اهتمت الصحف العربية ، الصادرة اليوم الأربعاء، بالعديد من المواضيع منها تشكيل حكومة جديدة في العراق والترحيب الواسع الذي لقيته والتنظيم المتطرف (داعش) وتصاعد المواجهات في اليمن والقضية الفلسطينية والاوضاع الامنية في عدد من الدول العربية . ففي مصر ، أفادت جريدة (المصري اليوم) أن القاهرة انضمت إلى الجهود الدولية لمواجهة تمدد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراقوسوريا، بعد إعلان وزارة الخارجية مشاركة مصر في اجتماع بمدينة جدة السعودية ،غدا الخميس، لبحث تفاصيل تشكيل التحالف الدولي ضد داعش، بينما شهد الوضع الميداني تصعيدا للقصف الأمريكي على مواقع التنظيم في العراق. من جانبها، أشارت جريدة (الشروق) إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يحمل أثناء رحلته المنتظرة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أجندة تضم أربعة ملفات رئيسية تستهدف جميعها تعزيز الدور المحوري الإقليمي لمصر. وأضافت أن القضايا الأربع تشمل القضية الفلسطينية ومواجهة تنظيم "داعش" والوضع في ليبيا والمؤتمر الدولي لدعم الاقتصاد المصري. وبخصوص العلاقات المصرية الإفريقية، تناولت جريدة (الجمهورية) اللقاء الذي جمع أمس بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس دولة إريتريا ، أسياسي أفورقي، حيث أكد السيسي على أهمية البعد الافريقي لمصر ، مشيرا الى أن بلاده عائدة الى دورها ومسؤولياتها الافريقية وأنها منفتحة على كافة الأشقاء الأفارقة لما فيه خير شعوب القارة ودولها. وذكرت الصحيفة أن الجانبين استعرضا في هذا الاطار الجهود المصرية للاسهام في تحقيق التنمية في الدول الافريقية، والتي تجلى أحد مظاهرها في إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من اجل التنمية التي بدأت في مباشرة عملها منذ الأول من يوليو الماضي. وفي الشأن المحلي، أشارت جريدة (الأهرام) في مقال تحت عنوان " تحقيقات النيابة مع مرسي وآخرين بقضية التخابر مع قطر .. المستندات المهربة تضمنت أسرار القوات المسلحة والمخابرات العامة"، إلى أن تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في القضية المتهم بها الرئيس المعزول محمد مرسي و10 آخرون بالتخابر لصالح دولة قطر وتهريب مستندات ووثائق تتعلق بالأمن القومي المصري كشفت عن أن من تلك المستندات صور ونسخ ضوئية طبق الأصل لتقارير ومستندات وخطابات سرية مرسلة من الجهات الحكومية والأمنية والسيادية بالدولة إلى المتهم الأول بصفته رئيس الجمهورية آنذاك. وأضافت أن هذه المستندات يحظر تداولها أو الإطلاع عليها لغير المختصين، وتحفظ بأماكن سرية مؤمنة لتعلقها جميعا بأمن ومصالح البلاد وما تحويه من معلومات من شأنها الإضرار بالأمن القومي المصري، ومنها ما صدر عن المخابرات العامة من مذكرات وتقارير موجهة لرئيس الجمهورية السابق لاعتماد الموازنة العامة للمخابرات العامة عن عام 2013- 2014 ، وأخرى صادرة أيضا عن المخابرات العامة المصرية بشأن ردود الفعل الدولية والحقوقية حول الإعلان الدستوري الجديد. وفي قطر، اهتمت الصحف