من المتفق عليه عند كل المهتمين بتاريخ العلوم أن أوروبا أنجزت قفزة نوعية هائلة لما تخلصت من مقولات أرسطو في الفيزياء وأحيت من جديد فيزياء أرخميدس الرياضية والتجريبية. لم يتأت لها ذلك بسهولة إذ عارضت سلطات الكنيسة تلك النقلة الفكرية بقوة وحاولت (...)
لما تطرقتُ في السنة الماضية بموقع هسبريس لموضوع "السماوات والأرض في القرآن"، اندهشت للغموض الذي ظل يلف النماذج الفلكية للبطروجي كما عبر عنه المعلقون، ومن بينهم دكتور في الهندسة. انتبهت إذاك إلى أن مخطوطة "كتاب في الهيئة" للبطروجي لم تُحقق ولم تُنشر (...)
منذ انفتاح العرب القسري على دول أوروبا وتبني تقنياتها (ومن بينها الاقتراع وصناديقه) دون استيعاب ولا تقبل لجذور ثقافتها الثرية، منذ ذلك الحين والمفكرون العرب يطرحون سؤالا مؤرقا دون أن يجيبوا عليه بشكل مقنع: لماذا تأخر العرب وتقدم غيرهم بينما كانوا (...)
في العشرين من فبراير 2020 طالعنا موقع هسبريس بمقال عنوانه "نهاية الإسلام المزيف.." للسيد نور الدين برحيلة. يبدأ هذا المقال بالتعبير عن حلم عريق في القدم إذ بات يراود سبات المسلمين ويقظتهم منذ ظهور الإسلام. باتوا وأصبحوا وأمسوا وهم يُعَبِّرون عن (...)
طالعتنا أسبوعية الأحد (Le Journal Du Dimanche) يوم 27 أكتوبر 2019 باستفتاء للرأي العام الفرنسي كشف عن اتساع الهوة بين ما يصرح به رئيس الدولة، إيمانويل ماكرون، وما يتبناه الفرنسيون كموقف تجاه العلمانية وما يلزم القيام به فيما يتعلق بالشؤون (...)
قبل عقدين من الزمن تفضل الفقيد الدكتور محمد عابد الجابري بنشر مقال مطول بمجلة ”فكر ونقد“ كنت قد تطرقت فيه لأهم المراحل التي عرفها علم الفلك وعلم الهيئة قبل الثورة الكوپرنيكية، أي قبل أن يحل الفضاء الرحب وعلومه محل عالم أرسطو المنغلق الذي كانت تلفه (...)
بداية أود توضيح منطلقاتي: لا نتقن نحن المغاربة لا الدارجات ولا أية لغة تعلمناها، وبالتالي لسنا متمكنين من استخدام أداة التلقي والتفكير السليم ثم التفاهم. فلا العربية لغة نتقنها إلى حد استعمالها بطلاقة في كل مناحي حياتنا، ولا دارجاتنا المتعددة (...)
أعتقد أن لصفات الإله، الذي نقدسه، علاقة وطيدة بمجموعة القيم العليا التي نحترمها وقدرة على وصف ما نصبو إليه.
تُعلِّمنا التجربة اليومية أن الكمال مجرد أمل لا نستطيع تحقيقه بعالمنا هذا. من المستحيل أن نتصف بأوصاف إلهية (مثل القدرات الخارقة للعادة (...)
يقر المسلمون بتعددية القراءات وبأن القرآن أُنْزِل على سبعة أحرف وأجمعوا ضمنيا (ولو بشكل مؤقت) على قراءة حفص كما قننتها الهيئة الأزهرية المكلفة في عهد الملك فؤاد الأول بالإشراف على طباعة المصحف بالقاهرة سنة 1924، قبل توزيعه على نطاق واسع. والحق أن (...)
خلافا لما سجله التاريخ عن عثمان بن عفان فإن الألمان لا يحرقون ما احتفظ لنا به الماضي من تحف قرآنية. نراهم يبذلون جهودا جمة ويكرسون الخبرات والمال لجمع هاته التحف ولدراستها بعناية ودقة ولحفظ كل ما خُطِّط منها، مستعينين في ذلك بأفضل الوسائل والتقنيات (...)
منذ الإستقلال والمغرب يدأب في مسيرة موفقة - وإن لم تخل من عقبات وصراعات وتعثرات - هدفها إقامة دولة القانون. قانون توضحت إلى حد بعيد أصوله وفروعه وحذافير فصوله وفي نفس الوقت أوجه قصوره. نعلم اليوم أن المشرع الرسمي لهاته القوانين هو البرلمان أو من (...)
إن التقدمين والتقدميات من المسلمين والمسلمات ليراوغون أنفسهم كي لا يعترفوا بهشاشة منطلقاتهم الفكرية.
أعتقد أن فقه المقاصد مأزق تورط فيه العديد من التقدميين والوسطيين المغاربة بعدما فتح أبوابه الدكتور محمد عابد الجابري. قد نعتقد أنه قام باجتهاد يشكر (...)
