السعدي يرد على منتقدي الأداء الحكومي ويثمن جهود زميله برادة للنهوض بقطاع التربية الوطنية    التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026.. "هدفنا انتزاع بطاقة التأهل في أقرب وقت ممكن" (وليد الركراكي)    عصبة كرة القدم النسوية تعقد جمعها العام    الجولة 25 من الدوري الاحترافي الأول : نهضة بركان على أعتاب التاريخ وصراع المقاعد الإفريقية يشتعل    توقيف سارق الأسلاك النحاسية الخاصة بشركات الاتصالات بأكادير    بعد فضيحة حزب أخنوش.. تحذير من استخدام سيارات الجماعات لأغراض سياسية    إقليم شفشاون يتصدر مقاييس التساقطات المطرية خلال 24 ساعة الماضية    مندوبية السجون تكشف حقيقة حجز شحنة من مادة "الشباكية" كانت موجهة إلى السجن المركزي مول البركي بآسفي    الملاحة البحرية بين المغرب وإسبانيا تعود بحذر بعد توقف بسبب الطقس    الحسابات الفلكية ترجح حلول عيد الفطر بالمغرب يوم الاثنين 31 مارس    رئيس المحكمة لدفاع الناصيري: "اليوم الجمعة ورمضان.. الإنسان لا يجب أن يكذب"    سفراء الموسيقى الأندلسية المغربية في فرنسا يلهبون حماس الجمهور الباريسي خلال أمسية احتفالية وروحانية    مدرب المنتخب المغربي يوضح "تردد" لاعبين في حمل القميص الوطني    المغرب ‬و ‬إسبانيا :‬ تفاهم ‬تام ‬و ‬تطابق ‬مصالح ‬أساس ‬لشراكة ‬استراتيجية    طنجة: توقيف شخص متورط في حادثة سير عمدية مع الفرار    أعمال تخريب ضد تسلا في الولايات المتحدة تتواصل بعد صعود ماسك    وفد درزي سوري يتوجه إلى إسرائيل    الارتفاع يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    المغرب يستضيف وزراء المالية الأفارقة    الذهب فوق 3000 دولار للمرة الأولى    العشرات من الشبان يحاولون الوصول سباحة إلى سبتة وسط الأمواج العاتية    الطقس يستقر بعد زوال يوم السبت    المؤتمر الوطني للحماية الاجتماعية بالمغرب: استثمار في الإنتاجية والربحية    إصابة 12 شخصا بعد اندلاع النيران في طائرة أمريكية بمطار دنفر    واشنطن تدرس مراجعة اتفاقية التجارة الحرة مع المغرب    بلباو ولاتسيو إلى دور الربع وروما وأياكس يغادران الدوري الأوروبي    شبهة تضارب المصالح تطيح بحكومة البرتغال    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    السلطات الموريتانية تتغلب على تسرب للغاز من حقل مشترك مع السنغال    المغاربة ‬يبدعون ‬في ‬أشكال ‬التصدي ‬للارتفاعات ‬المهولة ‬في الأسعار    أهمية الفحوصات الطبية خلال شهر رمضان    منع مشجعي الوداد البيضاوي من التنقل إلى طنجة لمساندة فريقها    جماعة العرائش تنظم الدورة الأولى من رمضانيات السماع والمديح    ندوة نقاشية في العيون تسلط الضوء على رحلة تمكين المرأة من التحرر إلى صنع القرار    السلطات الصينية والأمريكية تحافظ على التواصل بشأن القضايا التجارية (متحدث صيني)    الصين تبدأ رسميا في انتاج هيدروجين عالي النقاء بنسبة 99,999 بالمائة    الفرجة الرمضانية بين النقد السريع والنقد المدفوع    نيويورك.. وقفة في برج ترامب تندد باعتقال طالب بجامعة كولومبيا مؤيد للفلسطينيين واعتقال 98 شخصا    ماذا قال المدرب البرتغالي بعد الإقصاء … ؟    