العائلة الملكية المغربية في إطلالة جديدة من باريس: لحظات تجمع بين الأناقة والدفء العائلي    أساتذة اللغة الأمازيغية يضربون    رقم معاملات "مكتب الفوسفاط" يتجاوز 69 مليار درهم خلال 9 أشهر    التوفيق: قلت لوزير الداخلية الفرنسي إننا "علمانيون" والمغرب دائما مع الاعتدال والحرية    نزاع بالمحطة الطرقية بابن جرير ينتهي باعتقال 6 أشخاص بينهم قاصر    الجديدة مهرجان دكالة في دورته 16 يحتفي بالثقافة الفرنسية    اللحوم المستوردة تُحدث تراجعا طفيفا على الأسعار    توهج مغربي في منافسة كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي بأكادير    مسرح البدوي يواصل جولته بمسرحية "في انتظار القطار"    شيرين اللجمي تطلق أولى أغانيها باللهجة المغربية    البيت الأبيض: جو بايدن سيحضر حفل تنصيب دونالد ترامب        اتحاد طنجة يكشف عن مداخيل مباراة "ديربي الشمال"        بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الارتفاع    القنيطرة.. تعزيز الخدمات الشرطية بإحداث قاعة للقيادة والتنسيق من الجيل الجديد (صور)    توقيف فرنسي من أصول جزائرية بمراكش لهذا السبب    برقية شكر من الملك محمد السادس إلى رئيس بنما على إثر قرار بلاده بخصوص القضية الوطنية الأولى للمملكة    الأمم المتحدة.. انتخاب هلال رئيسا للمؤتمر السادس لإنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    تهديد أوكرانيا بتصنيع القنبلة الذرية زوبعة في فنجان لكسب مزيد من الدعم المالي للغرب    غوارديولا قبل مواجهة فينورد: "أنا لا أستسلم ولدي شعور أننا سنحقق نتيجة إيجابية"    مواجهة مغربية بين الرجاء والجيش الملكي في دور مجموعات دوري أبطال أفريقيا    طقس الثلاثاء: أجواء حارة نسبيا بعدد من الجهات    حوار مع جني : لقاء !        مرشد إيران يطالب ب"إعدام" نتنياهو    الرباط: تقديم كتاب 'إسماع صوت إفريقيا..أعظم مقتطفات خطب صاحب الجلالة الملك محمد السادس'    عبد اللطيف حموشي يبحث مع المديرة العامة لأمن الدولة البلجيكية التعاون الأمني المشترك    المناظرة الوطنية الثانية للفنون التشكيلية والبصرية تبلور أهدافها    الدولار يرتفع بعد تعهد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا والصين    تزايد معدلات اكتئاب ما بعد الولادة بالولايات المتحدة خلال العقد الماضي    تحقيقات هولندية تكشف تورط مغربي في اغتيالات وتهريب الكوكايين    ملتقى النقل السياحي بمراكش نحو رؤية جديدة لتعزيز التنمية المستدامة والابتكار    ترقب لقرار إسرائيلي حول وقف إطلاق النار مع حزب الله ووزير الأمن القومي يعتبره "خطأ كبيرا"    اندلاع حريق ضخم في موقع تجارب إطلاق صواريخ فضائية باليابان    العالم يحتفل باليوم العالمي لشجرة الزيتون    تطوان: اعتداء غادر بالسلاح الأبيض على مدير مستشفى سانية الرمل    بمناسبة الحملة الأممية لمناهضة العنف ضد النساء.. ائتلاف يدعو إلى المنع التام لتزويج الطفلات    إطلاق شراكة استراتيجية بين البريد بنك وGuichet.com    المحامي والمحلل السياسي الجزائري سعد جبار: الصحراء الشرقية تاريخياً مغربية والنظام الجزائري لم يشرح هوسه بالمغرب    صقر الصحراء.. طائرة مغربية بدون طيار تعيد رسم ملامح الصناعة الدفاعية الوطنية    الرباط.. انطلاق الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية    تحرير محيط مدرسة للا سلمى من الاستغلال العشوائي بحي المطار    الجزائر و"الريف المغربي" .. عمل استفزازي إضافي أم تكتيك دفاعي؟    