قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أمس، نقلا عن متحدث باسم الجيش الصهيوني أن الولاياتالمتحدةالأمريكية طلبت من الكيان الصهيوني فحص إمكانية تجديد عمل أنبوب النفط الممتد بين مدينة كركوك في شمال العراق، ومدينة حيفا في شمال فلسطينالمحتلة. وقالت الصحيفة الصهيونية إن موظفا في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) توجه قبل أسبوع إلى رافي براك، مندوب ممثلية إسرائيل في واشنطن، طالبًا منه فحص عدد من الأمور المتعلقة بالشأن المذكور. وطلب من براك فحص حجم الأنبوب القديم القائم منذ أيام الانتداب البريطاني والتكاليف المادية المنوطة بترميمه. وأكد براك لدى توجهه إلى وزارة الخارجية الصهيونية في القدسالمحتلة -حسب ذات الصحيفة- أهمية الحفاظ على الموضوع سرًا، خشية أن يظهر كأنه مؤامرة صهيونية. وأبرزت الصحيفة أنه منذ الغزو الأمريكي للعراق، تدعي أوساط مناهضة لإسرائيل أن الحرب برمتها جاءت لتخدم مصالح إسرائيلية، بما في ذلك مصالح اقتصادية متلعقة بالنفط. وأضافت أن موضوع أنبوب النفط على بساط البحث طرح خلال المحادثات التي أجراها شارون، مع الرئيس الأمريكي، جورج بوش، خلال زيارة الأول إلى واشنطن. وطلب شارون من بوش أن لا يتم ضخ النفط عبر سوريا بسبب دعمها للإرهاب. وقالت نفس الصحيفة إن وزير البنى التحتية الصهيوني يوسيف باريتسكي سيقوم بمناقشة الموضوع خلال لقاءات سيعقدها في واشنطن مستقبلا. وقالت الصحيفة إن مصادر في وزارته تقول إن الموضوع بعيد عن أن يكون ذي صلة، وذلك بسبب الرفض الأردني أساسًا لمرور أنبوب من هذا النوع على الأراضي الأردنية. وأضافت المصادر أنه لو كان هذا الموضوع ذي صلة، لترتبت عليه انعكاسات اقتصادية جمة، لعدد من الأسباب بينها انخفاض أسعار النفط والوقود. في السياق ذاته نفى إبراهيم الجعفري رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق أن يكون المجلس قد اتخذ قرارا بالاعتراف بإسرائيل أو بمنحها دورا فيما يسمى بإعمار العراق. ووصف الجعفري في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية أول أمس ما نقل عن بعض المسؤولين الأمريكيين بشأن اعتراف مجلس الحكم العراقي بإسرائيل بأنه كلام عار من الصحة مائة في المائة، مؤكدا أنه لم يطرح في المجلس حوار كهذا على الإطلاق لا في بنيته المشكلة من خمسة وعشرين عضوا ولا في لجانه المؤقتة التي تم تشكيلها. وكانت تقارير أمريكية قد أكدت أن مجلس الحكم الانتقالي اعترف اعترافا كاملا بالكيان الصهيوني، في الوقت الذي أشارت فيه بعض التحاليل إلى أن نفي الجعفري اعتراف مجلسه بالصهاينة يأتي لعدم إثارة الشعب العراقي، والعرب والمسلمين عامة، خاصة وأن المجلس قد دخل ومنذ أيام في مفاوضات مع بعض الدول العربية للاعتراف به. على الصعيد الميداني، قال مسؤولون أمريكيون إن ما لا يقل عن تسعة أشخاص قتلوا، وأصيب أكثر من عشرة آخرين خلال الاشتباكات التي اندلعت بين أكراد وتركمان في بلدة طوزخورماتو الواقعة جنوب مدينة كركوك الغنية بالنفط شمال العراق قبل يومين. وكانت القوات الأمريكية قد ذكرت قبل ذلك أن جنودها قتلوا اثنين من التركمان العراقيين خلال تلك المصادمات. وقالت متحدثة باسم القوات الأمريكية إن الجنود دخلوا المدينة عقب ورود أنباء تحدثت عن وقوع صدامات بين مجموعتين إحداهما تركمانية (مقربة من الجيش التركي)، والأخرى كردية. ومعلوم أن هناك صراعا محتدما يدور في كركوك، الغنية بالنفط، بين السكان الأكراد والتركمان حول أحقية كل منهما في الوجود في هذه المنطقة. أ.ح