بالخصوص بتشكيل الحكومة العراقيةالجديدة وردود الفعل الايجابية التي خلفتها وتصاعد الاحتجاجات والمواجهات في اليمن وموضوع السودان وقضية دارفور والقضية الفلسطينية والعلاقات الخليجية الخليجية. فبخصوص العراق، كتبت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها بعنوان (عراق يتسع للجميع) أنه بعد سنوات من الظلام الذي اكتنف العراق عقب الغزو الأمريكي " ها هي بارقة أمل تلوح مجددا في أرض الرافدين (..) بعد نجاح رئيس الحكومة حيدر العبادي في نيل ثقة البرلمان لتكون طوق النجاة الوحيد والذي يعول عليه العراقيون في انتشالهم من أزماتهم المتلاحقة". وأضافت أنه يحق لكل العراقيين عربا وكردا وتركمانا وشيعة وسنة ومسيحيين أن يفخروا بهذا الإنجاز الذي جاء ثمرة توافق بين جميع مكونات الشعب العراقي . وأكدت أن الحكومة العراقية مطالبة على الفور ودون تأخير بأن تبدأ بتصحيح الأوضاع من خلال إزالة كل أسباب التوتر وإعطاء كل ذي حق حقه وتحقيق العدالة للجميع ومحاسبة كل من أساء لوحدة العراق وشرد أهله، والقطع مع ممارسات الماضي الطائفي والالتفات للحاضر. ومن جهتها ابرزت صحيفة (الشرق) في افتتاحيتها بعنوان "إعادة بناء العراق مسؤولية حكومته الجديدة" ردود الفعل الايجابية على تشكيل الحكومة العراقية وذلك على أمل تلافي الأخطاء الجسيمة والعميقة التي أوقعت العراق في حالته المثيرة للقلق حاليا. وقالت إن العراق يقف اليوم على قدميه، ومشكلته ليست مشكلة أمنية فحسب، بل مشكلة سياسية، تتطلب حوارا وطنيا جامعا لا يقصي فئة، ولا يهضم حق كتلة، ولا يتجاهل مطالب أي تيار، وإذا استطاع العراقيون التوحد حول حكومتهم الجديدة، والانسجام تحت قبة برلمانهم الجديد كذلك، فستكون كفة المستقبل هي الكفة الراجحة، وسيكون هذا المستقبل مستقبلا زاهرا ومشرقا. وبالامارات، واصلت الصحف متابعة تطورات الأوضاع والقضايا العربية الساخنة التي تطفو على سطح الأحداث حاليا، ولاسيما في فلسطين والعراق وليبيا. وكتبت صحيفة (البيان) في افتتاحيتها أنه بالرغم من سيطرة و استمرار القتال والعنف على المشهد الليبي بعد نحو ثلاث سنوات من سقوط نظام العقيد معمر القذافي، في ثورة كانت أمل الليبيين، فإن باب الأمل يظل مفتوحا من أجل الخروج إلى بر الأمان. وكشفت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، من جانبها أن اسرائيل توجد في مأزق وجودي يجب استغلاله، بعد أن كشفت استطلاعات الرأي ان نحو ثلث مواطنيها يرغبون في مغادرة الكيان جراء تداعيات العدوان الأخير على قطاع غزة، مما يدل على أن المشروع "الإسرائيلي" في مأزق، خصوصا أنه يستند في نجاحه إلى ثلاثية الهجرة والتوسع والاستيطان، وتمثل الهجرة عموده الفقري وأساس الدعوة لقيام "الدولة اليهودية". أما صحيفة (الوطن)، فقد رصدت من جانبها راهن المشهد العراقي وتطوراته، أنه بالرغم من مرور شهر على تكليف حيدر العبادي، بتشكيل حكومة العراقالجديدة، ونيله دعما وتأييدا عربيا وعالميا غير مسبوقين، فإن هناك عقبات مازال تعترض الإعلان عن الحقائب الأمنية، (الدفاع والداخلية). وانتقدت في هذا