إن التكوين المستمرأداة أساسية للارتقاء بمهنة التدريس و كفاياته عبر مواكبة المستجدات التربوية و مختلف الإصلاحات الكبرى التي تعرفها المدرسة العمومية استجابة لمتطلبات مجتمع العصر. و مراجعة المرامي و البرامج تتوقف أساسا على تحيين مواصفات و كفايات المدرس لممارسة مهنته كفن و عمل بإتقان . إيمانا بأهمية هذا التكوين في تنزيل مشروع الإصلاح ، و إخلاصا لواجبه المهني ، سطر السيد المؤطر التربوي محمد حسينة عدة ندوات لفائدة الأطر التربوية و الإدارية العاملين في المناطق التي يشرف عليها . ها هو اليوم ، 05 يناير 2016 ، يعقد واحدة منها بمركزية م/م تيزي نسلي حول المستجدات العامة و أليات تفعيل التدابير الأولوية في الإصلاح الجديد . في البداية رحب السيد المفتش بالحاضرين ثم تطرق إلى السياق العام لهذا اللقاء ناقشا الإشكاليات الكبرى من قبيل لماذا مصير الإصلاحات التربوية المتعاقبة الفشل ؟ وما هي العوائق الاجتماعية والثقافية للإصلاح التربوي ؟ أي دور للشركات و مؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى ؟ و كيف يجب أن تنصت المدرسة لتحولات المجتمع و تحقق التنمية الاقتصادية و الاجتماعية المنشودة ؟ بعد ذلك تدخل الأستاذ السيد محمد كريم ليقدم درسا تجريبيا في مكون الإنشاء حول عناصر القصة و تقنيات بناء نص سردي ، لفائدة المستوى السادس ، معتمدا مبدأ الاشتغال في المجموعات و مقتصرا على دور التنشيط و التوجيه ، ما جعل التلميذ يكتشف بنفسه تقنيات و مراحل بناء نص سردي ، كما التجأ في الأخير إلى شريط فيديو تضمن قصة جميلة لتقويم مدى تحقق أهداف الحصة . و قد شكل هذا الدرس فرصة لمناقشة أهمية أنشطة التعبير في شقيه الشفوي و الكتابي ، أهميتها في تمرير مضامين الوحدة قيميا و معرفيا و لغويا ، و اكتساب مهارات التواصل شفويا و كتابة لدى المتعلمين . ثم تدخل الأستاذ السيد بوزكري الخلفي بعرض هام حول صعوبات التعلم من حيث الأسباب و العلامات و العلاج ، تطرق فيه إلى أهم الصعوبات التي تعيق التعلم خاصة في مواد الرياضيات و القراءة و الإملاء ، و ركز على ضرورة المصاحبة و الإنصات إلى التلميذ لكشف الأسباب الحقيقية لتعثره ، واعتماد المصاحبة النفسية و الاجتماعية و الفارقية خلال المعالجة . و بعد ذلك فسح المجال للمتدخلين ، واشتد النقاش حول الأسباب و طرق العلاج . و في الأخير تدخلت الأستاذة وردية قصباوي بعرض هام حول نظرية الذكاءات المتعددة ، مؤكدة ضرورة اهتمام المنظومة التربوية بعقل المتعلم من حيث إمكاناته وأساليب نموه و تطويره في المنهاج الدراسي. يجب أن نراهن على تفتيح العقول و رعايتها لتستجيب لمتطلبات الانسجام و التكيف والتعايش في زمن الثقافة الكونية . و طرحت ردود المتدخلين إشكالات كبيرة من قبيل النمطية و تعصب الهوية و الإيديولوجيا و الإرادة السياسية في إعداد مواطن متحضر ينسجم و يتعايش في عصر الثقافة الكونية . رهان الإصلاح الجديد يقتضي تنزيل مجموعة من الإجراءات الحقيقية في أرض الواقع ، إن التكوين المستمرشرط ضروري لتعزيز كفاءات الأطر التربوية في مجال المستجدات لكنه غير كاف لتجويد عمل المدرسة ، فهي في حاجة إلى ظروف محفزة من حيث جودة التدبير و الشراكة و الوسائل التعليمية .