كثيرة هي المؤسسات اليوم التي أصبحت تقدم منتوجاتها بالتقسيط، هذه العملية التي أصبحت تحلو للكثير بالنظر إلى الوضعية الاجتماعية المزرية التي أصبحت تعيشها نسبة كبيرة من أبناء هذا الوطن. هذه العملية، والتي تكون في معظم حالاتها "ربا" وبامتياز، أصبحت تغزو مؤسساتنا التعليمية في إطار تقريب المنتوج من المستهلك. ولم نتصور يوما، ونحن هنا في مناطق نائية جبلية، أن تتكبد أي مؤسسة مشاق السفر إلينا لتقدم بعضا من منتوجاتها أو لتعرف بها. وهذا ما أصبح يحدث هذه الأيام، وبين الحين والآخر نفاجأ بشخص أو شخصين بلباس أنيق جدا، يدعون لانتماء لإحدى دور النشر الموجودة بالرباط؟!! ويعرضون ما لديهم من موسوعات وكتب وأشرطة، مستعملين في ذلك ما جد من كلام أصحاب الإشهار ومن طرق مغرية تسهيلية للاقتناء، فالأداء لديهم يكون بالتقسيط وللمدة التي تريد، وقد يؤجل الدفع إلى ما بعد شهر أو شهرين، المهم أن توقع عدة شيكات لعدد الشهور التي تريد التقسيط عليها كما توقع عدة كمبيالات، وهنا تظهر العملية الربوية بشكل فاضح، فالثمن يزداد بشكل فاحش مع ازدياد الشهور، هذا ناهيك عن قيمة المنتوج الذي يعرض بثمن كبير جدا، قد يصل إلى ضعف ثمنه في السوق، فلا يتصور الإنسان شراء موسوعة من 8 مجلدات متوسطة الحجم و4 أشرطة، وكل هذا ب 4200 درهم. الأدهى والأمر أننا نكتشف في حالات عديدة أن هذه الكتب لا تنتمي لأي دار نشر بالمغرب (مستوردة) ولا تكاد تحصل من الأشخاص الذين يعرضون المنتوج على أي عنوان ما عدا رقم هاتف نقال!!؟؟ ندم الكثير بعد أن سقطوا في هذا الفخ، وذلك بعد أن اكتشفوا أنهم غرقوا في عملية ربوية 100%، كذلك لأنهم خسروا آلاف الدراهم في كتب لم تشف غليلهم عندما اطلعوا عليها، كأن ذلك في ساعة حماسة تفاعلوا فيها مع متجولين مجهولين يملكون من طرق الإغراء ما يسقط في الفخ الباعة الأشباح، وبعد اتمامهم العملية، يذهبون لفتح حسابات السادة المدرسين لآجال طويلة الأمد، وقد لا يتركون آثارا يتعرف بها عليهم. هو حدث من بين مجموعة من الأحداث التي أصبح يعرفها واقع رجل التعليم في بلادنا، والذي أصبحت حالته الاجتماعية "المتميزة" تغري الكثير من المؤسسات المعلومة والمجهولة" للضحك على ذقنه" وإغراقه في حسابات قد لا يكاد يضبطها إذا كثرت الديون، وهذا في الوقت الذي ينتظر الحكومات المتعاقبة أن تنظر إليه بعين الإشفاق وإمداد بشيء من حقه!!؟ والذي أخذ عدة شعارات بتسلمه دون الحصول عليه؟!! فالحذر الحذر يا من يحمل الطبشور ويربي، فليس لك إلا الله وتلك الدريهمات التي تراها بأم عينيك مقتحمة رصيدك كل شهر. رشيد فنان