كان من المقرر أن تنظم ندوة تربوية مفيدة بمدرسة أنس بن مالك يوم السبت 26/12/2015م تحت إشراف الأستاذ الممتاز بنيابة وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني بني ملال السيد محمد صالح حسينة بحضور أساتذة اللغة العربية و الأساتذة المدرسين بالعربية و الفرنسية معا ب م/م طاردة، م/م إمهيواش، م/م تبيهيت، م/القصيبة الغربية ، و م/أنس بن مالك. وفي الوقت الذي اتخذت فيه إدارة أنس بن مالك و أطرها جميع الاحتياطات اللازمة لانجاح هذا العرس التربوي نزل خبر وفاة الأستاذ المقتدر سعيد الباز كالصاعقة على الجميع (الجمعة 25 دجنبر 2015م) و أمام هول الفاجعة قررت أسرة التعليم بالقصيبة تأجيل الندوة لأسبوعين ريثما يتم التفكير في كيفية تكريم الفقيد الراحل إلى دار البقاء، و مواساة النفوس الحزينة و مداواة القلوب الجريحة. ومع ذلك لوحظ السيد المفتش داخل قاعة الاجتماعات يوم السبت 09/01/2016م على غير عادته منقبضا و حزينا، تتطاير من فمه نبرة الألم، و تغالبه كلمات الأسى و تتجسد أمامه روح فقيد التربية و التكوين بالقصيبة الذي اختطفته يد المنون و شاء الله فكان ما قدر... لقد دعا الأستاذ محمد صالح حسينة جميع المشاركين و المشاركات للوقوف لقراءة الفاتحة على الروح الطاهرة للأستاذ الراحل سعيد الباز داعيا له بالرحمة و المغفرة، و لذويه بالصبر و السلوان في هذا المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه... و أعلن السيد المفتش أننا نشتغل اليوم في إطار ندوة تربوية، و أقل ما يمكن أن نقدمه للراحل العزيز هو أن نكرمه بهذا اللقاء، ومن خلاله... لذلك اتفق على أن تحمل هذه الندوة اسم الراحل سعيد الباز. و ذكر الأستاذ المفتش بمناقب الراحل المرحوم، وأشار الى أن مكانته و شخصيته و دفاعه المستميت عن تمثلاته و أفكاره سيبقى ماثلا أمام أعيننا جميعا، وأضاف أننا تعودنا ألا نعرف قيمة الرجال و النساء إلا حينما نفتقدهم، وسيتعرف القاصي و الداني على الاهمية الكبرى و الأدوار الطلائعية التي كان يلعبها الراحل سعيد الباز إن على صعيد مؤسسته القصيبة الغربية التي أخلص لها و أخلصت له، أو على مستوى السيد المفتش حيث كان الراحل سعيد حاضر البديهة بعناده و مشاكسته و نقده و إيمانه بالرأي المضاد، و ركوبه قيمة التسامح، و معانقته للسلم و السلام. هذا وقد أعرب السادة و السيدات الحاضرون و الحاضرات عن امتنانهم لمفتشهم المحترم، و شكروا له هذه الالتفاتة التي تفصح عن سمو قيمه و طهارة روحه و نبل أخلاقه، لأنه تحمل كل الضغط و قاوم القلق، و هادن الظروف التي عاكست رغبته في الانتقال الى القصيبة قصد عقد ندوات تربوية أكثر من مرة. و لأنه أول تنشيط هذه السنة للسيد المفتش محمد صالح حسينة بالقصيبة، مع العلم أنه اللقاء رقم 12 على امتداد مقاطعته الشاسعة الممتدة من بني ملال إلى أغبالة عبر تادلة و تاكزيرت و ايت إيكو مرورا بالقصيبة و ايت امهيواش، قبل الوصول الى جماعة تيزي نسلي و جماعة أغبالة. فقد ارتأى الأستاذ المفتش أن يقف عند بعض الاشكاليات التي تقف حجر عثرة في وجه كل الاصلاحات، وقد اشار إلى بعض النقط المهمة في هذا المضمار، ومنها : 1) ان العقلية المغربية في حاجة الى اصلاح سيكولوجي قبل أن يكون ماديا، فالمغاربة مولعون بالتقليد و بزرع النماذج و الموضات – حسب رأي بول باسكون PAUL PASCAN -، و يفتقدون على العموم الى الاجتهاد و الجري وراء الابتكار و المبادرة، ويعوز بعضهم الرأي السديد و الافتقار إلى المواقف البناءة التي تبنى بعيدا