حقق فريق الجيش الملكي لقبه الحادي عشر في مسابقة كأس العرش في كرة القدم ( رقم قياسي ) عقب فوزه على جاره وغريمه التقليدي اتحاد الفتح الرياضي بالضربات الترجيحية5 -4 في المباراة النهائية لموسم2008 -2009 التي جمعت بينهما عشية يوم الأربعاء بملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط والتي ترأسها صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد . وكان الوقتان الأصلي والإضافي من هذه المباراة التي أقيمت في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى أل54 لعيد الاستقلال المجيد والتي حضرها جمهور غفير فاق أل 20 ألف متفرج وأدارها طاقم تحكيم من عصبة الشاوية بقيادة بوشعيب لحرش (حكم رئيسي) ومحمد أيوب ومصطفى مومن (مساعدين) قد انتهيا بالتعادل (1 -1 ). وبهذا الإنجاز الكبير يكون فريق الجيش الملكي قد نجح في إحراز لقبه الثالث على التوالي والحادي عشر في مشواره الرياضي الحافل بالبطولات والألقاب بعد سنوات1959 و1971 و1984 و1985 و1986 و1999 و2003 و2004 و2007 و2008 ليعزز بذلك ريادته للأندية المتوجة بهذه الكأس رافعا الفارق إلى لقبين عن فريق الوداد البيضاوي (9 ألقاب) وستة عن الرجاء البيضاوي والكوكب المراكشي فيما يملك اتحاد الفتح الرياضي والمولودية الوجدية أربعة ألقاب لكل منهما. كما أن فريق الجيش الملكي الذي سبق له أن حقق الإنجاز ذاته سنوات1984 و1985 و1986 واحتفظ بالكأس الثمينة إلى الأبد بفضل جيله الذهبي (التيمومي ودحان ولغريسي واللمريس وشيشا وهيدامو والحضريوي ...) بات متخصصا في مسابقة كأس العرش إذ خاض اليوم مباراته النهائية رقم15 في تاريخه ست منها في السنوات العشر الأخيرة فاز بها جميعها. وفي المقابل فشل فريق اتحاد الفتح الرياضي في إحراز لقبه الخامس بعد سنوات 1967 و1973 و1976 و1995 وبالتالي ربط ماضيه التليد بحاضره الواعد ليبقى آخر عهد له بهذه الكأس في موسم1995 على حساب أولمبيك خريبكة2 -0 وهو الموسم الذي صادف نزوله إلى القسم الثاني. وكما كان منتظرا طغى عنصر الحيطة والحذر على بداية هذه النهاية الأولى من نوعها في تاريخ مسابقة كأس العرش منذ إحداثها سنة1957 التي تجمع بين فريقي العاصمة الإدارية اللذين تربطهما علاقة حميمية مع هذه الكأس الفضية الثمينة. واستمرت فترة جس النبض بين الفريقين حوالي ثماني دقائق أنهاها المخضرم جمال التريكي مهاجم اتحاد الفتح الرياضي بتحويله كرة عرضية توصل بها من زميله المحترف الكاميروني دانييل منشاري علت بسنتمترات قليلة عارضة مرمى الحارس خالد العسكري. ومباشرة بعد هذه المحاولة الجادة دخلت المباراة منعطفا آخر تجلى في ارتفاع إيقاع اللعب وخروج لاعبي الفريقين من مناطقهما والمبادرة إلى الهجوم في بحث عن افتتاح حصة التسجيل. غير أن تعزيز الفريقين لدفاعيهما ويقظة خطي وسط الميدان دفع كلا منهما إلى الاحتفاظ بالكرة والاعتماد على المرتدات الخاطفة والسريعة التي شكلت في أكثر من مناسبة خطورة كبيرة على حارسي المرمى خالد فوهامي وخالد العسكري. وانتظر جمهور الفريق العسكري إلى