أن يختار المغربي المذهب الشيعي، فذلك شأنه، من إيماننا بحق الإنسان في حرية اختيار ما يسعده ولا يضر غيره. لكن أن يتشيّع سياسياً هو ما يخرب البلاد والعباد، ويخلق فتنة في صفاء الإخلاص للوطن ومقدساته. المذهب الشيعي، كما نعرف، فرق كثيرة، أهمها فرقة الاثني عشر، والتي تمثل 80% من المتشيعين في العالم (يقدر عدد الشيعة في الفرق كلها بما يقارب 200 مليون شيعي)، والمنتسبون لهذه الفرقة يعتقدون أن علياً وأبناءه وأحفاده أئمة معصومون، وهم الأحق بخلافة المسلمين. ويدين الشيعة الاثني عشر بالولاء للمرشد الأعلى الموجود في إيران، ولاءً سياسياً ودينياً غير مشروط. ومن ثم يفوق الولاء له كل ولاء جغرافي مهما كان بعيداً. ونحن نعرف من تكون إيران، دولة دينية توسعية عدوانية، تستعمل الدين لحشد الدعم والولاء لمخططاتها الدنيئة. هي التي خربت العراق وسوريا واليمن ولبنان، وتسعى إلى تخريب كل بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في انتظار التفرغ لوسط آسيا وشرقها. وهي التي خدرت المسلمين السنة بركوبها على القضية الفلسطينية وادعائها إزالة إسرائيل من الوجود. ولا يُستبعد أن يتحول هؤلاء السنة من مذهبهم إلى مذهب الشياطين، فقط لأجل فلسطين. موقف السنة من الشيعة معروف منذ القدم، حيث يعتقدون جازمين أنه مذهب فاسد، والشيعة ليسوا مسلمين، بل يصنفون مع الكفار والمشركين والمحرّفين للإسلام. الشيعة لا يجعلون القرآن هو المصدر الأول للتشريع، معتقدين أن حُرِّف منذ جمعه عثمان، وأن القرآن الحقيقي هو قرآن فاطمة، وحين سيرجع محمد بن الحسن المهدي (المهدي المنتظر الشيعي)، آخر الأئمة الاثني عشر، سيصحب معه هذا القرآن. كما ينكرون أحاديث السنة ويستندون إلى أحاديثهم الخاصة بهم. صلاتهم وصومهم وزواجهم وغير ذلك لا يشبه السنة في شيء، حتى أركان الإسلام لا يأخذون منها سوى الشهادتين. يؤمنون بصلاة الاستئجار، أي أن تستأجر من يصلي مكانك، كما أنهم لا يلتزمون بمواعيدها، وصلاة الجمعة لا تحمل قداسة السنة نفسها. لا ذنب على الشيعي إذا أبطلها مرات. زواجهم يتم بلا شهود، ويؤمنون بالزواج المؤقت بزمن ما، فلا يحتاج إلى تطليق. أما زواج المتعة فهو متأصل عندهم. ولو مضيتُ أعدّ ما جمعه أهل السنة في فساد مذهبهم لما كفتني صفحات طويلة. إذا توسع التشيع السياسي في المغرب، فإن الخاسر الأكبر هو الوطن، ووحدة المغاربة حول مبادئ سياسية، اجتماعية، عقدية، يقودنا فقدها إلى الخراب المبرم. سيمتلئ الشارع المغربي بأحبة الحسين، ليحولوا الأرض المغربية الطاهرة إلى كربلاء جديدة، يمرغون فيها أجسادهم، ويطعنون ظهورهم، ويشقون رؤوسهم انتقاماً من الذات التي لم تنصر الحسين وخذلته قبل قرون طويلة. وحين يأمرهم المرشد الأعلى بإشعال الفتنة في المغرب، فإنهم لن يتورعوا عن ذلك، لأن الإيمان بالمذهب أقدس من الإيمان بالوطن. أرأيتم أي منقلب سننقلب إذا تساهلنا مع التشيع السياسي؟ وقد رأيت ميل بعض المغاربة إلى اعتبار قتلى الشيعة شهداء يستحقون أن نترحم عليهم، وتحول حسن نصر الله إلى أيقونة دينية قومية، يتناقل المغاربة بطولته و"استشهاده" عبر شبكات الإنترنت. ومن هنا، لا أريد أن أحرض على الشيعة المغاربة، لكني بوعي وسبق إصرار وترصد، أحرض على المتشيعين السياسيين الذين استبدلوا الجنسية المغربية والولاء للوطن ومقدساته بالولاء لإيران ومرشدها الأعلى. والسلام.