الوداد يريد الضغط على الزناد والجيش زيادة العداد قمة مفصلية لتحديد مصير اللقب قبل الديربي الملتهب نزولا عند رغبة جامحة رآها البعض مشروعة للرجاء والآخرون لم يجدوا فيها نفس السند بإجراء المواجهة قبل لقاء الديربي بما يحفظ تكافؤ الفرص وتساويها بين الجميع، ستتوقف البطولة الوطنية لتفتح المجال أمام قمة أخرى من قمم الموسم بين قطبين كبيرين، الأول الوداد الذي أنجز المهمة العربية بصفاقس والجيش المراهن على تتبع ما تبقى من خيط دخان لمزاحمة الرجاء وإقلاق راحته لمنازعته على أمر اللقب، مباراة تأتي في سياق اختلف عن البرمجة السابقة وفي ظروف قد تضمن متابعة جماهيرية قياسية في أفق إعداد أو مباراة بروفة للفرسان الحمر قبل لقاء الصفاقسي المنتظر· أحكام البرمجة أم أهواء الرجاء لو كتبت لهذه القمة وأن أجريت في الأربعاء الذي سبق مباراة المنتخب الوطني ضد الغابون لكان لها وقع مختلف وتأثير آخر مغاير للذي ستكون عليه السبت القادم، حينها كان الرجاء في منحدر خطير على مستوى النتائج ومر من مرحلة فراغ جعلت الفارق يتقلص عن المتربصين بشأن المطاردة، في حين وضع الوداد كان صحيا ومعه صحوة الجيش الملكي قبل أن يتأثر بهزة الإقصاء من عصبة أبطال إفريقيا، بل أن الوداد كان في سباق حصاد الأخضر واليابس قبل أن يتلقى أول هزيمة له في لقاءات الإياب ضد المغرب التطواني بسانية الرمل· دخول الرجاء القوي كطرف له دوره ويتأثر بهذا اللقاء المؤجل جعله يفرض أمره الواقع، وذلك بتبنيه حمل صيغ التهديد للجنة البرمجة بأن تلوح بالعصيان وعدم لعب الديربي ما لم تلعب المباراة في توقيت سابق، وهو ما امتثلت له اللجنة الساهرة على تدبير هذه المباريات، واليوم الرجاء يغرد وحيدا في الصدارة وبفارق مريح بلغ 10 نقاط عن أقرب مطارد له، وحتى في حال استثمار الوداد لمؤجليه وجمع 6 نقاط وثلاث نقاط التي يعلق عليها آماله العريضة بالديربي، فإن الفارق سيظل 3 نقاط، أي أن صدارة الرجاء لن تتزعزع، لذلك أهواء الرجاء وحاستها السادسة التي فطنت لتوقيت مثالي للمباراة كان لها دورها الإيجابي في جعله وهو يرتاح في الأسبوع الذي سيتطاحن فيه الوداد مع الجيش يراقب تآكل المتربصين وكله أمل بأن يقتسما الغلة ويهديانه الدرع المنتظر منذ 5 سنوات فوق هودج أخضر· خيط الدخان أو السراب الرجاء حاليا هي الأقرب بمنطق الأرقام لحيازة اللقب رقم 9 في مسيرتها، لكن نفس الأرقام التي لا تحتكم إلى منطق تقول أن المباراة الملغومة بين الوداد والرجاء كفيلة بتغيير العديد من المعطيات وبخلخلة توازنات اطمأن إليها عشاق النسور· ومع أن إدراك المتصدر الرجاوي على ضوء الفارق الكبير المسجل من النقاط، يبدو وكأنه خيط دخان أو سراب هارب، إلا أن الوداد يعول على استعادة بعض موقوفيه الذين ما كان بإمكانهم لعب المؤجل في توقيته السابق وعلى رأسهم المارد بيضوضان والبنيني باسكال من أجل الظفر بثلاث نقاط تبدو الحاجة إليها ملحة وضرورية قبل لعب لقاء الصفاقسي إيابا وقبل جمع نقاط مباراة جمعية سلا أيضا، ثم خوض الديربي المرتقب والذي كي يحافظ على بعض بريقه ولمعانه يتحتم على الفرسان الحمر إنجاز المهمة باقتدار كبير ضد الجيش الملكي، في حين الفريق العسكري بدوره يعول على استثمار هذه المواجهة بشكل إيجابي قبل لعب ثمن نهاية كأس العرش وكي يداوي بعضا من جراح خروجه الصاغر من عصبة أبطال إفريقيا وأيضا كي يبقى قريبا من ساحة الأحداث التي يعول عليها لتمكينه من الوصافة على أقل تقدير ما لم يحقق اللقب· مباراة الأمل أو الفرصة الأخيرة وبشعار ممنوع الهزيمة، كما هو شعار ممنوع التعادل الذي لن يخدم سوى طرفا وحيدا هو