الرجاء والجيش يلتقيان تحت الضغط    بعد رفض المحامين الدفاع عنه.. تأجيل محاكمة "ولد الشينوية"    أرملة محمد رحيم: وفاة زوجي طبيعية والبعض استغل الخبر من أجل "التريند"    منظمة الصحة: التعرض للضوضاء يصيب الإنسان بأمراض مزمنة    تدابير للتخلص من الرطوبة في السيارة خلال فصل الشتاء    إيرادات فيلمي "ويكد" و"غلادييتور 2″ تفوق 270 مليون دولار في دور العرض العالمية    الكاف يُعاقب مولودية الجزائر بحرمانه من جماهيره وغرامة مالية ثقيلة    مهرجان الزربية الواوزكيتية يختتم دورته السابعة بتوافد قياسي بلغ 60 ألف زائر    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة        لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



القصيبة: ندوة تربوية بمدرسة أنس بن مالك تضع المرهم على الجرح

خلال ندوة أنس بن مالك بالقصيبة أشاد المفتش المؤطر بأساتذة وأستاذات مدينة القصيبة وما حولها، كما نوه بمعلمي ومعلمات م/م تبهيت برئاسة المدير المحنك السيد صالح مناش الذي يعتبر نموذجا للمربي الناضج الصابر المضحي بوقته وصحته وذهنه للمدرسة العمومية وصالح ناشئتها.
ولم يفته ان يذكر بمناقب الاستاذة مريم زايد بنيوسف التي عملت معه بأربعاء أقبلي بأزيلال، و ما عرفها الا مجدة مخلصة تواقة الى المزيد، مربية تبحث في المستجدات، وتعمل بالتوجيهات، ولا ترفض الحق سواء كان معها او ضدها. صحيح انها تشتغل اليوم مع 2/1 فوجها فقط، ولكن ما يشفع لها دائما أنها تعد درسا مفاجئا للمتعلمين، درسا جديدا وليس حصة مستنسخة من الماضي.
السيدة مريم زايد معلمة ومربية ومكونة استفادت من متاعب العمل بالوسط القروي، وهو وسط يشحذ الهمة، ويحفز الارادة، ويدفع الاستاذة الى التكيف مع بيئتها، ومن ثم ترسيخ فكرة "الاخلاص للمتعلم المغربي" ووضع النفس رهن اشارة الوطن...فالمغرب بقراه وجباله ومدنه ووديانه وصحرائه وهضباته...أرضنا ولا محيد لنا عنها، وعليه فلا بد أن نستثمر فيها لصالح الأجيال القادمة بإعمارها ومحاربة الفساد الذي ظهر فيها بما كسبت أيدي الناس.
الأستاذة مريم قادت متعلمي ومتعلمات المستوى الرابع ابتدائي الى العلم بمفهوم التناسبية من خلال امثلة حية ومقارنات منهجية أفضت الى تجسيد علمي لمفهوم "التعلم الذاتي"، اذ تم تنويع طرائق العمل كلما انتقل المتعلمون من مرحلة لأخرى. وكان من وراء هذه التكتيكات المخطط لها بعناية فائقة، ما وراءها، ذلك ان المربية كانت تروم استقطاب كل العناصر غير المتجانسة في سيرورات وتمشيات تضمن الحد الادنى من التجانس، فمنهجية عملها نجحت في ادماج كل المتعلمين الحاضرين في قلب الحصة، ولم تترك لهم فرصا ضائعة للتفكير خارج المفهوم، وهو ما حظي بترحيب وإشادة من زملائها وزميلاتها الذين اعترفوا لها أنها دفعت الجميع الى الانخراط الفعلي في هذه الحصة الرياضياتية الشيقة، والتي تترتب عنها امتدادات مستقبلية كبيرة ومصيرية بالنسبة لأطفال اليوم، مسؤولي الغد.
السيد الحسين بويربيتان يستحق إشادة خاصة، لأنه يسهر على التنظيم، ويهتم براحة زوار مؤسسته، ويتحدث الى التلاميذ قبل الدخول الى القاعة، وبعد الخروج منها، ويستقبل الأساتذة الوافدين من مؤسسات أخرى مبتسما ومرحبا ومنشرحا...لقد ساعد على انجاح جميع ندوات م.أنس بن مالك وساهم في تذليل جل الصعوبات.