السياق المواقف غير المقبولة للكتل السياسية العراقية بهذا الخصوص، مشددة على أنه أضحى من غير المقبول التهاون أو الفشل في هذه المرحلة الحرجة. وفي الشأن المحلي، كتبت صحيفة (الاتحاد)، عن موافقة السلطات المختصة في الإمارات على تسليم 897 مسكنا للمواطنين في مختلف إمارات الدولة، مؤكدة أن فئة الأرامل وذوي الإعاقة تأتي في مقدمة المستفيدين بحصولها على 292 مسكن. وفي البحرين، اهتمت الصحف بالاستعدادات الجارية للتصدي لمنظمة (الدولة الإسلامية) الإرهابية، حيث اعتبرت (الوطن) في مقال بعنوان "رسائل إلى الحلفاء ضد الإرهاب" أن الحرب ضد هذا التنظيم ما لم تشمل ذات التنظيمات المسلحة الإرهابية في سورية مثلما هي في العراق فإن "على الدول العربية عدم المشاركة في أي تحالف أمريكي". وفي مقال بعنوان "العرب يتصدون ل(داعش)"، رأت صحيفة (أخبار الخليج)، أن "الدول العربية بصمتها وتقاعسها عن اتخاذ مواقف حازمة وصارمة في وجه التنظيم الإرهابي في العراق وتجاهل جرائمه في سورية، ينم موقفها عن عدم إدراك بالمخاطر التي يحملها هذا التنظيم على جميع الشعوب العربية" وخاصة أن عقيدته الصريحة لا تعترف بالدول والحكومات القائمة وتبشر بدولة الخلافة "الإسلامية" وفق الاجتهادات المتطرفة لهذا التنظيم. ومن جهتها، كتبت صحيفة (الايام) في مقال بعنوان "داعش وإنتاج ثقافة الموت" أن "مشروع التقسيم وإعادة رسم المنطقة إلى الآن لم تكتمل فصوله"، وأن ما يحدث "يعتبر مقدمات لصراع دموي بشع يطال كل دول المنطقة، دون استثناء، صراع يعيد رسم المنطقة حسب خارطة الطريق التي تحدثت عنها وزارة الخارجية الأمريكية في أعقاب أحداث 11 عشر من سبتمبر ". وفي تحليل إخباري بعنوان "(داعش) ليست لغزا، كتبت صحيفة (البلاد) أن "(داعش) هي من صنع (داعش) وإذا ارتكبت (داعش) أخطاء على أيدي مسلحيها فإنها تعطي المبرر للقوى المناوئة لها للانقضاض عليها وليس لأن أمريكا صنعت كل شيء يتعلق بهذا التنظيم كما يحلو للبعض أن يتخيل"، معتبرة أن (داعش) الآن "أصبحت تستثمر كفكرة من قبل بعض أنظمة المنطقة لكي تمرر ما تريده في مواجهة شعوبها أو الدول الأخرى أو الخصوم". وفي الأردن، استأثرت القضايا الإقليمية باهتمام الصحف وخاصة في ضوء زيارة وزير الخارجية التركي للأردن، إضافة إلى مكافحة الإرهاب وأزمة المياه التي تعاني منها البلاد. وهكذا توقفت صحيفة "الغد" عند التغييرات السياسية في المنطقة فكتبت أنه حدث تغيير سياسي في بلدين مهمين للأردن هما تركياوالعراق، مؤكدة أن الأردن "بحاجة لتطوير أشكال التعاون مع تركيا في المجالات الاقتصادية والتجارية، لتعويض الخسائر التي يتكبدها جراء الأوضاع المتدهورة في أكثر من سوق عربية. وثمة حاجة أيضا لتفعيل عمل لجان الحوار الاستراتيجي بين البلدين". واعتبرت "الغد" أن مصالح الأردن مع العراق أوسع وأشمل، إذ تقتضي مصلحة الأردن "الشروع فورا في حوار مع حكومة العبادي ، خاصة بشأن مشروع أنبوب النفط من البصرة إلى ميناء العقبة، واستثمار الاندحار المتوقع للجماعات المسلحة لإعادة توريد شحنات النفط العراقي للأردن بعد توقف مستمر منذ أشهر". وتحت عنوان "آن الأوان لمكافحة الحركات الإرهابية ومحاصرتها"، قالت صحيفة "الرأي" إن دعوة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، خلال استقباله لوزير الخارجية التركي أمس، إلى بذل المزيد من الجهود الإقليمية والدولية المكثفة للتعامل مع التحديات والأوضاع الراهنة إنما جاءت "للفت أنظار المجتمع الدولي كافة للوضع الخطير الذي تعيشه المنطقة والمتأتي أيضا من أزمات وملفات أخرى غير الجرائم التي تقترفها الحركات والتنظيمات الإرهابية ونزعات الغلو والتطرف الآخذة في التوسع". وأوضحت الصحيفة أن القضايا والأزمات الإقليمية المتفجرة وخاصة الأزمة في سوريا والأوضاع الراهنة في العراق أخذت مكانها في اللقاء الذي جمع الملك عبد الله الثاني ووزير الخارجية التركي وخاصة "ما تتركه تداعيات استمرار الأزمة في سوريا على دول الجوار ومنها الأردنوتركياولبنان التي تستضيف أعدادا هائلة من اللاجئين السوريين". أما صحيفة "الدستور" فتطرقت لملف المياه في الأردن والمنطقة، فقالت إنه ملف "يعد من الملفات الإقليمية الخطيرة"، قبل أن تؤكد أن الأردن بحاجة إلى "وضع استراتيجية مائية شاملة، يتعاون في تنفيذها كل المواطنين بلا استثناء"، و تأخذ بعين الاعتبار عددا من المسارات تهم الجانب التثقيفي التوعوي، والتشريعي القانوني من خلال "جعل الاعتداء على المياه العامة جريمة خطيرة". كما تتعلق هذه المسارات، في رأي الصحيفة، بمواجهة النسبة العالية في المياه المفقودة، والحصول على مصادر مياه جديدة، فضلا عن "ضرورة إصلاح الخلل الناتج عن إنشاء مخيمات اللاجئين على الأحواض المائية الكبيرة"، لتخلص إلى أن موضوع المياه "يحتاج مزيدا من الاهتمام ومزيدا من الحوار ومزيدا من الجهود". وفي السودان تمحور اهتمام الصحف أساسا حول تداعيات اتفاق إعلان المبادئ الموقع مؤخرا بين ممثلين عن آلية الحوار الوطني والمعارضة في الداخل والخارج. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة ( الصحافة) أن ثامبو أمبيكي رئيس الآلية الأفريقية للوساطة سيحل اليوم بالخرطوم لإطلاع الرئيس البشير على مضامين الإعلان الذي تم التوقيع عليه بأديس أبابا برعاية أمبيكي نفسه، معتبرة أن هذه الزيارة ،" تعضد مسار التصحيح الذي شرعت فيه الحكومة رغم الصراعات التي مازالت تتباين في وجهات نظرها داخل الحزب الحاكم ، ما بين موافق ورافض للانفتاح الكامل باعتبار أن أوراق اللعبة مازالت بيد الحكومة". وأكدت صحيفة ( الانتباهة) أن كل ما تريد فعله آلية الحوار الوطني ، التي رحبت باتفاق أديس أبابا ، هو الالتقاء بأمبيكي لتبحث معه حول الاتفاق المذكور والنظر في كيفية الإسراع فيه ، وبذلك تكون هذه الآلية في حاجة إلى دفع ذاتي من أمبيكي لإنعاش الحوار الوطني وتحريك مفاصله ، مضيفة " كلنا أمل في أن تمضي الجهود المبذولة من الأطراف الداخلية في بناء ثقة وإرادة وطنية قوية وفاعلة تستطيع تسهيل الحوار وتذليل العقبات بين السودانيين حتى يصلوا إلى كلمة سواء". ومن جهتها، رأت صحيفة ( الرأي العام ) أنه بدا أن ما تم في أديس أبابا في طريقه إلى أن يصبح