جسر جوي جديد بين تشنغدو ودبي.. دفعة قوية لحركة التجارة العالمية    حصاد وفير في مشروع تطوير الأرز الهجين بجيهانغا في بوروندي بدعم صيني    البوليساريو تنهار… وتصنيفها حركة ارهابية هو لها رصاصة رحمة    لماذا يستحق أخنوش ولاية ثانية على رأس الحكومة المغربية؟    سانشيز يشيد بتعاون المغرب لإعادة الكهرباء    مالي والنيجر وبوركينافاسو.. جلالة الملك يستقبل وزراء خارجية دول الساحل    أسعار الذهب تبصم على ارتفاع كبير    رئيس الحكومة الإسبانية: استعدنا 50% من إمدادات الكهرباء.. ونعمل على استرجاع الوضع بالكامل    الأمن يفكك شبكة إجرامية متخصصة في تأسيس شركات وهمية والتزوير    "حريق تغجيجت" يوقف 4 قاصرين    عضو في الكونغرس الأمريكي يؤكد دعم "انتفاضة الشعب التونسي" ضد قيس سعيّد    اضطرابات في مطارات المملكة بسبب انقطاع التيار الكهربائي في إسبانيا    الملك يستقبل وزراء خارجية بلدان تحالف دول الساحل    الملك محمد السادس يهنئ بنكيران    ببلوغ نهائي كأس إفريقيا للأمم .. "لبؤات الفوتسال" يتأهلن إلى المونديال    فاتح ذي القعدة غدا الثلاثاء بالمغرب    حصيلة الدورة 30 للمعرض الدولي للنشر والكتاب    انقطاع الكهرباء في إسبانيا والبرتغال وفرنسا يوقف خدمة الإنترنت لشركة أورونج في المغرب    وزير العدل.. مراجعة الإطار القانوني للأسلحة البيضاء أخذ حيزا مهما ضمن مشروع مراجعة القانون الجنائي    التوفيق: إجمالي المكافآت التي قدمتها الوزارة للقيمين الدينيين في 2024 بلغ مليارين و350 مليون درهم    برلمانات الجنوب العالمي تعوّل على منتدى الرباط لمناقشة "قضايا مصيرية"    "الأخضر" ينهي تداولات البورصة    تداعيات الكارثة الأوروبية تصل إلى المغرب .. أورنج خارج التغطية    مهنيو الصحة بأكادير يطالبون بحماية دولية للطواقم الطبية في غزة    الكهرباء تعود إلى مناطق بإسبانيا    ‪بنسعيد يشارك في قمة أبوظبي ‬    الرياح القوية تلغي الملاحة البحرية بميناء طنجة المدينة    دوري أبطال أوروبا.. إنتر يواجه برشلونة من دون بافار    شبهات هجوم سيبراني بخصوص الشلل الكهربائي الشامل في إسبانيا    نزهة بدوان رئيسة لمنطقة شمال إفريقيا بالاتحاد الإفريقي للرياضة للجميع    يضرب موعد قويا مع سيمبا التنزاني .. نهضة بركان في نهائي كأس الكونفيدرالية الإفريقية للمرة الخامسة في العقد الأخير    أزيد من 3000 مشاركة في محطة تزنيت من «خطوات النصر النسائية»    الدار البيضاء.. توقيف عشريني بشبهة الاعتداء على ممتلكات خاصة    بوتين يعلن هدنة مؤقتة لمدة ثلاثة أيام    منتدى الحوار البرلماني جنوب- جنوب محفل هام لتوطيد التعاون بشأن القضايا المطروحة إقليميا وقاريا ودوليا (ولد الرشيد)    منظمة الصحة العالمية: التلقيح ينقذ 1.8 مليون شخص بإفريقيا في عام واحد    مزور يؤكد على التزام المغرب بتعزيز علاقاته الاقتصادية مع الصين في إطار المنتدى الصيني العربي    أزيد من 403 آلاف زائر… معرض الكتاب بالرباط يختتم دورته الثلاثين بنجاح لافت    هشام مبشور يفوز بلقب النسخة الثامنة لكأس الغولف للصحافيين الرياضيين بأكادير    مصر تفتتح "الكان" بفوز مهم على جنوب إفريقيا    ترايل أمزميز.. العداؤون المغاربة يتألقون في النسخة السابعة    ندوة توعوية بوجدة تفتح النقاش حول التحرش الجنسي بالمدارس    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    انطلاق جلسات استماع في محكمة العدل الدولية بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية    خط جوي مباشر يربط الدار البيضاء بكاتانيا الإيطالية    دراسة: متلازمة التمثيل الغذائي ترفع خطر الإصابة بالخرف المبكر    بريطانيا .. آلاف الوفيات سنويا مرتبطة بتناول الأغذية فائقة المعالجة    اختيار نوع الولادة: حرية قرار أم ضغوط مخفية؟    