بخلاف عدد من المسؤولين السياسيين الإسبان السابقين، الذين أشادوا بالخطوة الإسبانية الأخيرة بشأن الصحراء المغربية، ودعم مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، كان للرئيس الإسباني السابق، خوسي ماريا أثنار، موقفا معارضا لهذه الخطوة، حيث اعتبرها "خطأ تاريخيا" من طرف مدريد. وحسب ما أوردته وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، فإن أثنار قال في حوار مع الإذاعة الإسبانية، أن اتخاذ حكومة بيدرو سانشيز موقفا يدعم الحكم الذاتي المغربي للصحراء، هو بمثابة إرسال رسالة "ضعف" للمغرب، مضيفا بأن إسبانيا ستدفع ثمن ذلك بشكل واضح. وانتقد أثنار اتخاذ الحكومة الإسبانية لهذه الخطوة بشأن الصحراء بدون أي استشارات مع الأطراف السياسية الأخرى في إسبانيا، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تُؤثر على الالتزامات التاريخية لإسبانيا بشأن إقليم الصحراء الذي كان مستعمرة تابعة لها خلال الفترة الاستعمارية السابقة. كما أشار أثنار إلى أن إسبانيا ستتأثر من هذه الخطوة على العديد من الأصعدة، من بينها الطاقة، في إشارة إلى استدعاء الجزائر لسفيرها من مدريد كخطوة احتجاجية على قرار مدريد حول الصحراء، وتُعتبر الجزائر هي المزود الرئيسي لإسبانيا بالغاز الطبيعي. وكان هذا الرأي من خوسي ماريا أثنار متوقعا، بالنظر إلى مواقفه المعارضة للمغرب في السابق، كما أن فترته الرئاسية خلال بداية الألفية الثانية اتسمت بتوتر كبير في العلاقات مع المملكة المغربية، وقد كادت تصل إلى حرب مباشرة بين الطرفين بسبب ما يُعرف ب"أزمة جزيرة ليلى". هذا وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا، أعلنت مؤخرا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية بخصوص قضية الصحراء تمثل الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية لحل النزاع، وهو الأمر الذي عبر عنه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، في رسالة إلى الملك محمد السادس، وفق ما أعلنه بلاغ للديوان الملكي المغربي. وقال البلاغ إن سانشيز قال في رسالته للعاهل المغربي إنه "يدرك أهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب"، واعتبارا لذلك، فإن بلاده تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قٌدمت سنة 2007، بأنها "أكثر أساس جدي وواقع وذي مصداقية" لحل الصراع، مشددا على "المجهودات الجادة والموثوقة التي تبذلها المملكة المغربية في إطار الأممالمتحدة من أجل التوصل إلى حل مقبول للطرفين".