قبل بضعة أسابيع فقط ضبطت مصالح الأمن الكولومبية أزيد من 300 كيلوغرام من المخدرات كانت موجهة نحو المغرب. هذه الكمية من الكوكايين النقية كان من المرتقب أن تصل إلى أزيد من طن بعد خلطها بمواد أخرى، وبالتالي فإن سعرها سيصل إلى أرقام كبيرة بالنظر إلى أن غراما واحدا منها يتراوح سعره بين 800 و1000 درهم. في نفس المدة تقريبا تحدثت وسائل الإعلام عن ضبط شحنة أخرى من الكوكايين كانت موجهة إلى لبنان، وتحدثت مصادر إعلامية عن كون الشحنة كانت موجهة إلى حزب الله اللبناني، وهو ما نفاه الحزب بقوة واعتبره دعاية رخيصة تستهدف النيل من سمعته وتاريخه الطويل في المقاومة. هناك عشرات الأمثلة الأخرى عن شحنات يتم ضبطها قبل أن ترسو في الموانئ الإفريقية والآسيوية، وأخرى كثيرة تنجح في الوصول إلى الأسواق من دون مشاكل كثيرة. أبرز الموانئ التي تنطلق منها الكوكايين اللاتينية توجد في كولومبيا والبرازيل وسورينام وفنزويلا. وخلال السنة الحالية تم ضبط حوالي 30 طنا من الكوكايين كانت في طريقها من أمريكا اللاتينية إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية. وتشير أرقام المركز الوطني للمخدرات في إسبانيا إلى أن المناطق المفضلة لمهربي الكوكايين لإفراغ حمولتهم هي الموجودة بين سواحل البرتغال وسواحل غاليسيا الإسبانية في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكذلك بين الشواطئ الأطلسية الجنوبية من المغرب حتى بلدان غرب إفريقيا. وخلال سنة 2002 تم ضبط أزيد من 17 طنا من الكوكايين، إما خلال إبحارها من أمريكا اللاتينية نحو السواحل الإيبيرية والإفريقية، أو خلال محاولة رسوّها. وخلال سنة 2003 تم ضبط ضعف الكمية تقريبا المسجلة في السنة التي قبلها. لكن رغم هذه الضربات الموجعة، فإن شبكات الكوكايين ظلت تمارس نشاطها عبر الأطلسي بهمة كبيرة، ونجحت في إفراغ كميات كبيرة قرب مضيق جبل طارق، من دون الإشارة إن كانت هذه المناطق مغربية أو إسبانية أو بريطانية. وتشير التقارير الأمنية إلى أن حوالي 70 في المائة من الكوكايين العابر للمحيط الأطلسي يتم ضبطه، غير أن هناك سفنا للتهريب أصبحت تتوفر على تجهيزات تكنولوجية جد متطورة لتجنب الوقوع في قبضة الدوريات الأمنية، وأن هناك مراكب صغيرة تستقبل سفن الكوكايين وتوزع في ما بينها الشحنة، وكل زورق يقصد منطقة معينة لتشتيت المراقبة عليها.