من الصعب توقع الكوارث في عالم اليوم، بسبب اختلال التوازن المناخي كما عهِده البشر منذ عشرات السنين. خاصة تردد وقوة الفيضانات وحرائق الغابات وتنامي قوة الأعاصير والعواصف والرياح، إضافة إلى ارتفاع الحرارة بشكل غير مسبوق، في مناطق عادة ما تكون باردة. (...)
أن يختار المغربي المذهب الشيعي، فذلك شأنه، من إيماننا بحق الإنسان في حرية اختيار ما يسعده ولا يضر غيره. لكن أن يتشيّع سياسياً هو ما يخرب البلاد والعباد، ويخلق فتنة في صفاء الإخلاص للوطن ومقدساته.
المذهب الشيعي، كما نعرف، فرق كثيرة، أهمها فرقة الاثني (...)
من يقارن الصين بالهند لن يتيه كثيرًا في استخلاص أسباب انطلاق الأولى بسرعة خارقة نحو قمة الدول المتقدمة وتأخر الثانية وبطء انتقالها من دولة نامية إلى صدارة الأمم والشعوب. الصين هي ثاني أقوى اقتصاد في العالم، وهي منتج للتكنولوجيا الضخمة والدقيقة معًا، (...)
عادة جميلة في بعض الدول المتحضرة تسمى "أعمال التطوع"، وهي مبادرة حرة يقوم بها الشباب في الغالب وبعض المتقاعدين، تقتضي تقديم خدمات إنسانية للمجتمع بلا مقابل. وهي عادة قليلة الوجود وموسمية لدى شبابنا وشيبنا على حد سواء.
في أمريكا اليوم، يوجد حوالي 100 (...)
قبل أيام، تبادل مستعملو الشبكات الاجتماعية مجموعة من الرسائل تدعو إلى مقاطعة الإحصاء العام للسكان، لأنه، حسب زعمهم، لن يغير شيئا من حياة المغاربة وأنه وسيلة للتجسس على أسرارهم، وحصار للمتهربين منهم من الضرائب والواجبات الأخرى تجاه الدولة، كما ذهب (...)
لا أعرف محمد صبحي إلا ممثلا مسرحيا سينمائيا وبطلا لبعض المسلسلات، فما الذي جعله يفتي في العلوم الفيزيائية؟ ماذا يعرف في علوم الفضاء؟ وكيف استنتج أن الأرض مسطحة؟ قرأ "لعالم" ديني أم دنيوي؟ أم أنه يميل مع المائلين دون وعي بمنطق: الحق ما قالته الأمة، (...)
في حديث صحيح لمسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهودَ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر، فيقول الحجر والشجر: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله، إلا الفرقد فإنه من (...)
شيء ما منع فرنسا من النظر إلى مستعمراتها السابقة بشكل موضوعي واضح بعيدا عن عواطف المستعمر المتعالي الذي يحمل مفاتيح أقفال الماضي البئيس، فلم تستطع تغيير واقع الاستعمار بواقع المِلكية بحيل جديدة، كالتبعية الثقافية والاستثمار دون منافس والمزاحمة في (...)
من حرّم على نفسه الموسيقى فهو حر في ذلك، ولن نسأله لماذا وكيف ومتى وأيان، فهو غير مطلوب منه تبريرُ ذوقه واختياراته ما دامت حبيسة نفسه. لكن، حين يمنع زوجته وأبناءه وبناته وأقاربه وأصدقاءه من الموسيقى أو يفرض عليهم بديلا يسمعهم إياه قهرا، هم راغبون (...)
لا أعتقد أن السائح الأجنبي يقصد مراكش ليأكل في المطاعم الشعبية المفتوحة، لأنها لا تقدم الأطباق المغربية المشهورة بالشكل المرجعي المقبول في المطبخ المغربي المعروف دوليا. حتى الطنجية المراكشية تُعد في طناجر كبيرة ثم توزع على الزبناء في أطباق صغيرة. (...)
في أواخر الستينات، كانت عندنا أسطوانة بعنوان "الباسبور لخضر" كانت تعجبني بلحنها الرتيب وبكلماتها التي لم أكن أفهمها كلها، لأنها كانت بلهجة جزائرية حسب اعتقادي آنذاك، كما أن الفرنسية تخترقها في الكثير من الأبيات. وظللت أعتقد أن صاحبها جزائري حتى (...)
"لمْ ألُمْ فاطمة على ما حصل لي ولم أردّ الأمر إلى نحس من جانبها وإنما ظللت أحبها وأعتز بعلاقتي بها وجعلتها مثالا للعزة والكرامة والطموح ونموذجا أحتذيته في حياتي" نسمة مغربية الصفحة 50.
حين كتبت قصصي السيرية في كتاب "نسمة مغربية" كان ذلك اعترافا بمن (...)
نسمع أحيانا المغاربة يقولون: "والله يْلا دايزة فيه الصدقة" وهم يتكلمون برثاء وإشفاق عن الإنسان في أدنى درجات الفقر. وقد تكون العبارة للاحتقار والاستعلاء، لكن الذي يلفت الانتباه هنا هو أن هذا الفقير لا يتسول ولا يستجدي رغم الحاجة، ليس لأن الكرامة لا (...)
