من يضغط على الزناد ليظفر بالزاد؟ تخطيط الزاكي ودهاء فاخر في قمة الكواسر هي قمة القمم بامتياز، هو لقاء الرعب وصدام الزعيمين بكل ألوان الإحتفالية والتميز، المتصدر الحالي الجيش الملكي والعائد بفوز هام واستراتيجي من قلب فاس على حساب الماص والوداد التي استفاقت وكشرت عن أنيابها كفريق لا يمزح ويريد العودة لسكة الألقاب وبأي ثمن·· بين الجيش الزعيم الحالي وصاحب آخر لقب في البطولة الوطنية والوداد التي يكفيها نصر واحد للحاق بكتيبة العساكر تكمن متعة الصدام الذي يتحدث عن عقدة حمراء عصية الفهم على الجيش وعن تطلع فاخر والزاكي لتقديم وصفة تكتيكية عنوانها ملاحقة نقاط غالية تغني الزاد وتمكن صاحبها من التحليق في العالي· حكاية زعامة وأرقام هما قاطرتا كرة القدم الوطنية وبدون منافس ويمكن القول بإضافة الرجاء كطرف ثالث في مضلع القوة محليا، وحين يأتي نزاليهما سنويا في مرحلتي الذهاب والإياب، فإن كل الإعاقات الراهنة والتواضع المرحلي يذوب وما يستحضر هو التاريخ المشرق ولغة الأرقام الصامدة والمحطمة تباعا· بين عساكر الثكنة وقلعة الألقاب الحمراء أكثر من حكاية ورواية في مطاردة لغة الأرقام والأوصاف، فالوداد كان إلى حدود السنة الماضية زعيما للبطولة وللكرة الوطنية مناصفة مع غريم اليوم الجيش الملكي، قبل أن يظفر الأخير بغلة الموسم الماضية كاملة ويتوج بثنائية الذهبية التي حملته للعالي والتفرد والإستئتار بهذا الوصف - الزعيم - وحيدا بفوزه ب 12 لقبا للبطولة وبفارق بطولة واحدة عن وداد ما بعد الإستقلال، حيث الإعتداد الرسمي والمعترف بها دوليا من قبل الفيفا بالإحصاءات· بحوزة الجيش 12 لقبا للبطولة و 10 كؤوس للعرش وكأسان قاريتان للأبطال والإتحاد وفي رصيد الوداد 11 لقبا للبطولة و9 كؤوس للعرش وكأسان قاريتان واحدة للأبطال والثانية للكؤوس، ما يجعل نزالهما المباشر هو الأغلى والأعلى والأقوى في كوطة حسابات البطولة·· وسنويا يتجدد صراعهما ليس على إسقاط الآخر في رقعة التباري، وإنما في إسقاط أرقامه وأوصافه ليسبغها على نفسه هذه هي حكاية زعيمين وعلامتين من علامة التميّز والسطوة محليا· كتاب حياتي·· الفرحة في سطرين بذات القدر الذي وجد الجيش وصفته السحرية لتحويل السحر الأخضر لضباب ولمجرد تمائم بلا جدوى وأبطل مفعولها، فإنه عجز عجزا كاملا عن إيجاد نفس الحل للطلاسم الحمراء وللعقدة الودادية خلال العقد الأخير، استطاع الجيش أن يهتدي للحل وهو يلاقي الرجاء ويروض نسورها ويجردها من مخالب القوة والرعب، إلا أنه بالمقابل وهو يلاقي بطة الجيران الحمراء ظل بلا حول ولا قوة، يكفي الذكر أنه منذ 1996 لم يتعانق لاعبو الجيش الملكي فيما بينهم فرحا بفوز على الوداد في لقاء محسوب على البطولة في مفارقة ساحرة، إذ أن الحظ ابتسم لهم في آخر 3 مواجهات محمولة على طابع كبير من الأهمية بكأس العرش (فاز الجيش في نهايتين ونصف النهاية)· كلمة العقدة أو الشبح الأسود والمخيف هو الوصف المثالي الذي انطبق بالحرف على الوداد في ملاقاته للجيش طيلة عقد من الزمن سواء بالبيضاء أو الرباط، بل أن الجيش حتى وهو يتوج بطلا في مناسبتين مع فاخر أو مديح خلال الألفية الثالثة عجز عن إلحاق الهزيمة بالوداد الذي تجرأ الموسم الماضي على هزمه في سياق زمني حساس جدا، كان خلاله العساكر في الأوج يناقشون أمور