غاية الدقيقة36 ليعاين أول محاولة حقيقية للتهديف كان من ورائها اللاعب النشيط عصام الراقي الذي تسلل من الجهة اليسرى ومرر نحو المعترك حيث حول المارد جواد وادوش بكعب رجله الكرة غير أن العمود الأيمن ناب عن الحارس فوهامي في إبعاد الخطر. وأمام استحالة اختراق وسطي الميدان والدفاع لجأ مهاجمو الفريقين إلى التسديد من بعيد والتسرب عبر الأجنحة لكن دون أن ينجحوا في فك لغز الأصفار. وجاء الشوط الثاني أكثر تشويقا وإثارة من سابقه حيث تعددت المحاولات الجادة للتهديف بعدما أبدى كل فريق رغبته في مباغثة منافسه لتأتي الدقيقة50 ومعها أول أهداف اللقاء بواسطة الكاميروني منشاري الذي استغل مرتدا سريعا وراوغ المدافع يوسف البصري وسدد من خارج مربع العمليات كرة قوية ومركزة استقرت في الجهة اليمنى من شباك الحارس خالد العسكري الذي أخرج كل ما في جعبته لانقاذ مرماه لكن دون جدوى . وأخذ أصدقاء المهاجم جواد وادوش بزمام المبادرة مباشرة بعد هذا الهدف ومارسوا ضغطا مكثفا على معترك فريق الفتح في بحث جاد عن هدف التعادل وهو ما كاد يتحقق لهم في الدقيقة58 بعد تسرب المدافع عتيق شهاب وتمريره كرة خادعة مرت أمام غابة من الأرجل ليبعدها أحد المدافعين إلى الزاوية. ودخل اللقاء في أخذ ورد وتبادل الفريقان الهجمات مع اندفاع كبير للاعبي الفريق العسكري الذين احتكروا الكرة وعملوا على إيصالها في أقرب وقت إلى مربع عمليات الفريق المنافس في الوقت الذي ركز فيه هذا الأخير على المرتدات السريعة والقذف من بعيد خاصة عن طريق ضربات الأخطاء المباشرة (محمد بنشريفة د67 صدتها العارضة) و(إدريس الصويت د76 حولها العسكري بصعوبة إلى الزاوية). وفي الوقت الذي بدأ فيه جمهور فريق اتحاد الفتح الرياضي احتفالاته بالتتويج أبا القناص وادوش الذي كان قد وقع هدف الفوز في نهاية السنة الماضية دقيقتين قبل انتهاء الوقت القانوني إلا أن يعيد الأمور إلى نصابها بتوقيعه هدفا أكثر من الروعة بمكان بتسديدة مركزة استقرت في الزاوية أل90 لمرمى الحارس فوهامي ليفرض على الفريقين وقتين إضافيين. ولم يحد الشوطان الإضافيان عن طابع الإثارة والتشويق بعدما نسج لاعبو الفريقين على نفس منوال الشوطين الأول والثاني لكن دون النجاح في تغيير النتيجة ليلجأ إلى الضربات الترجيحية التي كانت الفيصل والتي ابتسم الحظ في الأخير فيها للفريق5 -4 . ويذكر أن هذه تاسع نهاية تحسم فيها الضربات الترجيحية علما بأن فريق الجيش الملكي كان أيضا طرفا في أول مباراة وجمعته سنة1971 بفريق المغرب الفاسي (9 - 8 ). وجاء إحراز فريق الجيش الملكي هذا اللقب ليتوج مشوارا ناجحا تخطى خلاله على التوالي عقبة أندية النادي المكناسي (1 - 0 ) وسطاد المغربي (1 - 0 ) والوداد البيضاوي (4 -2 ض ت) والاتحاد الزموري للخميسات (5 - 4 ض ت) في حين تجاوز فريق اتحاد الفتح الرياضي في طريقه للنهاية السادسة في مشواره أندية جمعية المنصورية (5 - 4 ض ت) والجمعية السلاوية (2 - 1 ) واتحاد آيت ملول (2 - 1 ) والمغرب التطواني (3 - 0 ض ت) وشباب المحمدية (2 - 0 ).