طالب ب 100 مليون للإستقالة والإدارة عرضت عليه 40 مليونا حدث ما كان متوقعا وأشرنا إليه بكون مؤشر القلق ارتفع لدرجة غير مسبوقة داخل فريق الجيش الملكي، ذلك أن اجتماعا طارئا عقد يوم الإثنين الأخير لتدارس وضعية العساكر المتردية هذا الموسم، وخلاله حدثت مفاجآت غير متوقعة صبت كلها في التأكيد على أن تطورات لاحقة ستحدث تنبأ بمتغيرات جوهرية ستحدث قريبا، وستنهي معها تواجد المدرب البلجيكي والتر ماوس الذي كان محورا للإجتماع المذكور، بل بطلا له بامتياز. خلية الأزمة تجتمع كما كان متوقعا أحدثت الهزيمة الثانية على التوالي لفريق الجيش الملكي خارج قواعده وبذات الحصة (20) أمام شباب المسيرة بما رافق الأداء من ضياع وتواضع أحدثت رجة عنيفة داخل الفريق العسكري، ولم يطل الإنتظار طويلا كما كان الشأن سابقا لتدارس تداعيات الهزيمة ولا وقعها ومخلفاتها. خلية الأزمة هذا اصطلح عليها والتي ترأسها الجنرال نور الدين قنابي بحضور العقيد عبد المجيد بلحاج، الكولونيل بوكومان، الحبيب العزيز كاتبا إداريا وبحضور الطاقم التقني والتر ماوس ومساعده حمو الفاضلي.. الحضور كان الغاية منه معرفة أو تشخيص أسباب التواضع الحاصل على مستوى النتائج والمسيرة المتوسطة إن لم تكن ضعيفة لفريق بطل إسمه الجيش الملكي يصنف زعيما لكرة القدم الوطنية. تكلم القنابي بداية بلهجة صارمة وبنبرة عنيفة هذه المرة محاولا التوصل للأسباب الحقيقية وراء الظهور الشاحب والضعيف للفريق في فترة الإياب بشكل أكثر تدهورا مما ساد الذهاب برغم كل التحفيزات المطروحة وبرغم اجتماعه سابقا مع كل المكونات (لاعبين ومدرب) وحثهم على عطاء ومسيرة أفضل، وليحدث إجماع الخلية على أن السبب في المدرب البلجيكي، فهو وحده أصل الداء وحان وقت استئصاله. ماوس يتمرد ويعلن العصيان توقع الجنرال نور الدين قنابي بوصفه رئيسا منتدبا للفريق العسكري كل شيء وأي شيء إلا ردة فعل المدرب البلجيكي التي جاءت صادمة له، أولا لأنه ظل يحمي هذا المدرب ويصبر عليه ويهيء له كل مقومات العمل الهادئ والتركيز على ضوء معطيات أثبتت قصوره وفشله. وثانيا للحاضرين الذين لم يتوقعوا أن يتحلى هذا المدرب بخصلة الجحود وبصفة نكران الجميل، إذ كانوا يتوقعون بعد أن تم استحضار تاريخ الجيش أمامه وطابعه الإستثنائي والهيجان الحاصل لدى الأنصار الذين تنقلوا للعيون بأعداد وفيرة وأعلنوا احتجاجهم على ما يحصل، و ماوس استمع للمحاضرة التي ألقيت على أسماعه وكأنها لا تعنيه في شيء، وبعد أن توقع الكل أن يعلن بشهامة عن مسؤوليته في ما حدث من إخفاقات ليرحل صاغرا بلا مشاكل، فاجأ الكل وأعلن تشبته بمكانه وبمنصبه وبأنه لن يرحل ولن يقبل حتى بالحل الثاني أو الثالث وهذه فصولهما. لا لخلية المساعدة نعم لمليون درهم إقترح نور الدين قنابي على المدرب البلجيكي أن يرحل