صحيح لم أحترف لكن صبري كان جزاؤه دخولي التاريخ أكدنا أن الجيش هو الزعيم والجمهور العسكري بعث في الروح مجددا إستطاع جواد وادوش التأكيد على علو كعبه وقيمته كلاعب كبير حين بلغ مرمى الحارس فوهامي في الزمن القاتل في لقاء نهائي كأس العرش ضد الفتح·· الغوليادور الذي قاد الجيش الموسم الماضي لذات اللقب أمام المغرب الفاسي كرر الإنجاز على حساب الفتح، فأصبح صاحب اختصاص في المواعيد الكبرى وبلغ لقبه الخامس في الكأس الفضية وحطم كل الأرقام الممكنة بخصوص التتويجات·· إعتبر أن أحسن مكافأة نالها ببقائه في الجيش كانت هي تحطيمه لهذه الأرقام، والهدف يمثل ذكرى غالية في حياته وعودته لمستواه الكبير يعود الفضل فيه للجمهور قراءة في بوح هداف من طينة الكبار· المنتخب: هدف خرافي رائع في توقيت مثالي ما الذي يمثل التوقيع بالنسبة لك؟ جواد وادوش: سجلت العديد من الأهداف وتمكنت من بلوغ الشباك في الكثير من المناسبات، لكن هدفي في مرمى الفتح أعتبره الأهم والأغلى في مسيرتي الكروية·· لقد جعل الجيش الملكي يحرز كأسه الثالثة على التوالي ولا أعتقد أنه كان سيكون من العدل أن يضيع منا اللقب بذات الطريقة، كنت في لحظات حزن والدقائق تمر قبل أن تصلني الكرة، ولست أدري لماذا كان شعور قوي يراودني بأن المباراة لم تنته بعد وأن هناك مفاجأة سارة في الطريق· المنتخب: هل كنت واثقا من بلوغك الشباك والكرة تصلك والمباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة؟ جواد وادوش: من عادتي أني أختار مكانا جيدا داخل مربع العمليات وفي الدقيقة 88 لم أكن أتوقع أني سأكون في تلك النقطة وأمام فوهامي مباشرة، ولو فكرت الآن عشرات المرات ربما لم أكن لأعيد نفس الضربة والقذيفة، ولربما قد يحالفني الحظ مرة ويغيب 100 مرة·· الحمد لله الحدس الذي يكون عند المهاجمين الكبار هو الذي أعانني على التسجيل والتموقع وكذلك التهديف· المنتخب: هل تعلم أنك بالإنجاز أصبحت أكثر اللاعبين تتويجا داخل المغرب بهذه الكأس وتجاوزت لاعبين كبارا داخل الجيش؟ جواد وادوش: صدقني لم أكن أهتم بالإنجازات الفردية بقدر ما كان يهمني أن ينجح الجيش الملكي في كسر كل الأرقام وأن يتحصل على الكأس للمرة الثالثة على التوالي، هذا الجيل يستحق أن يدخل التاريخ الذهبي، كما كان شأن جيل الثمانينيات، والحمد لله التاريخ ذاته هو من أنصفنا وجعل الفريق العسكري يتبث أنه زعيم كرة القدم بدون منازع· المنتخب: قبل بداية البطولة كنت على وشك التوقيع للرجاء أو الماص، هل كان سيكون خيارا خاطئا أن تفرط في المكسب الحالي؟ جواد وادوش: ما راج حينها لا أريد العودة لتفاصيله، لأنها صفحة طويت، والآن أنا لاعب داخل الجيش وسعيد جدا بكل لحظة أحمل فيها قميص هذا الفريق الكبير الذي أموت عشقا فيه، وأنا أكبر لاعب ضحى بألوان الجيش لأني عايشت العديد من الأسماء وكلها فرج الله عليها واحترفت، وكان على الجمهور العسكري الكبير أن يتفهم الوضع ويقدر الصعوبات النفسية التي عشتها، أعود للقول أني عسكري حتى النخاع وأحترم كل الفرق الوطنية· المنتخب: كؤوس للعرش، بطولتان، كأس إفريقية وألقاب أخرى، كيف هو شعور لاعب يبلغ هذه الإنجازات؟ جواد وادوش: حقيقة أنا سعيد وفي قمة السعادة، أحمد الله لأني نلت جزاء الصبر، والهدف أهديه لوالدتي التي بفضل دعائها ساهمت في عودتي من بعيد، كما أني أهديه لإدارة الجيش بكل مكوناتها· المنتخب: ماذا كنت تريد القول بتحيتك العسكرية بعد الهدف؟ جواد وادوش: لا يمكن أن أضيف شيئا لأن الحركة تعبر عن نفسها، كنت أريد القول أني عسكري وولدت كي أكون عسكريا وتوجهت بها للمسؤولين إيمانا مني بقيمة اللقب وكي أقول لهم شكرا على كل شيء· المنتخب: عدت بشكل رائع وأكدت مع مرور الأيام والدورات أن وادوش الكبير الذي يعرفه الجمهور المغربي في طريقه للبروز مجددا، ما هي كلمة السر؟ جواد وادوش: الفضل وكل الفضل يعود للجمهور العسكري ولوالدتي التي حضنتني، ولجديتي في التمارين والمواظبة في الحصص التدريبية·· فعلا لقد بدأت أحس أني في كامل لياقتي وسأعود لمستواي الحقيقي وأتطلع لأن يكون الموسم الكروي الحالي موسما ناجحا بكل المقاييس، ومن خلاله بدأ صفحة جديدة في مسيرتي لأن الضربة التي لا تقتل تقويك· المنتخب: اللحظات التي عشتموها بعد التتويج كانت استثنائية ولا شك؟ جواد وادوش: فعلا هي لحظات تاريخية واللاعبون لم يعرفوا ما يفعلونه، لقد امتزجت المشاعر بين البكاء والفرح وكانت أجواء فريدة من نوعها، والحمدلله مثل هذه الصور لا تتكرر، أن تشاهد الفرحة في أعين الجمهور فهذا لا يقدر بثمن· المنتخب: أي تأثير للتتويج بالكأس على مقابلة أهلي بنغازي من الناحية المعنوية؟ جواد وادوش: لقد سافرنا بمعنويات عالية جدا، والحمد لله أن الإنطلاقة كانت أمام الوداد وتأكد أنها لم تكن مرحلة عابرة·· لقد أثبتنا أننا فريق كبير قادر على النهوض مهما كانت الأزمات قوية وتعترض طريقه، سنحاول أن نستثمر معطى التأثير الإيجابي على معنوياتنا وأن نعود إن شاء الله بتأشيرة العبور للمباراة النهائية من قلب ليبيا· المنتخب: ألا يراودك حلم الإحتراف مجددا بعد كل العكس الذي رافق المشروع؟ جواد وادوش: إستفدت بما يكفي من الدورس من الفترة السابقة، ولا أريد أن أكرر نفس المآسي التي عشتها، لكني مؤمن بالله وقدره، وأعتقد أن الخير فيما اختاره الله، لحسن حظي أني أنتمي لفريق كبير إسمه الجيش الملكي وأظن أن مسؤوليه سيبذلون ما في وسعهم لإرضائي لأني إجتزت ظروفا صعبة ومررت من لحظات أجعلها للشبان· المنتخب: هل أنتم قادرون على تأكيد قوتكم في بطولة هذا الموسم لاستعادة اللقب؟ جواد وادوش: أكيد، ولنا من المقومات ما يجعلنا العودة للمنافسة لأن البطولة في بدايتها وما زال كل شيء ملعوبا لغاية المحطات النهائية، نعيش مرحلة إيجابية وجيدة وعلينا أن نستفيد منها قدر الإمكان، لأننا واثقون من النجاح، والجيش سيقول كلمته وهذا وعد مني للجمهور· المنتخب: اللعب للفريق الوطني في المرحلة المقبلة وبعد أدائك الكبير مؤخرا، هل ما زال يراودك؟ جواد وادوش: أكيد وشرف أن ألعب للجيش ومنه وضع عين على الفريق الوطني الذي تألمنا لوضعه، وأثق في قدراتي على أداء الواجب على أحسن وجه، أتوجه بالشكر لكل من ساندني ودعمني وأقول لجمهور الجيش ومحبيه أننا الزعيم· بطاقته الإسم الكامل: جواد وادوش تاريخ الإزدياد: 4 أكتوبر 1981 الوزن: 83 كلغ الطول: 1.79م النادي الحالي: الجيش الملكي النادي السابق: جمعية قصبة تادلة الصفة: دولي عدد مبارياته الدولية: 3 عدد أهدافه الدولية: 1 - الإنجازات: بطولة المغرب: سنتي (20052008) مع الجيش كأس العرش: سنوات (20032004200720082009) كأس الإتحاد الإفريقي: سنة 2005 هداف البطولة: موسم (20062007) ب 12 هدفا·