أرضية واتفاقا جديدا أشبه باتفاقيات سودانية سابقة على غرار ( نيفاشا) ، مؤكدة أن زيارة أمبيكي هذه ربما لن تكون الأخيرة في المدى القريب وخاصة بشأن الحوار الوطني الذي يشهد حراكا مكثفا من اللجنة المختصة وإن كانت مخرجات الزيارة لن تقف عند قبول الخرطوم بما تم إبرامه بأديس فقط وإنما سيذهب أمبيكي ليخاطب مجلس السلم والأمن الأفريقي ويبلغه بسير الاتفاق. على صعيد آخر تحدثت صحيفة ( اليوم التالي) عن إطلاق سراح مريم الصادق المهدي نائبة رئيس حزب الأمة القومي أمس الثلاثاء بعد حوالي شهر على اعتقالها على خلفية توقيع حزبها بباريس على وثيقة مع الجبهة الثورية التي تضم فصائل متمردة ، معتبرة أن ذلك يعد خطوة إيجابية نحو تطوير عملية الثقة بين المكونات السياسية في البلاد ، وبالتالي تعظيم إمكانية الوصول إلى اتفاق عبر الحوار بين المجموعات المتنازعة . أما صحيفة ( التغيير) فتناولت من جديد قرار الحكومة الأخير القاضي بإغلاق المراكز الثقافية الإيرانية ، ملاحظة أنه لم يحدث أن توحد كل السودانيين في الآونة الأخيرة حول قضية من القضايا مثلما توحدوا حول تأييد هذا القرار ، وهو الشيء الذي يجب أن يستفيد منه الجانب الإيراني وأن يعيد النظر في محاولاته تشييع السنة عبر العالم وتوجيه الأموال الضخمة ، التي يخصصها لذلك ، نحو أمور أكثر نفعا بالنسبة اليه. وبلبنان، ركزت الصحف على الجهود المبذولة لوأد الفتنة التي تحاول التنظيمات الإرهابية زرعها بالبلد ، بإقدامها، خلال الأسابيع الماضية، على ذبح جنديين واحد سني وآخر شيعي، وما نتج عن ذلك من غضب في الشارع ، إذ اشارت (الحياة) في نسختها الصادرة ببيروت إلى تمكن جهود القوى الأمنية والجيش والأطراف السياسية من " حصر أضرار انفلات الغرائز المذهبية الناجمة عن ذبح + داعش+ الجندي في الجيش اللبناني عباس مدلج يوم السبت الماضي، وتطويق الجانب المتعلق بالخطف على الهوية منها الذي حصل أول من أمس، من دون أن تنجح في معالجة الجانب العنصري المتعلق بالتضييق على النازحين السوريين، الذين استمروا بالخضوع للتهديدات والإنذارات بالطرد في غير منطقة لجؤوا إليها، بقاعا وجنوبا وفي محيط العاصمة بيروت". ولاحظت صحيفة ( السفير)، أن هذه الفتنة "تدحرجت على طرقات لبنان، إطارات مشتعلة وعمليات خطف متبادل" مشيرة إلى "ارتفاع الأصوات السياسية الداعية إلى التعقل والحكمة في مواجهة صعبة مع صراخ الغرائز والانفعالات" . واستخلصت أنه "وبرغم كل المظاهر السلبية التي طبعت الأيام القليلة الماضية، إلا أن هناك إيجابية أساسية يمكن استخلاصها من وسط غبار الشارع، وهي أن القوى القادرة والمتمكنة لا تريد الفتنة، بل تضغط لتفاديها وإن اختلفت دوافع كل منها، الأمر الذي سمح لغاية الآن بضبط الأرض نسبيا وحصر حالات الانفلات في الإطار الفردي أو العائلي او العشائري" مسجلة " غياب الغطاء الحزبي أو السياسي". وقالت، " لقد بدا واضحا أنه ما من قرار سياسي بالاندفاع نحو مواجهة داخلية، وتحديدا لدى قطبي البيئتين الشيعية والسنية، تحالف (حزب الله) و (حركة أمل) و (تيار المستقبل) اللذين بذلا خلال