لم تمر الهزيمة التي تلقاها فريق الجيش الملكي في افتتاح الجولة الرابعة من دوري الدرجة الأولى المغربي ضد فريق الدفاع الحسني الجديدي (1-0) دون تسجيل ردود أفعال داخل البيت الداخلي للفريق العسكري، حيث أقام المسؤول الأول عن الفريق الجنرال القنابي مجموعة من الاجتماعات المسترسلة مع جميع مكونات الفريق التقنية والإدارية. وكان من نتائج هذه الاجتماعات إجبار اللاعبين على الدخول في معسكر مغلق بداية من يوم أول أمس وإلى غاية يوم 13 من هذا الشهر موعد أول مباراة للفريق برسم دوري شمال إفريقيا للفرق الفائزة بالبطولة ضد أهلي بنغازي الليبي. وهو معسكر يحمل طابعا تأديبيا بعد النتائج المحققة حتى اللحظة، والتي يرى الرئيس المنتدب أنها لا تتماشى والإمكانيات التي ترصدها الإدارة لفائدة الفريق. كما وجه القنابي سهام النقد إلى المدرب والتر ماوس محملا إياه مسؤولية النتائج المتراجعة، ومعاتبا إياه على الانفراد باتخاذ القرارات دون الرجوع إلى باقي مكونات الطاقم التقني للفريق. هذه القرارات، وعلى الخصوص منها ما تعلق بالمعسكر الإعدادي التأديبي، احتاجت من اللاعبين إلى طلب وساطة وشفاعة العربي كورة المستشار التقني للفريق، والذي نجح في إقناع القنابي بتخفيض مدة المعسكر إلى خمسة أيام، تنطلق يوم الجمعة 9 أكتوبر وتختتم عشية المباراة. وهي قرارات قد يكون لها مفعول على أداء اللاعبين الذين قرروا ترك النزاعات جانبا والتركيز على محاولة تصحيح الصورة التي ظهر عليها الفريق حتى اللحظة، والتي جعلته يتقاسم المرتبة الأخيرة مع فريق وداد فاس. كما أوقف الفريق مهاجمه جواد وادوش إلى أجل غير مسمى عقب الرسالة التي بعثتها جمعية جمهور العاصمة إلى الجنرال القنابي عقب قيامه بحركة لارياضية في حقهم غداة المباراة التي جمعت الجيش الملكي بالكوكب المراكشي في ختام الجولة الثالثة من دوري الدرجة الأولى. لكن جلسة المصالحة التي تمت بين اللاعب وبين كل مكونات وأطياف الجماهير قد تفلح في رفع العقوبة عنه، وذلك بعد أن تم تذويب كل الخلافات التي نشبت بين الطرفين في جلسة مكاشفة عقدت لهذه الغاية. وجرى خلال هذه الجلسة الاستماع إلى دفوعات اللاعب، والتي ضمنها الأسباب الجوهرية التي دعته إلى القيام بتلك الحركة، حيث لم يتأخر في تقديم الاعتذار علانية إلى تلك الجماهير، واعدا إياها بتقديم اعتذار ثان خلال مباراة الثلاثاء ضد أهلي بنغازي. وهو تصرف لقي ترحيبا خاصا من جميع من حضر الجلسة، والتزم عقبه رئيس جمعية جمهور العاصمة سمير فتحي ببعث رسالة جديدة إلى إدارة الجيش يخبرها فيها بجميع التطورات التي عرفها الملف، وذلك بهدف رفع عقوبة الإيقاف عن وادوش. بعد ذلك تحولت جلسة المكاشفة إلى جلسة تواصلية مع وادوش تحدث فيها عن المعيقات التي تحول دون تسجيل انطلاقة حقيقية والتي أجملها في تأخر انسجام اللاعبين الجدد والقدامى، فضلا عن بعض الأخطاء الفردية.