التحديات المالية للجمعيات الرياضية بطنجة: بين ارتفاع التكاليف والتسعير غير العادل    مستجدات مشروع قانون المسطرة الجنائية    خبراء: تحديات تواجه استخدام الأحزاب للذكاء الاصطناعي في الانتخابات    مجلس الحكومة يصادق على مشروع مرسوم يتعلق بإحداث منطقة التصدير الحرة طنجة طيك    عقار جديد يوقف الخصوبة لدى الرجال ويعيدها بعد التوقف عن تناوله    "ألف يوم ويوم".. سيمون بيتون تحكي الحاج إدمون عمران المليح    سباق التسلح في مجال الطائرات المسيّرة.. المغرب ضمن تحالفات جديدة وتنافس دولي متصاعد    ظاهرة فلكية نادرة مرتقبة فجر يوم غدٍ الجمعة    قالها ملك البلاد‮: ‬أحزاب‮ ‬تستعجل القيامة‮..!‬    جديد دراسات تاريخ الأقاصي المغربية: التراث النوازلي بالقصر الكبير    فضل الصدقة وقيام الليل في رمضان    يسار يعرض "لمهيب" في مركب محمد الخامس    عدوى الحصبة تتراجع في المغرب    ماذا يحدث للجسم إذا لم يتناول الصائم وجبة السحور؟ أخصائية توضح    أداء الشعائر الدينيّة فرض.. لكن بأية نيّة؟    دراسة: الوجبات السريعة تؤدي إلى تسريع الشيخوخة البيولوجية    بوحموش: "الدم المشروك" يعكس واقع المجتمع ببصمة مغربية خالصة    أوراق من برلين .. قصة امرأة كردية تعيش حياة مليئة بالتناقضات    بنكيران .. القرار الملكي لا يدخل ضمن الأمور الدينية وإنما رفع للحرج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصيبة: ندوة تربوية بمدرسة أنس بن مالك تضع المرهم على الجرح

خلال ندوة أنس بن مالك بالقصيبة أشاد المفتش المؤطر بأساتذة وأستاذات مدينة القصيبة وما حولها، كما نوه بمعلمي ومعلمات م/م تبهيت برئاسة المدير المحنك السيد صالح مناش الذي يعتبر نموذجا للمربي الناضج الصابر المضحي بوقته وصحته وذهنه للمدرسة العمومية وصالح ناشئتها.
ولم يفته ان يذكر بمناقب الاستاذة مريم زايد بنيوسف التي عملت معه بأربعاء أقبلي بأزيلال، و ما عرفها الا مجدة مخلصة تواقة الى المزيد، مربية تبحث في المستجدات، وتعمل بالتوجيهات، ولا ترفض الحق سواء كان معها او ضدها. صحيح انها تشتغل اليوم مع 2/1 فوجها فقط، ولكن ما يشفع لها دائما أنها تعد درسا مفاجئا للمتعلمين، درسا جديدا وليس حصة مستنسخة من الماضي.
السيدة مريم زايد معلمة ومربية ومكونة استفادت من متاعب العمل بالوسط القروي، وهو وسط يشحذ الهمة، ويحفز الارادة، ويدفع الاستاذة الى التكيف مع بيئتها، ومن ثم ترسيخ فكرة "الاخلاص للمتعلم المغربي" ووضع النفس رهن اشارة الوطن...فالمغرب بقراه وجباله ومدنه ووديانه وصحرائه وهضباته...أرضنا ولا محيد لنا عنها، وعليه فلا بد أن نستثمر فيها لصالح الأجيال القادمة بإعمارها ومحاربة الفساد الذي ظهر فيها بما كسبت أيدي الناس.
الأستاذة مريم قادت متعلمي ومتعلمات المستوى الرابع ابتدائي الى العلم بمفهوم التناسبية من خلال امثلة حية ومقارنات منهجية أفضت الى تجسيد علمي لمفهوم "التعلم الذاتي"، اذ تم تنويع طرائق العمل كلما انتقل المتعلمون من مرحلة لأخرى. وكان من وراء هذه التكتيكات المخطط لها بعناية فائقة، ما وراءها، ذلك ان المربية كانت تروم استقطاب كل العناصر غير المتجانسة في سيرورات وتمشيات تضمن الحد الادنى من التجانس، فمنهجية عملها نجحت في ادماج كل المتعلمين الحاضرين في قلب الحصة، ولم تترك لهم فرصا ضائعة للتفكير خارج المفهوم، وهو ما حظي بترحيب وإشادة من زملائها وزميلاتها الذين اعترفوا لها أنها دفعت الجميع الى الانخراط الفعلي في هذه الحصة الرياضياتية الشيقة، والتي تترتب عنها امتدادات مستقبلية كبيرة ومصيرية بالنسبة لأطفال اليوم، مسؤولي الغد.