شهادات تبسط مسار الناقدة رشيدة بنمسعود بين الكتابة والنضالات الحقوقية    "جرح صعيب".. صوت عماد التطواني يلامس وجدان عشاق الطرب الشعبي    مي حريري تطلق " لا تغلط " بالتعاون مع وتري    العرائش: عزفٌ جنائزي على أوتار الخراب !    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    منصف السلاوي خبير اللقاحات يقدم سيرته بمعرض الكتاب: علينا أن نستعد للحروب ضد الأوبئة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السماوات والأرض في القرآن
نشر في هسبريس يوم 22 - 08 - 2019

قبل عقدين من الزمن تفضل الفقيد الدكتور محمد عابد الجابري بنشر مقال مطول بمجلة ”فكر ونقد“ كنت قد تطرقت فيه لأهم المراحل التي عرفها علم الفلك وعلم الهيئة قبل الثورة الكوپرنيكية، أي قبل أن يحل الفضاء الرحب وعلومه محل عالم أرسطو المنغلق الذي كانت تلفه أفلاك يمكن مقارنتها بقشرات البصل. قشرات سميكة وشفافة اعتبر علماء الهيئة لُحمتَها مرصعة بالشمس والقمر والكواكب والنجوم. فالقشرة الخارجية كما وصفها أرسطو وابن رشد مرصعة بما يسمى النجوم الثابتة. ليست ثابتة بمعنى أننا لا نرى لها حركة حول أرضنا بل بمعنى أن مكانها بالنسبة لبعضها البعض لا يتغير في ظرف حياة إنسانية بأكملها. فكوكبة الدب الأكبر مثلا، مجموعة من النجوم نراها على نفس الصورة رغم حركتها الظاهرة حول أرضنا. ويلاحظ كل مراقب لأحوال السماء أن تلك الكوكبة ترسم دورة كاملة حولنا في ظرف يوم وليلة (من الشرق نحو الغرب). ولاحظ راصدو النجوم منذ أقدم العصور وبكل ثقافات العالم أن هاته النجوم الثابتة تتحرك كذلك ببطء من الغرب نحو الشرق (بقدر درجة تقريبا كل يوم). ولم يفت هؤلاء المراقبين الانتباه إلى كواكب سيارة لا يبتعد مدار كل واحد منها إلا قليلا عن مسار القمر بالسماء. وهي ما سماها القدامى بالكواكب السيارة.
ولقد اعتبر المتقيدون بنظريات أرسطو في الفيزياء أن الأرض مستقرة بالضبط في وسط هاته الكرات العظيمة رغم أن كل المهندسين من الإغريق، ومنهم زملاء لأرسطو، كانوا قد أقاموا الدليل الرياضي على استحالة ذلك. ولقد قام أرسطرخس الساموسي بتقدير حجم القمر والشمس بالنسبة للأرض. ودلت ترجمة حساباته للعربية أجدادنا، الذين كانوا يدرسونها كمدخل لعلوم الفلك، ومن بينهم ابن رشد وابن ميمون القرطبيان، على أن القمر أصغر من الأرض وقريب منها بينما الشمس أعظم بكثير ولكنها أبعد من القمر. وأفضل دليل على ذلك هو أن القمر يحجب نور الشمس أثناء مروره ما بين الأرض والشمس. ويخبرنا أرخميدس أن أرسطرخس استنتج من نتائج حساباته الهندسية أن أرضنا الضئيلة هي التي تدور حول الشمس العظيمة وأن النجوم بعيدة عنا بحيث لا يُشَكل مسارنا حول الشمس خلال سنة سوى ما يشبه النقطة بالنسبة لدائرة عظيمة تفصلنا عن تلك النجوم. لكن أهل القرون الوسطى، سواء كانوا يهودا مثل ابن ميمون أم مسلمين أم مسيحيين، لم يأخذوا بمنطق أرسطرخس وإنما بفيزياء أرسطو التي بين أرخميدس أنها مغالطة (راجع نظريتهما مثلا في الفلك المشحون كيف يطفو رغم ثقله وكيف يمكن جره بسهولة نحو رصيف الميناء ).