فرفض، عرض عليه بشهامة معتادة لدى مسؤولي الجيش الملكي أن يتسلم راتب 4 أشهر المتبقية (40 مليون سنتيم) أي ب 10 مليون عن كل شهر، وهو امتياز لا يحق له الحصول عليه لأنه أخل بالعديد من الإلتزامات الموقعة معه في العقد ومنها ضمان احترام الفريق العسكري ورصيده الكروي، وثانيا سفره لليبيا لمواجهة أهلي بنغازي في كأس شمال إفريقيا دون معد بدني والإقصاء في دور النصف، وثالثا ارتباكه في تسجيل العديد من اللاعبين في اللائحتين العربية والإفريقية مثل ما حدث مع (فلاح والشاهيري)، ورابعا اصطدامه بالعديد من العناصر وإفشاؤه العديد من أسرار المهنة للأنصار وللمحيط الخارجي ودخوله في حرب مفتوحة مع الطاقم التقني السابق (العربي كورة وجعفر عطيفي) وتحميل الإثنين مسؤولية تواضع البداية والتشويش على عمله، وهو ما تم التوصل لعكسه وعكس حقيقته لاحقا. رفض ماوس هذا المقترح، ومعه المقترح الثاني بتشكيل لجنة تعمل بجانبه في مشهد مكرر لما حدث مع فاخر الموسم الماضي تتألف من العقيد عبد المجيد بلحاج وأسماء أخرى من طينة بنعبيشة. ورفض المقترح الثالث بأن يتحول للإدارة التقنية، وقال بالحرف: «لقد انتدبتموني مدربا ولن أتنازل عن منصبي مهما يكن» ، وقبل بمقترح لم يعرضه عليه أحد وعرض هو وقال: «الحل الوحيد لكي أرحل هو أن أتمكن من 100 مليون سنتيم كما ينص عليها العقد، وغير هذا لا حل وسط لدي». هكذا رد ماوس وهكذا صدم الحضور وهكذا كان رد فعله. ماوس.. إرحل الجيش أكبر منك!! أوصل الجيش الملكي للحضيض جنى على تاريخه وأساء لذكراه وذاكرته بأسوإ حصيلة ونتائج (8 أهداف له مقابل 10 بمرماه) في 20 دورة و26 نقطة ومركز تاسع، حصيلة فضيحة وكارثية تنطق بواقع حال الزعيم الذي يبكي أنصاره حاضره ويتألمون على ماضيه القريب المجيد. ماوس رفض كل الحلول الوسطى والنتيجة التي أعقبت الإجتماع هي رفع القضية لجهات أخرى للفصل فيها، لأنه ما هو مؤكد داخل هذه الدوامة هو أن ماوس بات خارج حسابات الجيش الملكي ولن يستمر مع الفريق حتى ولو اضطر لدفع الشرط الجزائي المرهق.. ماوس جزء من ماض أسود وكابوس انتهى رفقة الفريق، وحكاية منتهية مهما كلف ذلك من ثمن، والخلاصة هي الأسف على التعامل مع الأجنبي لأن ما فعله (جيريس وتبعه في تقليده سطمبولي ثم ختمه والتر ماوس) يقول بإستحالة التعامل مع غير الإطار الوطني في المرحلة اللاحقة. خلاصة الإجتماع كانت عبارة أجمع عليها «ماوس إرحل الجيش أكبر منك ومن تاريخك» ورفعت القضية للتداول، وبدا واحد من أسباب نكسة العساكر وهو التعامل مع مدرب جاحد وشحيح وبخيل في مشاعر الكرم والعرفان، مدرب لم يقدر معنى شهامة المغاربة وإدارة الجيش خصوصا وبعد الإجتماع بعد التداول في إسم البديل والذي لن يخرج عن أحد الأسماء من الأطر الوطنية العارفة بخبايا البيت، فكيف وبأي ثمن سيرحل ماوس؟