الدرع في وقت كان الوداد غارقا في الوسط وبفضل ثنائية بيضوضان بالرباط تحديدا، الشيء الذي يجعل لازمة جمهور الجيش كلما تجدد العهد مع لقاء بالوداد يصدق عليه قول (كتاب حياتي يا عين·· كتاب كله عذاب·· الفرحة في سطرين·· وبالباقي كله عذاب··)، فهل يخالفون عرف الماضي هذه المرة ويغنوا مع فاخر "راجع لي ثاني بالأفراح"· مباراة بست نقاط مثل هذه المواجهات من يقدر قيمتها ويعرف حقيقة ما تمثله هم المدربون، لأنها في الغالب من الحالات التي تمثل علامة فارقة في آخر المطاف لتحديد وجهة اللقب أو الدرع، وفي حالات أيضا ما تكون لتفاصيلها الصغيرة، دور في رسم خارطة طريق للآتي من المراحل سواء سلبا أو إيجابا، وبلغة الأرقام هي مواجهة محسوبة بست نقاط الفائز فيها بإمكانه أن يضع كما يقولون قدما وأربعة أصابع في إطار حملته ومساعيه للفوز باللقب الموعود·· وبناء على تضاريس الترتيب الحالي الذي مكن الجيش بعد عودته المظفرة من فاس بفوز كان مرادفا للصدارة وتواجد الوداد غير بعيد بفارق 3نقاط فقط عنه، فإن واقع ست نقاط يتأكد، إذ أن انتصار الجيش في هذا اللقاء يجعله مفردا وحيدا لأسبوع إضافي في الزعامة وبفارق 6 نقاط كاملة عن الوداد في حالة سقوطها بالرباط، على أن مواصلة الوداد لمسلسل رعبهم للعساكر هنا بالعاصمة سيجعل أشبال الزاكي على قدم المساواة مع رفاق العلاوي وبسبق معنوي كبير قبل موقعة الإياب التي قد تأتي والحاجة لمثل نقاط الأحد القادم من الأهمية بمكان، في حين التعادل الكلاسيكي قد لا يكون خيارا مرغوبا فيه للمحليين، لكنه بكل تأكيد هو أقصى ما يتمناه باقي المتربصين بالجيش في المطاردة· وصفة الكواسر وصرامة التكتيك عدا أنهما قلعتان كبيرتان وهرمان شامخان وفريقان عملاقان، فإن من سيسهر على أمورهما وشأنهما التكتيكي مدربان من طراز غير عادي، إن لم يكن رفيعا وأعني بهما محمد فاخر من جانب الجيش الملكي وبادو الزاكي الساهر الأمين على أحلام القلعة الودادية في موسم لن يرضى فيه مناصروه بغير الدرع، هما الأعلى في بورصة الأجور والأعلى في كوطة السيرة والنهج الذاتي بمرورهما المتعاقب على شأن المنتخب الوطني في حقبتين متقاربتين ولو أن سيرة فاخر كمدرب رفقة النوادي أكثر لمعانا وإشراقا بألقاب من مختلف الأصناف (بطولة وكؤوس العرش وكأس قارية)، في حين سجل الزاكي المتوهج بوصافته مع الأسود تمنحه التوازن في المقارنة·· إذ هي مباراة داخل المباراة بين كاسرين لا يمزحان يختلفان في كثير من النواحي التكتيكية، لكن بقواسم مشتركة على مستوى الضبط والربط وعلى مستوى الصرامة والإنضباط الذي لا يقبل الخروج عن النص إطلاقا· لكل من الزاكي وفاخر آليات إخراج مباراة فوق العادة وبمواصفات غير متوقعة على أن مفاتيح اللعب لن تخرج عن الآتي من الأسماء (أوشلا كقائد الحكمة الدفاعية والراقي كملهم الإبداع في الوسط وقديوي كشعلة النار على الأطراف، إضافة للغوليادور وادوش صاحب التطلع لمسح ذكريات الماضي ضد الوداد)، بالمقابل لمياغري المجرب الذي سيعوض فكروش بأحكام التناوب ولبرازي المهووس بالفدائية كلما لاقى العساكر وبيضوضان صاحب الحظ الوردي في مباراة الرباط يشكلون أرقام الزاكي السحرية· مباراة بكل توابل إثارتها الموعودة وبكل بهارات فرجتها المرتقبة لا تعدو أن تكون لقاءا من فاصل 30 آخر قوام مواجهات البطولة والفائز الأكبر يجب أن تكون روح الرياضة لا غيرها، فهل يفك فاخر هذه المرة شفرة الزاكي ويحلق عاليا بالصدارة؟ أم أن للأخير وصفته ليزيد في كتاب العقدة فصلا آخر؟ مبارياتهما في المواسم الخمسة الأخيرة الجيش- الوداد موسم 20032004: الجيش - الوداد: 00 (إياب) موسم 20042005: الجيش - الوداد: 00 (إياب) موسم 20052006: الجيش - الوداد: 00 (ذهاب) موسم 20062007: الجيش - الوداد: 01 (ذهاب) موسم 20072008: الجيش - الوداد: 12 (إياب) فاخر الزاكي: المواجهة هما مدربان بعملة خاصة، من طينة التفرد والتميز وبخاصية إبداع إستثنائي تشاركا في قاسم واحد وهما يقودان زمام الأسود في سياقين مختلفين، لكن مع ذلك يتوحدان في صفات الكاريزما والإنضباط والصرامة خلال مواجهة الجيش المرتقبة للوداد، الأكيد أننا سنشاهد مباراة داخل المباراة، فكيف يحاكم الربانان إذن لقاء القمة·· الأسئلة الموحدة تقودنا لقراءة فكر الرجلين تابعوا·· المنتخب: كيف تنظر لمواجهة هذا الأحد خاصة وأن المنافس إنتعش بفوز كبير على أولمبيك آسفي ومستواه في تصاعد؟ محمد فاخر : أعتقد أنه لقاء من أصل 30 مواجهة ممكنة، لن تكون نتيجته حاسمة في رسم خارطة طريق نهائية لسبورة الترتيب، صحيح أن الوداد يعتبر في الظرف الراهن بما أبان عنه من إمكانات منافسنا الأول ولا شك، لكن لا أحمل اللقاء أكثر مما سيحتمله وهذا ما حرصته على تبليغه للاعبين كي لا يزيد الضغط عن المطلوب· المنتخب: ستواجه مدربا كبيرا له خصائصه وأسلوب عمله إسمه الزاكي، هل يوحي لك هذا الإسم بتهييء إستثنائي وخاص؟ محمد فاخر: بكل تأكيد أن الزاكي مدرب له قيمته وله وزنه وأنا أحترم أي إسم كيفما كان نوعه حين ألاقيه، ولا أضع في اعتباري تقسيما للأسماء، لكن هذا لا ينفي أن الوضع يقتضي منا توظيفا وأسلوبا آخر من التعامل يليق بالإسم الموضوع أمامي دون أن يعني هذا أنه كتاب مفتوح أو صورة واضحة الرسوم بشكل مطلق، فلكل مدرب أسلوبه الذي يتغير· المنتخب: مواجهة الجيش والوداد هي عنوان للقاء أكبر قطبين في البطولة، هل يخرج هذا في أحيان كثيرة عن طابعه ليجنح صوب حسابات أخرى تقتل فرجته؟ محمد فاخر: لا أظن أو على الأقل هذا ما أعتقده شخصيا، وأنا سبق لي وأن لعبت ضد الوداد سواء مع الرجاء أو الجيش، وفي أحيان كثيرة كانت الفرجة تحضر، لكن قد أشاطرك الرأي فيما يخص ما تمثله المباراة للجمهور من واجهة غير مرغوب الخسارة فيها، وأيضا لقيمة النقاط المحصلة وتأثيرها على الإرتقاء بالفائز بها في سلم الترتيب·· هذه جزئيات من الممكن أحيانا أن تدخل اللقاء خانة الصرامة والحرص والحذر المبالغ فيه· المنتخب: كيف تنظر للقاء هذا الأحد، هل يختلف عن المواجهات السابقة؟ محمد فاخر: مهما تغيرت الأوضاع والظروف تظل للمواجهة خصوصياتها كقمة حتى وإن كان أحد الفريقين خارج تصنيف الصدارة، فما بالك وهما معا في وضع جيد وصحة جيدة· أظن أن التوقيت وزمن الدورة كما قلت لا يجعلها قمة مضغوطة، لكن مع ذلك من جانبنا نتطلع لأن ننهي ما سمي بعقدة الوداد خلال العقد الأخير· المنتخب: هل سيكون للفوز في المباراة دور في رسم ملامح البطل؟ محمد فاخر: مثل هذه المباريات أسميها أو أضع لها سلما خاصا من النقاط، مباراة ب 6 نقاط، وإذا ما أسعفنا الحظ وبلغت الفاعلية الدرجات التي نتطلع لها، الأكيد أننا سنتمكن من مناقشة باقي لقاءات الذهاب بارتياح، لكن لا يجب أن ننسى أننا الأبطال وأصحاب الصدارة والكل يستهدفنا ويرغب الفوز علينا، ما أتمناه هو أن تغلب روح الرياضة والأخلاق في الأخير، وأكرر أن معرفة البطل والحديث عن مثل هذه الأشياء هي سابقة لأوانها وإن كان الفوز مؤشر عليها فقط· المنتخب : كيف تنظر لمواجهة هذا الأحد علما أن المنافس في أفضل حالاته ومنتعش بحلوله في المركز الأول متصدرا للترتيب؟ بادو الزاكي: أعتقد أنها مباراة عادية بواقع 3 نقاط رغم أن المنافس يتقاسم معنا نفس الأهداف والطموح، ورغم كل ما يشار بخصوص المتابعة الإعلامية المرتقبة، وأيضا طبيعة الصراع الذي يتجدد سنويا، فأنا لا أريد أن يأخذ اللقاء طابعا استثنائيا، والسبب هو حرصي على أن لا تحدث انفلاتات داخل المدرجات وهذا هدف أول يجب أن يتشارك الجميع من أجل الخروج بالمباراة لبر الأمان لأنها لن تكون حاسمة على مستوى تحديد لقب البطولة بأي شكل من الأشكال· المنتخب: ستواجه مدربا كبيرا له خصائصه وأسلوب عمله إسمه فاخر، هل يوحي لك هذا الإسم بإستعداد استثنائي خاص؟ بادو الزاكي: أنا أختلف معك في هذا الصدد، الجيش أو الوداد أكبر من أي إسم سواء الزاكي أو فاخر، لا يمكن أن نضع الإسمين معا برغم بصماتهما وبرغم قيمتهما التي لا تناقش في موضع المواجهة الخاصة، فمن الممكن أن يقدم طرف ما مباراة كبيرة دون أن يوفق وهذا يحدث غالبا في كرة القدم· لكن رغم كل هذا فأنا أعتقد أنه حين يكون هناك إسمان لهما تاريخهما، فالأكيد أن المواجهة تكون بخصائص معينة وإستثنائية · المنتخب: مواجهة الجيش والوداد هو عنوان للقاء أكبر قطبين في البطولة، هل يخرج هذا اللقاء في أحيان كثيرة عن طابعه ليدخله طابع الصرامة التي تقتل الفرجة؟ بادو الزاكي: الأكيد أن ما تقوله صحيح، لكن المباراة ستكون بخصائص مبنية على وقائع الملعب ومفاتيح الفوز وليس بناء على أرقام التاريخ والإحصاءات، مسألة الفرجة لا أظن أنها تقتل أو يتم اغتيالها، بدليل أنه شاهدنا مباريات كبيرة بأهداف كثيرة، هنا أفتح قوسا لأقول أن هناك فرق بين الجيش وباقي الأندية على مستوى الإستقرار الإداري، إذ أنه كيفما كانت النتيجة فإن المدرب محمي بخلاف البقية، وهذا ربما مبعث إرتياح في العمل· المنتخب: كيف تنظر لمواجهة الأحد، هل تختلف عن باقي اللقاءات السابقة؟ بادو الزاكي: لا أظن ذلك ولو أنه لكل مباراة خصوصياتها، وفوز الجيش ضد الوداد أو العكس هو مؤشر على أشياء قد تحدث فيما تبقى من مسار البطولة، على أي أنا أنظر للقاء من زاوية أخرى ربما تختلف عن الغير، وهي أنه لقاء عادي جدا لا أحمله أكثر ما يطيقه، ولو أن الإنتصار ستكون له فوائد كثيرة، وهذا يحدث في جميع اللقاءات وليس هذه المحطة بالذات· المنتخب: هل سيكون للفوز في المباراة دور في رسم ملامح البطل؟ بادو الزاكي: قلت لك أن مشوار البطولة لا يزال طويلا والحسم سابق لأوانه، لن أتفاجأ إذا ما وجدت الجيش الملكي في آخر المطاف فوق البوديوم، وهنا أتحدث عن تخوفي من التحكيم كلما كان الفريق العسكري طرفا في لقاء ما، كما أن الوداد هو في طريقه الصحيح، واللقاء القادم هو فرصة لتأكيد نفس المسار الموفق الذي بدأناه، لدينا تكتيكنا الخاص للمواجهة ولدينا رؤيتنا للقاء، وما أصر عليه هو التحكيم الذي أصبح مرادفا للشغب، والبقية تعرفونها، لن أوضح أكثر·