في هذا الشهر المبارك تعطلت سيارتي في عمق الصحراء المفضية إلى ورزازات وكانت الطريق خالية على طول امتداد البصر من أية سيارة أو قافلة، أو بشر، والشمس من فوقي جاحظة أشعتها كأنها تقول لي:
– أتحداك أن تبقى حيا تحت سقف سيارتك.
أرغمت على المشي – وبما أني (...)
أنا لما فتحت قنينتي الملقاة على شط بحر مكتبي، أخذت جرعة من قهوتي وأخرى من سيجارتي، فخرج من قمقمي دخان نفخته في تلك القنينة، فانبعث منها العفريت العملاق المعروف لدى الجميع بصلعته وظفيرة الشعر من قفاه قد تدلت، و"شبك ولبك" وانحنى تحت قدمي، وحط كفيه على (...)
من شرفة متوارية عن الأنظار (بمقهى الإزدهار )بطنجة صوبت فوهتي عيني نحو المتجولين في "شارع فاس" علني أتصيد قصة أسد بها رمق قلمي الجوعان للحكي. في البدء كان المشهد عاديا جدا؛ الناس هم الناس وعلى أشكالهم وأحجامهم ذكورا وإناثا يمرون بسلام في كل (...)
أجمع المنجمون وإن تفرقوا في كل المواقع المفترضة في " النت " على أن برجي ( الثور ) لسنة 2017 سيكون مليئا بالمكاسب – وإن كانت بعض المكاسب حسب رأيي خسران- ، وسأعرف عند مطلع كل يوم جديد مفاجأة سارة، وستذاع شهرتي في كل الأصقاع وتصغي لكل طلباتي الأسماع، (...)
الظاهر أني سأموت قريبا: يقال أنه كلما حكى الإنسان إلا واقترب من قبره، وأنا أجدني هكذا وبلا مقدمات، راكبا لساني مطلقا العنان لقلمي يطير بي على بساط من ورق، وأنا في أعالي بحور السرد المديد، أجدني أرشح كلاما ما ورد على لسان عربي، و لا في قصص الغابرين (...)
لحد الآن أنا لا أعرف سر ذاك الجار الذي لا يفصلني عنه سوى جدارين أو جدار! وكأن شخصيته تثبت أن الإنسان قادر أيضا على أن لا يكون اجتماعيا بطبعه فهو لا يرد علي حتى التحية التي أوجهها له من نافذة شقتي عندما يطل من نافذة شقته رقم 13 التي لا يغادرها أبدا، (...)
خذ بيدي وأخرجني من هذا الغم المخيف، فأنا ما عدت أملك حيلة، ولا عادت بعضلاتي قوة لهش ذبابة عجوز. تفاقم سوء حالي حتى صرت لا أملك سوى التسكع قي شوارع ضاق بها صدري، بل لا أعيش سوى على ما فضل عن قوم لا يفضل عنهم إلا النزر القليل؛ من ثروات البلاد الوفيرة (...)
الصيف تجعل الزوارق الصغيرة التي تربط مدينة العرائش بشاطئها "راس الرمل" بالضفة المقابلة، لا تتوقف عن العمل طوال النهار وشطر كبير من الليل.
رفقة "الهيبي" خيمنا أصيفا كثيرة على رمال ذاك الشط الجميل المحفوف بغابة من أشجار الفلين، جل المصطافين (بالخيام) (...)
الظاهر أني سأموت قريبا؛ يقال أنه كلما حكى الإنسان إلا واقترب من قبره، وأنا أجدني هكذا وبلا مقدمات، راكبا لساني مطلقا العنان لقلمي يطير بي على بساط من ورق، وأنا في أعالي بحور السرد المديد، أجدني أرشح كلاما ما ورد على لسان عربي، و لا في قصص الغابرين و (...)
في وجهي قهقه الصديق وقال:
" في عيد الفطر الأخير استقلت قطار المساء فألحقني بِرَكْبِ سكان الدار البيضاء، ركبت " أوتوبيس 13 " كما أوصاني صديقي السلطاني (مستضيفي ) الذي ينتظرني في نهاية الخط على أحر من الإستعجال؛ إذ كان يهاتفني بين الفينة والأخرى كي (...)
" إلى روح بوكماخ"
ظننت أن المكان آمن لما تركت بداخله - لأول مرة - شاحنتي؛ باستحضار أن المرآب مليء بأثاث منزلي ثمين، ولعل الغبار العالق على الأغطية التي تكاد تحجبه كله، دليل قاطع أنه وضع منذ زمن بعيد ومع ذلك لم تعبث به أنامل طفل، ولا تطاولت عليه يد (...)
علمني فيلم "طاقية الإخفاء" ألا أتماهى مع أبطال الأفلام أو أُصدِّقَ حقيقة ما يمثلون،كان ذاك في الصغر أما في الكبر فلم يقنعني "طوم كروز" بجلالة قدرته على تقمص الأدوار الصعبة أنه بالفعل كان "الساموراي الأخير"؛ فأنا لما شاهدت "طاقية الإخفاء" انسجمت مع (...)
في البداية لم أصدق صديقي القاص نجيب لما هاتفني قائلا:
- وداعا صديقي إلى الأبد، لقد انتحرت.
قهقهت عاليا ورددت عليه:
- ما هذا المزاح السخيف؟
- إنها الحقيقة يا صديقي غلبني الإكتئاب، لم أكن أنا أنا حين شربت سما زعاف، وأمعائي الآن تتقطع. ذقت ذرعا بهذه (...)