السيد الحسين بويربيتان يستحق إشادة خاصة، لأنه يسهر على التنظيم، ويهتم براحة زوار مؤسسته، ويتحدث الى التلاميذ قبل الدخول الى القاعة، وبعد الخروج منها، ويستقبل الأساتذة الوافدين من مؤسسات أخرى مبتسما ومرحبا ومنشرحا...لقد ساعد على انجاح جميع ندوات م.أنس بن مالك وساهم في تذليل جل الصعوبات.
السيد أحمد بنهنيني، الابن البار لحي اعياط بني ملال، وأحد الذين أخلصوا للقصيبة عامة حيث يستقر، ولأمهيواش خاصة حيث يعمل... أبى الا ان يساهم بعرض جامع مانع حول: عتبات الانتقال بين المستويات و المؤسسات.
هذا الرباعي (بنهنيني/ بويربيتان/ بنيوسف/ الادريسي) يتميز بخاصية تعليمية أصيلة وهي:
· أنهم لا يحقدون على المتعلمين.
· ليست لهم مواقف جاهزة حول "سلبية" المتعلم.
· شعارهم الرئيس " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة (105).
· يؤمنون بأن الاستاذ اذا تسلح بالصبر والدراية وكان مصمما على محو تعثرات المتعلمين فإنه سينجح في ذلك، لهذا فالرباعي يطبق الحديث النبوي الشريف " تفاءلوا بالخير تجدوه ".
· تواصلهم مع الزملاء و الآباء و التلاميذ و الفاعلين ينطلق من قوله تعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن " (النحل 125)
· هذا الرباعي يتميز بالذكاء الاجتماعي الذي جعل أعضاءه محبوبين من الجميع، ومن سماتهم أنهم ينزهون أنفسهم عن العبث والخوض في التفاهات مستلهمين منهجيتهم الحياتية من قوله تعالى " خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " (الاعراف 199)
لقد قدم هذا الرباعي مداخلة علمية بكيفية ممنهجة :
v التعثر الدراسي بين الاسباب المادية واللامادية
v هل النجاح يتم دائما على حساب أسباب النجاح؟
v بسط نظرية الوزارة من خلال مذكراتها المتعلقة بعتبة الانتقال.
v الامتحان وعتبة الانتقال، ام التقويم وتقدير الاستاذ؟
v تحديد عتبات الانتقال: بين الجمود والحركية اللازمة للفعل التربوي
v دور الموارد الرقمية والتكنولوجيات الحديثة في الحد من الهدر المدرسي.
وقد أثنى الأساتذة الحاضرون على مفتشهم الذي يفتح مثل هذه الملفات التربوية على مصراعيها للنقاش حولها، وقول الحق فيها بقلب مفتوح دون خلفية ايديولوجية او شخصية.
لقد سجلت ندوة أنس بن مالك بعض الملاحظات الوجيهة حول عتبات الانتقال بتزكية مباشرة من المفتش السيد محمد حسينة.
1) ان المتعلم قابل للتعلم اذا اتيحت له شروط التعلم الجيد...فهل نظامنا التربوي يتيح لكل متعلم شروط التعلم لينجح؟ أم أن الامتحانات أصبحت أخطبوطا يبحث عن ضحايا جدد؟
2) سنقع عاجلا أو آجلا في تناقض خطير...فإذا كانت المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر أمام المغرب لكون نظامه التربوي يشجع على الرسوب والترسب، وهو من أشد الانظمة التعليمية في العالم مهادنة للرسوب، واقواها تحالفا معه، كما انه يحابي التسرب ولا يتدارك تبعاته الخطيرة.
وفي غياب سياسة تكافؤ الفرص...ألا يخاف مسؤولونا من خطورة اقدامهم على خطوة خطيرة مثل هذه، خطوة غير محسوبة العواقب لأنها قد تعكس الآية، بحيث نجد أنفسنا بعد 3 سنوات الى 4 سنوات أمام جيش عرمرم من العاطلين الذين تم اقصاؤهم عن طريق " عتبة الانتقال "، جيش من الأميين يشكل قنابل موقوتة تمثل تغذية نوعية سمينة للتطرف و الاحباط و الظلم والجمود والتعصب.
