الرجاء البيضاوي - الجيش الملكي: القمة الموعودة الثأر للرباعية وإنهاء العقدة العسكرية هي قمة القمم، واللقاء القفل الذي سيوضح معالم الصدارة أكثر وسيجرى على إيقاع الذكريات، ذكريات الأمس القريب وصراع القوة، الرجاء الماسكة بزمام الصدارة وبكامل الإستحقاق والجيش الملكي المتطلع لتصحيح صورته بعد نكستين متتاليتين أفقداه نقاطا هامة قد يكون لها انعكاس على حظوظ إبقاء اللقب داخل خزانته·· مباراة تعد بإثارة كبيرة، من خلالها النسور الخضر عاقدون العزم على إنهاء عقدة العساكر والأخير يريد تأكيدها· عقدة العساكر وحكاية صراع بين الفريقين صراع ثنائي يفوق ذلك المرتبط بحصاد الألقاب أو الإستئثار بها، صراع تجدد وأخذ طابعا آخر خلال الخمس سنوات الأخيرة كما يجسده تاريخ المواجهات والسياق العام الذي سارت عليه الأحداث، فالإحصاءات والأرقام تتحدث عن استعصاء رجاوي غريب في إلحاق هزيمة بالجيش الملكي خلال آخر 10 مواجهات بينهما، وعودة عسكرية موفقة كلما تعلق الأمر بمواجهة النسور الخضر حتى ولو بقلب البيضاء حكاية الصراع الذي يضفي ملحا إضافيا على اللقاء بين الفريقين يعود للموسم الكروي (20042005)، حيث اللقاء التاريخي الموصوف بلقاء القرن وغير المسبوق في تاريخ مواجهات البطولة على امتدادها وعودة الجيش بالنصر الشهير (02) من قلب مركب محمد الخامس بفضل ثنائية أرمومن والتي مهدت لتتويج عسكري حمل الرقم 11 بلقب البطولة، وكان ذلك في الدورة الأخيرة في مفارقة ماكرة ومصادفة غريبة حاكت سيناريو السنة التي قبلها والتي حولت مسار اللقب من الرباط صوب البيضاء في ذات الدورة الأخيرة بعد أن تمكن الرجاء من تحقيق فوز كبير برباعية بالقنيطرة وتعادل غير متوقع كان بطعم العلقم للجيش بملعبه ضد الكوكب·· كل هذه المؤثرات تجعل من اللقاء المتجدد بين الفريقين فرصة لاستحضار كل هذه الذكريات من أجل لقاء فوق العادة· حسابات الدرع تبدأ من هنا قيمة المباراة ولو أنها تأتي ضمن فاصل الإياب الذي بالكاد ابتدأ مشواره منذ دورة فقط، تكمن في كون الفريقين مرشحان فوق العادة وكل موسم للعب على واجهة الدرع، غير أن الأمور هذه المرة تختلف عن السابق، سيما على ضوء العودة القوية والتفرغ المطلق للرجاء لواجهة البطولة بعد خروجه من دوري أبطال العرب والمراهنة على العودة للواجهة، وذلك بعد غياب امتد لأربع سنوات غابت خلالها شمس اللقب عن سماء النسور، وبعد تحقيقه لثلاث انتصارات على التوالي يعلق الرجاء آمالا عريضة على فوز رابع وسيكون بقيمة 6 نقاط أمام فريق يشكل بدوره ضلعا محوريا وهاما في معادلة التتويج، لذلك حتى وإن لم تكن المواجهة حاسمة في تحديد معالم اللقب، فإن قيمة النقاط الثلاث تفوق أحيانا في مثل هذه النزالات قيمة الدرع على إعتبار طبيعة الصراع والندية وحتى لغة الحوار بين المناصرين· مباراة غير التعادل الكلاسيكي الذي يخدم مصالح الدفاع الجديدي المتصدر، فإن فوز أي طرف يعطيه شحنة إضافية وخطوة عملاقة من الأهمية بمكان للظفر باللقب الذي يحمل النسخة 52· نسور لا ترحم وعسكر مشغول اليوم لا يشبه البارحة بكل تأكيد وظروف الفريقين اختلفت نسبيا عما كان ساريا خلال الأربع سنوات المنصرمة، فالرجاء أصلحت كل الأعطاب التي أصابت عجلتها وتخلصت من كل الأورام المزمنة التي علقت بجسدها وباتت اليوم أكثر مناعة وقوة وتخطط مع المدرب روماو للقبض على اللقب