وصلت قبل قليل تعزيزات أمنية وعسكرية جديدة إلى مركز مولاي عبد السلام، التابع لقيادة بني عروس، الذي يشهد أحد أكبر الحرائق التي عرفتها المملكة خلال العقدين الآخرين، فيما تواصل طائرتان تابعتان لسلاح الجو المغربي تدخلاتها لإطفاء الحرائق.
ولليوم الرابع (...)
يستمر الحريق المهول الذي يشهده مركز مولاي عبد السلام في حصد مئات الهكتارات في ظرف زمني وجيز، بينما تواصل السلطات المحلية تدخلاتها الميدانية لوقف زحف النيران التي اشتعلت بالقرب من التجمعات البشرية.
ولاحظت هسبريس وصول تعزيزات جديدة إلى منطقة اشتعال (...)
و كأنه ضيف يطرق الأبواب و فضول اقتحام البيوت يغمر نواياه. أمَا كان أَولى بالطارق لأن ينتظر إلى حين إشارة من المُضيف كي يأذن أو يعتذر له عزيزا كريما؟ هنا اكتملت تقاسيم مقامات لتناغيم أوتار بِنشازٍ غاب فيه الفضل في حضرة الفضول من زائر ثقيل، لا أهلا و (...)
مهما قست الأيام، ومهما أجار عليك جائر، ومهما أحاط بك حيف ظالمٍ، كل ذلك لا يضاهي آلام مصيبة فراق قريب أو حبيب رحل إلى دار البقاء نتيجة إهمال و تهاون متعمّدَين بحرمانه من حقه في التطبيب أو العلاج . . ألام لا بُرء لها أحاطتها ضغينة و غصة سكنت الأفئدة (...)
لا هاته و لا تلك ! واهِم هو من كان يظنّ أن هكذا قرار وازن بثقله الدولي من طرف الولايات المتحدة الأمريكية هو بمثابة هديّة دون مقابل على طبق الدبلوماسية الذهبي. إن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية و بمرسوم رئاسي (وقعه الرئيس ترمب) بسيادة المغرب على (...)
قد ندرك مدى فقرنة استيعاب الأفكار و حالة الجهل و التخلف التي غمرت النقاشات و حالات التنطّع و التطاول على التحليل العلمي و استحضار المعطيات كمحاولات للإصلاح أو التغيير دون ما أي قراءة أو استناد لبراهين مرجعية، خصوصا و أن هذا التنطع ينبني عن رفض معمّد (...)
1 - شباب الطليعة والنخبة المثقفة
بالرغم من فشل المنظومة التعليمية في المغرب، فقد تمكنت فئة من الشباب لا بأس بها من إتمام التعليم المدرسي والالتحاق بالتعليم العالي. هي فئة من شباب بلغوا درجةً من الوعي تجعلهم يطرحون حزمة من الأسئلة أغلبها حول المطالبة (...)
باتت طموحات الإصلاح و الرغبة في ما يتطلّبه ذلك من تغيير تعكس صورة لدروبٍ مسارات متشابكة تتخللها أحجار عثرة مشمولة بالجمود الفكري و الخصاص المعرفي و إخفاقات التعليم المتوالية منذ عقود مضت؛ حيث ظلت الحلول تحوم حول حدود الترميم و جبر المكسور، أي طرح (...)
سئمتُ ظُلم و طُغيان غرباء نزلوا في ربوع أوطاننا عروبة تئن من غدر زمان سادَ فيه قانون الغاب، ينهبُ القوي فيه حق الضعيف، زمان كُسّرت فيه جناحَي الباز، و صُوّرت فيه تماثيل من ذهبٍ لكلاب لطالما تراقصَت على جثث الأسود، زمان جفّت فيه الدموع و حزِنت له (...)
الزنقة 56 كانت واحدة من أهم محاور حيّ شعبي رسم تاريخه بمداد العزلة و الضياع و التوهان، حيّ يُدعى دوار المعاضيد بالعاصمة الرباط.
هو حديثي بصوت خافت مع التاريخ على ضوء شمعة في زاوية تضمن الجلوس بدفئ المكان في غفلة من الزمان، حديث تضرب فيه اللحظة موعدا (...)
على خلفية الأحداث المقززة التي عرفها أحد أسواق بيع أكباش العيد بالحي الحسني بالدار البيضاء، نستحظر في الورقة التالية ما كنا قد أذلينا به في أكثر من مناسبة بخصوص شأن حفظ الأمن داخل البلاد.
بعيدا عن كل شكل من أشكال التهويل أو التهوين، وبالنظر إلى أن (...)
أمَا عاد جلِيّا أننا أهملنا قراءة صفحات ماضينا؟ أما كان هذا الإهمال بمثابة بذور لأشواكٍ غطّت بفروعها مسالك دروب مستقبلنا؟ نعم! إننا أصبحنا اليوم نُداوم على قراءة ماض كتَبه الآخرون، ماض خطّط له المستعمِرٌ ورسمه على مقياس أطماعه التوسعية فكريا وسياسيا (...)
ألفت فيك سيدتي قوة الخاطر وعفة النفس، ما سمعتُ قبلُ منك شكوى، ولم يخطر ببالي أن أراك يوما باكية، إلاّ حينها بعد أن جئتني عصيّة الدمع ضائقة الحال، فقلتُ: "رُبّ أمر فات أبكاك منه الكدرُ، فيه خيرٌ قد يأتي به القدر".
