تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ رحيل الأديب والصديق عبد الرحيم مؤذن، الذي يعد منارة مشعة في سماء النقد الأدبي، أديبا وناقدا وباحثا له إسهامات رائدة في مجالات القصة والرواية وأدب الرحلة، وتشهد على ذلك أعماله المتميزة وإسهاماته في الكثير من الندوات (...)
بين «الفتوة» و»البلطجي» فى قصص نجيب محفوظ
فتوة «العطوف» نموذجا
في الفتوة: بين المراهقة والرجولة/. مصدر «فتو» (بفتح الفاء ورفع التاء وفتح الواو). نقول: فتو يفتو فتوا وفتوة فهو فتي: صار فتى». (المعجم العربي الأساسي) .1988. ص.916.
ولاتقف كلمة الفتوة (...)
كانت السيدة «رودريغيز» أول من يكون هناك.. في هذه الأثناء، لا تغادرها الابتسامة العريضة، وهي تمسح شارع «جان جوريس»، بنظرات حانية، تنتقل، يمينا، نحو قنطرة (بويون كور)، وتستقر، برهة، يسارا، عند محطة «الميترو» مارسيل سامبا. تلتفت السيدة «رودريغيز» إلى (...)
إليك في ذكراك الرابعة عشرة
تحية طيبة
كلما حل شهر شتنبر تذكرت جملتك الأثيرة: «شهر يركب جوادين في اتجاهين متعارضين».. ثم تضيف، باسما،وبصرك ينداح نحو الأفق البعيد: جواد يطير بك نحو الأعلى، والثاني نحو الأسفل.. جواد نحو الحياة، والآخر نحو الموت...آه (...)
تحية طيبة
كلما حل شهر شتنبر تذكرت جملتك الأثيرة: "شهر يركب جوادين في اتجاهين متعارضين".. ثم تضيف، باسما،وبصرك ينداح نحو الأفق البعيد: جواد يطير بك نحو الأعلى، والثاني نحو الأسفل.. جواد نحو الحياة، والآخر نحو الموت...آه ..." لو كان الموت رجلا (...)
لماذا لم يتوقف حمير جدتي دقيقة واحدة، كما توقفت الطاحونة والحافلة والعداد.
- سأصل... سأصل، ولو قضيتُ - إذا أراد الله ذلك - مائة سنة
- وماذا سنفعلُ بالطائرات و الباخرات و...؟!
- ذلك شأنكم.
أطبقت جدتي شفتيها بحزم، لكنها عادت إلى القول وهي (...)
1_ أحلم بقاص كما ولدته أمه.
2_ أحلم بقاص يأكل من عرق قصصه.
3_ أحلم بقاص يعرف عدد أشجار بلدته- سعال جاره- أموات المقبرة القديمة، موقع المقبرة الجديدة، ألوان ماء النهرتبعا للفصول،ذباب الصيف وذباب الشتاء..
4_أحلم بقاص يكتب عن الحب.
5_أحلم بقاص أكمل (...)
هذه أسماء عزيزة على الفكر والوجدان.. الموت غيب بعضها، والنسيان النابع من أمية أدبية متفشية، أجهز على الباقي.. منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، والأحوج إلى الرثاء هم الأحياء قبل الأموات.
مبارك الدريبي، قاص لم يدخل الجامعة، أو معهدا عاليا، وفضل دخول (...)
وإذا انتقلنا إلى [الكلاسيكية]، كتابة ومصطلحا، فإننا ننتسب، بالضرورة، إلى الحداثة. فالمصطلح غلب عليه القدح، أو السلب، من قِبَل ذهنيات متخلفة تتعامل مع القصة كما تتعامل مع أنواع الصابون!
الكلاسيكية لا تعني القِدم [في المعجم «الكلاسيكي» يعني الأثر (...)
إصدار كتاب (1 ) نظري حول القصة القصيرة ليس بالهين. فالحديث عن [كيفية القول] وهي جوهر العملية الإبداعية عوض الحديث [محتوى القول] وهو القاسم المشترك بين كل الخطابات أقول، إن هذا الحديث يحتاج إلى مران وتمرس وذخيرة فكرية وإبداعية. وأعتقد أن الكتاب قد (...)
صدر للعلامة عبد الهادي التازي مؤلف هام1- في جزءين-عنونه ب:(رحلة الرحلات - مكة في مائة رحلة مغربية ورحلة) ،واهتمام عبد الهادي التازي بالرحلة والرحالين، من تحصيل الحاصل، غير أن اهتمامه المونوغرافي يستحق وقفة خاصة، وهذا ما سنحاول إبرازه في هذا (...)
بالرّغم من الانتعاش الكمّي، على الأقل، الذي عرفه الإبْداع المغربي في العقدين الأخيرين، فإن سؤالاً جوهرياً يطْرح باستمرار، في مناسبات عديدة ولقاءات مختلفة. إنه سؤال الخصوصية الذي يستمدّ شرعيته من مرجعية هذا الإبداع التاريخية، فالأجناس الأدبية، شعراً (...)
