أطلقت أربع جمعيات مدنية وحقوقية حملة ترافعية لحث الدول المانحة للصندوق العالمي لمحاربة الأمراض الثلاثة: السيدا، السل والملاريا، على الوفاء بالتزاماتها، وضخ 20 مليار دولار في هذا الصندوق من أجل تحقيق أهداف الألفية وإنقاذ حياة قرابة 5 ملايين من الأشخاص. ووجهت هذه الجمعيات، نداء إلى هذه الدول عبر رسائل تم إيداعها أول أمس لدى سفراء هذه الدول المعتمدين بالمغرب: أمريكا، فرنسا، الصين الشعبية، كندا، بلجيكا، البرازيل، الدنمرك، اليابان والسويد، تحثهم فيها على رصد هذا المبلغ حتى يتمكن الصندوق من إنجاز برامجها المتعلقة بمحاربة هذه الأمراض الثلاثة عبر العالم. وذكرت المنظمات الأربع، وهي جمعية محاربة السيدا، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، مجموعة العمل لجمعية المجتمع المدني من أجل الصندوق العالمي بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وشعبة شمال إفريقيا للإتلاف الدولي لتحضير العلاجات، بأهمية هذه الحملة الترافعية الرامية إلى دفع وتشجيع الحكومات المانحة من أجل الوفاء بالتزامها القاضي بتخصيص 0،7 من دخلها الإجمالي لفائدة صندوق الأممالمتحدة لمكافحة أمراض السيدا،السل والملاريا، الذي ساهم منذ إنشائه في دعم جمعيات المجتمع المدني في 144 بلدا، ومكن من تجنب وفاة 3600 شخص يوميا نتيجة هذه الأمراض الثلاثة. وأضافت هذه الجمعيات خلال ندوة صحفية عقدتها أول أمس بالرباط، أن هذا الصندوق ساهم في توفير العلاجات لأزيد من 2،5 مليون شخص مصاب بداء فقدان المناعة (السيدا)، وحوالي 6 مليون مصاب بمرض السل، كما عمل على توزيع 104 مليون دواء مضاد لمرض الملاريا. وفي كلمة له خلال هذه الندوة، أكد عثمان الملوكي ممثل مجموعة العمل لجمعية المجتمع المدني من أجل الصندوق العالمي بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، أن الجمعيات الأربع تطلق هذا النداء لقادة العالم، خاصة الدول الأكثر غنى، في هذا الوقت بالتحديد الذي لم يتبق فيه إلا أياما قليلة لتعبئة التمويل الضروري للصندوق لمواصلة إنقاذ ملايين من الأرواح، وأيضا من أجل ضمان تحقيق أهداف الألفية للتنمية في مجال الصحة في أفق 2015. وتأتي هذه الحملة الترفعية، وسط مخاوف من عدم وفاء هذه الدول بالتزاماتها خاصة في ظل انعكاسات الأزمة الاقتصادية، حيث بدأ الحديث عن تقليص مساهمة هذه الدول في تمويل الصندوق العالمي لمحاربة الأمراض الثلاثة. وفي السياق ذاته، أكدت حكيمة حميش رئيسة جمعية محاربة السيدا على أهمية هذه الحملة الترافعية التي تقوم بها في نفس الوقت جمعيات المجتمع المدني في أوروبا وأمريكا وبعض دول إفريقيا، مشيرة إلى أن الصندوق العالمي لمكافحة أمراض السل والسيدا والملا ريا تمكن منذ إحداثه من إنقاذ 4،9 ملايين شخص. وأفادت حميش على أن الهدف من هذه الحملة الترافعية هو دفع الدول المانحة إلى عدم تقليص منحها جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، وذلك قبل انعقاد الدورة المقبلة لذات الصندوق العالمي يومي 4 و5 أكتوبر المقبل. وأضافت حميش أنها متفائلة بتحقيق نتائج طبية، رفقة شركائها، خاصة وأن تلك الأموال ستمكن من القضاء نهائيا على مرض الملاريا، وإيقاف نقل الفيروس المسبب لمرض السيدا من الأم إلى الطفل، والوقاية من مرض السل المسبب للوفاة في أفق سنة 2015. وبدورها، حملت خديجة الرياضي رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، المسؤولية للدول المانحة في تجسيد مبدإ التضامن الدولي، كما ينص على ذلك ميثاق الأممالمتحدة، عبر تمويل هذا الصندوق لضمان الحق في العلاج كحق من حقوق الإنسان، وعبرت الرياضي عن دعم وانخراط جمعيتها في هذه الحملة التنرافعية إلى جانب جمعيات المجتمع المدني. وأشارت الرياضي إلى الانعكاسات السلبية لتلك الأمراض على الأوضاع الإنسانية عموما، مستشهدة في ذلك بما جاء على لسان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، على هامش لقاء نيويورك الأخير حول أهداف الألفية الثالثة، الذي أكد على أن 4500 شخص يموتون يوميا جراء داء السل، وأن كل 45 دقيقة يسقط طفل بمرض الملاريا. يشار إلى أن الصندوق العالمي لمحاربة أمراض السيدا، السل والملاريا، يركز جهوده حاليا على القضاء على الملاريا في المناطق التي تعتبر بؤرا لهذا المرض وعلى مخاطر نقل فيروس داء فقدان المناعة من الأم إلى طفلها من أجل تفادي إصابة الملايين بهذا الفيروس، والتقليص من تفشي داء السل في أفق سنة 2015.