في سياق التطورات التي تشهدها العلاقات بين البلدين، قالت صحيفة "إلباييس" الإسبانية، إن مدريد تنتظر تطبيع العلاقات بالكامل مع المغرب بعد المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بخصوص قضية الصحراء المغربية، والتي تضمنتها الرسالة التي وجهها إلى الملك محمد السادس، رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. ووصفت الحكومة الإسبانية، الجمعة، مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء، ب"الأكثر جدية" للتسوية في الصحراء.
واعتبرت "إلباييس"، أن الرسالة التي بعث بها سانشيز إلى الملك محمد السادس، هي نتاج شهور من المفاوضات بين وزارتي الشؤون الخارجية البلدين، ويفترض الوفاء بالشرط الذي فرضه المغرب لتطبيع العلاقات بشكل كامل، وهو موقف من إسبانيا فيما يتعلق بالصحراء.
واعتبرت الصحيفة، أن " الرباط تعتبر أن الأزمة الدبلوماسية مع مدريد، قد انتهت بعد أن وصف سانشيز الاقتراح المغربي للحكم الذاتي بأنه "الأكثر جدية وواقعية ومصداقية" لحل النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية.
وأوضحت "إلباييس"، أن المغرب يعتبر أن أزمته الدبلوماسية مع إسبانيا قد انتهت ، والتي استمرت 10 أشهر ، بعد أن تخلت الحكومة الإسبانية عن موقفها التقليدي المتمثل في الحياد في نزاع الصحراء وانحازت إلى جانب الرباط ، معتبرة اقتراحها للحكم الذاتي "الأكثر جدية وواقعية و أساس موثوق لحل نزاع الصحراء.
ولفتت "إلباييس"، أن الرسالة التي بعث بها سانشيز إلى الملك محمد السادس، تمثل تغييراً في الموقف التقليدي للحكومة الإسبانية ، التي كانت تدعم "حلاً سياسياً وعادلاً ودائماً ومقبولاً للطرفين ، في إطار الأممالمتحدة"، وهي الآن تدعم مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
وقال سانشيز، إن إسبانيا "تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف".
وأفاد بأنه "يعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب"، مشيرا إلى "الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأممالمتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف".
وأعرب عن يقينه بأن "الشعبين (المغربي والإسباني) يجمعهما نفس المصير أيضا، وأن ازدهار المغرب مرتبط بازدهار إسبانيا والعكس صحيح".
وأردف: "هدفنا يتمثل في بناء علاقة جديدة، تقوم على الشفافية والتواصل الدائم، والاحترام المتبادل والاتفاقيات الموقعة بين الطرفين والامتناع عن كل عمل أحادي الجانب".
واستطرد قائلا: "أود أن أؤكد لكم أن إسبانيا ستحترم على الدوام التزاماتها وكلمتها".
وأكد عزمه العمل مع الرباط "للتصدي للتحديات المشتركة، ولاسيما التعاون لتدبير تدفقات المهاجرين بالبحر المتوسط والمحيط الأطلسي، والعمل على الدوام في إطار روح من التعاون الكامل".
وأبرز أنه "سيتم اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين".