ذكرت مصادر دبلوماسية عربية مطلعة أن ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي سيسعى خلال الأيام القادمة إقناع حكام عرب بإرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق وذلك خلال زيارة كانت مقررة أصلا في ديسمبر 2005. ويأتي هذا التحرك بعد ظهور مؤشرات على أن الإدارة الأمريكية ستكون مضطرة لأسباب عديدة الى سحب عدد كبير من قواتها من العراق خلال الأشهر الستة الأولى من سنة 2006 خاصة مع تصاعد حجم خسائرها وفشل القوات التي جندتها واشنطن من العراقيين في تشكيل قوة ردع فعالة لصد المقاومة العراقية. وقد أعلن مكتب نائب الرئيس الأمريكي أن تشيني سيزور مصر والسعودية هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع زعماء البلدين دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل. غير أن مسؤولين مصريين رفضوا الكشف عن أسمائهم أكدوا أن جولة تشيني تشمل القاهرة اولا في نطاق زيارة للشرق الأوسط تنتهي يوم الأربعاء 18 يناير 2006 ويزور خلالها أيضا كلا من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان. ولم يفصح المسؤولون المصريون عن طبيعة المباحثات التي اجراها تشيني مع مبارك، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية قالت إن نائب الرئيس الأمريكي بحث مع مبارك وسيبحث مع زعماء آخرين في المنطقة خلال جولته إمكانية إرسال قوات عربية وإسلامية إلى العراق تمهيدا لتخفيض عدد القوات الأمريكية هناك. وكان تشيني قد ألغى زيارة إلى مصر والسعودية يوم 22 ديسمبر 2006 كانت مقررة ضمن جولة له شملت العراق وأفغانستان وباكستان وسلطنة عمان، لكنه اختصر تلك الجولة وعاد إلى واشنطن، وهو ما برره مسؤولون أمريكيون بحاجة الإدارة إلى صوته خلال اقتراع بمجلس الشيوخ على قانون لخفض الإنفاق. وكان محللون سياسيون قد برروا في تصريحات ل إسلام أون لاين.نت إرجاء زيارة تشيني الأولى إلى وجود خلافات مصرية أمريكية حول العراق وفلسطين، حيث رفضت القاهرة إعطاء واشنطن المزيد من التنازلات حول العراق رغم التصريح بتدريب قوات من الشرطة العراقية في مصر لأول مرة، أو الموافقة على التصور الأمريكي الخاص بعدم إشراك حماس في الانتخابات التشريعية المقبلة. وفسر في حينها الدكتور محمد السيد سعيد نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، إلغاء زيارة تشيني لمصر بتعثر المفاوضات حول عدة موضوعات من بينها العراق، قائلا : «إن تشيني شعر بأنه لن يستطيع انتزاع تنازلات كبيرة من الرئيس مبارك». وأضاف : «يبدو أن تشيني لم يكن راضيا عن تطور المفاوضات حول العراق، والموقف من الأطروحات الأمريكية حول تشكيل قوة عسكرية عربية تحل محل القوات الأمريكية»، مشيرا إلى أنه «من غير المنطقي إلغاء الزيارة بهذه الطريقة، حيث كان من الممكن أن يأتي تشيني ساعة واحدة ويقابل الرئيس مبارك في المطار». واشتعلت حرب كلامية خلال الأسابيع الأخيرة في الولاياتالمتحدة خاصة بعد أن وجه جون مورتا، وهو من الديمقراطيين في الكونغرس، نداء صريحا من أجل انسحاب عاجل من العراق. وحينها، وصف تشيني اتهامات الإدارة بتضليل الرأي العام حول مبرراتها لغزو العراق بأنها «غير شريفة»، وقال إنه وبوش «لا يستطيعان أن يمنعا بعض السياسيين من فقدان الذاكرة، إلا أنهما لن يجلسا على الهامش ليكتبا التاريخ».