يقول السيد المفتش في هذا الصدد " في الوقت الذي كنا ننتظر فيه اصدار مذكرة " منع التكرار " على الاقل في الابتدائي و الاعدادي مع التركيز على التعليم و التعلم و التقويم، وليس على النجاح و الامتحان... فإذا بنا نفاجأ بنظام تربوي يخفي فشله وراء تلامذته متهما إياهم بأنهم يتحملون كل المسؤولية في تعثره ".
3) اذا اردنا اصدار حكم موضوعي على مردودية المتعلم، فلا يجوز ان نفعل ذلك ما لم نضع مردودية المدرسة ككل في ميزان عادل، يتميز بحساسية كبيرة للمتغيرات بحيث لا يتهرب من وضع النقط على الحروف، وتسمية كل من تسول له نفسه التلاعب بوقت الطفل، او اهمال ايقاعه البيولوجي في التعلم، أو المرور على فردانية المتعلم وقدراته الخفية، الكامنة مرور الكرام لتحاسبه على وضعية لحظية لن يتأخر في تجاوزها.
4) النظام التربوي في قفص الاتهام بشهادة العلماء والعامة، الداخل والخارج، المعارضة والحكومة، المسؤول و اللامسؤول، المدرسة، والأب، والمنتخب...أما المتعلم فهو بريء حتى تثبت ادانته، ولن يكون أطفالنا متهمين مع سبق الاصرار.
5) أين هو الدعم اللازم لتجاوز صعوبات المتعلمين؟ أين هي الفضاءات التربوية التي تجر التلميذ الى المدرسة عوض أن تلقي في قلبه الرعب النفسي كما هو حال مؤسساتنا التي يندى لها جبين كل من كان في قلبه مثقال حبة خردل من الايمان.
ولذلك فندوة أنس بن مالك بالقصيبة خرجت بتوصية هامة ألا وهي:
ü اعادة تأطير وتكوين العنصر البشري القادر على رفع تحديات العولمة، والتجاذب مع مستجدات القرن 21.
وعليه فإننا ندعو الى ممارسة التكوين في ميادين :
· الترسانة القانونية المؤطرة لمهنة التعليم.
· حقوق الانسان وواجباته
· التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية
ذلك أن الانسان المغربي، وكي يتجاوز عقده، عليه ان يعترف بها أولا ويقف عند مكامن ضعفه، كي يصبح مستعدا لعلاج أزماته، والا فان كل واحد يغني على ليلاه، وستبقى دار لقمان على حالها.
وخلاصة القول، ان المناهج المعطوبة والعنصر البشري غير المؤهل بيداغوجيا وديداكتيكيا وقانونيا، والكتب التجارية التي تجر ويلات شتى على نظامنا التعليمي وتمرر السم في الدسم او في العسل،
المناخ المدرسي و انسحاب الاسرة من دعم المدرسة، وتعامل بعض الأطر مع شباب 2016م بعقلية السبعينيات من القرن الماضي، واسقاط الماضي على الحاضر...هي التي ينبغي معالجتها أولا قبل الانكباب على كفايات الطفل وتعلماته الأساسية.
وختم السيد المفتش التربوي هذه الندوة التاريخية بإشارات علمية الى ما ينبغي القيام به من طرف الأهل و الأطفال و الأساتذة لمواجهة (غول الامتحانات)، عارجا على بعض المقولات العلمية و النظريات التربوية التي تفسر الضغوطات التي يعانيها الأطفال في نهاية السنة الدراسية.
وقد تطرق بالتفصيل الى نظريات النسيان فقال:
نظريات النسيان:
1. نظرية الترك والضمور: عندما تترك المعلومة لمدة طويلة دون استعمال، وعندما لا تخضع الفكرة للقراءة من حين لآخر في أمد قصير ليس بالطويل، وإذا ما تركنا المفهوم بعيدا عن الاستحضار الذهني والتصوري والدلالي على مراحل متقاربة ومتفاوتة...فإننا نوشك أن ننسى المعلومة ونضيع المفهوم الذي يضمر في الذاكرة وبالتالي فلن نقوى على تذكره عند الحاجة اليه.