موضوع اليوم
أعود اليوم لموضوع له صلة بما كتبته في ذلك الوقت للوقوف على ما ورد بالمصحف في سياق ذكره للسماوات والأرض ومحتوياتها المادية. فالقرآن لا يهتم بالجنة والنار فقط أو بالحياة الدنيا وما يقابلها من حياة الآخرة، بل يتطرق كذلك لموجودات يمكننا معاينتها بالعين المجردة وبنفس الطريقة مهما اختلفت ثقافتنا ومعتقداتنا عبر الزمان والمكان. سأكتفي في هذا المقال بآيات محدودة وبكلمات معدودة، بصيغة المفرد والجمع. وإليكم الكلمات التي انتقيتها في هذا المقام مع نتائج البحث عن ورودها بالقرآن (عدد الآيات التي ذكرت بها هاته الكلمة وليس تعداد الكلمة نفسها والتي قد تتكرر بنفس الآية) :
أرض : 444 ، أراضي : 0 سماء : 125 ، سماوات : 188 جو : 1 ، أجواء : 0 شمس : 32 ، شموس : 0 قمر : 26 ، أقمار :0 نجم : 5 ، نجوم : 9 كوكب : 3 ، كواكب : 2 برج : 0، بروج : 4 جبل : 6 ، جبال : 32 راسٍ : 0 ، رواسي : 9 الطُّورَ : 8 سهل : 0 ، سهول : 1 بحر : 38 ، بحار : 2 يَمٌّ : 3 محيط : 0
كان بالإمكان أن أضيف كلمات مثل الغيم والغمام، الريح والرياح، النهر والأنهار، الوادي والوديان، العين والعيون، الماء والمياه، السيل… ومفردات أخرى من هذا القبيل إذ تعبر عن موجودات مادية ذكرت بالقرآن. أترك الفرصة لمن لهم رغبة في إتمام هذا العمل للقيام بجرد كامل لكل الماديات المذكورة بالمصحف.
لاحظتم ولا شك أن مفرداتي هاته لا تتلاءم كلها مع ما كان متعارفا عليه أيام النبوة. فالشمس والقمر بصيغة الجمع من مستجدات علم الفضاء بعصورنا إذ اكتشفنا أن الشمس ليست وحيدة في الكون بل لها ملايير من الأخوات (الأصغر والأكبر منها) وأنه يمكننا اعتبار أغلبية النجوم كشموس. لقد اعتدنا اليوم على القول بأن أقرب النجوم إلينا هي شمسنا. وتعج سماؤنا بأقمار صناعية بعدما كان القمر بها مفردا. لهذا السبب لا معنى للبحث عن كلمة شموس أو أقمار لا بقاموس القدامى ولا بالمصحف. على عكس ما تقدم، أعتقد أن هنالك ما يبرر البحث عن كلمة محيط (بصيغة المفرد فقط) لأنها واردة بتصورات تلك الأزمنة. فالمحيط عند القدامى هو ذلك البحر المطوِّق للمعمورة على خلاف البحار المتعددة الأخرى التي تعد فاصلة بين مناطق مختلفة من اليابسة. فكلمة محيط بمعنى البحر المحيط غير واردة بالمصحف. وبالطبع لا نعثر به على كلمة تعني المحيطات كما هي متداولة بيننا اليوم.
للأرض صيغة جمع لم نعد نستخدمها
قد نستغرب أول وهلة لعدم ورود كلمة ”أراضي“ بالقرآن. لكن تخمينا بسيطا يجعلنا ننتبه إلى أن هذا الجمع لا يعني نُسَخاً متعددة لأرضنا برمتها وإنما أجزاء منها فقط (أراضي شاسعة أو زراعية على سبيل المثال). وإذا تفحصنا كتب الحديث والتفاسير وعلم الهيئة وجدنا القدامى يستخدمون كلمتان مختلفان كجمع لكلمة أرض : ”أرَضين“ و ”أرْضون“. وكان لهاذين الجمعين معاني متعددة منها ما اتفقنا اليوم على تسميته ب“أراضي“ أو ”مناطق“ مختلفة من الأرض. أما المعنى الثاني فقد نسته أجيال عديدة قبلنا، نسيانا يكاد أن يصبح اليوم تاما ونهائيا.