نعم! لطالما ألفت قوة خاطرها، إلى حين (...)
منذ ظهوره لأول وهلة في ووهان الصينية، كنت أظنه زائرا عابر سبيل كسابقيه من الضيوف غير المرغوب فيهم، وكنت أوقن أن ورثة علوم ابن سينا لهم من وافر الحنكة والتمرّس ما يجعلهم قادرين على دحر الضيف الثقيل دون رجعة؛ إلاّ أنهم تفاجؤوا بأن الزائر جائحة جائرة (...)
ليلة قبل موعد اللقاء وأنا في طريقي إلى هناك في ساعة متأخرة من الليل، جفناي متثاقلان من شدة التعب بعد طول السفر، استوقفتني اللحظة كي تهمِس شفتاي لنفسي مُتَمتِمةً "ما سبب تواجدي هنا؟ ما حاجتي في حضور هكذا لقاء، وما الذي أرغب في جَنيِه من كلّ ذلك؟"، (...)
ورقة مقالنا هذا ليست بالضرورة نبشا في خبايا تاريخ ملك، ولا هي بتقييم لوضع في فترة من الفترات في بلاد المغرب، بقدر ما هي قراءة ظاهرية لوقائع أحاطت بفترة حكم لرمز من رموز رجالات الأمس القريب. ولعلّ استيعاب مجريات الحاضر يستلزم قراءة صفحات مَن صَنَعوا (...)
المال والبنون زينة الحياة الدنيا، إلاّ أن زينة الحياة قد تتحوّل إلى مسلك للجشع والطمع كمنهاج للفساد إذا ما قُرن المال بالسياسة؛ هذا من جهة، لكن من جهة أخرى ليس هناك من قانون يمنع الشخص الثري من ممارسة حقه المشروع في ركوب بحر السياسة ومزاولته مهامّ (...)
سامحيني أمّي، إذ طالت يد الغدر رقبتي!
كنتُ قد حَللتُ زائرة أنا وصديقتي في رحاب وطنك. . لكن هل لي أن أدرِك أيّ صِنف من البشر أنتَ؟ و بأي حق تسرق منّي حياتي؟ وأي خَطب لي أمام ربّكَ حين يَسألني بأي ذنب قُتِلتُ؟
نادتني طبيعة زُيّنت زُخرفا بقُدرة خالقي (...)
للتجمعيين كانت شرّا لا بدّ منه
نكاد نجزم بأن الأحزاب كمُكون سياسي باتت تتجرّع تبعيات سقم أزماتها، منها ما نزلت بها ومنها ما صنعتها لنفسها بنفسها..أزمات تراكمت لتجعل من هذا المكون السياسي نوادي مُغلقة لا تمثل أي شريحة من شرائح المجمع غير نفسها بدون (...)
! لم أعد أذكر إن كانت تلك لحظات حلم أم يقظة طافت بمخيلتي حول جنباتٍ من شوارع العاصمة الرباط ونحن نجول دون إحراج أو تكليف. حينها كان يلازمني شعور بالرغبة في أن أعاتبك عتابا دون ملامة، وأن أسألك سؤالا دون إلزام. كنتَ قد أشرتَ لي بكلّ فخر واعتزاز إلى (...)
من منظور المقاربة السوسيوتاريخية لمسار الحياة السياسية في المغرب خلال فترة الاستعمار وبعدها، نجد أن الحزب السياسي المغربي عامة وُلد توأماً مع أزمته، بحُكم ظرفية التأسيس منذ أن بادر علال الفاسي ومحمد حسن الوزاني وأحمد بلافريج رفقة آخرين من رجال (...)
في الطريق إلى هناك
اليوم كان أحد أيام أعياد السنة الميلادية، والمكان ساحة من ساحات قلب العاصمة البافاريا ميونيخ؛ حيث زُيّنت شوارعها بمصابيح وكُسِيت جنبات الطرقات بزُخرفِ وأطياف الألوانٍ، أسواق موسمية تَعرِض كلّ ما هو تقليديّ، وإبداع فنيّ، فيه رسائل (...)
منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي والعالم يشهد تحولات جذرية ومتواترة، خصوصا على المستويين السياسي والاقتصادي.
من منّا كان يتوقع انهيار الشيوعية في أوربا الشرقية بتلك السرعة؟ ومن كان يظن أن المفاوضات بخصوص هدم جدار برلين بين قوى النزاع ستنتهي بذاك (...)
موضوع اليوم قد يشدّنا إلى العزف على وترين لكن بنغمة دون نشاز؛ وذلك حين نذكر من جهة الخيبة والإحباط الذي يعكسه المشهد الحزبي في نفوس الكثير من المواطنين، ومن جهة ثانية حين نذكر ما لمسناه مؤخرا في تحركات بعض السياسيين باعتمادهم خطابا من نوع آخر (...)
كان المفكر الدكتور المهدي المنجرة لا يشك ولو للحظة واحدة في أن التغيير آت؛ لكنه كان دائم السؤال عن مدى كلفة هذا التغيير، معتمدا في ذلك على براهين ومعطيات أكاديمية في تحاليله واستنتاجاته في إطار علوم المستقبليات بعيدا عن كل شبهات التنبؤ الادعائي (...)