لا تغضبي ياسيدتي فوالله ما استبذلتك إلا بحريتي:
- إلى أين ذهبتَ؟ مِنْ أين أتيتَ؟ مع من كنتَ؟ من صاحبة هذا العطر ؟...
تلك أسئلة كانت تخنقني، تمزقني، فأخال نفسي غير نفسي؛ أصاب ب " شيزوفرينيا" فأجدني زير نساء بل"كازانوفا" وإن لم يكن لي أنف بطول أنفه، (...)
تُخلقُ المقاهي في مدينتي؛ كما تولد مغنيات الفيديو كُلَيِّباتِ، الرشيقات... من عبِّ شاشات التلفزيون؛ مقهى تضاجع أخرى ومن رحم أحدهما تولد مقهى صغيرة بالجوار. عندما يُقْدمُ أحد على فتح مقهى يستوجب عليه أن يقتني لها الحديث من الأثاث؛ وعلى الخصوص الكراسي (...)
أعتقد أن ما يبقيني على قيد الحياة هو أن شيئا ما سيحدث ليغير حالي نحو الأفضل، وما عليَّ سوى أن أنتظر وقوعه في أي وقت. ما شكله ؟ وما صنفه؟ لست أدري. متى، وكيف سيحدث؟ تلك أسئلة لست معنيا بها، كما أني لا أطرحها على نفسي ولا على الآخرين؛ فليس لدي ما (...)
حينما تبديت لي من بين جموع المسافرين النازلين من على سلم الباخرة القادمة من بلاد المهجر الذي فرض عليك. أحسست بتيار قوي يصعقني، اقشعر بدني، جحظت عيناي انبهارا بالحدث الذي انتظرته زمنا طويلا بعد أن سمحت لك السلطات بالعودة إلى مسقط رأسك. يا لأناقتك (...)
حينما تبديت لي من بين جموع المسافرين النازلين من على سلم الباخرة القادمة من بلاد المهجر الذي فرض عليك. أحسست بتيار قوي يصعقني، اقشعر بدني، جحظت عيناي انبهارا بالحدث الذي انتظرته زمنا طويلا بعد أن سمحت لك السلطات بالعودة إلى مسقط رأسك. يا لأناقتك (...)
ما الذي أصابني؟ لمَ فقدت السيطرة على أعصابي، وصرت أمشي وأنا ألتفت إلى الخلف؟ يهيأ لي أني أصبت بمس؛ بمجرد أن أكتشف أن هناك من يمشي خلفي يزداد خفقان قلبي، ترتعد فرائصي، وتنتابني نوبة خوف قاتلة؛ فأفترض أن ذاك الغريب سيطعنني من الخلف وأفقد حياتي، فأسرع (...)
رن هاتفي النقال، قلت :
- " ألو "...
من الطرف الآخر من الخط أجابتني أختي؛ وحشرجة البكاء جعلتني بالكاد أُجمِّعُ معلومة تفيد أن " عشماوي " (طبيب المستشفى العمومي) طلب نقل أبي للعيادة الخاصة " الكلينيك" المجاورة للمستشفى على وجه الاستعجال، قصد بتر رجله (...)
لما نظرت إلى المرآة – هذا الصباح - رأيتني بغير وجهي، ما كانت لي أبدا عينان – بعد سُكرٍ - حمراوتان بذاك الشكل الذي رأيتني عليه، ولا كنتني يوما بدائيا مكشر الوجه؛ بشعر أشعت وأنيابي كما للوحش، ولم يكن لي قط شارب، فصار لي واحد كثيف الزغب، ولحيتي طالت (...)
لم أكن أعلم أنه بإمكان المرء أن يتقي الشر؛ بتفادي التواجد في المكان الذي قد يحدث فيه، وبعدم حشر أنفه في ما لا يعنيه، أو قد يؤذيه إذ يعنيه؛ لم أكن أعتبر نفسي كباقي البشر، وأني أشط عن هذه القاعدة، أظن أنه بإمكاني الوقوع في أية ورطة والخروج منها بلا (...)
في ما لم يحكيه أحد قبلي ؛ أن قبيلة اسمها " سورسان" أو "مصرسان" لم أعد أذكر ما كان اسمها تقع في جزيرة مجهولة يحيط بها بحر مجهول الاسم، بليت بحاكم وحش اسمه... لن أذكره لأن من سمعه أو نطق بحرف من حروفه تصيبه اللعنة ويموت على الفور؛ لم يكن يرحم صغيرا (...)
لبست أغلى ما عندي، بعدما استحممت، وحلقت ذقني ونتفت زغب أنفي وتركت الشارب ينعم برجولتي، فاليوم عيد "الفالنتاين" وأول موعد سيكون لي مع الحبيبة التي دام حواري معها على "الفايس بوك" عدة أسابيع ليتأكد لي - بعدها - أنها التي تناسبني زوجة وأما لأبنائي إن (...)
الصيف تجعل الزوارق الصغيرة التي تربط مدينة العرائش بشاطئها "راس الرمل" بالضفة المقابلة، لا تتوقف عن العمل طوال النهار وشطر كبير من الليل. رفقة "الهيبي" خيمنا أصيفا كثيرة على رمال ذاك الشط الجميل المحفوف بغابة من أشجار الفلين، جل المصطافين (بالخيام) (...)