الدار خاوية و مربجة، ماعرفت شكان يدير هاد بوجمعة قبل ما يخرج. حطيت ظهري فوق السداري، عييت هاد النهار . فقت قبل ما يطلع الضو، يلاه نوجد راسي باش نمشي ل لوزين و نشد الكار فالوقت. إلا فاتني عاود مشكيلة، سير عليك فاش غنمشي و تقاتل على المركوب و نوصل معطلة و عاود نسمع الهضرة و ماشي بعيد ديك الكابرانة تحيد ليا النهار من الخلصة.
بوجمعة كان ناعس، هو ما تيدخل تا لينا وقت فالصباح، و عاود ماتيفيق تالوسط النهار. حمقني هاد الراجل، عييت فيه نوض تخدم ليك شي حاجة نكملو بيها فلوس الشهر، غسل غي الماعن، سيري سباطك، نقي غي حالتك، بدل البوطة، شوف شي نجار يخدمك، والو انا عييت من الهضرة و هو معياش من هاد التشوميرة، فاش تنفرع ليه راسه تينوض يبيع الحشيش باش نسكت، و الحشيش تيجيب مشاكيل مع المخزن، ما خاصني عاود شي حبس. اللهم نسكت.
الرجال كاع اللي عرفت فحياتي من صغري،كايبغيو المراة تسكت. وانا تعملت امتا نسكت.
ملي كنت خارجة من الدار هو يبان ليا مول الحانوت تيحل، الخياط و مول ديك الفولفازون اللي تيلعبو فيها الدراري باقي سادين. خبيت وجهي دغيا و هربت. يشوفني مول الحانوت يجبد ليا تاني الكارني و الكريديات و انا باقي تامتخلصت، و ماعنا تاريال. مولاة الكرا كل نهار تجي عند بوجمعة قتليه هو يضبر راسه معاها. هو الراجل. خرجت نتسنى الكار، ضرني الجوع، مفطرتش، و عاود النهار كله غيبقى وجهي فوجه داك دانون، تيعمي فالعنين، ريحة لوزين كلها كتدير الجوع وتكَهم. طلقت رجليا تالمول الشفنج، عطيته 50 فرنك و عطاني 2 شفنجات. تناكلهم فالطريق و انا تنفكر هو يخرج ليا واحد ،"الغزالة دوقينا شوية." يلاه غنحل فمي نقوليه الصباحاتولله على مولانا و هو يبان ليا الكار جاي، جريت و طاحت ليا نص شفنجة و شي صرف شي عشرة ولا عشرين درهم و لكن معنديش الوقت لاوقفت مشا الكار.. ضروري تصبحو على جدبونا كل صباح. شفنجة الواحد تيسد بيها جوع نهار كامل. ها هي طاحت. كعيت. شديت بلاصة فالكار. هاد النهار باين مقود. قلبت وجهي للجيهة الاخرى تاوصلنا . بصمت حدا سميتي و بدلت حوايجي و لبست الكسوة دالخدمة. مشيت لبلاصتي تنتسنى دانونات يجيو.
جات الكابرانة،مدام كريمة. تا هي سميتها كريمة بحالي. كانت تدور علينا باش تشوف شكون فبلاصتها شكون معطلة شكون ملابساش. كتهز ورقة وكتبقا تشوف فينا و تكتب،خاصها ضروري شي وحدة تّفش فيها مع الصباح. الا تعصبات كتبقا تدور علينا وتغوت:" البقر احسن منكم،هو مناش كناخذو الحليب.. هو اللي هاز هاد لوزين.. ونتوما شنو الفايدة ديالكم".
شحال خايب تكون تحت رحمة بنادم ملي يعرف بلي بكلمة منو يقدر يبدل حياتك كلها.
كاع داكشي اللي كايتصاوب فهاد لوزين عندو تاريخ معروف كايخسر فيه،وتا بنادم هنا عندو تاريخ كايخسر فيه،كايبان غير للكابرانة و المدير و الموظفين اللي كايدخلو ل لوزين من بابو الثاني،ملي تعياي وتشرفي، يلوحوك مع السلعة القديمة اللي كترجع ويعاود و يصاوبو منك حاجة اخرى.
سالينا الخدمة ،نزلت من الكار. مشيت شريت ربطة دالنعناع و الخميرة نعجن شي خبيزات نديهم للفران ماحدو باقي حال ناكل منها انا وبوجمعة و نخبيو شوية لغدا. بدلت حوايجي. الصهد. ربطت راسي بواحد الشرويطة باش ميطيحش الزغب على الخبز. واخا عييت دغيا نضت عوتاني بديت العجينة. كرشي تتغوت و يدي و عينيا تيغوتو و لكن ما عندي مندير. خبز السوق غالي و متيشبعش. شربت كاس داتاي و سيفطت الخبزات يطيبو. هزيت ديك الماكياج اللي جابليا بوجمعة ديك النهار، باينة فيه غالي، تلقاه دشي بنت مسكينة داليها الصاك، فيه مرايا بعدا، درت منه شوية باش إلا جا بكري نعجبه .
فالاول مكنتش كنقدر نحط يدي على الحوايج المشفورين اللي كايجيب،ولكن مع الوقت ولفت،بقا يبان لي كلشي مشفور. كايشفرونا ف عرقنا و حياتنا ووقتنا ف لوزينات،وكنشفروهم فهاد شي الصغير. طاب الخبز كليت منه و خليت له شوية. عييت جالسة نتسناه هاهو يجي ها هو يجي تا سرقني النعاس وانا جالسة عنقي تعوج. الباب تضرب بجهد. فزعت . تغطيت مزيان. شوية و هي تمد شي يد باردة حيدات ليا الغطا:كريمة، غي انا.