وخلاصة القول ان الذاكرة تحتاج الى تمارين وتداريب مستمرة... في حين ينبغي أن نسلم بأن الفكرة في امس الحاجة الى الاسترجاع الدائم والتذكر المستمر والاستحضار الماثل.
2. نظرية التداخل والتعطيل: نتيجة لتداخل الافكار و المعلومات أو البيانات والاشخاص، فإن بعضها يشوش عليه، والبعض الآخر يتم تعطيله نسبيا ولو بشكل مؤقت الى حين وضوح الرؤية وتوضيح مسار البصيرة...على كل حال فهذه النظرية تكتسي أهميتها من حيث أوجه التشابه بين بعض الاشياء بعضها ببعض، وهو ما يخلط الأوراق ويعمل نوعا من التشويش على الذاكرة.
3. نظرية الكبت: وهي نظرية تقدم تفسيرا للنسيان على اساس عوامل لاشعورية، فالشخصية قد لا تقدر قدراتها حق قدرها، اذ تحس بهزيمة نفسية حيال مفهوم أو مصطلح او مشروع حتى قبل مناقشته او الخوض في جوانبه. فالفكرة عندما ترتبط في الذاكرة بموقف حزين او متشائم، يتم دفعها الى اغوار اللاوعي حيث يجد الوعي متنفسه، ويستعيد انشراحه وهو يتخلص منها.
ولذلك نجد منظري مدرسة " التحليل النفسي " غالبا ما يلجأون الى القول ان الشخصية عبارة عن قطعة ثلج عائمة لا يظهر منها الا العشر تقريبا، في حين تبقى تسعة اعشارها غائصة تحت الماء...ومعناه ان العقل اللاواعي او الباطن هو مفتاح كلمة سر الشخصية.
اذا تأملنا مثلا أعراض الاحباط النفسي نجد ان صاحبه يعاني من تدهور الذاكرة، ودائما ما نجده كثير النسيان بسبب ضعف في الانتباه، وصعوبة في التركيز فاقدا للطموح، غير مهتم بالأشياء، تنتابه أفكار وسواسية متشائمة مع شعور متقطع بالحزن والكآبة، مع احساس عام بالتعب واضطرابات وظيفية في الجهاز الهضمي، واضطراب في التنفس والقلب والاوعية الدموية قد تكون خادعة غالبا...
كل هذه الأعراض تتكامل لتفسر بعضها، وهي ليست مصدرا للاحباط وانما هي اعراض وعلامات لا غير...والوقوف عند جوهرها يقتضي تحليلا للمكبوت في عالم اللاوعي.
وأخيرا جادت قريحة السيد المفتش ببعض خصائص اللغة العربية ومزاياها ، التي لا يؤمن بها -- مع الأسف الشديد- بعض ابناء جلدتنا، و خاصة من الطابور الخامس الذي هرب أبناه وأحفاده و أقرباءه الى الدراسة بالجامعات الامريكية و الفرنسية والالتحاق ببعثاتها قصد الحفاظ على سبق التحكم في شرايين الاقتصاد و السياسة والتعليم... فالمدرسة في نظر هؤلاء لا تغدو ان تكون اداة لإعادة انتاج نفس الطبقات.
I. مزايا اللغة العربية:
1) كثرة المفردات و الاتساع في الاستعارة و التمثيل
2) التعويض:
· اقامة الكلمة مقام الكلمة
· المصدر مقام الامر (صبرا آل ياسر)
· الفاعل مقام المصدر (ليس لوقعتها كاذبة، اي تكذيب)
· المفعول مقام المصدر (بأيكم المفتون) اي الفتنة
· المفعول مقام الفاعل (حجابا مستورا) اي ساترا
3) فك الادغام وتخفيف الكلمة بالحذف نحو: (لم يك)، تركهم الجمع بين الساكنين، وقد يجتمع في لغة العجم 3 سواكن.
4) التفريق بين المعاني بالحركات :
· مفتح : (بكسر الميم) الآلة التي يفتح بها
· مفتح: (بنصب الميم) وهي مكان الفتح اي القفل.
· 5) حرف التاء: اذا جاء ثاني الكلمة دل على القطع : بتر الحبل، بتر العضو.
