تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ رحيل الأديب والصديق عبد الرحيم مؤذن، الذي يعد منارة مشعة في سماء النقد الأدبي، أديبا وناقدا وباحثا له إسهامات رائدة في مجالات القصة والرواية وأدب الرحلة، وتشهد على ذلك أعماله المتميزة وإسهاماته في الكثير من الندوات والملتقيات الوطنية والدولية . عبد الرحيم .. وداعا بهذه السرعة وأنتَ الذي كنتَ تولدُ مع كل نص جديد حينما تكتشفُ أن الحياة نهر ممتد في الروح والمآثر .. وأنتَ قد تركتَ أنهرا تجري وتسقي القراء مما تركته خالدا وحاضرا.. ألَمْ تكن سبّاقا في التأسيس للدرس الرحلي ومجددا في السرد القصصي للكبار والصغار وفي النقد القصصي الجدري والعميق .. أوَ لمْ تكن مناضلا ثقافيا تجوب البلاد طولا وعرضا لاستكمال رسالتك ، أستاذا جامعيا باحثا وأديبا مثقفا وفاعلا جمعويا يضحي بوقته وراحته وصحته وماله من أجل أفكار جميلة نؤمن بها جميعا . نعرف أنك رحلتَ ولم ترحل ، لأن مشاريع أخرى كنت تفكرُ فيها ولم يُمهلك الموت كي تنجزها ، قلق كبير في النفس وغيرة على ثقافتنا وحياتنا التي قاومتَ في البحث لها عن معنى روحي عميق. فوداعا ، عبد الرحيم ، أيها الصديق . وبهذه المناسبة الأليمة فإن الجمعية المغربية للبحث في الرحلة ومختبر السرديات ونادي القلم المغربي وكل أصدقاء المرحوم يتقدمون بأحر التعازي لأسرة الفقيد وللمثقفين المغاربة في هذا المصاب الجلل، راجين من الله تعالى أن يتغمد روح أستاذنا الفاضل بالمغفرة، ويسكنه فسيح جنانه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.