السيد أحمد بنهنيني، الابن البار لحي اعياط بني ملال، وأحد الذين أخلصوا للقصيبة عامة حيث يستقر، ولأمهيواش خاصة حيث يعمل... أبى الا ان يساهم بعرض جامع مانع حول: عتبات الانتقال بين المستويات و المؤسسات.
هذا الرباعي (بنهنيني/ بويربيتان/ بنيوسف/ الادريسي) يتميز بخاصية تعليمية أصيلة وهي:
· أنهم لا يحقدون على المتعلمين.
· ليست لهم مواقف جاهزة حول "سلبية" المتعلم.
· شعارهم الرئيس " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " التوبة (105).
· يؤمنون بأن الاستاذ اذا تسلح بالصبر والدراية وكان مصمما على محو تعثرات المتعلمين فإنه سينجح في ذلك، لهذا فالرباعي يطبق الحديث النبوي الشريف " تفاءلوا بالخير تجدوه ".
· تواصلهم مع الزملاء و الآباء و التلاميذ و الفاعلين ينطلق من قوله تعالى " ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن " (النحل 125)
· هذا الرباعي يتميز بالذكاء الاجتماعي الذي جعل أعضاءه محبوبين من الجميع، ومن سماتهم أنهم ينزهون أنفسهم عن العبث والخوض في التفاهات مستلهمين منهجيتهم الحياتية من قوله تعالى " خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " (الاعراف 199)
لقد قدم هذا الرباعي مداخلة علمية بكيفية ممنهجة :
v التعثر الدراسي بين الاسباب المادية واللامادية
v هل النجاح يتم دائما على حساب أسباب النجاح؟
v بسط نظرية الوزارة من خلال مذكراتها المتعلقة بعتبة الانتقال.
v الامتحان وعتبة الانتقال، ام التقويم وتقدير الاستاذ؟
v تحديد عتبات الانتقال: بين الجمود والحركية اللازمة للفعل التربوي
v دور الموارد الرقمية والتكنولوجيات الحديثة في الحد من الهدر المدرسي.
وقد أثنى الأساتذة الحاضرون على مفتشهم الذي يفتح مثل هذه الملفات التربوية على مصراعيها للنقاش حولها، وقول الحق فيها بقلب مفتوح دون خلفية ايديولوجية او شخصية.
لقد سجلت ندوة أنس بن مالك بعض الملاحظات الوجيهة حول عتبات الانتقال بتزكية مباشرة من المفتش السيد محمد حسينة.
1) ان المتعلم قابل للتعلم اذا اتيحت له شروط التعلم الجيد...فهل نظامنا التربوي يتيح لكل متعلم شروط التعلم لينجح؟ أم أن الامتحانات أصبحت أخطبوطا يبحث عن ضحايا جدد؟
2) سنقع عاجلا أو آجلا في تناقض خطير...فإذا كانت المنظمات الدولية تدق ناقوس الخطر أمام المغرب لكون نظامه التربوي يشجع على الرسوب والترسب، وهو من أشد الانظمة التعليمية في العالم مهادنة للرسوب، واقواها تحالفا معه، كما انه يحابي التسرب ولا يتدارك تبعاته الخطيرة.
وفي غياب سياسة تكافؤ الفرص...ألا يخاف مسؤولونا من خطورة اقدامهم على خطوة خطيرة مثل هذه، خطوة غير محسوبة العواقب لأنها قد تعكس الآية، بحيث نجد أنفسنا بعد 3 سنوات الى 4 سنوات أمام جيش عرمرم من العاطلين الذين تم اقصاؤهم عن طريق " عتبة الانتقال "، جيش من الأميين يشكل قنابل موقوتة تمثل تغذية نوعية سمينة للتطرف و الاحباط و الظلم والجمود والتعصب.
