قال رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي ماريا أثنار، في حوار مع صحيفة "إلكونفيدينسيال" الإسبانية، نشرته اليوم الخميس، إن إسبانيا أظهرت ضعفها بعد إعلان تغيير موقفها من قضية الصحراء لصالح الرباط، مضيفا أن هذا "الخطأ التاريخي" سيُكلف مدريد تداعيات سلبية. وأضاف أثنار في هذا السياق "إن المغرب أعطاني مصارعة باليد وانهزم، لكنه انتصر الآن أمام إسبانيا بمجرد نبضة"، في إشارة إلى الأزمة الدبلوماسية الحادة التي نشبت في فترته الرئاسية مع المغرب سنة 2002 بشأن جزيرة ليلى، مقارنة بالأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين خلال العام الماضي. وقال أثنار أنه في أزمة سنة 2002، لجأت الحكومة إلى البرلمان، وحصلت على دعم حلف "الناتو" ودعم الاتحاد الأوروبي، بهدف منع "استيلاء" المغرب على جزيرة ليلى، في حين أن الحكومة الحالية اتخذت قرارها بتغيير موقفها من قضية الصحراء، بين عشية وضحاها، وهذا مظهر من مظاهر "الضعف" وفق تعبير خوسي ماريا أثنار. واعتبر ذات المتحدث، أن هذا القرار سيكون له تداعيات على إسبانيا، حيث ستُفقد الثقة في سياستها الخارجية، قبل أن يوجه انتقادات إلى تراجع موقع إسبانيا ضمن القضايا الدولية الهامة، خاصة في ظل التقارب الأمريكي مع المغرب، وتطبيع الأخير لعلاقاته مع إسرائيل. وفي هذا الصدد، قال أثنار، بأن إسبانيا يجب أن تتساءل، أين هي من هذه التحالفات التي يُجريها المغرب، والتي جعلت الرباط أقرب من واشنطن ومن تل أبيب، ولماذا لا توجد علاقات قوية بين إسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، مشيرا إلى أن هذا الغياب أو التراجع يُعطي فرصة للخصم لتقوية مواقفه ومواقعه وحتى خططه. وحول سؤال، ما إذا كان قرار إسبانيا استقبال زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية قرارا خاطئا، أو أن أي دولة كان من الممكن أن تتخذ ذلك القرار لأسباب إنسانية، أجاب أثنار باقتضاب، بأنه "حدث كان يُمكن تجنبه" من طرف مدريد. هذا وتجدر الإشارة إلى أن خوسي ماريا أثنار، سبق أن اعتبر إعلان مدريد تغيير موقفها لصالح المغرب في قضية الصحراء، ب"الخطأ التاريخي" معتبرا ما قام به بيدرو سانشيز بمثابة إرسال رسالة "ضعف" للمغرب، مضيفا بأن إسبانيا ستدفع ثمن ذلك بشكل واضح. وانتقد أثنار في ذات الحوار اتخاذ الحكومة الإسبانية لهذه الخطوة بشأن الصحراء بدون أي استشارات مع الأطراف السياسية الأخرى في إسبانيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تُؤثر على الالتزامات التاريخية لإسبانيا بشأن إقليم الصحراء الذي كان مستعمرة تابعة لها خلال الفترة الاستعمارية السابقة. كما أشار أثنار إلى أن إسبانيا ستتأثر من هذه الخطوة على العديد من الأصعدة، من بينها الطاقة، في إشارة إلى استدعاء الجزائر لسفيرها من مدريد كخطوة احتجاجية على قرار مدريد حول الصحراء، وتُعتبر الجزائر هي المزود الرئيسي لإسبانيا بالغاز الطبيعي. وكان هذا الرأي من خوسي ماريا أثنار متوقعا، بالنظر إلى مواقفه المعارضة للمغرب في السابق، كما أن فترته الرئاسية خلال بداية الألفية الثانية اتسمت بتوتر كبير في العلاقات مع المملكة المغربية، وقد كادت تصل إلى حرب مباشرة بين الطرفين بسبب ما يُعرف ب"أزمة جزيرة ليلى".