في ما لم يحكيه أحد قبلي ؛ أن قبيلة اسمها " سورسان" أو "مصرسان" لم أعد أذكر ما كان اسمها تقع في جزيرة مجهولة يحيط بها بحر مجهول الاسم، بليت بحاكم وحش اسمه... لن أذكره لأن من سمعه أو نطق بحرف من حروفه تصيبه اللعنة ويموت على الفور؛ لم يكن يرحم صغيرا ولا كبيرا الكل عنده في الذبح سواء، من عادته أنه يستحم كل صباح في حمام مليء بالدم الدافئ، كما أن أحب وجبات الإفطار إلى قلبه عصير من لحوم الرضع نيئة رفقة شرائح من لحم الأسد . وكانت له عدة طرفات خطيرة؛ من بينها أنه في كل ليلة كان يهدي كوابيسه رأسي مفكرين؛ كي لا تعكر عليه صفو نومه في حضن جواريه الملاح، وذلك كان يحدث معهن بالتناوب – طبعا - ؛ ليلة مع مجموعة وأخرى مع جواري أخريات؛ اللواتي كن يحرسنه كي لا يصيبه كبت أو موت طائش، وأنه كان يحضر احتفالات المدارس الابتدائية ليختار أجمل الطالبات؛ كي يمارس عليها شبقه ويأكلهن في ما بعد. حدث في مثل هذا اليوم، أن ظهر في تلك الجزيرة شاب أغرم بإحدى محظيات الزعيم الوحش؛ بعدما رأى صورتها على صفحتها ب "الفايس بوك"، تشجع وبعث لها " ميساجا" عبر فيه عن إعجابه ببهاء ما تنشره على جدارها، لينتقل في ما بعد للتغزل بجمال مفاتنها، وفي ذلك نظم دواوين شعرا وبعض الشذرات، وبات يقضي معها ليال طوال في "الشات" على "الإيميسين " إذ أصبح يراها وتراه، مما زادهما تعلقا، عشقا، فهياما عظيما. من أجل أن يحظى الشاب بحبيبة قلبه، ويطفئ نارا اشتعلت في كل أواصله؛ خلق صفحة جديدة مجهولة الهوية في "الفايس بوك" وعلى جداره دعا الشعب للتمرد على الحاكم اللاحم، ولما تفاعل مع صفحته شباب وشيوخ أمة الجزيرة المجهولة نساء ورجالا، ضرب لهم موعدا للتجمع أمام قصر الرئاسة، لترديد: - "ارحل...". تلك الكلمة التي لم تكن قابلة للمساومة؛ فمن أجلها دمرت منازل وعمارات، قتل من قتل، واغتصبت نساء وفتيات. أًرغمَ آكل لحم الأسد على التنحي عن العرش، ورُحِّلَ إلى السجن. خلفه حاكم جديد ظل مخلصا لعادات من سبقوه من الأسود، وبدوره صارت له طرائف ومستملحات، كما أنه احتفظ بحبيبة الشاب ضمن حريمه، مما جعل الشاب يعود لصفحته المجهولة الاسم، لدعوة شعب للتجمهر- من جديد - أمام قصر الرئاسة لترديد: - " ارحل...ارحل ".