في آخر خرجاته من ركن صالون بيته في الفيديوهات التي استأنس بها، ظَهر عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، مساء الأربعاء، وهو يزف لأعضاء الحزب ومتعاطفيه، بشرى تخص قيمة تبرعات بعض إخوانه لتنظيم المؤتمر الوطني التاسع ل"المصباح"، المزمع تنظيمه نهاية الأسبوع الجاري. بنكيران أرسل على الهواء دعوات صالحات للمتبرعين، مشيرا إلى أن أكثرهم تبرعا أعطى 50 ألف درهم بينما أقلهم 50 درهما. ولم يفوت الفرصة ليقول إن "دعاءه" لوزارة الداخلية لم يُجدِ نفعا بحيث لم تفرج الأخيرة عن مبلغ 130 مليون سنتيم، الذي ما فتئ حزبه يطالب به كجزء من مستحقاته عن تنظيم مؤتمره. ولعل ما تجاهل "شيخ زاوية المصباح" بوصف زميله مصطفى الرميد، وهو يكيل الدعاء الصالح لمن رضي عنهم من "مريديه"، التطرقَ إليه في أكثر من مناسبة، وهو يتأهب للوثوب على ولاية رابعة على رأس الزاوية/الحزب المتشظي، أن نرجسيته "وقصوحية" راسو هي أحد أسباب شتات إخوانه شذر مذر. فهذا مصطفى الرميد القيادي البيجيدي يخرج عن صمته بعد واقعة "ورق الزبدة" وينتقد بشدة عقلية "الزاوية" التي كرسها "الشيخ" بنكيران مع حوارييه في الحزب. بل إن سلوك صقور الحزب الغاضبين من "غطرسة بنكيران"، والذين غادروا مركب "المصباح" وهو يجنح للغرق، مثل الرميد والرباح وعمار وأفتاتي والشوباني وآخرين، يكرس نزاع الإخوان وخصوماتهم الشخصية التي وصلت حد الإعلان عن قطع العلاقات الشخصية. وهو ما يظهر جليا في فقدان الحزب 20 ألف عضو ما يمثل نصف عدد أعضائه. ولا ضير أن إعادة انتخاب بنكيران لولاية جديدة ستكرس عقلية "الزاوية"، وقد تسبب تداعيات سلبية على مستقبل الحزب المريض، لا سيما إذا ما أدت من جديد، إلى انقسامات أو صراعات داخلية من شأنها التأثير سلبا على استقرار حزب العدالة والتنمية الهش على المدى البعيد، لن تنفع معها بطبيعة الحال دعوات شيخ أو دجال.