جدد الجنرال القنابي الرئيس المنتدب لفريق الجيش الملكي ثقته في المدرب والتر ماوس، وذلك بعد الأنباء التي تم تداولها أخيرا داخل محيط النادي، والتي تحدثت عن قرب التخلي عن المدرب، بل وذهبت بعضها إلى الربط بين تواجد الرئيس المنتدب خارج أرض الوطن، وبين الحديث عن دخوله في مفاوضات مباشرة مع بعض المدربين الذين عبروا عن استعدادهم لتدريب الفريق في مرحلة سابقة، بينهم المدرب البرتغالي خوصي روماو، الذي سبق أن قاد فريقي الرجاء والوداد البيضاويين نحو الفوز بلقب الدوري المغربي الأول في لكرة القدم. وكان الرئيس المنتدب للفريق قد توجه مباشرة بعد عودته من رحلة فرنسا، صباح أول أمس، إلى المركز العسكري بالمعمورة، حيث اجتمع في بادئ الأمر بأعضاء المكتب المسير للنادي، واستمع إلى تقييم كل طرف منهم للوضعية المقلقة التي يجتازها الفريق، علما أنه كان قد اطلع على جميع التقارير التي أعدها أعضاء مجلس الإدارة، قبل أن يستدعي المدرب ماوس للانضمام إلى المجتمعيين. وحسب مصدر حضر الاجتماع فإن الرئيس القنابي شدد على أهمية تضافر الجهود كي يجتاز الفريق العسكري الوضع الذي يمر به، داعيا بلهجة فيها كثير من التوجيه كل عضو من موقعه أن يبذل قصارى جهده لتقديم المعونة للمدرب، مستنكرا حالة الانقسام التي أصبحت بادية على جسم الفريق، سواء على مستوى الإدارة أو على مستوى اللاعبين. مشيرا إلى أن فشل الفريق في تحقيق نتيجة إيجابية لا يعد انتقاصا فقط من قيمة المدرب أو اللاعبين، بل يعتبر انتقاصا مباشرا من قيمة كل عضو من أعضاء الإدارة. ولم يدع القنابي الفرصة تمر دون مطالبة المدرب باتباع صيغ أخرى للتواصل مع اللاعبين، وتجنب، بالتالي، خلق انقسامات داخل المجموعة، وذلك من خلال الصراعات الهامشية التي ظهرت أخيرا بينه وبين بعض اللاعبين. داعيا إياه إلى البحث عن صيغ جديدة في التواصل مع اللاعبين ومع الإدارة على السواء. ومباشرة بعد هذا الاجتماع توجه الجنرال القنابي صوب اللاعبين بحضور أعضاء الطاقم التقني والطبي وبحضور، كذلك أمين المال مستحسن، حيث ذكر الجميع بضرورة تقديم المساعدة الكافية للمدرب ماوس، وعدم انتقاده سواء على رقعة الملعب أو خارجها، داعيا إياهم إلى الاضطلاع بالدور المنوط بهم على أحسن وجه. معتبرا أن الوضعية التي يوجد عليها الفريق في الوقت الحالي أصبحت مقلقة وتستدعي بذل جهد استثنائي، خصوصا أن ترتيبه لا يليق بقيمة وتاريخ فريق من حجم الجيش الملكي. مشددا على أن جميع المشاكل العالقة، خصوصا المالية منها ستجد طريقها نحو الحل، وأن الإدارة تبذل جهودا كبيرة كي تلبي كل متطلبات اللاعبين. وختم الجنرال كلمته بالتأكيد على أن الفرصة لا تزال سانحة أمام الفريق كي يعود إلى تألقه، لكن شريطة وضع كل المشاكل جانبا والتركيز فقط على تطوير الأداء داخل الملعب، وتكثيف التداريب، وعدم الالتفات إلى الأمور الهامشية التي لا تزيد وضعيته إلا سوءا. ويذكرأن فريق الجيش الملكي قد عرف نوعا من الانفلات، وأصبح يعيش حالة اضطراب لا مثيل لها، مما يهدد بنزع هويته التي اشتهر بها على المستوى الوطني، والتي تنبع من خصوصيته كفريق يمثل المؤسسة العسكرية في المغرب، حيث ظل لسنوات عنوانا للانضباط والصرامة، بل كان يعد نواة لفريق محترف بكل المقاييس.. هذه الخلاصة خرج بها كل المقربين منه خلال الفترات الأخيرة، وكان آخر تجلياتها هذا التمرد على الضوابط المعمول بها داخل فريق الجيش الملكي وعدم التصدي له بحزم، يظهر بجلاء أن فريق الجيش الملكي لم يعد قادرا على فرض الانضباط داخل تشكيلة لاعبيه، كما يبين أن المدرب والتر ماوس بات غير قادر على فرض الاحترام الكافي في علاقته باللاعبين، ناهيك عن غياب جلسات تأديبية من شأنها أن تعيد للفريق هيبته.