ففي سياق تفسير ما جاء بالآية 12 من سورة الطلاق (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ …) يورد المفسرون والرواة، ومن بعدهم علماء الهيئة، مفاهيم لم نعد نتصورها اليوم. ففي أغلب الكتب يعثر الباحث عن رواية مطولة ومتشعبة يمكن إيجازها كما أقتبسها لكم هنا من تفسير الطبري :
[بينما النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم جالس مرّة مع أصحابه، إذ مرّت سحابة، فقال النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم "أتدرون ما هَذَا؟ هَذِهِ العنَانُ، هَذِهِ رَوَايَا الأرْضِ يَسوُقُهَا اللهُ إلَى قَوْمٍ لا يَعْبُدُونَهُ"؛ قال: "أَتدْرُونَ مَا هَذِهِ السَّمَاءُ؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "هَذِهِ السَّمَاءُ مَوْجٌ مَكْفُوفٌ، وَسَقْفٌ مَحْفُوظٌ"؛ ثُم قال: "أَتَدْرُونَ مَا فَوْقَ ذَلِك؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فَوْقَ ذَلك سَمَاءٌ أُخْرَى"، حتى عدّ سبع سموات وهو يقول: "أَتَدْرُونَ مَا بَيْنَهُمَا؟ خَمْس مِئَةِ سَنَةَ"؛ ثم قال: "أَتَدْرُونَ مَا فَوْق ذَلك؟" قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: "فَوْقَ ذَلِكَ الْعَرْشُ"، قال: "أتدرون ما بينهما؟" قالوا: الله ورسوله أعلم قال: "بَينَهُمَا خَمْسُ مِائَةِ سَنَةٍ"؛ ثُمَّ قَالَ: "أَتَدْرُونَ مَا هذِهِ الأرْضُ؟ قالوا: الله وَرَسولُهُ أَعلم، قَالَ: "تَحْتَ ذِلكَ أَرْضٌ"، قال: ”أَتَدْرُونَ كَمْ بَيْنَهُمَا؟“ قَالُوا: الله وَرسوله أَعلم. قال: "بَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ خَمْسِ مِئَةِ سَنَةٍ“، حتى عدّ سبع أرضين…]
لا يهمنا مدى صحة هاته الرواية ولا ما رافقها من تفاصيل أخرى. المهم أنها تعبر عن فهم للكون تداوله القدامى فاستعملوا عبارة ”سبع أرضين“ التي لم تعد متداولة اليوم.
علما أن القرآن لم يتنزل مذيلا بقاموس أو بموسوعة تشرح معاني كلماته، لا مفر لنا من الاعتماد أولا على الاستعمالات المتعددة لنفس الكلمة بالمصحف كي نستقي معناها قدر المستطاع منه أو نستشفها فقط. ولما تكون الكلمة فريدة وحيدة بالمصحف، لا يسعنا سوى الاعتماد على ما ورد بكتب حررت بعد نزوله بمدة من طرف أشخاص مثلكم ومثلي، أي غير معصومين من الخطأ. وهذا ما سنراه للتو.
الرتق والفتق
الأنبياء - الآية 30 : أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا…
لا نعثر اليوم علي أي تداول لكلمة رتق في حق السماء والأرض. وتخبرنا القواميس أن عبارة ”رتَقَ القميصَ“ تعني خاطه. فالرتق إذن هو عكس الفتق. لذا يلزمنا مراجعة كتب المفسرين القدامى لنقف على فهمهم، في عصرهم، بأن السماء والأرض كانتا ملتصقتين وملتحمتين قبل أن يقوم الخالق بفصلهما.
وتحتوي اللوحات الفخارية التي احتفظت بها أطلال ما بين النهرين على قصيدة مكونة من ألف سطر تقريبا كتابتها مسمارية. وبدايتها ”عنوما عليش“ التي ترجمها المختصون في اللغة الأكادية بعبارة ”لما في علٍ“. تدلنا هاته القصيدة على أن أهل بابل كانوا يعتقدون بأن المياه العذبة والمالحة كانت ممتزجة تُجسدها تيامات (أم كل شيء). دام ذلك حتى عهد الإله مردوخ الذي قارع تيامات وتمكن من التغلب عليها ثم فصل جسدها إلى جزأين فأصبح أعلاهما سماء (بمعنى ماء عذب يتنزل مما سما) والجزء الثاني تجمع ليُكَوِّن بحرا مالحا بالأسفل. وكلا البحرين يلتقيان ولا يمتزجان. فخلق مردوخ بعد ذلك الأرض الراسية على البحر ثم خلق ما عليها وما بالسماء وكذلك الرياح التي تفصل بينهما. أسطورة شعرية تستحق الترجمة والتحقيق ليعلم أبناؤنا أن خيال الشرق الأوسط خصب مثلما هو حال الخيال الميثولوجي عند الإغريق والرومان. إنهم بشعريتهم على إبداع آلهتهم لقادرون.