يقول السيد المفتش في هذا الصدد " في الوقت الذي كنا ننتظر فيه اصدار مذكرة " منع التكرار " على الاقل في الابتدائي و الاعدادي مع التركيز على التعليم و التعلم و التقويم، وليس على النجاح و الامتحان... فإذا بنا نفاجأ بنظام تربوي يخفي فشله وراء تلامذته متهما إياهم بأنهم يتحملون كل المسؤولية في تعثره ".
3) اذا اردنا اصدار حكم موضوعي على مردودية المتعلم، فلا يجوز ان نفعل ذلك ما لم نضع مردودية المدرسة ككل في ميزان عادل، يتميز بحساسية كبيرة للمتغيرات بحيث لا يتهرب من وضع النقط على الحروف، وتسمية كل من تسول له نفسه التلاعب بوقت الطفل، او اهمال ايقاعه البيولوجي في التعلم، أو المرور على فردانية المتعلم وقدراته الخفية، الكامنة مرور الكرام لتحاسبه على وضعية لحظية لن يتأخر في تجاوزها.
4) النظام التربوي في قفص الاتهام بشهادة العلماء والعامة، الداخل والخارج، المعارضة والحكومة، المسؤول و اللامسؤول، المدرسة، والأب، والمنتخب...أما المتعلم فهو بريء حتى تثبت ادانته، ولن يكون أطفالنا متهمين مع سبق الاصرار.
5) أين هو الدعم اللازم لتجاوز صعوبات المتعلمين؟ أين هي الفضاءات التربوية التي تجر التلميذ الى المدرسة عوض أن تلقي في قلبه الرعب النفسي كما هو حال مؤسساتنا التي يندى لها جبين كل من كان في قلبه مثقال حبة خردل من الايمان.
ولذلك فندوة أنس بن مالك بالقصيبة خرجت بتوصية هامة ألا وهي:
ü اعادة تأطير وتكوين العنصر البشري القادر على رفع تحديات العولمة، والتجاذب مع مستجدات القرن 21.
وعليه فإننا ندعو الى ممارسة التكوين في ميادين :
· الترسانة القانونية المؤطرة لمهنة التعليم.
· حقوق الانسان وواجباته
· التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية
ذلك أن الانسان المغربي، وكي يتجاوز عقده، عليه ان يعترف بها أولا ويقف عند مكامن ضعفه، كي يصبح مستعدا لعلاج أزماته، والا فان كل واحد يغني على ليلاه، وستبقى دار لقمان على حالها.
وخلاصة القول، ان المناهج المعطوبة والعنصر البشري غير المؤهل بيداغوجيا وديداكتيكيا وقانونيا، والكتب التجارية التي تجر ويلات شتى على نظامنا التعليمي وتمرر السم في الدسم او في العسل،
المناخ المدرسي و انسحاب الاسرة من دعم المدرسة، وتعامل بعض الأطر مع شباب 2016م بعقلية السبعينيات من القرن الماضي، واسقاط الماضي على الحاضر...هي التي ينبغي معالجتها أولا قبل الانكباب على كفايات الطفل وتعلماته الأساسية.
وختم السيد المفتش التربوي هذه الندوة التاريخية بإشارات علمية الى ما ينبغي القيام به من طرف الأهل و الأطفال و الأساتذة لمواجهة (غول الامتحانات)، عارجا على بعض المقولات العلمية و النظريات التربوية التي تفسر الضغوطات التي يعانيها الأطفال في نهاية السنة الدراسية.
وقد تطرق بالتفصيل الى نظريات النسيان فقال:
نظريات النسيان:
1. نظرية الترك والضمور: عندما تترك المعلومة لمدة طويلة دون استعمال، وعندما لا تخضع الفكرة للقراءة من حين لآخر في أمد قصير ليس بالطويل، وإذا ما تركنا المفهوم بعيدا عن الاستحضار الذهني والتصوري والدلالي على مراحل متقاربة ومتفاوتة...فإننا نوشك أن ننسى المعلومة ونضيع المفهوم الذي يضمر في الذاكرة وبالتالي فلن نقوى على تذكره عند الحاجة اليه.
وخلاصة القول ان الذاكرة تحتاج الى تمارين وتداريب مستمرة... في حين ينبغي أن نسلم بأن الفكرة في امس الحاجة الى الاسترجاع الدائم والتذكر المستمر والاستحضار الماثل.