التاسع وبأي ثمن، والجيش سيلعب اللقاء بذهن مشتت بين تدبير إيابه الملغوم أمام النادي الإفريقي التونسي وبين عدم التفريط في مكسب لقاء خسارته ستكون أكثر من مكلفة في ميزان الحسابات، مبدئيا الرجاء هي الأكثر ثباتا على مستوى النتائج وحصيلتها في البطولة هذا الموسم تجعلها ربما الطرف الأفضل بعدما تجاوز محنة البداية، عاد ليدوس على الزناد ويحقق عودة لافتة وموفقة (الأقل خسارة، هزيمتين)، وصاحب أفضل هجوم، وبتحقيقه ل 13 انتصارات متتالية يؤكد جاهزيته المطلقة بخلاف الجيش المتراجع على مستوى النتائج (هزيمتين متتاليتين بآسفي والقنيطرة)، وسجله خارج القواعد غير إيجابي بالمرة حقق (فوزا وتعادل في 4 مناسبات وخسر في 3 لقاءات)، أرقام وإن كانت للإستئناس إلا أنها تصب لمصلحة النسور التي يرى مناصروها أن الوقت حان أكثر من السابق كي تنهي حكاية العقدة وأمام مناصريها· رباعية الذهاب وصرامة التكتيك يعود محمد فاخر مجددا للدار البيضاء لملاقاة الفريق الذي انطلق منه صوب سماء الممارسة لاعبا أو مدربا وهو محمول على تحقيق فوز يجعله داخل السجلات كشبح حقيقي للفريق الذي أنجبه، وقبل هذا لم يخسر فاخر إطلاقا أيا من المواجهات التي خاضها ضد الرجاء سواء مع (الحسنية، سطات، المغرب التطواني وحتى الجيش)، بل أنه كان سببا مباشرا غير ما مرة في متاعب بالجملة للرجاء وكان آخرها الموسم الماضي بعدما أخرجها من ربع نهاية كأس العرش رفقة المغرب التطواني·· وغير الفوز باللقب الذي تحصل عليه من قلب البيضاء، فإن رهان تأكيد الذات ورد الإعتبار لنفسه بعدما ظل يوظف في كثير من المناسبات كرجل طوارئ ولم يتم الإعتداد بكفاءته كرجل ثقة، لتبقى مواجهته لروماو البرتغالي الذي تمكن من آليات الفريق وتوصل لكل مفاتيح اللعب الموجودة فيه، قمة تكتيكية مثيرة وجديرة بالمتابعة، سيما وأنهما يحتكمان على قطع غيار كفيلة بإضفاء طابع التميز على المواجهة وجعلها بتوابل فرجوية راقية· لقاء سيذكر الرجاء بالغزوة الرمضانية الشهيرة وبالأربعة في ليلة الكوابيس الخضراء بامتياز على أمل الثأر ورد الإعتبار وداخله قد نشهد حوارات ثنائية شيقة بين (أوشلا/أرمومن) (الراقي/أولحاج) (العلاوي/عيني)، (جريندو/وادوش)، (متولي/السراج)، نجدي/فلاح)، (البصري/النجاري)، ليبقى المؤكد داخل سياق القمة هو أنها ستلعب بشبابيك مغلقة وبشعارات التأكيد للجيش وإنهاء العقدة للنسور· تصريحات عسكرية: الضغط سيكون على الرجاء محمد فاخر: >أعتقد أنها مباراة كباقي المباريات وأن كل تهويل لها هو مبالغة وغير منطقي، الضغط هو على الرجاء باعتباره المتصدر حاليا وأيضا ملزم برد الإعتبار كما يقال في كرة القدم وثالثا لأنه سيلعب أمام جماهيره، غير مسموح لنا بالمرة أن نخسر اللقاء، بحكم سجل آخر هزيمتين في البطولة وحتى لا نتيح فرصة أخرى للمتصدرين الرجاء والجديدة للهروب بهامش مريح من النقاط، أتمنى أن يكون الحضور الجماهيري ناضجا وأن تلعب المباراة في أجواء رياضية·· بخصوص التحكيم فإني أتحفظ على إبداء أي موقف سابق لأوانه وما أخشاه هو الإصابات وأن نحاول تدبير اللقاء بأقل الأضرار الممكنة قبل مباراة الإفريقي النهائية، وعلى العموم هي مباراة ليست حاسمة في البطولة<· الحسين أوشلا: >أجريت ما يفوق 30 مباراة ضد الرجاء، وكل مباراة يكون لها طابع خاص مختلف عن السابق، أقدر جهود الرجاء في العودة