عن الضغوط و الاكراهات بل في مناخ الحرية و الديمقراطية و الكرامة. مدرسة أنس بن مالك 2) الشخصية المغربية في أمس الحاجة الى مواجهة النفس لترى عيوبها و تعايشها بنفسها. لقد أصبحنا نعيش – في معظمنا – حالة انفصام على مستوى إدراكنا للأمور... فالرجل (أو المرأة) مع الحق إذا كان في صالحهما، و لا يترددان في رفضه اذا كان ضدهما، و جل الناس ببلدنا يمارسون تناقضا فاضحا عندما يتخذون هواهم إلاها. " أفرأيت من اتخذ إلاهه هواه " (سورة الجاثية الاية 23). و الوقوف أمام المراة قليلا للمحاسبة كفيل بإقناعنا أننا نعيش في وهم، لا نعمل عقلنا، و لانشتغل بفكرنا، بل نرضخ لعواطفنا، فيغيب الفعل و يسود الانفعال. 3) نحن – كمغاربة – غالبا ما نتصيد أخطاء الاخر، فنعمل على تضخيمها، ومن ثم إدانته قبل محاكمته... و في المغرب غالبا ما تعودنا النظر الى نصف الكأس الفارغ، وحتى لو كانت الكأس شبه ممتلئة فلا تهم أحدا، بقدر ما يشغله الجزء المتبقي فارغا ... و إذا كانت لك تسع و تسعون حسنة و لك سيئة واحدة ... فالناس يضخمون السيئة حتى تحجب على الجميع كل حسناتك. وقد اعتدنا – كمغاربة – أن نعارض من يجتهد أو يقترح أو يبادر، لأننا ألفنا حالة الجمود و تعودنا على طمس الحقائق، و التستر على العيوب... و معلوم أن الحي وحده هو القادر على المبادرة و الإجتهاد، أما الميت فقد قامت قيامته و لم يعد مسموحا له بالمبادرة، وقد ساند الإسلام المجتهدين و دعمهم بقوة، فهذا رسول الإنسانية و الرحمة يقول : " من اجتهد فأصاب فله أجران، و من اجتهد فأخطأ فله أجر المجتهد، أجر واحد ". 4) نحن كمغاربة ، تعودنا التعميم لإبعاد كل محاسبة عنا، او لدفع كل تهمة قد تعتبرنا طرفا فيها، و لذلك فنحن نقيم تطبيعا دبلوماسيا مع الفساد. فلقد تعودنا ممارسة الفساد بشتى أنواعه متى كان في صالحنا، و نسالمه إذا كان غير ذلك... وكأننا أصبحنا نخشى على أنفسنا أن يفضحنا الفساد إذا لم ننخرط في نواديه و نعمل وفق توجيهاته.... و معلوم أن التقاعس في العمل هو الوجه الناصع للفساد، فالمغربي لا يقول لك تقاعست لأسباب، و سأعمل على معالجة الأمور مستقبلا، و لكن يجيبك بكل وقاحة " و لماذا لم نحاسب الشخص الفلاني؟ "، و " لماذا تمت مسامحة فلان ؟" ، " وكيف أطلق سراح هذا ؟ " " ولماذا أنا فقط دون ملايين المغاربة ؟". و هذه اعترافات ضمنية تؤكد أن أصحابها توجههم ميكانيزمات لا شعورية و دائما ما يلجؤون الى التبرير لتفسير أفعالهم، وتفسير الواضحات من المفضحات. 5) ذكر الأستاذ المفتش محمد صالح حسينة أساتذته ببعض الاختلالات المرصودة في منظومة التربية و التكوين المغربية و منها : • ضعف القدرة الادماجية للمنظومة التربوية • استفحال ظاهرة الهدر المدرسي • الالتباس و التذبذب في السياسة اللغوية • تحقيق التعميم على حساب الجودة • اختلال العلاقة بين المدرسة و محيطها الاقتصادي • ضعف المردودية الكمية و الكيفية للبحث العلمي • تراجع جودة التحصيل خاصة في الرياضيات و العلوم، إذ أصبح الطلبة المغاربة يحصلون على نتائج مخيبة للامال، ويستشف ذلك من الدراسات التقويمية المعترف بمصداقيتها عالميا، و هو ما تزكيه بعض التقارير الوطنية مع الأسف. وبعد ذلك توجه السيد المفتش لإشراك المتعلمين في ندوة اليوم بشكل مباشر، حيث حفزهم على المشاركة مع أساتذتهم، و طرح عليهم أسئلة تشويقية و صنع جوا مرحا داخل القاعة بنكته الهادفة، وقصصه التربوية لإزالة الجليد الذي قد يمنع انطلاقة التلاميذ و يحول دون انخراطهم في أنشطة اليوم. وكان متعلمو و متعلمات المستوى السادس في الموعد، وهم يتجاوبون مع أستاذتهم المقتدرة السيدة نزهة غالم قراءة و فهما لنص قرائي " نوح الطبيعة "، و ما يحمله من قيم نبيلة يمكن للإنسان أن يستدعيها إذا أراد الحفاظ على وجوده في هذا الكون... قال تعالى " ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس " (سورة الروم41) و منه نستنتج أن الله لا يدبر إلا خيرا، ولكن الانسان (خليفة الله في الأرض) اتخذ الاهه هواه، فسخر كل وقته للجري وراء شهواته ومنافعه ومصالحه، فكان ثقب الأوزون من صنعه، وتلوث الجو بفعله، وقام بتصفية الحيوانات من أجل امتداده، بل و سفك دم أخيه الإنسان بغية تحقيق ذاته، فتحول إلى ذئب شرس لا يرحم و لا يعطف... على كل حال تميزت الأستاذة نزهة غالم بوزرتها و حيويتها و حسن تدبيرها للوقت و للأنشطة، وفي إطار إصرارها على تحقيق الأهداف المرسومة، و التي تشكل موارد أساسية لحل الوضعيات (وهي وعاء الكفاية). أما الأساتذة الحاضرون فقد ثمنوا درس زميلتهم، ومدحوا مشاركة المتعلمين الإيجابية في بناء و استثمار أهداف الحصة، و الانخراط الفعال في إضفاء جو الارتياح الذي ساد داخل قاعة التدريس. أما السيد المفتش فقد نوه بتطوع الأستاذة لتقديم درس تربوي أمام الأساتذة و الأستاذات، وبشجاعتها النادرة المنعدمة عند بعض الذكور الذين يخافون الوقوف أمام عينة من نساء و رجال التعليم، لكونهم يخشون " نقد الاخرين"... كما استحسن طريقتها و وسائلها و تدرجها و حسن استغلالها للسبورة. وبعد ذلك و كعادته عاد السيد المفتش ليخصص حوالي 30 دقيقة من الحوار التواصلي الفعال مع التلاميذ حيث قص عليهم قصصا معبرة، وقدم قيما هادفة، ووجههم إلى : • الشكر على كل شيء حتى المحن. • المحافظة على البيئة، والعمل على ترك أي مكان أفضل و انظف مما كان عليه عند التردد عليه. • التماس الأعذار وقبول الاعتذار من الاخرين. • عدم التعامل بأنانية. وغادر التلاميذ القاعة تحت تصفيقات حارة من طرف معلميهم و معلماتهم، اعترافا لهم على حسن انخراطهم، و تحفيزا لهم على مواصلة المسير. وبعد استراحة شاي (30 د) عاد الاساتذة و الأستاذات حيث : أولا: اتفق الحاضرون على أن وصفة الديداكتيكيين لتدبير حصة تعليمية تعلمية جيدة نظريا و تطبيقها بحذافيرها يتطلب مجهودا كبيرا و ممنهجا من طرف الأستاذ، و حضورا قويا لمتعلمين يركزون و يبادرون، و لهم رغبة أكيدة بالملموس على أنهم يتطورون نحو الأحسن عن طريق امتلاك القدرات و تملك المهارت التي قد تكون كامنة، و عليه فلا ينبغي حصر الحصة في 30 د أو 45 د فقط... كما أن التكييف يفرض نفسه وفق البيداغوجيا الفارقية... ولذلك فالحصة المدبرة بشكل ممنهج علميا من جانب أستاذ جيد و محنك تترك بصماتها في تصرفات و مردودية المتعلمين. ثانيا: الجودة تنبثق من الحرص على تنفيذ " مشروع المؤسسة " و المشروع الشخصي للمتعلم في أفق إيصال المتعلم الى " شاطئ النجاة " بسلام و أمن. ثالثا: شدد السيد المفتش على أن استراتيجية وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني، و المجلس الأعلى للتربية و التكوين ، تعرف نوعا من الاستهتار في تنزيلها، ويخشى السيد المفتش أن يكون مصيرها الفشل تماما كمصير الاصلاحات التربوية السابقة بالمملكة المغربية (توصيات مناظرة افران 1980م) (بنود و دعامات الميثاق الوطني للتربية و التكوين) (برامج البرنامج الاستعجالي) بسبب غياب التعبئة، ضعف المواكبة و التتبع، خلل في أجهزة التقويم و معايير الحكامة، الجري وراء التعويض بغض