2. نظرية التداخل والتعطيل: نتيجة لتداخل الافكار و المعلومات أو البيانات والاشخاص، فإن بعضها يشوش عليه، والبعض الآخر يتم تعطيله نسبيا ولو بشكل مؤقت الى حين وضوح الرؤية وتوضيح مسار البصيرة...على كل حال فهذه النظرية تكتسي أهميتها من حيث أوجه التشابه بين بعض الاشياء بعضها ببعض، وهو ما يخلط الأوراق ويعمل نوعا من التشويش على الذاكرة.
3. نظرية الكبت: وهي نظرية تقدم تفسيرا للنسيان على اساس عوامل لاشعورية، فالشخصية قد لا تقدر قدراتها حق قدرها، اذ تحس بهزيمة نفسية حيال مفهوم أو مصطلح او مشروع حتى قبل مناقشته او الخوض في جوانبه. فالفكرة عندما ترتبط في الذاكرة بموقف حزين او متشائم، يتم دفعها الى اغوار اللاوعي حيث يجد الوعي متنفسه، ويستعيد انشراحه وهو يتخلص منها.
ولذلك نجد منظري مدرسة " التحليل النفسي " غالبا ما يلجأون الى القول ان الشخصية عبارة عن قطعة ثلج عائمة لا يظهر منها الا العشر تقريبا، في حين تبقى تسعة اعشارها غائصة تحت الماء...ومعناه ان العقل اللاواعي او الباطن هو مفتاح كلمة سر الشخصية.
اذا تأملنا مثلا أعراض الاحباط النفسي نجد ان صاحبه يعاني من تدهور الذاكرة، ودائما ما نجده كثير النسيان بسبب ضعف في الانتباه، وصعوبة في التركيز فاقدا للطموح، غير مهتم بالأشياء، تنتابه أفكار وسواسية متشائمة مع شعور متقطع بالحزن والكآبة، مع احساس عام بالتعب واضطرابات وظيفية في الجهاز الهضمي، واضطراب في التنفس والقلب والاوعية الدموية قد تكون خادعة غالبا...
كل هذه الأعراض تتكامل لتفسر بعضها، وهي ليست مصدرا للاحباط وانما هي اعراض وعلامات لا غير...والوقوف عند جوهرها يقتضي تحليلا للمكبوت في عالم اللاوعي.
وأخيرا جادت قريحة السيد المفتش ببعض خصائص اللغة العربية ومزاياها ، التي لا يؤمن بها -- مع الأسف الشديد- بعض ابناء جلدتنا، و خاصة من الطابور الخامس الذي هرب أبناه وأحفاده و أقرباءه الى الدراسة بالجامعات الامريكية و الفرنسية والالتحاق ببعثاتها قصد الحفاظ على سبق التحكم في شرايين الاقتصاد و السياسة والتعليم... فالمدرسة في نظر هؤلاء لا تغدو ان تكون اداة لإعادة انتاج نفس الطبقات.
I. مزايا اللغة العربية:
1) كثرة المفردات و الاتساع في الاستعارة و التمثيل
2) التعويض:
· اقامة الكلمة مقام الكلمة
· المصدر مقام الامر (صبرا آل ياسر)
· الفاعل مقام المصدر (ليس لوقعتها كاذبة، اي تكذيب)
· المفعول مقام المصدر (بأيكم المفتون) اي الفتنة
· المفعول مقام الفاعل (حجابا مستورا) اي ساترا
3) فك الادغام وتخفيف الكلمة بالحذف نحو: (لم يك)، تركهم الجمع بين الساكنين، وقد يجتمع في لغة العجم 3 سواكن.
4) التفريق بين المعاني بالحركات :
· مفتح : (بكسر الميم) الآلة التي يفتح بها
· مفتح: (بنصب الميم) وهي مكان الفتح اي القفل.
· 5) حرف التاء: اذا جاء ثاني الكلمة دل على القطع : بتر الحبل، بتر العضو.
· حرف الغين: في اول الكلمة يدل على الاستتار و الظلمة و الخفاء، مثلا: غابت الشمس، غاص في الماء، غطس السباح.