· حرف الغين: في اول الكلمة يدل على الاستتار و الظلمة و الخفاء، مثلا: غابت الشمس، غاص في الماء، غطس السباح.
· حرف النون في اول الكلمة يدل على الظهور والبروز: نفث، نفخ ، نبت.
6) لكل لحظة من لحظات الليل و النهار لفظ خاص: البكرة/ الضحى/ الغدوة/ الظهيرة/ القائلة/ العصر/ الاصيل/ المغرب/ العشاء/ الهزيع الاول من الليل/ الهزيع الأوسط/ الموهن/ السحر/ الفجر/ الشروق.
II.
1. غلب : خصت اللغة العربية المصدر بالفعل المجهول (غلبت الروم في ادنى الارض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) سورة الروم 2/3
· الفعل " غلبت" مبني للمفعول، ثم جاء الفعل (سيغلبون) في آخر الآية الثالثة مبنيا للمعلوم اي الفاعل، وقبله مصدر "غلبهم" و كأن المصدر يشير الى الفعل الأول المبني للمفعول، وعلى هذا يكون " الغلب " عليهم لا لهم، اي أنهم غلبوا...
· " نذرهم في طغيانهم يعمهون" (الأنعام/110) : والعمه في البصيرة كالعمه في البصر، وقالوا رجل عمه وعامه، اي يتردد متحيرا لا يهتدي الى طريقه ومذهبه، والجمع عمهون و عمه.
· أراد من مادة ( ر و د ) : " فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه" (الكهف:93) ان الفعل " يريد" ذو دلالة خاصة هنا لأنه لا يعني (الارادة) كقولك: أريد ان اعمل خيرا، بل انه يدل على ما يدل عليه الفعلان: يكاد او يوشك. وهذان الفعلان مع فعل ثالث هو " كرب " من الافعال التي الحقها النحاة القدماء بالافعال النواسخ فهي مثل (كان) في العمل في اقتضاء الاسم والخبر.
· أتي : "اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا" (يوسف93) الفعل يأت لم يبق منه في العربية المعاصرة غير دلالة (المجيء). الافعال: ظل/ أصبح/ أمسى/ بات/ هي من النواسخ في العمل، ومعناها: يصير/ينقلب/ يصبح.
وتطرق الى مثالين ساقهما للبرهنة على ان ضعف اللغة العربية انما يأتي من ضعف اهلها كباقي اللغات، وان صارت قوية فلأن القوم يستعملونها ويستثمرونها ويوظفونها. ولكنه شجب بعض المتطاولين على اللغة العربية الذين يتهمونها بالعقم، وهي من أكثر اللغات خصوبة، وفسر ذلك بأن هؤلاء انما يظلمون لغة الضاد لأنهم لا يفهمونها. وضرب مثلا بما يلي:
III. المعنى :
يجوز في " لا تأكل السمك وتشرب اللبن " ان نرفع او ننصب او ننجزم الفعل " تشرب ":
1. ننصب "تشرب" اذا قصدنا النهي عن الجمع بينهما.
2. نجزم "تشرب" اذا قصدنا النهي عن كل واحد منهما.
3. نرفع "تشرب" اذا نهينا عن الاول وأبحنا الثاني.
IV. الاعراب والمعنى:
" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة 2
" ذلك " في موضع رفع من وجوه
1. خبر " ألم "
2. خبر لمبتدأ مقدر و تقديره هو " ذلك الكتاب"
3. مبتدأ والكتاب خبره
4. أن يكون مبتدأ و الكتاب عطف بيان أو صفة له او بدل منه " ولا ريب فيه " جملة في موضع الخبر.
5. ان يكون مبتدأ وخبره "هدى" و يكون "لاريب" في موضع الحال والعامل في الحال معنى الاشارة
6. ان يكون " لا ريب فيه " و " هدى " جميعا خبرا بعد خبر كقولك : هذا حلو حامض، اي جمع الطعمين
7. ان يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره " هذا ذلك الكتاب " أو على انه مبتدأ و " لاريب فيه " الخبر، او على انه خبر " ألم " أو على ان الكتاب خبر عنه... كأن " هدى " في موضع نصب حال اي " هاديا للمتقين ".
بقلم الاستاذة مريم حسينة.الثلاثاء 10 ماي 2016م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.