الأرض والميد والرواسي
وبصدد كلمة الرواسي بمعنى الجبال نلاحظ كذلك أننا لم نعد نستخدم سوى مشتقات من أصلها لما نقول ”الزوارق راسية على مقربة من الشاطئ“ أو لما نتحدث عن ”المرسى“.
فصلت - الآية 10 : وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ
ق - الآية 7 : وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ
المرسلات - الآية 27 : وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاءً فُرَاتًا
الحجر - الآية 19 : وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
الرعد - الآية 3 : وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا …
النحل - الآية 15 : وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
الأنبياء - الآية 31 : وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ
النبإ - الآيتان 6 و 7 : أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا
الرعد - الآية 3 : وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا …
جاء بتفسير الطبري ما يلي : حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سعيد، عن قتادة (أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَادًا) أي بساطا.
لم أفهم في صغري ولا شبابي كيف يمكن للجبال أن تكون أوتادا بينما هي بارزة. اتضحت الرؤية عندي بعض الشيء لما طالعت تاريخ الحضارات القديمة فيما بين النهرين وعلى شواطئ النيل. كان البابليون والمصريون يتصورون الأرض طافية على الماء وكي لا تميد لا بد من إرسائها بأثقال. أما العبريون فكانوا يشبهون الأرض بالفراش. وهذا التشبيه وارد بالقرآن كذلك : جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا. فلو وضعنا أثقالا على الفراش أو البساط لثبتته و لقامت مقام الأوتاد. هذا هو آخر تخمين توصلت إليه، تخمين ليس باليقين.
وفي هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن كلمة الطور لم تعد مستخدمة منذ أمد بعيد. لم ترد بالقرآن سوى عند ذكر بني إسرائيل وكذلك مقرونة بعبارة سيناء أو سينين (وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ : المومنون آية 20)
أعتقد أن ما يلي من آيات في وصف السماء كافية لشرح نفسها بنفسها وبالتالي لم أظف سوى تبويبا يلخصها
السماء وعمادها
الرعد - الآية 2 : اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ
الحج - الآية 65 : أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ
لقمان - الآية 10 : خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَىٰ فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ…
السماء بناء وسقف من دون شقوق
غافر - الآية 64 : اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً…
الأنبياء - الآية 32 : وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ
ق - الآية 6 : أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ
سقف قد ينفطر وينشق ويتكشط
الشعراء - الآية 187 : فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ
الإسراء - الآية 92 : أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا
سبإ - الآية 9 : … إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفًا مِّنَ السَّمَاءِ…
الطور - الآية 44 : وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ
الرحمن - الآية 37 : فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ
المرسلات - الآية 9 : وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ
التكوير - الآية 11 : وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ
الانفطار - الآية 1 : إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ
الانشقاق - الآية 1 : إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ
أبواب السماء
الأعراف - الآية 40 : إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ
الحجر - الآية 14 : وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَابًا مِّنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ
القمر - الآية 11 : فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ
النبإ - الآية 19 : وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا
السماوات السبع متطابقة لا نرى لها من تفاوت
فصلت - الآية 12 : فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا…
الملك - الآية 3 : الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ
وفي النهاية ستطوى
الأنبياء - الآية 104 : يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ …
تجدر الإشارة هنا إلى قراءة أهل المدينة وبعض أهل الكوفة والبصرة كما جاءت بتفسير الطبري : كَطَيِّ السِّجِلِّ للكتاب. من المرجح أن تدل كلمة السجل هنا ما هو ما يسمى اللفة، le rouleau بالفرنسية
الطير وجو السماء
النحل - الآية 79 : أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللَّهُ…
يبدو لي أن هاته الآية تنطلق من جو خال من الهواء ومن الرياح. وهي بالتالي لا تقيم أي اعتبار لرفرفة أجنحة الغربان بقوة أثناء الإقلاع ثم فتحها مع تحريكها أثناء التحليق ثم طي الجناحين نحو الجسد عند النزول ثم السير على الأرض. وكأنما لم ير الذين تخاطبهم هاته الآية أبدا أوراقا تطير على متن الرياح.
