رمزية الإحتفال في ذكرى الإستقلال الجيش يريدها كأسا للأبد والفتح يخطط لإستعادة المجد فريقا العاصمة يصاقران التتويج في النهاية الحالمة شاءت الصدف وابتسم الحظ لفريقي العاصمة الجيش الملكي والفتح الرباطي كي يؤثثا المباراة النهائية لأغلى الكؤوس وكي يتصاقرا وجها لوجه من أجل الظفر بكأس فضية تحبل بالحمولات الفخرية الكثيرة، الجيش الملكي صاحب 10 ألقاب وهو رقم قياسي والفتح الرباطي صاحب 4 توشيحات من أصل خمس نهايات، وبعد قطعهما لحواجز إقصائية تفاوتت بين السهل والصعب لغاية بلوغ عتبة المحطة الوردية الحالمية، ينازلان بعضهما البعض بغايات متفاوتة وإن كان يوحد بينهما هدف القبض على الكأس، إلا أن المطمح يتباين بين رغبة عساكر يريدونها للأبد في خزانتهم وفتح يحاكي مجده الضائع بعد 13 سنة عن آخر وصال وعناق له مع التتويج متابعة في الصدام الرباطي الخالص· رحلة الحلم صوب الذهب تفاوت المطاف والألغام التي أفرزتها قرعة مطاردة كأس فخرية تشكل كل سنة واحة مفتوحة أمام الصغار والكبار على حد سواء ولا فرق بينهم إلا بالبذل السخي ونسبة الحظ الذي يفرد جناحيه تارة ويدير ظهره تارة أخرى، وليقطع كل فريق مساره المليء بالأشواك لغاية بلوغ المحطة الحالمة التي يشحذ لها كل آليات العزم والتصميم وحتى التحفيز بما تمثله من واجهة إغراء وجذب· الفتح الذي كان قد صعد لتوه للقسم الأول وهيأ كل ما يملك من مقومات وزاد بهدف العودة لواجهة الأضواء أكثر بريقا مما كان عما يساير أهداف ومخططات المرحلة، كان قد أقصى في بداية مشواره جمعية سلا في قرعة ماكرة هيأت له في أولى الأدوار طرفا من حزام العاصمة بالعدوة المقابلة ب (21) وفي الأخير يجد نفسه في النهائي ملزما بتفكيك عيار أثقل وهو الجيش، قبل أن يزيح بذات الحصة ظاهرة المنافسة الهاوي إتحاد أيت ملول ب (21) وهو الذي كان في طريقه لتكرار نفس إنجاز الرجاء بقلب الطاولة على الفتحيين بالرباط ثم تخدمه ضربات الحظ أمام المغرب التطواني بضربات جزاء ابتسمت لإرادة فريق ناضل لأجل بلوغ مربع ذهبي كان قد هيأ له منافسا معذبا هو شباب المحمدية المكلوم حينها بوجع النزول للقسم الثاني وب (20)، وفي الشريط المقابل كان الجيش الملكي يقص جناح منافسه الواحد تلو الآخر بحد أدنى من الجهد وبنفس السخرية تماما لاقى فريقا رباطيا في أولى الأدوار وهو سطاد المغربي وأخرجه بهدف العلاوي، قبل أن يضيف إليه النادي المكناسي بذات الحصة ثم الوداد كصاحب اختصاص بضربات الجزاء بعد انتهاء الزمن المكتمل والإضافي للقاء بالأصفار على أنه أطاح في النصف بفارس زموري عنيد بذات النتيجة والطريقة· وهكذا اكتمل العقد الفريد للموعد النهائي الحالم بين قطبي العاصمة الساعي كل منهما للإنتصار لرصيده وتاريخه من جهة و لفرض كلمته وهيمنته على المحيط والإطار ككل في سعي حثيث نحو الإستئثار بالرقم 1 ضمن معادلة التفوق والشعبية· قطبان ضمن جاذبية الصراع فتح اليوم ليس فتح الأمس وبالمقابل عساكر اللحظة ليسوا هم عساكر الهيمنة والإستئثار بالقرار والألقاب أيضا وداخل هذه الدوامة تحضر صراعات كواليس بين أجهزة التسيير للإستحواذ على أي شيء وكل شيء، إذ أن الفتحيين وفي صورة مستنسخة باتوا يملكون مفاتيح الأمور من أبسط