طالعتنا أسبوعية الأحد (Le Journal Du Dimanche) يوم 27 أكتوبر 2019 باستفتاء للرأي العام الفرنسي كشف عن اتساع الهوة بين ما يصرح به رئيس الدولة، إيمانويل ماكرون، وما يتبناه الفرنسيون كموقف تجاه العلمانية وما يلزم القيام به فيما يتعلق بالشؤون الإسلامية. لغة الأرقام أولا قامت مؤسسة إيفوپ (ifop) لاستطلاع الرأي العام، لصالح أسبوعية الأحد، بمساءلة ألف وأحد عشر شخصا يفوق عمرهم 18 عشر سنة، عينة كافية تمثل كل شرائح المجتمع الفرنسي. وإليكم أولا نتائج هذا الاستطلاع قبل التعليق عليه: 1. هل يمكن القول إن العلمانية في خطر اليوم؟ نعم، بالتأكيد: 35% - نعم، إلى حد ما: 43% لا، بتاتا: 5% - لا، إلى حد ما: 17% 2. هل يمكن القول إن العلمانية تطرح نفسها اليوم بشكل مختلف لما يتعلق الأمر بالدين الإسلامي؟ نعم، بالتأكيد: 42% - نعم، إلى حد ما: 38% لا، بتاتا: 7% - لا، إلى حد ما: 13% 3. في رأيكم، ما الذي يمثله مبدأ العلمانية قبل كل شيء؟ فصل الديانات عن السياسة: 27% تقليص تأثير الديانات بالمجتمع: 26% ضمان حرية الضمير: 22% إقامة كل الديانات على قدم من المساواة: 17% لا شيء من هذا كله: 6% 4. بعد دعوة الرئيس ماكرون إلى "مجتمع اليقظة" ((société de vigilance 57% من الفرنسيين يرون أن للمواطنين دورا في الكشف والإبلاغ عن التصرفات الراديكالية 43% من الفرنسيين يرون أن الشرطة والاستخبارات هي الأَوْلى بالكشف والإبلاغ عن هاته التصرفات 5. ما هي الأولويات بالنسبة إليكم في الأشهر القادمة؟ الصحة: 82% محاربة البطالة: 67% الرفع من الأجور والقدرة الشرائية: 66% المحافظة على البيئة: 62% محاربة الإسلاموية (l'islamisme): 56% الدفاع عن العلمانية: 39% 6. الفرنسيون يريدون … … أن تُمنع كل إقامة للصلاة بالشوارع وكل احتفال ديني بالساحة العامة: 82% … أن يُمنع المتقدمون إلى الاستفادة بخدمات عمومية من ارتداء الرموز الدينية اللافتة للأنظار: 75% … أن يُقصى كل من يرتدي الرموز الدينية اللافتة للأنظار من مرافقة التلاميذ خلال زياراتهم الميدانية التي تشرف عليها المدرسة: 73% … أن يُمنع ارتداء الرموز الدينية اللافتة للأنظار على عمال وعاملات القطاع الخاص: 72% … أن تغلق المدارس القرآنية: 68% … أن يُرخَّص للمطاعم المدرسية تقديم أطباق بديلة للتلاميذ الذين لا يأكلون لحم الخنزير: 61% 7. أنتم شخصيا، هل تتفقون مع الرأي القائل بأن الإسلام لا ينسجم مع قيم المجتمع الفرنسي؟ إجمالي الفرنسيين: أنا متفق 61%. لا أتفق: 39% الموالون لحزب La France Insoumise: أنا متفق 46%. لا أتفق: 54% الموالون لحزب Parti Socialiste: أنا متفق 45%. لا أتفق: 55% الموالون لحزب La République En Marche: أنا متفق 57%. لا أتفق: 43% الموالون لحزب Les Républicains: أنا متفق 83%. لا أتفق: 17% الموالون لحزب Rassemblement National: أنا متفق 85%. لا أتفق: 15% 8. أنتم شخصيا تثقون في أي قوة سياسية لمقاومة الإسلاموية (islamisme) في فرنسا؟ Rassemblement National: 37% La République En Marche، الحكومة والاغلبية: 20% Les Républicains: 15% La France Insoumise: 13% Europe Écologie Les Verts: 9% Parti Socialiste: 6% ماشي شغلي لنبدأ بآخر وأهم سؤال سياسي: لا يُجمع الفرنسيون على قدرة أي حزب من الأحزاب على مقاومة الإسلاموية. فالتجمع الوطني لا يحظى بثقة سوى 37% من الفرنسيين لما يتعلق الأمر بهذا السؤال. أما قدرات الأحزاب الأخرى فواهنة في نظر المواطنين الفرنسيين. ليس هنالك إذا من "منقذ" من هاته الظاهرة. هنالك أغلبية ساحقة من الفرنسيين تريد أن تزيح المسلمات حجابهن لما يدخلن المؤسسات العمومية كمستفيدات من خدماتها، وكذلك كعاملات بالمؤسسات الخاصة، ولما يرافقن أقساما خلال الزيارات الميدانية. أما كموظفات حكومية فهن مجبرات على ذلك قانونيا منذ مدة، وكتلميذات منذ مارس 2004. نِسَبٌ لا تتفق مع رغبة الحكومة التي تود تجنب الخوض في هذا الموضوع حيث صرح الرئيس ماكرون بشأن المرافقات المحجبات وارتداء الحجاب بالمجال العام بأنه لا شأن له في ذلك (Ce n'est pas mon affaire). وتعتبر الأغلبية الساحقة من الفرنسيين أن العلمانية في خطر. ونسبتهم في تزايد. فحصة الذين يعتبرون العلمانية ك"تقليص لتأثير الديانات على مجتمعنا" في ارتفاع ملحوظ: 26 في المائة عوض 20 في مارس 2019. رغم كل هذا تبقى أولويات الفرنسيين متعلقة بالصحة والشغل والدخل والأمن والبيئة، دون نسيان أن 56 في المائة منهم يعتبرون مكافحة الإسلاموية من الأولويات. ومن المهم جدا ملاحظة أن 61 في المائة من الفرنسيين يعتبرون اليوم أن الإسلام غير متناسق مع قيم مجتمعنا، بينما عبر 53 في المائة فقط عن هذا الرأي في فبراير 2018. فالقضية التي أثارت ضجة إعلامية كبيرة في الأسابيع الأخيرة تتلقى هنا جوابا واضحا من طرف الفرنسيين المستطلعة آراؤهم، بمن فيهم الموالون للحزب الحاكم: ف 76 في المائة منهم يطالبون بمنع المحجبات من مرافقة التلاميذ رغم أن رئيس الوزراء كان قد صرح أمام البرلمان بأنه لا يعتزم تقنين هاته المسألة. يتبين بكل وضوح إذا أن حكومة ماكرون بعيدة كل البعد عن الرأي العام لما يتعلق الأمر بالإسلام والحجاب والعلمانية.