رفض المدافع مراد فلاح مرافقة النادي إلى مدينة مراكش، حيث خاض فريقه مباراة أول أمس برسم الجولة الثالثة من الدوري المغربي، وخسر فيها بنتيجة هدف دون رد. فلاح رفض الجلوس على مقعد البدلاء بعد علمه بقرار المدرب والتر ماوس الرامي إلى إشراك اللاعب الشاب مساميح في الجهة اليمنى، رغم أن المدرب برر لفلاح قرار إبقائه على دكة الاحتياط، ووعده بالاعتماد عليه في المواجهات القادمة، معتبرا القرار ناتجا عن غياب مراد عن تداريب الفريق مدة ثلاثة أيام بسبب مرض مفاجئ ألم به. نفس القرار اتخذه لاعب الوسط محمد مديحي، الذي علم هو الآخر بخبر عدم نية المدرب في الاعتماد عليه خلال المباراة ذاتها كلاعب أساسي، ففضل بدوره عدم مرافقة الفريق إلى مدينة مراكش بالرغم من قوة النزال. علما أن جميع مكونات الفريق استهجنت تصرف اللاعب نفسه خلال المباراة التي جمعت فريقه برسم الجولة الثانية بفريق المغرب التطواني في لقاء انتهى بالتعادل السلبي، حيث رفض مصافحة أحد زملائه بالفريق خلال عملية استبدال، وذلك عندما هم المدرب بتغييره خلال شوط المباراة الثاني، وفضل التوجه مباشرة إلى مستودع الملابس دون أن يصافح زملاءه على دكة الاحتياطيين كما تنص على ذلك أعراف اللعبة.و يبدو أن فريق الجيش الملكي أصبح يعيش انفلاتا غير مسبوق، يهدد بنزع هويته التي اشتهر بها على المستوى الوطني والتي تنبع من خصوصيته كفريق يمثل المؤسسة العسكرية في المغرب، حيث ظل لسنوات عنوانا للانضباط. هذه الخلاصة خرج بها كل المقربين منه خلال الفترات الأخيرة، وكان آخر تجلياتها هذا التمرد على الضوابط المعمول بها داخل فريق الجيش الملكي. فعدم التصدي له بحزم، يظهر بجلاء أن فريق الجيش الملكي لم يعد قادرا على فرض الانضباط داخل تشكيلة لاعبيه، كما يبين أن المدرب والتر ماوس بات غير قادر على فرض الاحترام الكافي في علاقته باللاعبين، ناهيك عن غياب جلسات تأديبية من شأنها أن تعيد للفريق هيبته، حيث إن مديحي اكتفى الأسبوع بالجري منفردا غير عابئ بكل ما يمكن أن يؤول إليه وضعه. وهي إشارات دالة على أن إدارة الجيش الملكي أصبحت عاجزة عن فرض النظام الذي كان في الماضي سر قوتها. وأكد مصدر من الطاقم التقني استغرابه للانفلات الحاصل خلال الحصص التدريبية والملاسنات التي تميزها، بل إن العديد من اللاعبين يتعاملون مع الحصص التدريبي بكثير من الاستخفاف، مما يؤشر على موسم ليس ككل المواسم السابقة. وعلمت «المساء» أن إدارة النادي العسكري ستعقد اجتماعا طارئا للبحث في مسببات الانفلات الذي يعرفه الفريق، ولا يستبعد أن تصدر قرارات زجرية لوقف النزيف.