جهاز ومسؤولية لغاية أعلى الهرم وهو وضع عايشه الجيش في لحظات مجد باتت من الزمن الغابر المنقضي، ما يجعل امتداد ومؤثرات هذا الصراع وجاذبية وإغراءات الزعامة تصل لدرجة التأكيد الميداني بأرقام واقعية وبنتائج وألقاب ملموسة وبتتويجات، قد يكون كأس العرش واحد من أبرز تجلياتها· منصف بلخياط وزير الشباب والرياضة الحالي ومنذ 5 أشهر حين كان الفتح يصارع الزمن لأجل العودة للقسم الأول، كان قد وعد وهو في موقعه السابق بفريق سيصاقر لأجل الألقاب ولأجل أن يكون الرقم 3 في معادلة كرة القدم الوطنية خلف الوداد والرجاء تحديدا ما يعني إقصاءه للجيش وفي ذلك خطاب صريح وواضح على عزم ونية أكيدتين لبلوغ هودج الريادة بمحيط العاصمة· وخلال نفس الفترة كان الجنرال حسني بنسليمان رئيس الفريق العسكري وهو يهم بحزم حقائبه ومغادرة الجامعة قد حول اهتمامه صوب المركز الرياضي العسكري من أجل مضاعفة الإهتمام بفريق يراهن على جعله والإبقاء عليه زعيما قائدا للقاطرة وطنيا، ومستنفرا لجهوده كافة لهذه الغاية، حتى لا يسحب البساط من تحت أقدامه في وقت كثر فيه الحديث عن تحول وشيك لجهة الجنوب· 10 كؤوس وزعامة لا تنازع بعد أن فض شراكة البطولة والتساوي فيما يخص عدد الألقاب (11لقبا) رفقة الوداد وبلغ لقب رقم 12 مع المدرب مديح، صادر العساكر ذات الريادة في منافسة كأس العرش وترك الوداد بتسعة كؤوس ليظفر بكأسه العاشرة، ما جعله زعيما لا ينازع فاصلا في لغة الأرقام وبالتخصص، ومنذ كأسه الأولى على حساب مولودية وجدة وهدف الزموري سنة 1959 لغاية كأس 2008 على حساب المغرب الفاسي وهدف وادوش يكون الجيش الملكي، قد خاض 14 نهائيا وليلعب النهائي رقم 15 ضد الفتح وليعادل رقم الوداد البيضاوي تحديدا، أي أنه فرط في اللقب في 4 مناسبات لو حالفه الحظ فيها لكان فوق سحاب الإحصاءات وبلا منازع يلاقي فريقا دخل دائرة المتوجين في 4 مناسبات وأوجد لنفسه مكانا ضمن الكبار، بعد أن خسر أولى نهايات سنة 1960 ضد مولودية وجدة التي أبكاها العساكر قبل سنة حينها، على أن آخر عناق فتحي مع الكأس يعود لسنة 1995 والمدرب تروسيي على حساب أولمبيك خريبكة بفضل هدفي فاسيلي وحمو، ما يعني أنه في الوقت الذي حاز فيه الجيش بين تلك الفترة ونهائي بعد غذ 5 كؤوس كان الفتح يرتعش تحت وطأة صيانة مكان له بقسم الصفوة ومغادرة أدوار المنافسة مبكرا· هو تباين في الرصيد والألمعية إذن، لكنه لا يبرر بأي شكل من الأشكال أي تفوق على الورق لطرف من الأطراف، لأنه لا يعدو أن يكون ورقة للإستئناس داخل فصول منافسة كثيرا ما ابتسمت لقلاع كبرى وأبكتها لحساب الأرقام الصغيرة في معادلة الترشيح، كما كان مع جمعية الحليب 1994 ومجد المدينة أيضا سنة 2000 وتلك هي حلاوة المسابقة حتى في حلتها العالمية· ماوس وعموتا فوق البركان لئن كان النهائي سيحبس أنفاس المناصرين والمريدين وهم يتطلعون لعناق تاريخي مع اللقب الغالي في نسخته 52، فإن أكثر من ستحبس أنفاسه هما مدربا الفريقين، الجيش الملكي بمدربه البلجيكي والتر ماوس موضوع في الضغط أكثر لأنه على حافة إنجاز تاريخي بكل مقاييسه يقربه من دائرة الأسطورة لو حالفه الحظ وأدخل اللقب لخزائنه للأبد ثانية، ما يجعل ماوس الذي بالكاد تنفس