كشف عبد القادر بليرج، المتهم الرئيسي فيما بات يعرف بملف خلية بلعيرج، عن استعمال الشرطة القضائية أثناء التحقيق معه لوسائل غير مشروعة لانتزاع التصريحات منه، كما كشف عن اسم أحد معذبيه واصفا إياه بـالجلاد، والذي يدعى حسب ما أفاد به بلعيرج خلال جلسة أول أمس الثلاثاء أمام هيئة محكمة الاستئناف بسلا المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب بـ ف م ح، موضحا أنه تمكن من التعرف عليه أثناء مثوله أمام قاضي التحقيق، وطلب من القاضي أن يحرر له محضرا لتعذيبه فرفض. وبهذا الخصوص طالب عبد الرحيم الجامعي القاضي محمد بن شقرون بانتداب أحد المستشارين لإجراء بحث تكميلي في الوقائع التي وصفها بـالخطيرة التي تهدد البحث التمهيدي؛ التي كشف عنها بلعيرج. وأضاف الجامعي خلال مرافعته التي سانده فيها باقي الدفاع إلى ضرورة البحث عن الاسم الذي ذكره بلعيرج لمساءلته قانونيا عن التعذيب الذي مارسه في حق المتهم، مشيرا إلى ضرورة الاتصال بالنقيب محمد زيان الذي حضر تفاصيل ما جرى مع قاضي التحقيق؛ للتأكد أيضا مما صرح به بلعيرج، بأنه لم يطلع على السلاح. من جهة أخرى، أكد بلعيرج الذي نفى العديد من التصريحات المدونة لدى الضابطة القضائية من بينها لقاؤه بأسامة بن لادن، أنه تعرف على محمد المرواني، والعبادلة ماء العينين خلال دراسة هؤلاء ببلجيكا في إطار علاقات الغربة بالخارج، وعن معرفته بـمصطفى المعتصم قال إنه التقاه بالمغرب منذ سنوات عديدة متسائلا : إذا كانت المخابرات المغربية تعرف أن لدي صلة بشخص معين منذ الثمانينات، ومادامت المخابرات تتوفر على العديد من المعلومات عني، لماذا سكتت كل هذه المدة؟. وعن تفاصيل التعذيب التي طالب عبد الرحمن بنعمرو بتوضيحها، قال بلعيرج إنه تعرض للتعذيب منذ توقيفه في 81 يناير (2008) بمدينة مراكش من قبل عشرة عناصر أمنية، عصبوا عينيه، وصفدوه، ووضعوه تحت أرجلهم من مراكش إلى مكان بين البيضاء والرباط. وأضاف بلعيرج أن التعذيب استمر قرابة شهرين ونصف، موضحا طريقة ذلك بقوله: جردوني من ثيابي، وضربوني بعصا بها شوك، وأجلسوني على رجلي، وضربوني حتى أغمى علي عشر مرات، وكلما أصريت على عدم الحديث إلا في حضور محامي أثناء الاستنطاق يبدأ الضرب والصفع، بل هددوني بأن يأخدوني إلى بئر يسمى بئر الكندوز. وفي السياق ذاته، نفى بلعيرج معرفته بالعديد من الأسماء التي اعتقلت على خلفية هذا الملف، موضحا للقاضي أن بعض الأسماء التي يعرفها تجمعه بهم إما علاقة تجارة أو معرفة صداقة، أو قرابة، وأشخاص يعرفهم لأنهم شخصيات عامة معروفة. وفي موضوع ذي صلة، نددت هيئة دفاع المتهمين على خلفية الملف ذاته، بما أسمته في بلاغ لها بـالعبارات الساقطة، وبالأسلوب الاستهتاري الذي استعمل في حقهم من قبل مسؤول حكومي، وهو أسلوب خارج عن الحياد الحكومي ولم يسبق لوزير أو وزيرة بأية حكومة أن تطاول من خلاله على اختصاصات لا يعلم قواعدها-يضيف البلاغ الذي توصلت التجديد بنسخة منه- وذلك على خلفية تصريح خالد الناصري لجريدة الصباحية . وأضاف البلاغ أنه لم يسبق لأي وزير أن تهجم على المحامين بالأسلوب الذي استعمله خالد الناصري، والذي يذكرهم، بكل أسف، -يشير البلاغ-بالأسلوب الذي استعمله عبر وسائل الإعلام عندما ارتكب جريمة الكشف عن أسرار البحث التمهيدي، وانتهك قرينة البراءة التي يكفلها القانون لكل المتهمين بمن فيهم المعتقلين السياسيين الستة، وساهم في محاولة التأثير على القضاء، وهو الأسلوب الذي يعتبره المحامون فضلا عن ذلك محاولة للتأثير على مسار المحاكمة وتهديدا لاستقلال القضاة، ومسا لمركز الدفاع ومهامه النبيلة وتماديا في الخطأ عوض الاعتذار عنه.