خلفت الصراعات الخفية حول كراسي المسؤولية داخل إدارة الجيش الملكي سقوط الكومندو مستحسن، الذي كان يشغل مهمة أمين مال الفريق منذ أزيد من عقد من الزمان إلى غاية يوم الأحد الماضي الذي صادف المباراة الأخيرة، التي خاضها الفريق برسم الجولة 13 من الدوري المغربي الأول في كرة القدم ضد حسنية أكادير وانتهت لمصلحة الجيش بهدف دون رد. وفي غياب أي بلاغ رسمي صادر عن إدارة الفريق يوضح دواعي اتخاذ القرار، فإن جميع المصادر أكدت أن «الإطاحة» بمستحسن جاءت كنتيجة حتمية للصراع الكبير بين الجنرالين مصمم والقنابي، حيث إن الكومندو مستحسن لم يقو على التوفيق بين ما يطلبانه معا، خصوصا أن مرتبته في سلك الجندية تفرض عليه الانصياع للأوامر الصادرة عنهما، في وقت يسعى كل طرف بشكل خفي إلى إبعاد الآخر عن الأمور التسييرية للنادي، أمام صمت الرئيس الفعلي للنادي الجنرال دوكور دارمي حسني بنسليمان الذي له انشغالات أكبر من تدبير فريق للكرة. وفيما أكدت المصادر أن مستحسن طالب منذ مدة ليست بالقصيرة بإعفائه من مهامه، وذلك لتفادي كل الضغوط التي كبرت بحلول فترة الانتقالات الشتوية، أشارت مصادر أخرى إلى أن سوء التدبير هو الذي عجل بدعوة القنابي لمستحسن بالتخلي عن منصبه، وهذا الطرح يجد تبريره في القرار الذي اتخذ أخيرا والذي قضى بمراجعة التعويضات التي ينالها العاملون في النادي من مالية الفريق، والتي تقرر تخفيضها بنسبة مائوية وصلت إلى 50%، وتشير كل التوقعات إلى أن الكومندو الزوين هو المرشح لخلافة مستحسن في منصبه، وهو الذي سبق أن تقلد نفس المنصب في وقت سابق، وذلك قبل مجيء الكومندو مستحسن، لكن التزامه بتلقي تكوين إداري بأحد المعاهد فرض عليه الابتعاد عن صفوف الفريق، قبل أن يعود إليه في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ النادي. يذكر أن صراع النفوذ داخل إدارة الجيش أسقط في وقت سابق كلا من العربي كورة المستشار التقني للرئيس وبعده المعد البدني جعفر العاطفي ثم المدير العام محمد مفيد. وفي علاقة بأمور النادي أكدت مصادر إدارية، أن إدارة الجيش توصلت أخيرا بفاكس من طرف فريق العربي الكويتي جدد فيه رغبته في انتداب اللاعب جواد وادوش لمدة أربعة أشهر مقابل 160 مليون سنتيم، لكن المشكل الكبير الذي يعاني منه اللاعب هو انشغال المسؤولين بصراع المواقع، مما يجعل النادي غير قادر على اتخاذ قرارات مصيرية كهته، كما أن رتبة وادوش في سلك الجندية تمنعه من طلب مقابلة مباشرة مع رئيس الفريق، حيث يجد نفسه مجبرا على احترام التسلسل الإداري، أمام عدم اهتمام بقية أعضاء النادي، الذين يفترض أن ينقلوا هواجس وادوش إلى الجنرال قنابي، خصوصا أن اللاعب نفسه تلقى وعودا قبل بداية الموسم بتسهيل انتقاله إلى أي ناد يرغب في خدماته، علما أنه تأثر نفسيا من جراء فشل صفقات سابقة كان مرشحا لها، سواء في السعودية أو البرتغال. من جهة أخرى وبخصوص أخبار الفريق العسكري علمت «المساء» أن المدافع جواد بوعودة استهل مرحلة الترويض خلال بداية الأسبوع الجاري، وذلك بعد الإصابة التي ألمت به خلال الأسبوع ما قبل الماضي، إثر احتكاك مع زميله بالفريق محمد مساميح خلال إحدى الحصص التدريبية. ويفترض أن يشارك بوعودة رفقة فريقه في المباراة الأخيرة من مرحلة الذهاب، والتي ستجمع فريقه بفريق وداد فاس.