قبل 1912 لم يكن امتلاك العبيد في بلادنا حراما ولا ممنوعا، والدليل على ذلك انتشار أسواق النخاسين في كل مكان، لماذا تم تحريم استعباد البشر اليوم؟ لماذا تم تحريم ما لم يُحرم بنص صريح من القرآن والسنة؟ الجواب بسيط: لأن الزمن تغير والعالم تبدل والقيم (...)
ركبت القطار من محطة مكناس قاصدا الرباط، وتركت سيارتي لأنني أصبحت عاجزا عن تحمل السائقين والراجلين وما بينهما، والقطار اليوم أصبح أكثر تنظيما من ذي قبل، لا تسافر واقفا ولا خائفا. ولجتُ عربة كثيرة المقاعد وكأني أركب طائرة، هكذا حظي مع تذكرتي التي (...)
لا أقصد حرب رمضان 1973 (6 أكتوبر 1973) وإنما حرب رمضان 2024 القادمة، التي تأتي هذه السنة في ظروف استثنائية من الجفاف وهروب الماء من السدود والفرشات المائية والغلاء ودوخة التعليم والتكوين ومصائب أخرى أتتنا من الخارج كالعادة.
رمضان ركن من أركان (...)
استطاع الفلسطينيون أن يحققوا انتصارا كبيرا على إسرائيل، لأنهم قتلوا أزيد من 500 جندي وجندية من جيش الاحتلال، دون المدنيين المستوطنين، وهو ما لم يتحقق سوى في المواجهات الكبرى بين الجيوش العربية وإسرائيل. (779 قتيلا إسرائيليا في حرب خامس حزيران 1967) (...)
علاقة عجيبة تجمع صاحب المقهى أو المطعم بالنادل (الكارصون) تخص الأجر؛ ذلك أن هذه العلاقة "الأجرية" تعتمد على مساعدة الزبون في أداء أجر هذا الأجير، على أساس كثرة ما يجمع النادل من كرم الزبون، حتى أن الإكراميات (البوربوار) تتجاوز الأجر الشهري في بعض (...)
حين يخسر المرشح في الانتخابات الجماعية أو البرلمانية ملايين الدراهم فاعلم أنه لا يصنع ذلك حبا في سواد عيونك ولا حرقة على أوضاع البلد ولا تطوعا لتحمل مسؤولية خدمة الوطن، وإنما هو نصاب كبير يخطط على المدى البعيد ليسرق البلاد والعباد. هؤلاء الأشرار (...)
إلى حدود سنة 1947، كان لبنان بلدا مستقرا هادئا مزدهرا، عرف مجازر دينية بين المسيحيين والمسلمين منذ أزمنة مختلفة؛ آخرها مجازر 1860، لكن ما تفتأ الأحقاد والضغائن أن تنطفئ، ثم يرجع لبنان بلدا هادئا مسالما جميلا. عانى اللبنانيون من الاستعمار التركي، (...)
حين تحس بأنك عاجز عن مصارعة خصمك، لانعدام التوازن في القوة البدنية، وتوقن أنك هالك لا محالة أو ممرغ الأنف في الأرض، فإنك تفاجئ عدوك بضربة مصيرية تجمع فيها كل خوفك ورهابك وتحتسب حياتك بعدها؛ إما أن تلقى حتفك، أو تفلت إلى حين من الضربة (...)
بدأ الربيع العربي أواخر 2010 بحدث مألوف في حياة المجتمعات، بائع متجول يحرق نفسه احتجاجا على التضييق عليه من طرف السلطة، ثم اندلعت احتجاجات شعبية وانتشرت من مدينة إلى أخرى حتى عمت تونس، واستطاعت في الأخير أن تغير نظام الحكم وتأتي ب"إخوان النهضة".
لكن (...)
وكأن معاش المتقاعد معصوم من عوامل الزمن، تعتبر الحكومات المغربية أنه لا حقّ للمتقاعد في الزيادات التي تقرها لموظفيها الناشطين؛ بل تعتبر المعاش دخلا يجب إخضاعه للضريبة، ثم تنتظر موته لترتاح من نفقاته التي تثقل الميزانية أو أن يفترس التضخم معاشه إن (...)
في عهد الحسن الثاني رحمه الله، تقدم المغرب بملف متكامل "نظريا" لنيل شرف تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم دورة 1994، وفشل في ذلك لاعتبارات جيوسياسية وبراغماتية؛ لأن الاتحاد الدولي للعبة ذاتها "الفيفا" لن يربح من تنظيم المغرب ما سيربحه من تنظيم (...)
قضيتُ سنة في داخلية إعدادية الغزالي في إيمينتانوت، في الموسم الدراسي 1974/75. كانت أول تجربة لي بعيدا عن البيت، أول مرة أمنع من حرية الخروج والدخول. هناك خرجة صغيرة في حدود المدينة مساء السبت ويوم الأحد، وخرجة كبيرة أيام العطل.
وسرعان ما تأقلمت مع (...)