الايام الماضية جهدا كبيرا لاحتواء غضب الشارع والسيطرة عليه". وعلى الصعيد السياسي ، كتبت (الجمهورية) "سياسيا برز اللقاء بين الأمين العام لÜ"حزب لله" حسن نصرالله ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح" ميشال عون ( حليف الحزب الله)، أمس ، تمخض عنه بيان عمومي يشجع على تعميم التفاهم بين "الحزب" و"التيار الوطني الحر"، على باقي القوى "تحصينا للوضع الداخلي في مواجهة الفتنة المرفوضة". وعلى صعيد آخر، ذكرت (الديار) ، أن لبنان "سيشارك في المؤتمر الدولي لمكافحة الارهاب الذي سيعقد غدا في جدة في حضور وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزراء خارجية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والاردن ومصر وتركيا". وفي اليمن، تمحور اهتمام الصحف حول المواجهات التي دارت أمس بين الحوثيين وقوى الامن أثناء محاولتهم اقتحام مقر رئاسة الحكومة وإذاعة صنعاء، وأيضا المواجهات التي دارت في جنوبصنعاء بين المسلحين الحوثيين والجيش، معتبرة أن سقوط قتلى وجرحى في هذه المواجهات يؤشر على تحول خطير في الازمة التي يمر منها اليمن. هكذا كتبت صحيفة (اليمن اليوم) تحت عنوان "صنعاء تنزف" أن ما شهدته العاصمة اليمنية أمس "من شأنه اغلاق المنافذ السلمية لحل الازمة التي تمر منها البلاد ما لم تحدث معجزة تكبح جماح الحرب"، مستشهدة على ذلك بتحذير المتحدث الرسمي باسم جماعة الحوثي من أن "الخيارات باتت كلها مفتوحة" أمام جماعته، وانهم "لن يخرجوا ثانية ليقتلوا كما حدث أمس". وتحت عنوان "من يوقف الانهيار"، أبرزت صحيفة (الاولى) جملة من ردود الفعل التي أثارتها الاحداث الدامية في صنعاء، منها بالخصوص مبادرة الحوثيين الى وقف المفاوضات "بينما العالم ما يزال يترقب رد فعلهم"، ودعوة حزب المؤتمر الشعبي أنصاره الى "الحياد وعدم التورط في أي عنف"، وكذا إدانة الحزب الاشتراكي اليمني للعنف وتأكيده على انه "مع المسيرات غير الملتبسة". وتناولت صحيفة (أخبار اليوم) المواجهات التي دارت أمس بين المسلحين الحوثيين وافراد الجيش بجنوب العاصمة تحت عنوان " الحوثيون يفشلون في إحراق صنعاء والجيش يجهض محاولة اسقاط جنوب العاصمة"، مشيرة الى أن المسلحين الحوثيين قاموا خلال هذه المواجهات "بالاعتداء بصواريخ البازوكا على معسكر 48، وهاجموا نقطة ضبوة الأمنية، ومدرسة الحمد، ومحطة كهرباء حزيز، وقتلوا مهندسا في الاتصالات، وأحرقوا مركبة للجيش ...". وحمل الكاتب يوسف الدعاس، في الصحيفة نفسها، مسؤولية ما يقع في صنعاء، للرئيس اليمني حيث تساءل قائلا "من الذي أوصل الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلد الى هذا المستوى من الاحتقان"، ثم رد مباشرة في مقال تحت عنوان "حصار صنعاء ومسؤولية الرئيس" ان حصار صنعاء بدا نتيجة طبيعية لتجميد الدولة لوظائفها وغياب دورها تجاه ما حدث "ابتداء من دماج وعمران وما يحدث الان في الجوف ... ولا يزال وزير الدفاع الذي تستهلك وزارته ما يقدر بنحو 40 في المئة من الموازنة العامة للدولة في مربع الحياد أمام صراعات الجماعات المسلحة كما يدعي".