وتحرر من هاجس إقالة تتربص به موضوعا على فوهة بركان حقيقي قد تغلي حممه تحت أقدامه كما قد يكون بردا وسلاما في حال تخطاه آمنا بفوز مؤمل· ماوس الذي زاد في عمره مرحلة أخرى وهو يجتاز إعصار الوداد بنجاح أمامه فرصة قد لا تتكرر لرفع أسهمه والتوثيق على بقاء أطول بالقلعة العسكرية إن هو أحسن تدبيرها في موعد كبير بكل المقاييس، وعلى الضفة المقابلة يوجد الحسين عموتا الذي ليس بأفضل حال وهو العائد بثلاثية مدوية من قلب فاس أمام وداد صاعد لم يسعد بأول نصر له سوى على حساب الفتح تحديدا، ما يجعل وضعه بالبطولة لا يستقيم ولا يستجيب لتطلعات إدارييه وعلى رأسهم الماجيدي والفهري اللذان وجها للمدرب خطابا شديد اللهجة ومعه حسن مومن الشريك الإستراتيجي في التدبير التقني للفريق· هما مدربان يعلمان أن المباراة ونتيجتهما قد تحملهما للعالي كما قد تسوي بهما الأرض، ومن تم ينظران لها ولتفاصيلها على أنها مواجهة رعب بكل المقاييس الممكنة وغير الممكنة أيضا· كأس للأبد أم محاكاة المجد؟ في الوقت الذي دخل فريق الجيش الملكي تربصا مغلقا بمدينة الجديدة واستثمر جيدا معطى فوزه على حساب الوداد بكل أبعاده المعنوية والسيكولوجية، ومعه وقف ماوس بالتدريج على مكامن العلة في صفوفه كان عموتا وبالتيليكومند من فاس والمعمورة يشرف على ديباجة الخطة وتفاصيل تهييء لاعبيه لهذا الموعد الكبير، كما أن الجيش خرج من معركة حامية وملتهبة إسمها الصدام مع الوداد برأس مرفوعة ما يجعل الهمم والمعنويات مرتفعة بمقابل فتح هوى أمام متذيل الترتيب وبحصة ذات دلالات وأبعاد وتعابير·· غير أن أبرز حافز ومؤثر على الظفر بشهد النهائي يختلف بين القطبين، فالجيش الذي كسر شوكة الرشاد البرنوصي 2007 والمغرب الفاسي 2008 يريد أن يضم الكأس لثاني مرة لخزائنه، وللأبد بتتويج ثالث على التوالي بعدما حقق ذلك وسط الثمانينيات مع المهدي فاريا وليفض الشراكة أيضا مع الكوكب المراكشي في الإنجاز· في حين يعول الفتح على جاهزية المرحلة واللعب بالعاصمة في ديربي بمقاسات خاصة ليحاكي مجده الضائع سيما وأنه فاز بأربعة كؤوس من أصل خمس نهايات وهو رقم مشجع للغاية، وعودته للواجهة بلقب للكأس وعلى حساب الجيش يحمل من الدلالات والأبعاد أشياء كثيرة جدا· داخل الجيش يوجد أكبر متوج من لاعبي البطولة جواد وادوش الذي فاز بأربعة كؤوس ويريد اللقب الخامس كصاحب رقم قياسي ومعه لاعبون تمرسوا على المنصة (البصري، شهاب، فلاح، الراقي، وقبلي وحتى بوعودة)، في وقت العطش والشوق للتاج داخل الفتحيين هو ما قد يشكل الحافز لعناصره لمعانقة لقب غال يشكل بوابة لدخول التاريخ من أوسع الأبواب، فلمن يبتسم ديربي العاصمة الحالم للفتح أم للعساكر؟ برنامج المباراة النهائية الأربعاء 18 نونبر 2009 نهاية كأس العرش لكرة القدم برسم الموسم الرياضي 20082009 الملعب: المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط إنطلاقة المباراة: الساعة الخامسة بعد الزوال حكم الوسط: بوشعيب الأحرش (عصبة الدارالبيضاء الكبرى) الحكم المساعد الأول: محمد أيوب (عصبة الشرق) الحكم المساعد الثاني: مصطفى مومن (عصبة الصحراء) الحكم الرابع: حميد الباعمراني (عصبة الغرب) مندوب المباراة: كريم عالم