يخلد المغرب، يوم غد الثلاثاء، على غرار باقي دول العالم، اليوم العالمي لداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا) تحت شعار "الولوج العام للصحة وحقوق الإنسان". وأوضح بلاغ لوزارة الصحة أن عدد حالات الإصابة بهذا الداء المسجلة منذ 1986 بلغ 3198 حالة، مشيرا إلى أن المغرب يبقى ذا انتشار ضعيف بمعدل إصابة يبلغ 08ر0 في المائة بين عموم السكان.
وأبرز المصدر ذاته أنه تم، مع ذلك، تسجيل معدلات إصابة أكثر ارتفاعا في صفوف السكان الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا المرض في بعض المناطق.
وأضاف أن المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة داء (السيدا) يتوخى "ضمان ولوج عام لخدمات الوقاية والعلاج والتكفل والدعم" وذلك مع اعتماد ضمان المساواة، والسرية، واحترام حقوق الأشخاص، وكذا مكافحة كل تمييز.
ولبلوغ هذا الهدف، تروم أنشطة الوزارة تغطية مليون شخص من ضمن الساكنة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا الداء وذلك من خلال تدخلات وقائية، وإجراء 150 ألف اختبار طوعي بمراكز ووحدات الكشف المتنقلة، والتكفل ب 4500 شخص يتعايشون مع الفيروس بواسطة أدوية مضادة للفيروسات الارتدادية، وضمان الريادية من أجل تدبير فعال ومنسق في هذا المجال.
وأكد البلاغ أن الإجراءات، كما هي مدرجة في استراتيجية وزارة الصحة للفترة ما بين 2008-2010، تم القيام بها في إطار مقاربة متعددة القطاعات تشمل مختلف الوزارات وفعاليات المجتمع المدني، ومنها 15 جمعية غير حكومية، والشركاء الدوليين (الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا، ووكالات الأممالمتحدة، وهيئات التعاون الثنائي) مع نظام مشترك للتنسيق والمتابعة والتقييم.
وقد عرفت سنة 2009 القيام بعدد من الإجراءات، المتمثلة على الخصوص، في بلورة المخططات الإقليمية على مستوى 9 جهات، وإدماج مكون فيروس داء فقدان المناعة المكتسبة في الاستراتيجية الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء، وإحداث آلية وطنية للدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المصابين بهذا الداء، وكذا برنامج للوقاية من نقل الفيروس من الأم للجنين.
وأضاف البلاغ أنه من أجل ضمان حكامة شفافة ومسؤولة، تمت إعادة هيكلة لجنة التنسيق الوطني لبرنامج دعم الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا، سواء على مستوى مكوناتها أو ضوابط اشتغالها.
ومن جهة أخرى، تعززت وتوسعت برامج الوقاية التي تم الشروع فيها، ممكنة بذلك من تجاوز الأهداف المحددة، حيث شملت مليون و100 ألف شابا وامرأة و100 ألف من الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة.
وخولت الجهود المبذولة لتشجيع الكشف عن المرض، بتعاون وثيق مع الجمعيات المختصة في هذا المجال، من إنجاز 75 ألف اختبار سري وتطوعي.
وعلى مستوى التكفل، استفاد 2500 شخص من حاملي الفيروس من علاج مجاني بالأدوية المضادة للفيروسات الارتدادية في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة.
وتخصص وزارة الصحة سنويا 18 مليون درهم لمحاربة داء السيدا من أجل تحقيق الأهداف المتوخاة وضمان فعالية البرامج.
وخول ذلك للمغرب الاستفادة من الشطر الثاني للدعم الذي يقدمه الصندوق العالمي لمحاربة السيدا والسل والملاريا برسم الفترة 2009-2012 بغلاف مالي قدره 120 مليون درهم، 35 مليون درهم منها موجهة للجمعيات و15 مليون درهم لباقي القطاعات الحكومية.