أولت الصحف العربية اليوم الخميس اهتمامها لردود الفعل العربية والدولية على فوز عبد الفتاح السيسي بمنصب رئيس مصر، وتشكيل الحكومة الفلسطينية وتطورات الوضع في سورية وزيارة وزر الخارجية الأمريكي للبنان. ففي مصر اهتمت الصحف بخطاب الوداع الذي ألقاه الرئيس المؤقت عدلي منصور، وردود الفعل العربية والدولية على فوز عبد الفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية. وكتبت صحيفة (الأهرام)، تحت عنوان ''منصور في خطاب وداعي .. مصر عائدة لمكانتها لا محالة " أن منصور أكد في خطاب وداعي يختتم به توليه الرئاسة لمدة عام، أن التاريخ سيذكر أن القوات المسلحة والشرطة، حالت دون سقوط أقدم دولة في التاريخ، موضحا أن 30 يونيو كانت كاشفة، وأظهرت معادن الرجال والمواطنين الشرفاء، ومثلت الإرادة الشعبية. أما صحيفة "الأخبار"، فقالت تحت عنوان ''منصور يبكي الشهداء ويشكر الشعب في خطبة الوداع" نصيحتي للسيسي .. العدل أساس الملك. وأوصيك بالمرأة-رئاسة مصر مهمة عظيمة ... ويحزنني الانفلات الأخلاقي والقيمي والمصريون يمتلكون حسا وطنيا ووعيا سياسيا". من جهة أخرى، كتبت "الأخبار"، تحت عنوان ''ترحيب عربي ودولي واسع برئيس مصر الجديد" أن ردود الأفعال العربية والدولية المرحبة والمهنئة للرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي توالت بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية. وتوقفت عند أحدث تعليق من الإدارة الأمريكية، حيث قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمس إنه يتطلع للعمل مع الرئيس المصري الجديد فيما أعلن البيت الأبيض في بيان عن أن أوباما سيتحدث في الأيام المقبلة مع الرئيس الجديد. من جانبها أشارت صحيفة "الجمهورية" تحت عنوان '' القاهرة تستعد لاستقبال قادة العالم لحضور حفل تنصيب السيسي'' إلى أن 102 شخصية مصرية وعربية وأجنبية ستحضر تنصيب عبد الفتاح السيسي رئيسا صباح الاحد المقبل. واهتمت الصحف الأردنية بردود الفعل على تشكيل حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية، وبأبرز التحديات المطروحة عليها. ففي مقال بعنوان "حصار جنون القوة"، كتبت صحيفة (الرأي)، أن "صرامة الموقف الأمريكي بقبول حكومة المصالحة، وباستمرار دعمها بالمساعدات المالية الانمائية، تشكل ظاهرة جديدة في سياسات الادارة الأمريكية التي تصورنا بسبب موقفها من سوريا، والعراق، وليبيا ومصر، انها غير مستعدة للعب دور يمكن أن يكون أكثر إيجابية. لكن سرعة ووضوح الموقف من حكومة الفلسطينيين اضاف الى التوازنات ثقلا له أهميته، وبقي أن نعرف سلوك الإدارة أمام محاولات نتنياهو اثارة عش الدبابير اليهودي. وهي تعرف تأثيراته في الكونغرس والصحافة". من جهتها، اعتبرت صحيفة (الدستور)، أن إسرائيل أصبحت مكشوفة في تبريراتها لمقاطعة حكومة الوفاق الفلسطينية، فقد حاولت التشويش على التصالح بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس، بحجة اعتبارها الأخيرة منظمة "إرهابية". وبالرغم من الخلاف بين الفريقين الفلسطينيين، لم تغب عنهما نوايا إسرائيل التي لا تعنى بالسلام في المنطقة ولم تسع يوما لإيجاد حلول للسلام. وأضافت أن هذا التصالح كما يبدو واضحا يقلق