآن بينما أكدت الخرطوم حضورها. وفي ما يتعلق بالنقاش الدائر في لبنان حول إمكانية التمديد للبرلمان كتبت (الأخبار) أنه "في الوقت الذي بدأت فيه غالبية القوى السياسية اللبنانية بإعداد آلية جديدة تمدد للمجلس النيابي الممدد له، أعلن وزير الداخلية نهاد المشنوق انطلاق قطار قانون (الستين) في الوزارة استعدادا لإجراء الانتخابات النيابية وفقا لهذا القانون". وأضافت أن "قطار قانون الستين انطلق وبدأت وزارة الداخلية الإجراءات الإدارية، وليس العملية، للتحضير للانتخابات النيابية. وقد تجلى أول التحضيرات في إنشاء وزير الداخلية نهاد المشنوق لجنة، مهمتها تحضير كافة مشاريع القرارات ومسودات مشاريع المراسيم المتعلقة بالانتخابات مثل تحديد مراكز الاقتراع والموظفين المشرفين على سير الانتخابات ومراسيم دعوة الهيئات الناخبة في لبنان وخارجه ومراسيم تأليف هيئة الإشراف على الانتخابات". أما صحيفة (البلد) فأشارت إلى أنه و"مع تعثر الاستحقاق الرئاسي وعدول رئيس مجلس النواب نبيه بري عن مشاوراته مع رؤساء الكتل في الاستحقاق، عاد الحديث عن تمديد ولاية مجلس النواب لولاية ثالثة". من جهتها كتبت صحيفة (السفير) "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الخامس والأربعين على التوالي...الأصح هو القول إن مرور تسعين يوما بلا انتخابات رئاسية لن يكون أمرا مفاجئا لأحد من اللبنانيين، بعدما فوتوا قبل الرابع والعشرين من ماي المنصرم فرصتهم اللبنانية". أما الصحف السودانية فركزت اهتمامها أساسا حول الزيارة المرتقبة للرئيس البشير إلى دولة قطر اليوم الثلاثاء. وكتبت صحيفة ( التغيير) في هذا الصدد أن زيارة البشير للدوحة ستكون مناسبة لبحث عدد من القضايا الهامة" لاسيما اتفاق الدوحة الخاص بإقليم دارفور الذي تحرص قطر على إنجاحه ومدى استعداد حكومة الخرطوم المضي قدما في تنفيذ بنوده ، ومحاولة إقناع السودان بتقليل علاقاته مع إيران ، علاوة على الأوضاع في المنطقة خاصة في مصر وليبيا وموقف دول الخليج تجاه الإسلاميين ، والنظر في كيفية إنجاح الحوار الوطني في السودان" ، مبرزة أن " الآمال معقودة على تنسيق مواقف البلدين حيال أهم القضايا الإقليمية والدولية والدفع بمصالح البلدين اللذين تربطهما علاقات جد متطورة ، نحو مزيد من التقدم". واعتبرت صحيفة ( الرأي العام) من جهتها أن الزيارة تأتي في أعقاب تحولات داخلية كبيرة بالسودان أبرزها تعطل عملية الحوار الوطني الذي دعا إليه البشير ، وفي ظل تحولات كبيرة تعرفها المنطقة تبدو فيها الأحلاف في حالة تشكل جديد سيما بعد ما وقع في مصر وسوريا والعراق وغيرها ، ملاحظة أن " العلاقات الدبلوماسية بين البلدين لم تتأثر بتقلبات الحراك الدولي والإقليمي منذ افتتاح السفارة القطريةبالخرطوم في العام 1973 بتمثيل دبلوماسي كامل .. وقد شكلت زيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد للخرطوم في يناير المنصرم نقلة نوعية في العلاقات الثنائية على اعتبار أن هذه الزيارة أنجزت في يوم واحد ما لا يمكن تحقيقه في زيارات متتالية تستغرق أياما". وتوقعت صحيفة ( التيار) أن " تشهد زيارة البشير للدوحة ، التي تندرج في إطار التشاور بين البلدين في الجوانب السياسية والاقتصادية ، طرح العديد من الملفات والقضايا خاصة ملف الاستثمار في سعي من رئاسة الجمهورية لاستقطاب المزيد من الاستثمارات العربية إلى الداخل السوداني ، إضافة إلى ملف الحوار الوطني بالنظر إلى كون قطر مهتمة بالقضايا والآلام السودانية ودورها في دارفور يذكر بكل طيب ". على صعيد آخر تحدثت صحيفة ( اليوم التالي) عن موضوع الحوار الوطني الذي كان قد دعا إليه الرئيس البشير ، مؤكدة أن " الناظر إلى ساحة الحوار سيرى بوضوح أن معظم القوى السياسية المؤثرة إما بعيدة عن مداراته ، أو رافضة للولوج إلى ساحته ، بأسانيد لا تخلو من منطق قوي . ما يجري حاليا لن ينتج جديدا مفيدا للوطن، لأن الواقع يشير إلى أن الحكومة ستحاور نفسها، وأنها ستجلس مع المتحالفين معها أصلا... إن أي حوار لا ينتج سلاما شاملا كاملا للحرب المندلعة في بعض ربوع الوطن لا يعدو أن يكون مجرد إهدار للوقت ، وفعلا لا طائل من ورائه ، إلا المزيد من الشقاق والاحتراب". وأبرزت أن " إنقاذ الحوار الوطني، وإخراجه من غرفة الإنعاش ما يزال بيد رئيس الجمهورية الذي سيلتقي بالآلية الخاصة بهذا الحوار بعد غد الخميس.