لواجهة الأحداث وسعيها للثأر ورد الإعتبار، لكن ذلك لا ينبغي أن يكون على حسابنا، عانينا ضغط المباريات بشكل كبير مؤخرا والإرهاق قد يكون له دور في النتائج الأخيرة بالبطولة، لكن مثل هذه المباريات تتطلب حضورا ذهنيا قويا يتجاوز كل الصعاب<· عصام الراقي: >أتأسف لجمهور الجيش الملكي على عدم حضوري مباراة الإفريقي، وأقسم بالله العظيم أني لم ألمس الكرة بيدي بل ببطني، على أي غيابي عن نهائي الإياب سيشكل بالنسبة لي حافزا لتقديم كل ما أملك خلال هذا اللقاء القوي، لا يهمنا أن تسعى الرجاء للثأر أو شيء من هذا القبيل، لأن الأهم بالنسبة لنا هو أن نحافظ على حظوظ الإبقاء على اللقب في خزانتنا·· الضغط على الرجاء أكثر<· جواد وادوش: >كل لاعب إلا ويتطلع لأن يترك بصمته على مثل هذه المواجهات، أتمنى أن أوفق في التسجيل وبلوغ شباك الخصم، الرجاء فريق كبير، لكن الفريق العسكري حاليا هو الأفضل وغير مسموح له بأن يخسر مثل هذه المواجهات المصيرية، إن هو أراد الفوز باللقب، الصراع سيكون ضاريا في وسط الميدان ومن يملك مفاتيحه سيفوز حتما<· تصريحات رجاوية: مباراة لرد الإعتبار يونس عتبة: >إننا ننتظر هذه المباراة بشغف كبير وذلك لعدة اعتبارات أولها محو الهزيمة القاسية في مرحلة الذهاب، لذلك سنعمل على رد الدين من جهة ومن جهة أخرى لنؤكد للجميع أن المركز الأول الذي نحتله حاليا لم يأت من فراغ، لذلك نطالب من جمهورنا المساندة لتحقيق هذا الهدف بروح رياضية وبعيدا عن الأشياء التي من شأنها أن تسيء للقمة<· عبد اللطيف جريندو: >خلال هذه المباراة سنعمل على هزم فريق الجيش الذي اعتاد في المواسم الأخيرة التسبب في المشاكل لنا وأصبح يمثل نقطة سوداء لما حدث خلال مرحلة الذهاب، وبعد الهزيمة الثقيلة عرف الفريق عدة تصدعات غير أنها أعادت الروح للاعبين حتى أصبحنا نحتل حاليا صدارة الترتيب، لذلك فنحن لن نتنازل عن النقاط الثلاث<· رشيد السليماني: >حاليا لا يهمنا فريق الجيش وهدفي أمامه هو تحقيق الفوز لطرد النحس الذي لازمنا في المواسم الأخيرة أمامه، وبكل صراحة، فالهزيمة خلال مرحلة الذهاب هي التي أخرجتنا من الغيبوبة وجعلت اللاعبين يظهرون بمظهر آخر بقوة تجعلنا قادرين على قهر كل الأندية التي نواجهها سواء داخل الميدان وخارجه<· عبد الله الجلايدي: >سندخل مقابلتنا أمام الجيش بمعنويات عالية وكل طموحنا سيعود مركز على تحقيق الفوز ورد دين الذهاب، وسنعمل على تجاوز الفريق العسكري الذي يركز على اللياقة البدنية للاعبيه مع الإعتماد على المرتدات الهجومية، ونطلب من الجماهير الرجاوية الحضور بكثافة لمساندتنا ونعدها برد الإعتبار<· عمر النجاري: >المواجهة ستكون قوية وساخنة لكونها تجمع بين عملاقي الكرة المغربية وسنعمل خلالها على رد دين مباراة الذهاب، وتأكيد النتائج الأخيرة التي خولت لنا احتلال صدارة الترتيب رفقة الدفاع الحسني الجديدي، وجدنا الطريق الصحيح منذ الهزيمة أمام الفريق العسكري في بداية الموسم، وأنا حاليا بكامل لياقتي الطبية للقاء<· مراد عيني: أكد المدافع مراد عيني العائد من تجربة احترافية لاحتضان فريقه الرجاء بأنه لا يخشى هجوم الجيش: >أنا مستعد للدفاع عن مرمى النسور بكل شجاعة·· لقد تأثرت بالهزيمة الثقيلة خلال مرحلة الذهاب والتي تابعها من الإمارات عبر شاشة التلفزة·· أما لقاء العودة فسيكون مخالفا لرد الدين<·