أطلق مركز محمد بنسعيد.أيت إيدر للأبحاث والدراسات، منذ أزيد من سنة، مبادرة لتنظيم مناظرة دولية بمراكش حول موضوع : "نزاع الصحراء الغربية إضاءات متفاعلة ". وقد تنامت هذه المبادرة وخلقت دينامية كبرى. * إن الدينامية الوطنية والمغاربية وحتى الدولية التي خلقتها هذه المبادرة، طورت المشروع ووسعت مجاله مما جعل سقف الانتظارات يرتفع إلى مستوى تجاوز التوقعات وطنيا ومغاربيا ودوليا ، بموازاة مع الطموح في أن تكون المناظرة فعلا مناسبة لحوار هادئ ومتزن ومتفاعل يستشرف آفاق المستقبل المشترك لشعوب الفضاء المغاربي . * هذه الحصيلة الايجابية، جاءت نتيجة مجهودات أطر المركز في تحضير المناظرة وتوفير شروط نجاحها، وعلى رأسها التواصل المباشر مع شركائه في البلدان التي زارتها وفوده لحشد الدعم للمبادرة، في الجزائر (مرتين) وتونس وموريتانيا وإسبانيا وفرنسا والبرتغال وهولندا وبلجيكا وتكثيف الاتصالات مع فعاليات متعددة ووازنة من ليبيا وبلدان أخرى عربية وأجنبية . * لقد استطاعت الدينامية الكبرى، التي خلقها المركز بزياراته ونقاشاته وندواته الإعدادية، أن تفتح أفقا مغاربيا واعدا يمتد بعمق في كل دولة من دول المغرب الكبير، وهو ما يلقي على عاتقنا مسؤولية المحافظة على هذه الديناميةن ورعايتها بتعميق الوعي المغاربي الجماعي الذي يتيح – في الأفق القريب – بوادر الحل الذي سيهتدي إليه ذكاؤنا الجماعي باستثمار جيد وعقلاني لما أثمرته سيرورة التحضير. * سجلت بعض الأطراف من داخل المغرب وخارجه، المنخرطة معنا في هذا المشروع المغاربي، أن المحبذ هو انعقاد المناظرة في جو هدوء وتبصر، حتى يتسنى لجميع الأطراف حضورها والمساهمة فيها ، والتمست هذه الأطراف إرجاء تنظيم المناظرة، حفاظا على أهدافها النبيلة والآمال العريضة التي فتحتها. لذلك تجاوب المركز مع هذه النداءات فقرر تأجيل عقد مناظرة مراكش إلى موعد لاحق. * إن المركز حين يعلن تأجيل مناظرة مراكش، فإنه يؤكد تشبثه القوي بمبادرته ،و يلتزم مع الرأي العام الوطني والمغاربي، باستمرار التعبئة والتواصل من أجل توفير كافة الشروط الضامنة لإنجاحها وبحضور كافة الأطراف المعنية بغية إطلاق سيرورة البحث الجماعي عن الحل في محطة مراكش والمحطات التالية بتونس وموريتانيا والجزائر وإسبانيا لإنضاج البدائل وفتح الآفاق الواعدة أمام منطقة تتهددها الأخطار أكثر من أي وقت .
* والمركز إذ يتقدم بأبلغ عبارات الشكر والتقدير، إلى كافة الهيئات والمؤسسات والشخصيات التي رحبت بالمبادرة ودعمتها فإنه يخص بالتقدير العالي، التفاعل الايجابي للمنحدرين من الساقية الحمراء ووادي الذهب، سواء القاطنين منهم حاليا في هذه الأقاليم، أو المتواجدين بتندوف و الحمادة أو المستقرين في الأقاليم الشمالية للمغرب أو في اسبانيا والبلدان المغاربية. وخاصة منهم الذين اهتموا بمبادراتنا، وثمنوها عاليا لكونها تطمح لإيقاف أجواء التوتر و إطلاق سيرورة حوار تفضي إلى إرساء أسس حل للنزاع، حل سياسي متوافق عليه ومنصف للجميع.