النظر عن المردودية، عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة... و تأسف السيد المفتش لأن مدارسنا كانت مستعدة لتنزيل هذه الاستراتيجية بنجاح (م/م تيزي نسلي، م/م عين بوغالية، م/أنس بن مالك، م/براكة، م/اولاد احمامة، م/ايت ايكو)، و كانت متحمسة لضرب اروع الامثلة في الانضباط و العمل و الدفاع عن " المشاريع الوطنية " و الاخلاص للمدرسة العمومية، لكن تم تهميشها، وفي هذا تبخيس لمجهودات أطر هذه المؤسسات... و تبقى المنظومة التربوية تحمل بذرة فشلها داخل كيانها لأنه في نظرها : 1. يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون، و الله يقول في استفهام استنكاري " قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون ؟ "(سورة الزمر 9) قل لا يستوي الخبيث و الطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث "(سورة المائدة 100) 2. يمكن الانتهازي ان يتغير...وهذا غير صحيح، لأن الانتهازي يجري وراء " مشروعه الشخصي "، أنانيته تجعله منتفخا متضخما كالطاووس هو فقط و الطوفان من بعده. لا تهمه منظومة تربوية و لا مصلحة التلاميذ و لا مستقبل المغرب، او الأجيال القادمة ولكن ماذا سيجني من وراء مساهماته الخجولة. هو لا يدري، ولا يدري انه لا يدري، و تلك مصيبته. وها نحن أمام انتهازيين يجرون المدرسة العمومية لمستنقع مجهول قد يكون هاوية. السيد محمد حسينة في طريق تيحونة السيدة مريم زايد بنيوسف، مدرسة مزدوجة التكوين، قدمت عرضا جامعا مانعا حول " صعوبات التدريس " في القراءة وفي بعض المواد المدرسة باللغة العربية أو باللغة الفرنسية... وقد رصدت الأستاذة مريم زايد المشكلات التالية: • الخلط بين الحروف خاصة في السنتين الأولى و الثانية ابتدائي، و يعود ذلك الى تشابه الكثير من الحروف في الرسم الخطي (ب،ث،ث/ ج،ح،خ/ ذ،د/ق،ف/ط،ظ/ص،ض..) اضافة الى تعدد أشكال و صور بعض الحروف، فلكل حرف صورة خاصة (في أول الكلمة، في وسطها، وفي اخرها). وقد اقترحت الأستاذة مريم زايد أوحسن كعلاج لهذه الظاهرة، تدريب المتعلمين على النطق بالحرف مع حركته (متحركا) بعد التعريف بصورته... ويمكن استعمال اللوحات الورقية للحروف وأشكالها مع حركاتها، ومع المدود. كما يمكن الالتجاء الى توظيف البطاقات الخاطفة (في زمن محدد يقل تدريجيا) وهي تقنية تعتمد كتابة الكلمات على بطاقة مع تكوين للحروف المعنية. • البطء في القراءة: بالنسبة للمستويات 3-4-5-6 و من ذلك تهجي الكلمات و بتر حروف و غياب السرعة في القراءة وعدم الالتزام بالايقاع المناسب، اضافة الى تغييب القراءة المعبرة. والعلاج – حسب السيدة الأستاذة بنيوسف- يكمن في اللجوء الى قراءة المحاكاة (التقليد) و الركون الى طريقة التسجيل (سماع الكلمات مسجلة بصوت المدرس او تلميذ يجيد القراءة)، كما يمكن استخدام لوحات المنافسة بين التلاميذ (بطل القراءة هو ....) مع تدريب المتعلمين على الانطلاق في القراءة عبر التحفيز (مسابقة مثلا) على أساس انتقاء مادة قرائية مشوقة تثير دافعية كل التلاميذ. • الافتقار لجمالية الاداء : (تدريب المتعلمين على تمثل المعنى من خلال المحاكاة للأساليب المتنوعة) • الاخفاق في تعرف معاني الكلمات : (استخدام القاموس/ جرد للمرادفات / مسرحة النصوص) • عدم القدرة على الاجابة عن أسئلة الفهم و الخروج بأفكار خاطئة حول المقروء: (التركيز على العنوان/ تحديد فقرات النص/ التلخيص/ استخلاص الأفكار الرئيسة...) • عدم القدرة على تحديد هيكلة النص و أفكاره : (التلخيص/ اقتراح عناوين أخرى/ اعطاء مقدمات جديدة أو خاتمة مغايرة/ التمييز بين الأساسي و الثانوي في النص ). السيد الحسين بويربيتان زكى ما قالته زميلته مريم، و أجاد في تفصيل منهجية القراءات بالمستوى السادس، حيث عرف بالقراءة (مهارة يمكن اكتسابها بالتدريب و المراس). ثم تحدث عن القراءة الوظيفية 16 نصا / القراءة الأدبية 12 نصا / القراءة المسترسلة نصان / القراءة السماعية 4 نصوص. و أسهب الأستاذ الحسين في تفاصيل الحصص تحليلا و نقدا مقدما اقتراحات ميدانية للتغلب على الصعوبات القرائية، وقد سجل السيد الاستاذ بعض الملاحظات كما يلي : النصوص الوظيفية : 16 منها 5 نصوص مغربية فقط و نصان مقتبسان النصوص الأدبية : 12 نص (شاعران مغربيان و شاعرتان فقط) النصوص المسترسلة : نص مقتبس عن كليلة ودمنة مع نص وحيد لعبد المجيد بنجلون النصوص السماعية : 4 نصوص لكتاب عرب ومعلوم أن المشكل في القراءة – كما أشار الى ذلك الاستاذ المفتش – انما يكمن في صعوبة التواصل بين المرسل (الكاتب) و المرسل اليه (المتعلم) لأنهما عاشا او يعيشان في زمكان متباعد غير متجانس (صراع الأجيال/ تطور الأفكار/ التواصل غير مباشر/ منطقة التفاهم المشترك ضعيفة). وقد أثنى السيد المفتش على الأستاذة مريم بنيوسف (وهي تلميذته) و أشاد بالأستاذ الحسين بويربيتان (وهو احد أعمدة مدرسة أنس بن مالك)، كما نوه بنضج السيد الأستاذ محمد نايت، و بتفتح الأستاذ أحمد بنهنيني الذي ختم هذه الندوة التاريخية بعرض مفصل حول " الذكاءات المتعددة " و الذي أشار فيه الى ان : • أدبيات البحث النفسي و التربوي أوضحت بأن أساليب التدريس القائمة على نظرية الذكاءات المتعددة تعد من الأساليب الفعالة في التعليم لأنها تجعل المعلمين ينوعون في الأنشطة و المواقف التعليمية التي يستخدمونها للوحدة الدراسية مما يتيح لكل تلميذ داخل حجرة الصف أن يستفيد من الأنشطة التي تتوافق مع نوع الذكاء المرتفع لديه. • النظام التعليمي بالدول المتعثرة علميا و تكنولوجيا ثنائي التوجه، أي يطور جانبين فقط من ذكاء الانسان وهما الذكاء اللغوي و الذكاء الرياضي، و يهمل الأنواع الأخرى، الشيء الذي يعرض التلاميذ للفشل ويدفعهم لمغادرة الدراسة، وبالتالي تخرج المدارس طلابا ضامرين فكريا أو معلبين ذوي طابع تقليدي واحد في العطاء و التفاعل. • "جاردنر" لا يقول : تقديم درس واحد بطرق متعددة أو محاولة تنمية كل الذكاءات من خلال محتوى دراسي واحد. كل نوع من هذه الذكاءات موجود في عقل الانسان، وتستجيب لمحتوى معين حيث توجد (الأصوات، اللغات، الموسيقى، الطبيعة، الأشخاص، الرموز، الأشكال...)، و المعلم الذكي هو الذي يختار المحتوى المناسب و الذكاءات المناسبة لهذا المحتوى، و يمكن تنميتها من خلاله، ويختار أساليب التدريس و الأنشطة التعليمية المناسبة. وقد امتد النقاش الى غاية الساعة الثانية بعد الزوال، حيث نوه السيد محمد صالح احسينة بالجو الأخوي و الحميمي الذي طبع " ندوة الراحل سعيد الباز " و تمنى أن يستمر هذا التعاطف الودي الإنساني بين جميع مكونات الأسرة التعليمية بالقصيبة... و ختم اللقاء بالدعاء للراحل بالمغفرة، و لأول مرة يلتئم شمل أساتذة القصيبة الغربية و أنس بن مالك بفضاء هذه الأخيرة ... و كانت المناسبة حفل غذاء على شرف المفتش التربوي الذي نجح في كسر الجليد الراكد في العلاقة بين المؤسستين. حضر هذه الوجبة مديرا المؤسستين و الأمين العام " للمقبرة بالقصيبة " و السيد احمد بنهنيني من م/م امهيواش الذي لعب دورا كبيرا في هذا التقارب.