مطلع الشمس ومغربها
الكهف 4 آيات : وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا (83) إنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا (86)
الكهف - الآية 90 : حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا
ولفهم معنى السبب والأسباب لا بد من مراعات آيات عديدة بالقرآن قبل قراءة التفاسير :
البقرة - الآية 166 : إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ
ص - الآية 10 : أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ
غافر - الآية 36 : وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ
ص - الآية 10 : أَمْ لَهُم مُّلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ
الحج - الآية 15 : مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ…
وفي تفسير الطبري نعثر على ما يلي : أصل السبب عند العرب كل ما تسبب به إلى الوصول إلى المطلوب من حبل أو وسيلة، أو رحم، أو قرابة، أو طريق، أو محجة وغير ذلك.
أعتقد أن الحبل والحبال من المعاني التي يمكنها أن تتوافق مع الآيات المذكورة هنا. فالحبال المتدلية من سقف السماء كفيلة بأن تتيح لنا الارتقاء لو هيأناها كسلاليم البحارة وستمكن كذلك ذي القرنين من التنقل السريع لو اتخذها كأرجوحة خيالية تطير به من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب. أما فيما يخص غروب الشمس في عين حمئة فهذا ما يذكرنا بتصورات المصريين القدامى الذين كانوا يعتقدون أن راع، الشمس-الإله، يجتاز ممرا خطيرا تحت الأرض ويتوجب عليهم الدعاء والتعبد كي يخرج من جديد على متن فُلْكه الذي يقله عبر البحر السماوي من الشرق إلى الغرب.
السماء الدنيا وكواكبها
الحجر - الآية 16 : وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ
الفرقان - الآية 61 : تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُّنِيرًا
الصافات - الآية 6 : إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ
الملك - الآية 5 : وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِّلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ
لقد طرحت الآيتان الأخيرتان مشكلة فيزيائية وهندسية عويصة على علماء الفلك الناطقين بالعربية. ومن بينهم فخر الدين الرازي. تيقن هؤلاء العلماء أن النجوم والكواكب السيارة تختفي خلف الجزء المظلم من القمر لما يكون هلالا وفهموا بالتالي أنه لا يمكن لتلك الأجرام أن تكون مركوزة بالفلك الأدنى، أي الأقرب من أرضنا. فالسماء العليا هي المزينة عندهم بالنجوم وأدنى فلك هو الفلك المرصع بالقمر. أما مسألة الرجم عند الرازي فيمكن تلخيصها كما يلي : بما أن شعلات النيران (النيازك) التي نراها تجتاز السماء عديدة جدا كان من المفترض أن يتناقص عدد النجوم بالسماء أو تتبعثر أو تحيد عن موقها. لكن علماء الفلك الذين رصدوا النجوم وسجلوا أسماءها وقارنوها بما سجله بطولميوس مثلا كانوا على علم بأن صور النجوم لم تتغير منذ غابر الأزمان وأن عددها لم يتناقص بل على عكس ذلك كان بإمكانهم تسجيل نجوم ضئيلة النور لم يهتم بتقييد مواقها الإغريقيون.
بحران يلتقيان وبينهما حاجز
النمل - الآية 61 : أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
الكهف - الآية 60 : وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا
الفرقان - الآية 53 : وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
فاطر - الآية 12 : وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ …
الرحمن - الآية 19 : مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ
في هذا المقام كذلك، أعتقد أن تصورات الأكاديميين والمصريين القدامى هي القمينة بمساعدتنا على فهم هاته الآيات. عند وقوفنا على الشاطئ نرى بحرا مالحا يتماس بالأفق مع سماء زرقاء منها تتهاطل علينا مياه عذبة بين الفينة والأخرى. وفي بعض السنوات تنفتح أبوابها وتصيبنا الفيضانات وكأنها الطوفان. أمام هذا المشهد يمكننا أن نتصور السماء قبة شفافة تقينا تدفق مياهها العذبة دفعة واحدة وأنها تشكل ذلك البحر الذي يعبره فُلْك راع بالنهار وهكذا يمكننا أن نشهد لأننا نشاهد بأن البحر الأجاج يلتقي فعلا بالبحر العلوي دون أن نفهم ما الذي يمنع تدفق الثاني ليمتزج بالبحر المالح. وبالطبع يمكننا تصور معاني أخرى لهاته الآيات لأن خيالنا لا يحده حاجز أو برزخ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.