· حرف النون في اول الكلمة يدل على الظهور والبروز: نفث، نفخ ، نبت.
6) لكل لحظة من لحظات الليل و النهار لفظ خاص: البكرة/ الضحى/ الغدوة/ الظهيرة/ القائلة/ العصر/ الاصيل/ المغرب/ العشاء/ الهزيع الاول من الليل/ الهزيع الأوسط/ الموهن/ السحر/ الفجر/ الشروق.
II.
1. غلب : خصت اللغة العربية المصدر بالفعل المجهول (غلبت الروم في ادنى الارض، وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين) سورة الروم 2/3
· الفعل " غلبت" مبني للمفعول، ثم جاء الفعل (سيغلبون) في آخر الآية الثالثة مبنيا للمعلوم اي الفاعل، وقبله مصدر "غلبهم" و كأن المصدر يشير الى الفعل الأول المبني للمفعول، وعلى هذا يكون " الغلب " عليهم لا لهم، اي أنهم غلبوا...
· " نذرهم في طغيانهم يعمهون" (الأنعام/110) : والعمه في البصيرة كالعمه في البصر، وقالوا رجل عمه وعامه، اي يتردد متحيرا لا يهتدي الى طريقه ومذهبه، والجمع عمهون و عمه.
· أراد من مادة ( ر و د ) : " فوجدا فيها جدارا يريد ان ينقض فأقامه" (الكهف:93) ان الفعل " يريد" ذو دلالة خاصة هنا لأنه لا يعني (الارادة) كقولك: أريد ان اعمل خيرا، بل انه يدل على ما يدل عليه الفعلان: يكاد او يوشك. وهذان الفعلان مع فعل ثالث هو " كرب " من الافعال التي الحقها النحاة القدماء بالافعال النواسخ فهي مثل (كان) في العمل في اقتضاء الاسم والخبر.
· أتي : "اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا" (يوسف93) الفعل يأت لم يبق منه في العربية المعاصرة غير دلالة (المجيء). الافعال: ظل/ أصبح/ أمسى/ بات/ هي من النواسخ في العمل، ومعناها: يصير/ينقلب/ يصبح.
وتطرق الى مثالين ساقهما للبرهنة على ان ضعف اللغة العربية انما يأتي من ضعف اهلها كباقي اللغات، وان صارت قوية فلأن القوم يستعملونها ويستثمرونها ويوظفونها. ولكنه شجب بعض المتطاولين على اللغة العربية الذين يتهمونها بالعقم، وهي من أكثر اللغات خصوبة، وفسر ذلك بأن هؤلاء انما يظلمون لغة الضاد لأنهم لا يفهمونها. وضرب مثلا بما يلي:
III. المعنى :
يجوز في " لا تأكل السمك وتشرب اللبن " ان نرفع او ننصب او ننجزم الفعل " تشرب ":
1. ننصب "تشرب" اذا قصدنا النهي عن الجمع بينهما.
2. نجزم "تشرب" اذا قصدنا النهي عن كل واحد منهما.
3. نرفع "تشرب" اذا نهينا عن الاول وأبحنا الثاني.
IV. الاعراب والمعنى:
" ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) البقرة 2
" ذلك " في موضع رفع من وجوه
1. خبر " ألم "
2. خبر لمبتدأ مقدر و تقديره هو " ذلك الكتاب"
3. مبتدأ والكتاب خبره
4. أن يكون مبتدأ و الكتاب عطف بيان أو صفة له او بدل منه " ولا ريب فيه " جملة في موضع الخبر.
5. ان يكون مبتدأ وخبره "هدى" و يكون "لاريب" في موضع الحال والعامل في الحال معنى الاشارة
6. ان يكون " لا ريب فيه " و " هدى " جميعا خبرا بعد خبر كقولك : هذا حلو حامض، اي جمع الطعمين
7. ان يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره " هذا ذلك الكتاب " أو على انه مبتدأ و " لاريب فيه " الخبر، او على انه خبر " ألم " أو على ان الكتاب خبر عنه... كأن " هدى " في موضع نصب حال اي " هاديا للمتقين ".
بقلم الاستاذة مريم حسينة.الثلاثاء 10 ماي 2016م


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.