أعتقد أن إخواني المسلمين (إخواني في الإنسانية) يواجهون اليوم مجددا بابا مسدودا بعدما سلكوا مآزق متعددة من بينها ما سمي بالنهضة (الكواكبي، الأفغاني، محمد عبده...) تلتها بعد الاستقلال ما سمي بالتقدمية (الجابري وأركون كآخر مُمَثِّلَيْنِ لهذا التيار) ثم (...)
في العاشر من هذا الشهر، قدمت لنا مدارت هسبرس مقالا بعنوان “الكنبوري يدعو إلى تدريس آيات الجهاد في مناهج العالم العربي”. مقال ينم عن جرأة كبيرة لمواجهة واقعنا التاريخي واليومي بقدر من الصدق لا يستهان به. فالدكتور الكنبوري مُصيب لما يعترف بأن القرآن (...)
ليس بمقدور البرقع ولا اللثام ولا الحجاب ولا البوركيني بفرنسا أن يخفوا على أنظار عالمنا اليوم المكانة المخصصة للمرأة داخل منظومة القيم الإسلامية، شرقا وغربا لئلا تتناكح مع غير المسلمين ويختلط النسل وتتخذ المسلمات أولياء خارج الأمة الإسلامية. لا يمكن (...)
في نهاية الشهر الحالي (أبريل 2016) سيعقد حزب “البديل لألمانيا” Alternative für Deutschland مؤتمرا فيديراليا لمناقشة أرضيته السياسية التي سيكون لها ولا شك وقع على ما سيحدث بألمانيا في السنوات المقبلة. نظرا لأهمية الأصوات التي استقطبها هذا التيار (...)
منذ أن صدرت التعليمات الملكية لمراجعة برامج التربية الدينية ومقرراتها، تفضلت هسبريس بنشر عديد من المقالات المتنوعة حول هذا الموضوع. وآخر ما اطلعت عليه هو البحث المفصل في مقالين للدكتور مصطفى بن حمزة، عضو المجلس العلمي الأعلى، الذي تطرق فيه بإسهاب (...)
لقد طالعنا الأستاذ بنسالم حميش بمقال نشرته هسبريس في السادس من فبراير 2016 تحت عنوان ( "هؤلاء "المدجنون الجدد" المجارون للأوساط "الإسلاموفوبية") انتقد فيه مجموعة من الصحافيين والكتاب بالفرنسية ذوي الأصول العربية أو الشمال-إفريقية واعتبرهم كمرتمين (...)
بعد انهيار الكتلة الإشتراكية وسقوط الحواجز التي كانت تمنع شعوبا أوروبية شرقية من التحالف مع الغرب والتعامل معه، تنبأ هانتينتون بالعودة إلى مواجهات عتيقة : إلى ما سماه 'صدام الحضارات'. من حقنا التشكيك في هاته التسمية ونعت الخراب المترتب عنها بصدام (...)
أود هنا توضيح قناعتي وتبريرها في نفس الوقت. أعتبر الديانات تعبيرا عن تخوفاتنا البشرية المشتركة وعن رعبنا مما يهددنا من فتن ومن عنف، غامض المنبع، ولكنه ملموس وحقيقي، نعايشه من خلال تجاربنا الراهنة والتاريخية.
إن العنف وإرهابه متواجدان بعالمنا (...)
قبل أن أتطرق لصلب الموضوع أود أن أشرح العنوان لمن لا يتقن الدارجة المغربية. فعبارة “ما تعيبنيش آ خويا” تعني أصلا “لا تقلدني يا أخي”. ولقد وقع اختياري على هاته العبارة الدارجة لأنها تدلنا على حكمة شعبية عميقة مفادها أن التقليد بين الإخوة غالبا ما (...)
نقرأ بمقدمة كتاب "نحن والتراث"، للأستاذ الجابري أن بن رشد أقام قطيعتين : قطيعة مع الفكر المشرقي، وهذا ما نتفق عليه، وقطيعة ثورية ثانية لنا فيها نظر. ونصه المتطرق لهاته القطيعة الثانية هو كما يلي (1) :
" 2 - لم يقطع ابن رشد مع الروح السينوية وحدها بل (...)
قبل بضعة أيام كتب الدكتور مَحمد الراجي مقالا بجريدة هسبريس تحت عنوان “الجذور الاسلامية لأصول الحداثة اللبرالية”. من بين ما يحتويه نصه، هناك مقولة تاريخية وعلمية حاول الكاتب من خلالها إقناع القراء أن الفلكي إبن الشاطر الدمشقي هو مُلْهم كوبرنيك (...)
في الثاني عشر من شهر يوليوز 2015 طالعنا الأستاذ بنسالم حميش بمقال نشرته هسبريس تحت عنوان “الإصلاح الديني مجددا”. من قراءته يتجلى أن السيد حميش لا ينفذ إلى تفحص الأسس المغشوشة التي ينبنى عليها فكره كما ينبني عليها فكر من يعارضهم وينتقدهم مع تسمية (...)
مباشرة بعد نشر الدكتور محمد عابد الجابري لكتابه "العقل الأخلاقي العربي" أرسلت له نصا نقديا قصد نشره بمجلة “فكر ونقد” التي كان يشرف على تحريرها. كان جوابه وجيزا جدا : “لم يحن بعد وقت نشره”. والآن وقد مر ما يناهز أربعة عشر سنة على نشر هذا الكتاب وخمس (...)