إسرائيل، ولعل رد فعل مكتب نتنياهو الذي صرح بأنه "قلق من ردود الفعل الفاترة في الولاياتالمتحدة وفي أوروبا على التطورات في الساحة الفلسطينية الداخلية، إذ رحب بيان الاتحاد الاوروبي بالوحدة الفلسطينية، شريطة أن تنبذ الحكومة الجديدة الارهاب وتعترف بإسرائيل". وبخصوص التحديات المطروحة على الحكومة الجديدة، قالت صحيفة (الغد)، إن هناك وضعا أمنيا غريبا إلى حد كبير، يتثمل في أن "حماس" وعدت بتسليم الأجهزة والوزارات المدنية للحكومة الجديدة، ولكن ليس الأجهزة الأمنية. وأضافت أن وزارة الداخلية بقيادة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، وبقوة الجانب المالي، أي سلطة دفع الرواتب، يمكن أن تشهد استيعابا تدريجيا لرجال الأمن في غزة، وجزء لا يستهان به منهم، إن لم يكن الغالبية العظمى، عناصر وأنصار في حركة "حماس"، ضمن منظومة حكومية واحدة بقيادة الحكومة. وعملية التسليم هذه، وعملية الصمت أو الاحتجاج الخافت على التصريحات بشأن موقف الحكومة السياسي، قد لا تكونان عمليتين سهلتين، ولن تتقبلهما عناصر كثيرة داخل "حماس". وواصلت الصحف القطرية اهتمامها بالتطورات التي تشهدها الأزمة السورية، علاوة على تسليطها الضوء حول التحديات التي تواجهها حكومة التوافق الوطني الفلسطينية بعد تشكيلها. ففي الشأن السوري، أكدت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها أن "التلكؤ والتردد" الأمريكيين في التعاطي مع الملف السوري، كانا وراء تدهور الموقف على الارض، مشيرة في هذا الصدد الى تصريحات روبيرت فورد سفير الولاياتالمتحدة السابق والأخير لدى سوريا، جاء فيها " إنه ترك منصبه لعدم استطاعته المضي قدما والاستمرار بالدفاع عن السياسة الأمريكية في سوريا". واعتبرت الصحيفة أن "الارواح التي أزهقت في سوريا والدماء التي أريقت هناك والدمار الذي لحق بمدنها، انما يتحمل، بحكم المسؤولية الاخلاقية، جزءا كبيرا منه ذلك التردد والاخفاق الامريكي، ومعه التواطؤ الدولي على اشاعة الفوضى والموت في سوريا". وفي نفس السياق، ترى صحيفة (الوطن) في تعليق أن جون فورد كان محقا عندما وجه اللوم إلى الرئيس باراك أوباما على الحال التي وصلت إليها سوريا "بسبب رفضه تسليح المعارضة المعتدلة لتمكينها من مقاومة بشار الأسد"، مبرزة أن الرئيس السوري، الذي استفاد كثيرا من مواقف أوباما، اختار تأمين فترة رئاسة ثالثة للرد على معارضيه الذين بدأوا ثورتهم قبل أكثر من ثلاث سنوات بمظاهرات سلمية سرعان ما تحولت إلى حرب أهلية طاحنة هزت الشرق الأوسط والعالم. في ظل هذا الوضع المعقد وغير القابل للحسم في ساحة القتال، تضيف الصحيفة "تعتقد فئة من السوريين المؤيدين لاستمرار الأسد في الحكم أن نظامه هو وحده القادر على دحر المعارضة بشقيها المعتدل والجهادي وبالتالي إنهاء الصراع"، معتبرة أن الرئيس باراك أوباما وليس الرئيس فلاديمير بوتين "هو المسؤول عن إيصال الحرب السورية إلى هذه المرحلة الخطيرة التي يبدو أنها غير قابلة للحل السياسي حتى الآن". وفي قراءتها، للتحديات التي تواجهها حكومة التوافق الوطني الفلسطينية بعد تشكيلها، أكدت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها "أن الترحيب العربي والإسلامي والدولي بتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطينية برئاسة رامي الحمد الله يتطلب تقديم الدعم والمساندة لمنع إسرائيل من عرقلة عملها، خاصة بعد التهديدات التي أطلقتها ضدها ومنعها وزراء من قطاع غزة من السفر إلى الضفة الغربية وإعلانها تشكيل لجنة وزارية مصغرة لضم مناطق من الضفة الغربية". وترى الصحيفة أنه يتعين على المجتمع الدولي أن يدرك بأن إسرائيل ستعمل بشتى الوسائل لعرقلة عمل الحكومة الجديدة بعدما تنصلت( إسرائيل) من عملية السلام بقرارها تجميد المفاوضات مع الفلسطينيين، مشددة على أنه بات من المهم "تمكين حكومة الحمد الله بمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تهدف لعرقلة الاستقرار السياسي والاقتصادي بالمنطقة وأن ذلك مرهون بالاعتراف الدولي الفوري بهذه الحكومة وتقديم الدعم السياسي والمادي لها خاصة أن عمر هذه الحكومة قصير وهي مكلفة بمهمات محددة". واهتمت الصحف اللبنانية بزيارة وزير الخارجية جون كيري للبنان أمس، إذ كتبت (الأخبار) أن كيري "تناول الموضوع الرئاسي خلال زيارته الخاطفة لبيروت. وأكد كيري على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية"، مضيفة أنه أشار بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، إلى أن "الولاياتالمتحدة الأميركية ملتزمة بأمن لبنان وسيادته واستقراره". وذكرت بإعلانه "تقديم 290 مليون دولار كمساعدات إنسانية لكل من طاولته الأزمة في داخل سوريا وفي دول الجوار التي تستقبل اللاجئين"، وأن "حصة لبنان تبلغ 51 مليون دولار". من جهتها تناولت (المستقبل) الزيارة وقالت "في زيارة مكوكية دامت ساعات قال خلالها كلمة بلاده ومشى.. لبنان يحتاج ويستحق حكومة كاملة الصلاحيات وتعمل بكل طاقتها بعيدا عن التأثير الخارجي، ورئيسا كامل الصلاحيات، هذا ما حرص وزير الخارجية الأميركية جون كيري على التشديد عليه من السرايا الحكومية التي آثر تحديد موقف إدارة الرئيس باراك أوباما من على منبرها قبل أن يكمل جولته على مطرانية بيروت للموارنة حيث التقى البطريرك بشارة الراعي، ثم عين التينة مختتما زيارته بيروت بلقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري". أما (السفير) فعلقت بالقول "لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثاني عشر على التوالي"، مضيفة "يوم تميز عن سابقاته بزائر أجنبي بارز هو وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي زار بيروت للمرة الأولى، على مدى أقل من خمس ساعات، غاب عن برنامجها القصر الجمهوري الغارق في الفراغ، ليحل محله مقر رئاسة الحكومة، محطة أولى، ومنبرا لإطلاق سلسلة رسائل، أبرزها اعتبار حكومة تمام سلام إحدى ركائز الاستقرار اللبناني المطلوب إقليميا ودوليا ، في ظل الشغور الرئاسي المفتوح على مصراعيه". وخلصت الى أنه "لعل أبرز دلالات زيارة كيري لبيروت، هو الانطباع الذي خرج به مسؤول لبناني كبير بقوله إن عجز اللبنانيين عن انتخاب رئيس جديد للجمهورية، من جهة وإصرار (الدول) وخصوصا الأميركيين على رمي كرة الاستحقاق الرئاسي في ملعب اللبنانيين، من جهة ثانية، يقود للاستنتاج بأن الفراغ الرئاسي سيمتد شهورا طويلة في غياب الديناميات الداخلية والخارجية".