1- يوم الجلمود: ... وفيه ألقم عبدالكريم بارودته بحجر القلب. وقال: باسم الله مجراها ومرساها.. وارتفعت الأيدي بأغصان الشجر. وشواهد السبابة. وفلكة المغزل. وعصي الرعاة. وعكاكيز الشيوخ.. وكان ما كان..
2- يوم العمامة:... وفيه تحولت العمامة إلى قماط لرضيع (...)
لعل أهم سِمَة مَيَّزت سنة 2008 ثقافيا، تجسدت في المفارقة. إنها سنة المفارقة بامتياز، وملامح هذه المفارقة يمكن إجمالها في التالي:
1) مفارقة مفهوم الثقافة ذاته، فالثقافة لم تعد تعني التوحُّد أو الانسجام (معسكر ثقافي معين) ولا الوظيفة المحددة (...)
ظاهرة السينما في المغرب، حاليا، تحتاج إلى وقفة تأمل، ولعل أهم ملامح هذه الظاهرة الملامح التالية: 1- إنها ظاهرة موسمية ترتبط بالمهرجان والأسبوع والتظاهرة الوطنية والدولية. 2- وهذه الظاهرة تقوم على المفارقة الواضحة للعيان. أ) مفارقة الإنتاج المتزايدة، (...)
ألم يئن الأوان لوضع معجم للأجناس الأدبية تمسح المدونة الأدبية العربية، المكتوبة والشفهية، في الماضي والحاضر استشرافا للمستقبل. الدافع إلى طرح هذا الكلام يتجسّد في الآتي: 1 المعجم، كيفما كان نوعه، هو بمثابة دليل لمستعمله يمنح عن الخطأ من جهة، ويقوده (...)
صورة مرعبة تتكرر عند اشتعال الضوء الأحمر. تتوقف السيارات والدراجات والشاحنات، ويخرج من صلب كل ذلك بائعو العصي المصفوفة في كراطين صغيرة، أو المحمولة على سواعد يافعين ومراهقين لايتوقفون عن اللف والدوران حول السيارات وسائقيها بحركات استعراضية توحي (...)
تحتاج نتائج الأبطال المغاربة ب «بكين» من ذوي الاحتياجات الخاصة الى وقفة تأمل مشوبة بالاحترام والتقدير لإنجازاتهم المبهرة! وهذه الوقفة تحيل، بالضرورة على الألعاب السابقة، أو الخيبات السابقة التي حصدها «أبطال بدون مجد» حاولوا ستر المستور بالغربال، (...)
صورة الشّاحنة المجنونة، وهي تخترقُ سُور المقبرة، أشْبه بدابّابة تدُكُّ كلَّ ما صادفَها في طريقها من إنسان وحيوان ونبات وجماد!!
إنها حرْبُ الطّرق التي لم تعد مقْصورةً على الطرق العادية، مُسفلتَة أو غير مسفلتة، بل امتدّت إلى فضاءات لاعلاقة لها (...)
عودة الشهداء إلى الوطن عودة للحياة في أجلى صورها ومعانيها، إنهم، على حد تعبير أحد الشعراء الفرنسيين، أشبه بالمطر الذي يعود إلى الأرض والشهداء مطر الأرض التي تعود إليها الحياة مع القطرات الأولى من كل موسم، موسم الأمطار أو موسم الشهداء.
لكن الشهداء (...)
لَعَلَّك تَذْكُر «عُمر الحبْشي» وهو مازال آنذاك، يترسّمُ خَطواته الأولى على أوراق
دفتر الرسم الشهير بغلافه الرَّمادي الحامل لصوره ديك مبجَّل ذي نظرة جانبية حادة أو مُتحفزة.. وكان فضاء سينما الرِّياض مرتعا للتجارب الجريئة وكنت حانيا على تخطيطاته (...)
ل «الرَّادْيُو» في رمضان سِحر خاص، ووظائف متعددة. فنحن جيلُ «الراديو» قبل أن يعم التلفاز المنازل والفضاءات. يكمن السحر الخاص ل «الراديو» في نشره للألفة التي يشيعها في المكان وكأنه ضيفٌ عزيز نستجل حضوره كل وقت وحين، ويُصبح «الراديو» بذلك فرداً من (...)
أما الرَّاوي الثاني، فهو «بّا أحمد» الذي كان يعرفه الكبير والصغير. سيُصبحُ، في وقتٍ لاحق بَائع بخُور بعربةٍ صغيرة، ولباسُه الذي لم يتغير: العمامة المشجَّرة بالأصفر، والجبةُ البيضاء القصيرة الأكمام، والشارب الْهتليري موضةالخمسينيات، وبداية الستينيات (...)
أجواء رمضان هي أجواء الحكاية بامتياز. ولا يقتصر الأمر على الليل، بل يمتد إلى النهار خاصة بعد العصر. وبالرغم من دور وسائل الإعلام، خاصة الراديو، في نشر الحكاية، بأنماطها المختلفة، بين الفئات الاجتماعية داخل البيوت أو غيرها، فإن ذلك لا يُعوض اللقاء (...)