بوجمعة ناعس. ولا تيعجبني نفيق قبل منو و نبقى نشوف فيه. كنتفكر فاش تلاقينا وكيتخالطو عليا الدموع بالفرحة. ماعرت كي كانت غتكون حياتي بلا بيه. تنبغيه بزاف و لكن ماشي هدا هو السبب. حيت بوجمعة راجل و غي عرفتو خرجني من أقود عيشة ممكن تدوز على امراة. كنا تمنية د الخوت، كنا ساكنين فبراكة. جيت للرباط باش نخدم ، دزت ف بزاف د الخدمات قبل دانون. خمس سنين عرفت فيها كلشي. عرفت فيها بلي كاينة البراكة و كاينة الفيلا و كاينة الزنقة.وكاينين حنا و كاينين الاخرين اللي عايشين. عرفت بلي كاين الراجل و كاينة المراة. كاين الماكلة وكاين الجوع... و كاين بوجمعة. حل عينيه و انا جالسة تنشوف فيه و تنضحك، خنزر فيا. و دور وجهه للجهة الثانية. شي مرات تتنزل عليا شي تسطية. مشيت تنطل عليه و هو ينوض. "- ياديك الهبيلة خليني ننعس.. - عقلتي فاش سلختي داك الشمكار د سيمو؟ -توحشتيه؟ -لا توحشتك انت." ولا وجهو حمر. بقيت تنضحك. غطا وجهه بالملاية. فكرني فاش يلاه عرفتو. كان تيشوفني و تيهرب مني. تنفرح فاش تنفيق نلقاه ناعس حدايا. و غي تيخبط الباب و يتخبط فوق الفراش فاش تيجي بالليل تنغرق فالنعاس ، تنعرف ان تا حاجة متقدر تقيسني و هو حدايا. دكشي باش متنبغيه يخدم فشي حاجة تجيبلو شي حبس و نبقى بوحدي. الا تحبس واحد كايتحبسو معه خواطر الاخرين. و المراة الا معندها فلوس ولا معندها راجل راه معندها والو. فالخدمة معايا واحد خيتي د النقابة كتدير السياسة و تتجمع البنات. ما تنفهم انا لدكشي. متنعرف انا اليسار. تنعرف غي ليمن و ليسر. ديما تتجي عندي و تهدر ليا على دكشي ديالهم. شي مرات تنكون خارجة مع بوجمعة و تنشوفو بزاف د الناس مجموعين كايغوتو حدا البرلمان تنقوليه "هدوك علاش تما؟"، تيقوليا "مشغلناش. فاش يحكرنا المخزن مغيجيوش يفكونا." هديك ديما تتنكَر ديما تتقول حقوق العمال و كتهدر على واحد خينا بزاف عاوداتو لينا تا حفظت سميتو. ماركس. تنبغي نسولها شكون هدا و تنتفكر هدرة بوجمعة. حنا تنعيشو غي على باب الله ما عنا فلوس ما عنا اللي يفكنا لا تشدينا. قربات مني واحد النهار و قالتلي: "البنات قالولي نتي ممجوجاش و عايشة مع صاحبك فراسك المخزن يمكن يجيليكم فاي وقت، خصك تدافعي على حقوقك و حقوق الشعب فالحرية." شكون الشعب؟ فين تنعرف انا الشعب؟ انا تنعرف غي بّا و سيمو الشمكار و بوجمعة و داك المحامي اللي كنت تنسيق ليه البيرو قبل ما نجي لهنا. تتهدر لينا على حقوق المرأة. انا مخصني والو. خصني غي باش نخلص مولاة الكرا و شوية الفلوس باش ميبقا بوجمعة يشفر. بّا معندوش ما نورث فيه. مبغيتش ناخد بحال خوتي الدكورة. بغيت غي ما ناكل. ما عرت مالي ساعتين و انا تنفكر فهاد خيتي. بوجمعة رجع ينعس. فيقتو. غدا غنمشي للخدمة.الا جراو عليا غنقودوها. مغنلقاو ما ناكلو لا باش نخلصو مولاة الكرا. و ما غتنفعني لا مولاة اليسار لا ديك البنت الاخوانية اللي ديما تتقوليها "انتوما باغين تخصرو البلاد وماخليتو بلكيران يخدم و تديرو المسخ". توحشت الحليب و دانون و ديك الكتابة الصغيرة اللي تتضرني فعينيا. كنبقا نشوف فيها و نتفكر بوجمعة و البرتوش ديالنا و فاش تنجلسو ناكلو لوبيا و لا العدس بجوجنا فالارض و يعطيني بيديه و نعضها ليه. المشكيل هي هاد ودنيا اللي تيتوسخو بهاد الجوج اللي تيظلو كاع النهار فارعين جد بونا بهاد الهضرة اللي ما كتوكل خبز. تيبقاو يهضرو على الفقرا و الخدامة و شي كلمات تنسمعهم كل نهار و مانفهم. تنبغي نقوليهم خدمو و سكتو هاد بنادم تيجي يخدم على عضة د الخبز ماشي باش يسمعكم تدابزو عليه وايني تنخاف وتنسكت. الرباط علماتني أن كاينة البراكة و كاينة الفيلا ،كاينة الماكلة و كاين الجوع. و الخبز حرفي حسن من الجوع. و برتوش حسن من البرد . و حتى صوت هاد الجوجات حسن من صوت الشماكرية و السكرانين. الرباط علماتني نخاف ونسكت. كريمة.