الرجاء بكل تأكيد، فأي مقاربة لهذا الصدام العنيف· ذكريات الذهاب ورهان اللقب المباراة الفتنة أو اللقاء الصدمة ذهابا وأحداث الهرج التي رافقتها، بل البوليميك والسجال الكبير بفعل قرارات الحكم عبد الله العاشيري سترخي بظلالها على المباراة، وبالتالي هي مناسبة ثأرية للوداد كي يقتص لهزيمة الذهاب (20) والتي كانت أكثر من مكلفة وجعلت الفرسان الحمر يدخلون على إثرها دائرة متاعب حقيقية، في حين نفس المباراة كانت أشبه باللعنة بالنسبة لفريق الجيش الملكي بحكم أن الضغط الذي عاناه بعدها جعله يفقد نقاطا استراتيجية في العديد من المباريات بفضل وضع الحكام المحرج· الزاكي قد لا يجد في مواجهته المباشرة فاخر المريض، لكن ما يهمها تحديدا هو نقاط الفوز أمام الفريق وليس الشخص، ما يهمه هو أن يضمن للوداد نقاط المباراة كي تستعد ببروفة مثالية للقاء الإياب ضد نادي الصفاقسي التونسي، في حين الجيش الملكي الذي يقدم أداء مهزوزا خلال الفترة الأخيرة والتي لا يقنع أحدا، سيجد نفسه في وضع صعب إما الفوز ومواصلة الضغط على الرجاء ولو بآمال ضئيلة وترقب ما سيسفر عنه لقاء الديربي، وحينها سيتحول لمشجع للوداد أو العودة لسكة النتائج المتواضعة، وبالتالي تأثير ذلك على تعميق الهوة بينه وبين المناصرين الذين لن يقبلوا بالمرة وتحت أي طائل تواضعا في لقاء له قيمته وأبعاده ودلالته، خاصة إذا تعلق الأمر بفريق بيضاوي الذي لا يقبل الخسارة أمامه· صراع تكتيكي ولعبة مواقع الجيش حاليا وبواقع النقاط التي يتوفر عليها، يعتبر هو المطارد المباشر للرجاء ولو بفارق 10 نقاط، والفوز يعني تقليص هذا الفارق لسبعة أي ضمان المركز الثاني وبفارق 4 نقاط عن الوداد تحديدا، في حين الوداد الفوز سيكون له أفضال وحسنات كثير، إذ سيجعله برصيد 42 نقطة، قبل لقاء الديربي ومن تم الإستئثار بمركز الوصافة جنبا إلى جنب مع الغريم التقليدي (الرجاء)، وهنا تبدو لعبة تغيير وتبادل المواقع له أهميتها بين الفريقين، وبلوغ هذا المعطى لابد من المرور عبر قناة الأسطول البشري المتوفر لكلا التركيبتين· عن جانب الوداد يبدو في مركز الدفاع اللويسي كصمام للأمان رفقة لبرازي مع الإستناد على مصدر قوته والتي هي الإنطلاقة من الأطراف عبر السقاط وحمادة اللذان سيجدان نفسيهما في اختبار مزدوج بين البناء وصد غارات مديحي وقديوي المنطلقين لدعم العلاوي الذي سيدخل كماشة لبرازي كالعادة، وثعلبية منقاري الذي سيكون معنيا بأمور التخريب وتفادي سيناريو المشاحنات، كما عاشها ذهابا مع قبلي، ثم الإستناد للاعبين مؤثرين هما باسكال وبيضوضان الهداف بالإختصاص ضد الجيش واللذان ستوكل لهما مهمة إقلاق راحة أوشلا وبندريس، هؤلاء هم مفاتيح المواجهة وأرقامها السحرية والعناصر المعول عليها لتشكل قطع الشطرنج التي سيسخرها المدربان لبلوغ هدف إسمه الفوز· التعادل الكلاسيكي والعقدة لغة الأرقام والإحصاءات تصب لمصلحة الفرسان الحمر، لكن مثل هذه المواجهات لا تستند عادة إلى التاريخ، إذ أن معطيات دقيقة وجزئيات فقط قد تتحكم في مجرى هذه المواجهة، غير أن المهم داخلها بلغة الجماهير هو رفض التعادل الكلاسيكي الذي لن يخدم أيا منهما· الجيش لم يفز منذ عقود وأكثر على الوداد بمعقلها، وحين كسر ما يسمى بالعقدة الودادية ذهابا وجد نفسه في المحك هذا السبت من أجل التأكيد وإثبات الذات، فهل يواصل الوداد عزف سمفونيات إحباط العسكريين، أم أن الجيش الملكي هيأ وصفته للإطاحة بفيالق الحمراء، مباراة بحسابات معقدة النقطة الواحدة لا تخدم طرفاها· البرنامج السبت 18 أبريل 2009 بالبيضاء: مركب محمد الخامس: س16: الوداد - الجيش الملكي·